تطبيع مشؤوم.. لقاء لقائدي الجيش الإسرائيلي والسعودي

تطبيع مشؤوم.. لقاء لقائدي الجيش الإسرائيلي والسعودي
الأربعاء ١٧ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٦:٣٤ بتوقيت غرينتش

في اطار تصاعد مؤشرات التطبيع المشؤوم بين السعودية والكيان الاسرائيلي وانتقال التقارب بين الطرفين من مرحلة السر الى العلن في شتى المجالات ومنها عسكريا، كشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، عن لقاء عقد في الولايات المتحدة بين رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي غادي آيزنكوت، مع نظيره السعودي فياض الرويلي وذلك على هامش مؤتمر لقادة الجيوش المنعقد حاليا في واشنطن.

العالم- تقارير

وذكرت الصحيفة أن "الطرفين ناقشا مواضيع عدة، منها التهديد الإيراني، وسبل التصدي له" حسب تعبيرها، موضحة أن "آيزنكوت اجتمع أيضا في لقاءات منفردة مع نظيره الأردني وعدد من قادة الجيوش حول العالم خلال المؤتمر".

ونوهت الصحيفة، إلى أنه "في الآونة الأخيرة تشهد إسرائيل والسعودية تقاربا، على ضوء التهديد الإيراني لكلا البلدين".

وكانت صحيفة "ايلاف" السعودية قد نشرت العام الماضي مقابلة أجرتها مع رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي غادي آيزنكوت، أكد فيها أيضا إن "لإسرائيل والسعودية أهدافا مشتركة، ونحن مستعدون للتعاون إذا اقتضت الحاجة".

وكان بيان صادر عن الجيش الإسرائيلي قال إن آيزنكوت سيلتقي مسؤولين عسكريين من الولايات المتحدة ودول أخرى، لكنه لم يحدد القادة العسكريين الذين سيقابلهم.

وفيما يتعلق بالتقارب السعودي الاسرائيلي واللقاءات الرسمية التي تتكشف من فينة الى اخرى بين مسؤولي الجانبين، يمكن القول ان هذا الاجراء ليس مستغربا عن نظام آل سعود الذي يعتبر اداة لتحقيق مخططات صهیوأمريکية في المنطقة وهو أکبر خائن لقضايا العالم الاسلامي وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

وكان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قد اعترف في تصريحات سابقة لمجلة أمريكية: إن "البلدين لديهما الكثير من المصالح المشتركة" وأن جميع الشعوب في كل مكان، لهم الحق في العيش الكريم، وأعتقد أن الفلسطينيين والإسرائيليين لهم الحق في العيش على أراضيهم لكن من الضروري أن يكون هنالك اتفاق سلام بينهما".                                                        

إن تبني الرئيس الامريكي دونالد ترامب لفكرة قيام محور عربي اسرائيلي لمحاربة ايران يهدف الی تحقيق التطبيع العربي مع الاحتلال الاسرائيلي بشكل كامل، وحلب ما تبقى من ثروات لدى الدول الخليجية لتمويل مشاريع البنى التحتية الامريكية التي وعد بتحقيقها اثناء حملته الانتخابية.

لا يفاجئنا التقرير الذي نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الامريكية قبل ایام، وكشفت عن عزم ادارة الرئيس ترامب اقامة تحالف عربي امريكي قوي لمواجهة ايران يكون مقره مصر، ويضم السعودية والامارات ومصر والاردن، مثلما لم يفاجئنا ايضا دخول "اسرائيل" في هذا الحلف من زاوية التنسيق الامني الاستخباراتي. فنتنياهو قال في تصريحات علنية ان علاقاته بالسعودية ودول خليجية اخرى لا تحتاج الى تطوير لانها متطورة اصلا.

وان تمويل هذا التحالف سيأتي من الدول الخليجية، والضحايا سيكونون من العرب حتما. انها عملية انتحار مالي وسياسي تقدم عليها الدول الاربع المشاركة في هذا التحالف، ومصيدة جديدة لها تنصبها الادارة الامريكية  التي تحاول من خلال حملة التهويل من ايران والترويج له، ابتزاز الدول العربية، واغراقها في حروب طائفية عبر صفات الاسلحة.

ومن المفارقة ان التحالف الجديد الذي يعكف ترامب على تأسيسه، يأتي في الوقت الذي تحاول فيه واشنطن لتصفية القضية الفلسطينية من خلال صفقة ترامب والاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الاسرائيلي ونقل السفارة الامريكية الى المدينة المقدسة، واعطاء الضوء الاخضر لحليفه نتنياهو لتسريع عمليات الاستيطان، وابتلاع ما تبقى من الاراضي الفلسطينية.

نشعر بالالم والمرارة ونحن نتابع حالة الانهيار العربي والاسلامي الراهنة، وتشكيل هذه التحالفات من قبل اعداء الامة والعقيدة الاسلامية، ونتذکر بيت المتنبي الشهير: من يَهُن يَسهُل الهوانُ عليه / ما لجُرح بميتٍ ايلامُ.

* د.نظري