مجتهد يكشف معلومات جديدة عن اختفاء خاشقجي وساعة تفضح بن سلمان

مجتهد يكشف معلومات جديدة عن اختفاء خاشقجي وساعة تفضح بن سلمان
السبت ١٣ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٦:٠٩ بتوقيت غرينتش

بعد مرور ايام على اختفاء الصحافي السعودي المعارض جمال خاشقجي، بدأت فرص العثور عليه حيّاً تتضاءل في حين تؤكد جميع المعطيات أن هناك جريمة جرى تنفيذها بحق خاشقجي وكانت القنصلية السعودية في إسطنبول مسرح الأحداث.

العالم - السعودية

ابن سلمان يخفي كل من ساهم في قتل خاشقجي

أكد المغرد الشهير مجتهد أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يعيش حالة تخبط وارتباك كبيرة بعد افتضاح أمره بمقتل خاشقجي، مشيرا أنه حاليا يعمل على إخفاء آثار جريمته باعتقال جميع أعضاء الفريق الذي نفذ العملية ومراقبة أي شخص داخل دائرته كان على علم بالأمر.

وقال مجتهد في تغريدة له على حسابه بتويتر حيث يتابعه أكثر من 2 مليون شخص:”ابن سلمان يخفي كل من ساهم في قتل خاشقجي أو علم شيئا”.

وتابع أن الخمسة عشر شخصا الذين أعلنت السلطات التركية أسمائهم واتهمتهم بالوقوف وراء تصفية “خاشقجي” كلهم مسجونون.

وأشار أيضا إلى الاستدعاء المفاجئ لخالد بن سلمان سفير المملكة بواشنطن بقوله:” يعتقد أنه لن يعود قريبا”.

واختتم مجتهد تغريدته بالقول:”بقية من شارك في الترتيبات مأمورون بالتزام بيوتهم”، وتساءل:” هل يكون غياب سعود القحطاني عن التويتر ثلاث أيام في نفس السياق؟”

وعلى غير عادة النظام السعودي الذي ظل يمارس القمع والتنكيل بمعارضيه غير آبه بردود الفعل الغربية والانتقادات الدولية، خرج أعلى مسؤول أمني في المملكة لينفي الاتهامات الموجهة للقيادة السعودية بإصدار أوامر باغتيال وتصفية خاشقجي، الأمر الذي يثبت أن “ابن سلمان” ونظامه قد وقعا في ورطة كبيرة لم يجدوا بعد سيناريو للخروج منها ويماطلون بتصريحات واهية دون تقديم أي أدلة.

وقال وزير الداخلية السعودي عبد العزيز بن سعود بن نايف آل سعود، إن الاتهامات بوجود أوامر بقتل الصحفي جمال خاشقجي أكاذيب ومزاعم لا أساس لها من الصحة، وإن المملكة تستنكر ما يتم تداوله في بعض وسائل الإعلام من اتهامات لها.

وأضاف في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء السعودية “واس” فجر اليوم، السبت، أن بلاده حريصة على تبيان الحقيقة كاملة في موضوع اختفاء خاشقجي، كما قال إن بلاده حريصة على مواطنيها في الداخل والخارج.

ويأتي بيان وزير الداخلية السعودي -على ما يبدو- تعليقا على تقارير أوردتها الصحافة الأميركية، بأن الاستخبارات الأميركية اعترضت مراسلات تشير إلى أن ولي العهد محمد بن سلمان أمر باستدراج جمال خاشقجي واعتقاله.

ترامب يتوعد السعودية بـعقاب شديد

في هذه الاثناء اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم السبت، السعودية بانه قد تكون وراء اختفاء خاشقجي، وحذر من أنّ واشنطن ستنزل "عقاباً شديداً" في حال تبيّن ذلك.

وقال ترامب "سنعرف ماذا حدث وسيكون هناك عقاب شديد"، حسب مقتطفات من مقابلة نشرت، اليوم السبت، مع شبكة "سي بي إس"، أوردتها "فرانس برس".

وأضاف "حتى الآن، ينفون هذا الأمر بشدة. هل يمكن أن يكونوا وراء ذلك؟ نعم". غير أنّ ترامب قال في المقابلة التي ستبث كاملة، يوم الأحد، إنّه لا يريد أن يضر بالوظائف الأميركية بإيقاف المبيعات العسكرية للسعودية.

وقال ترامب للصحافيين، السبت، إنه لم يتحدث مع الملك سلمان، لكنه سيتصل به "قريباً".

كيف فضحت ساعة آبل ما حدث لخاشقجي؟

تتوالى التسريبات تباعا حول المزيد من التفاصيل المتعلقة بلغز الاختفاء الغامض للإعلامي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول التركية.

