بعد انتهاء فترة الانسحاب.. ما الذي ستكشفه إدلب؟!

بعد انتهاء فترة الانسحاب.. ما الذي ستكشفه إدلب؟!
الإثنين ١٥ أكتوبر ٢٠١٨ - ١١:٠٩ بتوقيت غرينتش

واخيرا انتهت الفترة التي اتفق عليها الرئيسان الروسي والتركي بشأن نزع السلاح وإنسحاب الجماعات المسلحة من مدينة إدلب السورية صباح اليوم الإثنين، ومن المقرر ان تتشكل لجنة عسكرية مشتركة من جيشي البلدين للدخول الى أعماق المدينة وعلى مديات تتراوح من 15 إلى 20 كيلومترا للتأكد من إنسحاب الجماعات المسلحة ونزع اسلحتها الخفيفة والثقيلة.

 العالم- تقارير

وبالرغم من ان بعض وسائل الاعلام الإقليمية وتحديدا التركية منها حاولت في الأيام الاخيرة التلويح بأن الجماعات المسلحة تعمل على سحب اسلحتها المتوسطة والثقيلة من المدينة، الا أن ما فاجأ وسائل الإعلام هذه، بيان مايسمى بـ"هيئة تحرير الشام" (النصرة سابقا) التي أكدت فيه انها لن تتخلى عن مجمل اسلحتها ولن تنسحب من مواقعها، بل وستواصل قتالها ولن ترضخ لرغبات الحكومتين الروسية والسورية.

ترى لماذا تجاهلت الجماعات المسلحة الفترة التي منحها اتفاق سوتشي للتخلي عن السلاح وخروج الجماعات التي لا ترغب بنزع سلاحها من المنطقة تفاديا لوقوع أي خسارة بين المدنيين؟

مراجعة سريعة لكيفية نشوب الأزمة في سوريا تعيد للأذهان الكثير من الحقائق التي حاول الإعلام الهادف التعتيم عليها وإظهار ما يحدث في سوريا شأنا داخليا، لكن التطورات الأخيرة هي الكفيلة بتوضيح الصورة أكثر من قبل.

ولم ينس المراقبون الدعم المفتوح الذي شهدته الجماعات المسلحة من بعض الأنظمة الرجعية الإقليمية ورفدها بمثيلاتها المستجمعة من أكثر من 85 بلدا من بلدان العالم. وبعد انكشاف الاسرار وظهور الامر الواقع، وعت بعض فئات الشعب السوري التي كانت لها مطالباتها المحقة، واستغلتها الاطراف الاجنبية، وعت حقيقة المؤامرة المبيتة لبلادها وراحت تنضوي تحت مظلة الحوار والمصالحات الوطنية، ما أدى الى استجماع الإرهابيين في محافظة ادلب تمهيدا لفصلهم عن الشعب السوري اولا، ومن ثم التحضير لعودتهم الى بلدانهم.

لكن تأجيل جماعة "تحرير الشام" الإعلان عن موقفها إزاء إتفاق سوتشي واعترافها ان التأجيل جاء نتيجة مشاورات مع الفرقاء في الداخل والخارج، يؤكد ان الجماعة لم يكن لها الخيار في اتخاذ قرارها بنفسها، وإن عليها ان تصبو لما يملى عليها من الخارج أو ما تشير اليه مثيلاتها في الداخل السوري. اي انها لم تأخذ مصلحة الشعب السوري او سوريا كبلد مستقل بنظر الاعتبار وانها تعمل على تطبيق ما يملى عليها جملة وتفصيلا.

هذا الإعتراف الصريح لجماعة "النصرة" يعيد الى الاذهان الدعم الخارجي المفتوح للجماعات التي زعزعت أمن واستقرار سوريا قبل اكثر من سبعة أعوام، وإن المزاعم التي اطلقت إبان قيام القوات السورية بالتخلص من الجماعات الإرهابية، بذريعة المحافظة على ارواح المدنيين لم تكن سوى شماعة لإنقاذ الأصابع العميلة في الداخل السوري.

لكنها اليوم وبعد ان وجدت نفسها عاجزة عن العودة الى بلدانها، راحت تواصل الرهان على الحل العسكري.

لكن واقع الساحة السورية لم يعد كما كانت عليه في السابق، فسوريا بكل فئاتها وتياراتها السياسية أجمعت على ضرورة التخلص من الإرهاب والإرهابيين خاصة الدخلاء منهم، وان القوات السورية بجيشها وقواتها الشعبية والحليفة باتت قاق قوسين أو أدنى من ساعة الصفر التي قد يعلن فيها عن البدء بعمليات لتطهير إدلب بدءا من ضواحيها الغربية، اي تلك المناطق التي تسللت عبرها الجماعات الارهابية من خلال قصفها منازل السكان وتدميرها على رؤوسهم، كي تتمكن من أجتثاث براثن الجماعات الارهابية المسلحة منها وقد لايفاجأ الإعلام بمثل هذه العمليات المرتقبة منذ اكثر من شهرين.

*عبدالهادي الضيغمي - العالم