ادلب أو دير الزور.. الجماعات الارهابية وجهان لعملة واحدة

ادلب أو دير الزور.. الجماعات الارهابية وجهان لعملة واحدة
الثلاثاء ١٦ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٧:٤٠ بتوقيت غرينتش

إن حرص الدولة السورية على استعادة كل شبر من اراضيها من قبضة الجماعات الارهابية هو امر قطعي لا شك فيه وتصريحات عميد الدبلوماسية السورية وليد المعلم في هذا الشان جاءت تأكيدا على هذه الرؤية حيث اكد ان مدينة إدلب التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة، يجب أن تعود لسيادة دمشق كأي مدينة سورية أخرى.

العالم- سوريا

وشدد وزير الخارجية السوري على حرص الدولة السورية دعمها للاتفاق الروسي التركي حول ادلب حفاظا منها على ارواح مواطنيها حيث قال المعلم "ربما يكون دعمنا للاتفاق الروسي — التركي جاء من باب حرصنا على عدم إراقة الدماء لكن لا يمكن أن نسكت على استمرار الوضع الراهن بإدلب إذا ما رفضت النصرة الانصياع لهذا لاتفاق".

وتابع بقوله: "بسبب وجود مواطنين سوريين بإدلب لا ذنب لهم، قلنا تحرير إدلب بالمصالحة أفضل بكثير من إراقة الدماء".

ولايبدو ان الصبر السوري سيكون بلا حدود حيث اكد المعلم ان "الدولة السورية تنتظر رد الفعل الروسي على ما يجري في إدلب لكنها لا يمكن أن تسكت على استمرار الوضع الراهن فيها إذا ما رفضت "جبهة النصرة" الانصياع لهذا الاتفاق."

وفي هذا الصدد أعلنت روسيا الثلاثاء أن الاتفاق الذي ينص على إنشاء منطقة عازلة في إدلب شمال غربي سورية "قيد التنفيذ"، وذلك غداة انتهاء المهلة المحددة لانسحاب الارهابيين من المنطقة المنزوعة السلاح في المحافظة من دون إخلاء مواقعهم.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن الكرملين أشاد بتنفيذ مذكرة التفاهم حول المنطقة المنزوعة السلاح في إدلب السورية، منوها إلى أن الجيش الروسي راض عن عمل الزملاء الأتراك.

هذا فيما قال مدير ما يسمى بـ" المرصد السوري لحقوق الإنسان" رامي عبد الرحمن"لم نرصد الثلاثاء أي انسحاب أو تسيير دوريات في المنطقة المنزوعة السلاح  وانه لا تطبيق حتى الآن للمرحلة الثانية من الاتفاق ولا مؤشرات على تنفيذها".

وتوصلت موسكو وأنقرة قبل شهر إلى اتفاق في سوتشي في روسيا نص على إقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب وبعض المناطق الواقعة في محيطها.

وأنجز سحب السلاح الثقيل من المنطقة، بينما كان يتوجب على الفصائل الارهابية، مغادرتها بحلول 15 تشرين الأول/أكتوبر. وينص الاتفاق كذلك على تسيير دوريات تركية روسية مشتركة للإشراف على الاتفاق.

و على مايبدو ان الجماعات الاهابية ترفض تطبيق اتفاق سوتشي ونتيجة لذلك طلبت أنقرة، وفق ما نقلت صحيفة "الوطن"، من موسكو "إعطاءها مهلة للتأثير" على قرار التيار الرافض لتطبيق الاتفاق داخل ما يسمى هيئة تحرير الشام.

وتشكل إدلب المعقل الأخير للفصائل الارهابية في سوريا. وجنب الاتفاق الروسي التركي المنطقة التي تؤوي نحو ثلاثة ملايين نسمة هجوما لوحت به دمشق على مدى أسابيع.

ويسيطر ما يسمى بـ"هيئة تحرير الشام" مع فصائل ارهابية أخرى على ثلثي المنطقة المنزوعة السلاح التي يتراوح عرضها بين 15 و20 كيلومتراً، وتقع على خطوط التماس بين القوات السورية والفصائل المسلحة، وتشمل جزءا من محافظة إدلب مع مناطق في ريف حلب الغربي وريف حماة الشمالي وريف اللاذقية الشمالي الشرقي.

جرائم "داعش" لازالت مستمرة

ومن ناحية اخرى، لا يزال ارهابيو "داعش" يسيطرون على بعض المناطق في سوريا، ويواصل ما يسمى بـ"التحالف " الذي تقوده الولايات المتحدة وتشكيلات "قوات سوريا الديمقراطية" الموالية للأمريكيين "محاكاة" محاربة المسلحين في ريف دير الزور الجنوبي.

ولم يقف الامر عند هذا الحد بل هاجم ارهابيو "داعش" في 13 تشرين الأول/أكتوبر بمهاجمة معسكر للاجئين في حي البحرة ضمن المناطق التي تسيطر عليها "قسد"، كما اسروا خلال الهجوم 130 أسرة يقدر عدد أفرادها بـ700 فرد.

وفي هذا الصدد علق رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا، الفريق فلاديمير سافتشينكو على جرائم "داعش" الاخيرة قائلا: "مستغلين إفلاتهم التام من العقاب، هاجم ارهابيو داعش مخيماً للاجئين في منطقة البحرة في 13 أكتوبر/ تشرين الأول، وأسروا 130 أسرة يقدر عدد أفرادها بـ 700 فرد في هجين".

وشن التنظيم الإرهابي قبل 3 أيام، هجوما على مخيم للنازحين تسيطر عليه "قوات سوريا الديمقراطية"، وتمكن خلال ذلك من أسر عشرات العائلات التي تقطن فيه ونقلها إلى محيط دير الزور، حيث تدور آخر المعارك هناك بين الطرفين.

ومنذ اندلاع الازمة السورية في 2011 شهدت البلاد مقتل 360 الف شخص بينهم 110 آلاف مدني على الاقل بحسب ما يسمى المرصد، ودمارا هائلا في البنى التحتية فضلا عن نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها بسبب الهجمات والاعتداءات التي شنتها الجماعات الارهابية في مختلف المحافظات السورية.

وكما هو معروف فان الجماعات الارهابية باختلاف اسمائها من "جبهة النصرة" او "داعش" وغيرهم هي صنيعة دول اقليمية وغربية على راسها امريكا لجعل المنطقة مستعمرة وتستطيع عن طريقهم تنفيذ اجنداتها الاستعمارية.