وترجح أغلب المعطيات المسربة -عبر وسائل إعلامية مقربة من أنقرة- اغتيال خاشقجي وقتله بطريقة بشعة داخل القنصلية، حيث كشفت صحيفة "صباح" التركية بعددها الصادر اليوم السبت ما قالت إنها تفاصيل مهمة حول دور ساعة اليد الذكية من نوع "آبل" في تزويد الأمن التركي بمعلومات حول مصير الصحفي الذي اختفت آثاره منذ الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

ووفقا للصحيفة، فقد كان خاشقجي يرتدي مثل تلك الساعة عند دخوله القنصلية، وقام بتسجيل ما حدث معه منذ دخوله المبنى، ورفع المواد المسجلة على "آي كلاود" (تخزين سحابي) مرتبط بهاتفه الذي تركه مع خطيبته خارج المبنى.

وبحسب التقرير الذي أبرزته "صباح" على صفحتها الأولى، تقول الصحيفة إن التسجيلات تظهر تعرض خاشقجي للضرب والتعذيب قبل قتله على يد فريق الاغتيال السعودي.

وأضافت الصحيفة "السعوديون اكتشفوا قيام خاشقجي بتسجيل ملابسات تعذيبه وقتله، فقاموا بمسح بعض الملفات عن التسجيل، لكن الاستخبارات التركية -التي كانت قد بدأت بمتابعة حادث الاختفاء- تمكنت من استرجاع كافة التسجيلات وحفظ نسخ احتياطية منها".

حلقة جديدة
وتضيف رواية الصحيفة التركية -حول دور ساعة "آبل"- حلقة جديدة في حل لغز الاختفاء بعد يوم واحد من تسريبات لصحيفة "يني شفق" المقربة من الحكومة أيضا، والتي حملت تفاصيل في ذات الإطار.

فقد قالت "يني شفق" إن المخابرات التركية تملك تسجيلا يمثل دليلا قاطعا وموثقا على اغتيال الإعلامي السعودي بقنصلية بلاده.

ووفقا للصحيفة، فإن خاشقجي دخل القنصلية منفردا عند الساعة 1:15 ظهرا بعدما ترك هاتفه بالخارج مع خطيبته حيث استقبل بمكتب القنصل لعدة دقائق تبادل فيها الحديث معه، ثم دخل الغرفة اثنان من فريق الاغتيال وقاما بضربه وجره إلى غرفة ثانية.

ويسمع من التسجيل الصوتي -بحسب الصحيفة- أن خاشقجي حاول الاستغاثة والصراخ، لكن فريق الاغتيال واصل الاعتداء عليه ثم قام بتخديره وإسقاطه على الأرض، ثم سحبه إلى غرفة ثالثة، وقام بقتل خاشقجي وتقطيع جثته بمنشار عظام. 

ووفق التسجيل الذي أشارت له الصحيفة، فإن عددا من فريق الاغتيال غادر مقر القنصلية، ثم جاء عدد آخر لتنظيف مكان القتل والتقطيع، بينهم العقيد محمد الطبيقي مدير الطب الشرعي بالإدارة العامة للأدلة الجنائية بالأمن العام في المملكة.

صحف تركية نقلت عن مصادر أمنية أن خاشقجي اعتدِيَ عليه وقتله بغرفة مجاورة لغرفة القنصل (غيتي).

لغز الحقائب
وعلى عهدة "يني شفق" فقد أتى باقي فريق الاغتيال لتنظيف مسرح الجريمة وإخفاء آثار القتل وتقطيع الجثة، ثم خرج بعضهم من القنصلية حاملين حقائب كبيرة كانوا قد قاموا بشرائها من سوق "سيركجي" بإسطنبول.

ووفق الصحيفة أيضا، فإن هذه الحقائب كانت هي ذاتها التي أخفيت فيها جثة خاشقجي مقطعة، وقد ظهرت في التسجيل الذي عرضته المخابرات التركية بوسائل الإعلام مؤخرا.

وقالت أيضا "تم تحميل الحقائب بسيارة مرسيدس (ماركة فان) توجهت إلى منزل القنصل الذي يبعد حوالي خمسمئة متر عن مقر القنصلية، الأمر الذي دفع بالأمن التركي للتوقع بدفن أجزاء من جثة خاشقجي بحديقة المنزل".

ويعتقد الأمن التركي -وفق رواية الصحيفة- أن ما تبقى من جثة خاشقجي دفن بمكان ما في محيط مناطق "مالت بيه" أو "بندك" أو "كارتل" في إسطنبول.

وتؤكد "يني شفق" أن القنصلية تمتلك 26 سيارة جميعها تحت رقابة السلطات التركية إلا واحدة خرجت عن الرقابة لمدة ست ساعات بمحيط المناطق الثلاث المذكورة، واختفت خلالها عن الأنظار. ولم يتسن للجزيرة التأكد من صدقية ما ورد بالصحيفة من طرف مستقل. 

