لغز خاشقجي وسياسة ترامب لإنقاذ الملك سلمان وابنه

لغز خاشقجي وسياسة ترامب لإنقاذ الملك سلمان وابنه
الإثنين ١٥ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٦:١٨ بتوقيت غرينتش

مازال الغموض یکتنف مصیر الكاتب والصحفي السعودي جمال خاشقجي فيما ترجّح تقارير اعلامية تركية وأخرى امريكية تصفيته في مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول.

العالم_تقارير

وبعد مرور قرابة أسبوعين على اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي، عقب دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول، لإجراء معاملة رسمية تتعلق بزواجه وبحسب مواقع اخبارية فأن عشرات الصحافيين وممثلي وسائل الإعلام ما زالوا ينتظرون في محيط القنصلية، أملاً في ظهور معلومات جديدة تتعلق بمصير خاشقجي. 

وشهد ملف خاشقجي تطورات اليوم، بعد أن تطرق الرئيس الاميركي دونالد ترامب الى إمكان أن يكون الصحفي السعودي جمال خاشقجي، الذي اعتبر مفقودا منذ دخوله القنصلية السعودية في اسطنبول، قد يكون قتل على أيدي "عناصر غير منضبطين"، حسب تعبيره.

وقال ترامب في تصريح من حدائق البيت الابيض، بخصوص اتصاله الهاتفي مع الملك السعودي: "لقد نفى الملك (السعودي) بشكل حازم أن يكون على علم بأي شيء، لا أريد التكهن بمكانه (خاشقجي)، إلا انه بدا لي أن الامر قد يكون حصل على أيدي عناصر غير منضبطين. من يعلم"؟.

وتابع الرئيس الاميركي كاشفا ما دار خلال الاتصال الهاتفي بينه وبين الملك السعودي، "قلت له الأمر في غاية الأهمية، العالم بأكمله يتطلع. من المهم إلقاء الضوء كاملا على ما حصل".

وقال ترامب أيضا "لقد نفى بشكل قاطع. كل ما أستطيع قوله هو رواية ما قال لي". وكان الرئيس الاميركي تطرق الى هذا الاتصال الهاتفي قبل ذلك في تغريدة على تويتر.

ومما كتبه في التغريدة "تحدثت للتو الى ملك السعودية الذي قال انه يجهل تماما ما يمكن ان يكون قد حصل مع مواطننا السعودي"، واضاف "سأرسل فورا وزير خارجيتنا للقاء الملك".

وأعلن ترامب أن وزير الخارجية مايك بومبيو سيغادر واشنطن قبل الظهر الى المملكة للقاء الملك السعودي.

وكانت السلطات السعودية وجدت نفسها في موقع دفاعي منذ اختفاء خاشقجي، مع توالي التحذيرات لها بإمكان معاقبتها في حال تبيّن أنها قتلت الصحافي المعارض لسياسات ولي العهد محمد بن سلمان والذي يكتب مقالات في صحيفة "واشنطن بوست" الاميركية.

ونهاية الاسبوع الفائت، اعلن ترامب للمرة الاولى ان الرياض قد تكون ضالعة في اختفاء خاشقجي متوعدا اياها بـ"عقاب شديد" في حال ثبت ذلك.

لكن الرياض تنفي في شكل قاطع أي علاقة لها باختفاء خاشقجي الذي دخل مقر القنصلية السعودية في اسطنبول قبل نحو اسبوعين لاجراء معاملات ادارية، واعتبر بعدها مفقودا.

ونقلت وسائل اعلام تركية عدة عن مسؤولين اتراك قولهم إن خاشقجي قتل داخل القنصلية على أيدي عناصر من الاستخبارات السعودية.

وتمكنت السلطات التركية من دخول مقر القنصلية لاجراء التحقيقات اللازمة لكن الملفت والذي رصدته عدسات وسائل إعلام، الإثنين 15 أكتوبر/تشرين الأول 2018، دخول كميات كبيرة من مستلزمات التنظيف إلى القنصلية السعودية في مدينة إسطنبول، وذلك قبل ساعات من وصول الفريق التركي – السعودي المشترك لتفتيشها، في إطار التحقيق في اختفاء الصحفي البارز جمال خاشقجي .

وتتوالى ردود الأفعال عبر العالم، من مسؤولين ومنظمات، مطالبة بالكشف عن مصير خاشقجي؛ لتتصدر «مانشيتات» الصحف ونشرات الأخبار العالمية، بالتوازي مع التحليلات عن تداعيات هذه الأزمة على كل المستويات.

لغز الصحفي الذي دخل القنصلية السعودية ولم يخرج لم يحل بعد. فهل سيتوصل فريق التحقيق المشترك إلى أدلة قطعية تكشف مصير خاشقجي.