رئيس الدفاع المدني..

لايران العديد من البدائل لمواجهة اجراءات حظر محتملة

لايران العديد من البدائل لمواجهة اجراءات حظر محتملة
الأربعاء ١٧ أكتوبر ٢٠١٨ - ١١:٣٥ بتوقيت غرينتش

أكد رئيس منظمة الدفاع المدني في الجمهورية الاسلامية الايرانية، أن لدينا العديد من البدائل لمواجهة اجراءات الحظر المحتملة؛ بما فيها احتمال وقف البث الايراني على الاقمار الاصطناعية او قطع الانترنت على ايران.

العالم - ايران

وفي مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة انباء "فارس"، مساء أمس الثلاثاء، أكد العميد غلام رضا جلالي ضرورة ان تمتلك ايران قمرها الاصطناعي الخاص، ولو بأن تشتري قمرا اصطناعيا اجنبيا وتتولى التحكم به تماما، وهذا الامر نتابعه منذ عدة أعوام.

ولفت الى احتمال ان يقوم الاستكبار العالمي بزعامة اميركا بقطع البث الايراني عبر الاقمار الاصطناعية، حتى وان كان ذلك انتهاكا للقوانين الدولية، ولذلك ومنذ سنوات، تم التخطيط لبدائل بما فيها الكابل الضوئي، الذي اصبح يغطي 90 بالمائة من جغرافيا البلاد، ويتم في كل عام اجراء مناورات لاختبار الاتصالات داخل البلاد عبر الكابل الضوئي في حال قطع البث عبر الاقمار الاصطناعية. وفي العام الجاري ستجرى مناورات خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر حيث سيتم قطع بث الاذاعة والتلفزيون عبر الاقمار الاصطناعية ويتم البث فقط عبر الكابل الضوئي، من اجل سد الثغرات ان وجدت.

وتطرق الى ان البديل الآخر الى حين ان تمتلك ايران قمرها الاصطناعي الخاص بها، يتمثل في تنويع سلة الاستئجار، اي أن نبرم عقود مختلفة ومتعددة مع عدة شركات للبث عبر الاقمار الاصطناعية، وقد يكون أحدها عربسات.. لكي يكون لنا بدائل في حال قام الاوروبيون وبإشارة من أميركا بقطع بثنا على قمرهم على سبيل المثال.

* زودنا وزير خارجيتنا بجهاز خاص للاتصالات لمنع التنصت

وبشأن تحذيرات الدفاع المدني للمسؤولين الايرانيين باتخاذ الاحتياطات اللازمة في استخدام اجهزة الجوال الذكية، أوضح العميد جلالي، لقد اكتشفنا 18 نوعا من التهديدات من خلال هذه الاجهزة الذكية، بما فيها قابلية تحديد مكان التواجد، وهذا امر خطير بالنسبة للوزراء وكبار المسؤولين، كما ان يكفي ان يحصلوا على رقم الهاتف الجوال، ليتمكنوا من خلال برامج خاصة الحصول على البصمة وصورة لقرنية العين وكلمات العبور والصوت والصور ومقاطع الفيديو وصندوق الرسائل والتقويم.. حتى انهم قادرون على التحكم بكل الجهاز بما في ذلك تشغيل الكاميرا والتي تبدو في الظاهر غير مشغلة.

ولمواجهة هذا التهديد، أوضح ان المرحلة الاولى تتمثل في عمليات التثقيف ومعرفة التهديدات، وقد تم انجازها. والمرحلة الثانية تمثلت في حظر دخول اجهزة الجوال الى المكانات الحساسة وقد أصدرنا تعميما بهذا الشأن، ومن الطبيعي يشرف القسم الامني في الدوائر على تنفيذ هذا التعميم.

وعن البديل، بيّن رئيس منظمة الدفاع المدني، ان هناك 3 مشاريع في هذا المجال، اثنان منها حققت النتائج المرجوة، والثالث قيد الانجاز. والمشروعان الاولين ان يتم نصب قابليات على نفس اجهزة الجوال للتحكم التام بنظام التشغيل ومنع الاختراق والتنصت.. ففي العام الجاري، ذهب احد مساعدينا الى مكة، وزودناه بنموذج والنموذج الآخر بقي لدينا هنا، وقد اختبرنا الاتصالات التي كانت مشفرة، ولم يكن لدينا اية مشكلة، وكانت تجربة ناجحة.

