مكاسب ايران في ظل الحرب الاقتصادية واستمرار هزائم اميركا

مكاسب ايران في ظل الحرب الاقتصادية واستمرار هزائم اميركا
الأحد ١٤ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٤:٢٥ بتوقيت غرينتش

اكد الرئيس الايراني حسن روحاني أن طهران على عكس واشنطن حققت مكاسب كثيرة في مختلف المجالات، خاصة على الصعيدين السياسي والحقوقي. وقلّل من أهمية الحظر الأميركي الذي من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ في الخامس من الشهر المقبل، وقال إن واشنطن شنت حربا اقتصادية على ايران، لكنها خسرت سياسيا.

العالم - تقارير

وفي كلمة له بمناسبة انطلاق العام الدراسي للجامعات، أضاف الرئيس روحاني أن ايران تعاملت بحكمة مع الاتفاق النووي، ولم تستعجل الخروج منه، وهي قادرة على إلحاق الهزيمة بالولايات المتحدة كما هزمتها على الصعيد السياسي.

حقد الادارة الاميركية على ايران

وأكد ان الادارة الاميركية الحالية أكثر من سابقاتها حقدا وعداء لإيران، حيث جمعت هذه الادارة الشخصيات الأسوأ في هذا المجال.

وأوضح: انهم (الاميركان) بدأوا مخططهم بالحرب النفسية، ثم الحرب الاقتصادية، وهدفهم الثالث النيل من فاعلية النظام، في حين ان هدفهم النهائي هو الاطاحة بالنظام، وذلك من خلال سلب المشروعية منه.

وشدد روحاني على اننا يمكننا تجاوز كل هذه الامور من خلال تمسكنا بالوحدة والتلاحم، ويمكننا في كثير من الحالات ان نهزم أميركا.. وعلى سبيل المثال خلال الاشهر الاخيرة تكبدت اميركا الهزيمة امام ايران وذلك حسب تقييم العالم.

انسحاب اميركا من الاتفاق النووي

وتابع: لا يوجد أحد في العالم باستثناء دول قليلة، تقول أن اميركا فعلت الصواب في انسحابها من الاتفاق النووي.. حتى الذين يراعون الاحتياط كثيرا، يعربون عن أسفهم، وأما الصريحون فيقولون أن أميركا ارتكبت خطأ، وأما الاكثر صراحة فيقولون انها ارتكبت مخالفة للقانون وتصرفت خلافا للقرارات.

وأشار الرئيس الايراني الى الاجتماع الذي عقده ترامب في مجلس الامن الدولي لتوجيه ضربة الى ايران، الا ان جميع الاعضاء الـ14 الآخرين، أيدوا الاتفاق النووي، ولم يتمكن ترامب من الحصول على النتيجة المرجوة.. وخرج من مجلس الامن خالي الوفاض.

وألمح الرئيس روحاني الى ان "أحقيتنا وتدبيرنا في هذه القضية جعلتنا ننتصر.. ففي اليوم الذي انسحبت فيه أميركا من الاتفاق النووي، كانت تتوقع ان تنسحب ايران غداة ذلك اليوم، وماذا كانت النتيجة لو فعلت ايران ذلك؟ لكان ملفها يرفع فورا الى مجلس الامن، ولبدأت العقوبات الدولية ضدنا، ولعادت كل القرارات ضد ايران، ولأصبحنا وحيدين في العالم، ولصار الجميع مؤيدين لإميركا".

وأضاف: ان نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية لم يستعجل الامر، وقال اننا نمنحكم مهلة لعدة اسابيع لنرى ماذا يفعل الآخرون. ومازال هذه الاسابيع مستمرة، واذا تضررنا فسيمكننا ان ننسحب من الاتفاق متى ما شئنا.. لأن الانسحاب من الاتفاق يشبه عملية الهدم التي هي أسهل من عملية البناء.. فالاتفاق بحد ذاته ليس مهما، بل المهم هو مصالحنا الوطنية.. وفي السياسة الخارجية ايران هي المنتصرة بالتأكيد، وأميركا هي التي خسرت.

ومنذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي اكدت دول الاتحاد الاوروبي موقفها الداعم لهذ الاتفاق، وسعت بعدة طرق للالتفاف على الحظر الاميركي الاحادي الجانب على ايران، واوجدت آليات للتعامل المالي مع ايران.

كما اكدت الكثير من الدول انها ستواصل التعامل مع ايران رغم التهديدات الاميركية، ومواصلة شراء النفط والغاز وباقي المنتجات منها.

ترامب ونتنياهو في الجمعية العمومية للامم المتحدة

وفي الجمعية العمومية للامم المتحدة التي تعقد سنويا في نيويورك كان ترامب، الذي ترأست دولته الجمعية لهذا العام، مندفعا بقوة للهجوم على ايران امام رؤساء الدول الحاضرين في الاجتماع، وكرس جل حديثه للتهجم على ايران ووصفها بأنواع الاوصاف والتهم، إلا انه لم يجن من ذلك سوى الاستهزاء والخروج خالي الوفاض.

اما صديقه نتانياهو، رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلي، فقد احضر معه صورة موقع زعم انه المكان الذي تصنع فيه ايران قنبلتها النووية، ليتبين بعد ذلك ان المكان هو مجرد مكان لغسل السجاد في قرية بسيطة بضواحي طهران، ويجلب بذلك الذل والعار لنفسه ولجهاز المخابرات الذي يفترض انه زوده بهذه المعلومات "القيمة".

محكمة العدل الدولية

الرئيس الايراني لفت ايضا خلال حديثه الى ان ايران حققت نصرين سياسيين في محكمة العدل الدولية، حيث قدمت شكوى ضد اميركا، وصدر الحكم المؤقت لصالح ايران، كما تم رفض الرد الاميركي برفض صلاحية المحكمة. كما اننا حققنا نجاحا آخر في محكمة روما العليا في مجال الاموال الايرانية.

وأكمل: طبعا لدينا مشكلات في ذات الوقت، ومشكلتنا نجمت من انسحاب اميركا من الاتفاق المتعدد الاطراف خلافا لما صادق عليه مجلس الامن الدولي، والحَكَم هنا الامانة العامة لمنظمة الامم المتحدة والاعلى منها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وكلاهما يقولان ان الحق مع ايران وأن اميركا أخطأت.

الحقد الاميركي، ومعه الاسرائيلي، متواصل على الجمهورية الإسلامية الايرانية منذ تأسيسها، حيث ترجمته الادارات الاميركية المتعاقبة بعدة اشكال، حرب مفروضة لثماني سنوات، حظر اقتصادي، تجميد اصول نقدية، حرب اعلامية ونفسية واعتداءات ارهابية في الداخل.. لكن حكمة القيادة الايرانية والالتفاف الشعبي حولها أفشل هذه الممارسات كل مرة، رغم الصعوبات.