ترامب يوفد بومبيو في مهمة إنقاذ في السعودية

ترامب يوفد بومبيو في مهمة إنقاذ في السعودية
الثلاثاء ١٦ أكتوبر ٢٠١٨ - ١١:٢١ بتوقيت غرينتش

وصل وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى العاصمة السعودية الرياض يوم الثلاثاء لمناقشة اختفاء الكاتب الصحفي جمال خاشقجي مع الملك السعودي.

العالمالأميرکيتان

وأوفد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزير خارجيته للاجتماع مع الملك سلمان بعدما اختفى خاشقجي، وهو كاتب عمود في صحيفة واشنطن بوست ومقيم في الولايات المتحدة، عقب دخول القنصلية السعودية في اسطنبول قبل أسبوعين للحصول على وثائق لزواجه.

بومبيو سيتوجه إلى تركيا بعد السعودية

الى ذلك أعلن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي أن وزير الخارجية مايك بومبيو سيزور تركيا بعد زيارته للسعودية التي من المقرر أن يبحث خلالها قضية اختفاء الصحفي جمال خاشقجي.

وقال المتحدث: "من المهم للغاية أن تكون السلطات التركية، وبدعم كامل وشفاف من الحكومة السعودية، قادرة على إجراء تحقيق دقيق ونشر نتائج هذا التحقيق بعد إتمامه".

وتواجه السعودية موجة من الانتقادات والتهديد بفرض "عقوبات" عليها إثر أزمة اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي، حيث شوهد آخر مرة يوم 2 أكتوبر وهو يدخل القنصلية للحصول على وثائق لإتمام زواجه من خطيبته التركية خديجة جنكيز التي كانت تنتظره أمام القنصلية، وقالت إنه لم يخرج منها.

هذا ولم تعلن السلطات التركية، التي تجري تحقيقا في القضية، حتى الآن فرضيتها الرسمية حول مصير خاشقجي، إلا أن مصادر عديدة، بينها أمنية، ذكرت أن تقديراتها الأولية تدل على أن الصحفي السعودي قتل داخل قنصلية بلاده وهو ما تنفيه الرياض بشدة.

انخفاض البورصة السعودية مع وصول بومبيو إلى الرياض

وفي الاسواق المالية استهلت البورصة السعودية تعاملات اليوم الثلاثاء على انخفاض، وسط حالة من القلق لاحتمال أن تضر أزمة اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي بتدفق الاستثمارات الأجنبية على السعودية.

وتراجع المؤشر الرئيسي لسوق الأسهم السعودية بنحو 3.8% إلى 7269 نقطة، بعدما كان قد أغلق أمس الاثنين على ارتفاع نسبته 4%.

وتعيش سوق الأسهم في السعودية حالة من التقلب منذ أيام بسبب مخاوف من أن يضر اختفاء خاشقجي بالاستثمار الأجنبي في السعودية.

وذكر تقرير لشبكة "سي إن إن"، نقلا عن مصدرين لم تسمهما، أن الرياض تستعد للإقرار بمقتل الصحفي السعودي.

بدورها نقلت "نيويورك تايمز" عن مصدر مطلع قوله إن الحكومة السعودية ستلقي باللوم على مسؤول في المخابرات لتحميله المسؤولية عن استجواب سار بنحو خاطئ مع الصحفي السعودي.

 

الحكومة والاستخبارات الأمريكيتين في مرمى الانتقادات

من جانب أخر بينما يرى ترامب أن "قتلة مارقين" يقفون وراء اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي، مما أثار انتقادات لاذعة في بعض الأوساط السياسية في واشنطن، كتب كريس مورفي العضو الديمقراطي في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، عبر تويتر أمس الاثنين: "بعد سماعهم عن وجود نظرية "القتلة المارقين" السخيفة، سيسير السعوديون وراءها".

وأضاف: "لقد تمكنوا بشكل استثنائي للغاية من تجنيد رئيس الولايات المتحدة كموظف لعلاقاتهم العامة لإطلاق هذه الفرضية".