إماراتي جلس بجانب خاشقجي في القنصلية

أدلة كثيرة ظهرت مؤخرا أثبتت بما لا يدع مجالا للشك تورط النظام السعودي بحادث اختفاء الصحافي جمال خاشقجي، لكن الجديد هو ما ذكره ناشط شهير بتويتر عن “فيديو” من داخل القنصلية يزعم أنه يظهر شخص إماراتي كان يجلس بجانب “خاشقجي” في قاعة الاستقبال داخل القنصلية.

الناشط المعروف مسفر بن سعد الكعبي دون في تغريدة ما نصه:”جديد: يوجد بالفيديو من داخل القنصلية شخص جالس في قاعة الاستقبال ودخل خاشقجي والقى عليه السلام وجلس بجواره معتقداً انه مراجع يسبقه بالدور”.

وتابع موضحا:” هذا الشخص يعتقد اماراتي وخرج مع الخارجين ولم يكن من ضمن الداخلين ال 15″.

هوية الطبيب الذي دخل الى منزل القنصل السعودي في اسطنبول

تداولت حسابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الجمعة، مقطع فيديو، جديد قالت إنه يرصد لحظة نزول طبيب من سيارة دبلوماسية سعودية في اسطنبول، ودخوله منزل السفير السعودي محمد العتيبي القريب من مبنى القنصلية.

وأشارت قناة “NTV” التركية إلى أن الشخص كان يرتدي معطف أطباء يحمل شعار كلية الطب بجامعة إسطنبول، ما عزز الشكوك ببدء عمليات جمع الأدلة من المنزل.

لكن المفاجأة كانت أن الشخص هو نجل القنصل السعودي محمد العتيبي، وهو يدرس الطب في جامعة إسطنبول، ووصل إلى المنزل رفقة سيارة دبلوماسية عائدا من جامعته.

يشار إلى أن صحيفة يني شفق التركية قالت إن القنصل العتيبي “يعيش حالة من الفزع، ويلتزم بيته منذ 5 أيام، ولم يغادره إلى القنصلية، وقام بإلغاء كافة مواعيده الرسمية” منذ اختفاء الصحفي خاشقجي خلال مراجعته لقنصلية بلاده.

السعودية لم تبد أي تعاون بشأن اختفاء خاشقجي

من جانبه قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، اليوم السبت، إن على السعودية أن تتعاون في التحقيقات بشأن اختفاء خاشقجي وأن تسمح لمسؤولين أتراك بدخول قنصليتها في اسطنبول.

وكان جاويش أوغلو بتحدث للصحفيين، بحسب ما أوردته وكالة "رويترز"، خلال زيارة لندن بعدما وصل وفد من المملكة العربية السعودية إلى تركيا لإجراء تحقيق مشترك بشأن اختفاء خاشقجي.


وأضاف الوزير التركي: "لم نرَ أي تعاون من الجانب السعودي في عملية التحقيق بقضية خاشقجي ونريد أنّ نرى ذلك ". وتابع: "على السعودية أن تتعاون مع طلب تفتيش قنصليتها بإسطنبول".

وأكد أنه "هناك إجماع في الرأي بشأن تشكيل مجموعة عمل مشتركة للكشف عن مصير خاشقجي على ضوء المقترح السعودي".



وفي وقت سابق، نقلت وكالة "الأناضول" أن 6 أشخاص دخلوا اليوم السبت، القنصلية السعودية في إسطنبول، بعدما قدموا بواسطة سيارتين ذات لوحتين مدنيتين، رغم أن القنصلية لا تستقبل مراجعين اليوم، بسبب عطلة نهاية الأسبوع.

تكرار ما حصل لخاشقجي

وعبر الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش: عن مخاوفه من تكرار ما حدث ل خاشقجي الذي اختفى منذ دخوله القنصلية السعودية في اسطنبول يوم الـ 2 أكتوبر الجاري.

وقال غوتيريش في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" اليوم السبت: "أخشى أن تتكرر وقائع اختفاء مثل هذه، لتصبح أمرا مقبولا وعاديا".

وشدد غوتيريش على ضرورة الكشف عن الحقيقة، قائلا: "نحن بحاجة إلى أن نعرف بالضبط ما حدث ونحتاج إلى أن نعرف بالضبط من المسؤول"، وأضاف: "بالطبع، عندما نرى تكرارا لهذا النوع من الأوضاع، أعتقد أننا بحاجة إلى إيجاد طرق تتطلب المساءلة أيضا".

وبخصوص المؤتمر الاستثماري المزمع عقده في السعودية نهاية الشهر الحالي، اعتبر غوتيريش أنه "بمجرد ظهور إجابة واضحة حول ما حدث، يتعين على الحكومات أن تبت بالطريقة المناسبة في مسألة المشاركة في هذا المؤتمر".