وأشار العميد جلالي الى ان وزير الخارجية الايراني طلب منه تزويده بجهاز خاص لاجراء الاتصالات الآمنة ولا يمكن التنصت عليه، وأنه شاهد وزير الخارجية الاميركي عندما يجري اتصالات يضربون حوله غطاء الكترومغناطيسيا لمنع التنصت، لكن اتصالات ظريف مع الرئيس الايراني كان الجميع يمكنهم التنصت عليها، ويكون الرئيس الشخص العاشر او الحادي عشر الذي يصله الحديث، مضيفا: الآن هكذا جهاز في حوزته، ويمكنه استخدامه. وفي المشروع الثالث، علينا ان نصمم ونصنع الهواتف الذكية محليا، وان شاء الله سيتم التوصل الى النتيجة المرجوة خلال العام الجاري. وبالطبع نحن نصنع النموذج الاولي، ثم يتم انتاجه في القطاع الاصطناعي تجاريا.

* لدينا تدابير لمواجهة احتمال قطع أميركا للانترنت في تشرين الثاني/نوفمبر

وبشأن احتمال قطع أميركا للانترنت ضمن الحظر المشدد على ايران، قال رئيس الدفاع المدني الايراني رغم انني أرى ان هذا الاحتمال ضعيفا، ولكن من جهة، فيما اذا حصل، فقد اتخذنا تدابير للحفاظ على العمليات الضرورية في البلاد، وقد تم انجاز قدر من الشبكة الوطنية المعلوماتية بحيث يمكنها تلبية الخدمات الاساسية للمواطنين.

وأوضح ان في المجال السبراني، لا توجد قوى عظمى في العالم، فلعل دولة صغيرة بمقدروها ان تؤدي دورا بقدر قوة عظمى، وكلما كان بلد ما اكثر اعتمادا على الانترنت، كلما كان عرضة أكثر للخطر. وأميركا اكثر اعتمادا منا على الانترنت، وبطبيعة الحال هم أكثر عرضة للخطر منا.

وألمح الى ان اميركا تحاول تحريض الشعب الايراني ضد حكومته من خلال الشبكات الاجتماعية والقنوات ووسائل الاعلام والهواتف الذكية والانترنت، فإذا قطعت الانترنت على ايران يعني أنها قطعت يدها.

كما لفت العميد جلالي الى ان القائد الأسبق للعمليات السايبرية الاميركية، قد تمت إقالته لفشله في تحقيق الهدف المنشود بتدمير البرنامج النووي الايراني من خلال هجوم سايبري اُطلق عليه اسم "الالعاب الاولمبية"، إذ أن الاميركان وبعد عام من اطلاق الهجوم وفي تقييمهم لنتائج وأضرار الهجوم، تبين انهم تضرروا مائة مرة اكثر مما تسببوا به من اضرار لإيران. لذلك أقالوا هذا القائد.

* العملات الرقمية.. التهديدات والفرص

وبشأن العملات الرقمية، قال العميد جلالي: لقد عقدنا مؤتمرا بحثا فيه الفرص والتهديدات التي ترتبط بالعملات الرقمية من قبيل "بيت كوين"، وكان اقتراحنا هو ان يتم تحديد بنية خاصة لهذا النوع من العملة، وان يتم تشكيل البنك المركزي الرقمي، وفي المستقبل القريب من المؤكد سيتم انجاز ذلك، وأن نبادر الى إصدار العملة الرقمية الوطنية في البلاد.

واضاف: كما ان علينا ان نمنع تسرب ثروات البلاد الى الخارج عبر العملات الرقمية، وان يتم التحكم بهكذا عملات.. ومن جهة اخرى علينا ان نستفيد من الفرض التي يخلقها نظام العملات الرقمية، لنتمكن من الالتفاف على الحظر.. وبالطبع مازالت هناك شكوك في البلاد ولم نصل الى القرار النهائي في هذا المجال.. وفيما اذا تم التوصل الى هكذا قرار فإن العديد من مشكلات البلاد سيتم حلها، ولابد من الانتباه الى ان الموضوع أشبه بالسيف ذي حدين، فهو جيد ان كان في يدنا، وسيئ اذا كان بيد الاعداء.