وأشارت صحيفة "واشنطن بوست" إلى أن كثيرين بين المسؤولين الأمريكيين السابقين والحاليين يعتقدون أن مقتل خاشقجي المحتمل داخل القنصلية السعودية في اسطنبول ما كان سيحدث "لولا الضوء الأخضر من كبار أعضاء الأسرة الملكية في الرياض".

وحسب الصحيفة، فإنه حتى لو جاء مقتل خاشقجي "بالخطأ" تثير هذه القضية غضبا شديدا في واشنطن، حيث تزداد في صفوف الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء مشاعر العداء تجاه الرياض.

ويعتبر المنتقدون أن ترامب وصهره ومستشاره جاريد كوشنر قدما دعما أعمى لسياسات السعودية في المنطقة، لاسيما في اليمن، إضافة إلى تعويلهما المفرط على الرياض في تحقيق أهداف واشنطن في ما يتعلق بمواجهة طهران والقضية الفلسطينية .

وتأكيدا لهذا الاتجاه الانتقادي كتبت صحيفة "واشنطن بوست" استنادا إلى مراسلات رصدتها الاستخبارات الأمريكية، أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أمر باستدراج الكاتب جمال خاشقجي إلى السعودية لاعتقاله.

واعتبر مسؤولون أمريكيون مطلعون، أن المراسلات التي تم اعتراضها والتي تعود لمسؤولين سعوديين، "تعدّ دليلا جديدا على تورط النظام السعودي في اختفاء خاشقجي" بعد أن دخل مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول الأسبوع الماضي.

ووفق أصدقاء خاشقجي، فإن فريقا من كبار المسؤولين السعوديين المقربين من ولي العهد اتصلوا بخاشقجي خلال الأشهر الأربعة الماضية، ليعرضوا عليه توفير الحماية له ومنحه وظيفة رفيعة، شريطة عودته إلى الوطن.

لكن خاشقجي شكك في مصداقية هذه العروض، وقال لأحد أصدقائه إن "الحكومة السعودية لن تفي أبدا بوعودها بعدم إلحاق الأذى به".

وقال مسؤول استخباراتي أمريكي سابق طلب عدم الكشف عن هويته، إن العملية التي تضمنت إرسال فريقين قوامهما 15 رجلا في طائرتين خاصتين يصلون ويغادرون تركيا في مواعيد مختلفة، تحمل بصمات "التسليم السري"، الذي يتم فيه إخراج شخص بطريقة غير قانونية من بلد ما وإيداعه للاستجواب في بلد آخر.

وأضافت الصحيفة أن الأنباء عن معرفة الاستخبارات الأمريكية بمخطط السعودية باختطاف خاشقجي طرحت التساؤلات حول ما إذا كانت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ملزمة بتحذير خاشقجي من هذه المخططات.

وحسب قرار تنفيذي أمريكي صدر عام 2015، فإن الوكالات الاستخبارية ملزمة بتحذير الأشخاص المهددين بالخطف أو القتل أو الإصابة، سواء كانوا مواطنين أمريكيين أم لا، مع أن خاشقجي يعدّ مقيما بشكل قانوني في الولايات المتحدة.

وقال عضو سابق في المخابرات لـ"واشنطن بوست" إن الواجب يحتم على الوكالات الاستخبارية تحذير الأفراد المعرضين للخطر، وأن هذا يعتمد على ما إذا كانت هذه الوكالات تعلم بشكل واضح بأن خاشقجي كان في خطر.

وحسبما ذكرت الصحيفة نقلا عن مسؤول أمريكي فإن هذه المعلومات الاستخبارية، تم توزيعها على جميع أقسام الحكومة الأمريكية، ضمن التقارير التي يتم توفيرها بشكل روتيني للأشخاص الذين يعملون في السياسة الأمريكية تجاه السعودية أو القضايا ذات الصلة.

ولفتت "واشنطن بوست" إلى أن هذه المعلومات تمثل مشكلة سياسية لإدارة ترامب، لأنها تشير إلى محمد بن سلمان، المقرّب بشكل خاص من صهر الرئيس الأمريكي وكبير مستشاريه جاريد كوشنر.