تقلب السياسة الأميركية تجاه حقوق الإنسان بلغ مستوى قياسياً في عهد ترامب

تقلب السياسة الأميركية تجاه حقوق الإنسان بلغ مستوى قياسياً في عهد ترامب
الجمعة ١٩ أكتوبر ٢٠١٨ - ١١:٣٣ بتوقيت غرينتش

لم تنتهج الولايات المتحدة يوماً مواقف ثابتة في ما يتعلق بصيانة حقوق الإنسان، لكن إدارة الرئيس دونالد ترامب وجهت من خلال تساهلها مع السعودية رسالة أكثر وضوحا من أي وقت مضى مفادها أنه ليس على الحلفاء أن يقلقوا بهذا الصدد.

العالم - الأميركيتان

فمنذ اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي بعد دخوله قنصلية بلاده في اسطنبول، شكك الرئيس الأميركي في التقارير واسعة الانتشار حول مقتله لا بل أنه أثنى على المملكة التي قال إنها ستقوم بالتحقيق في الأمر.

وقال كل من ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو الذي زار الرياض الثلاثاء إن هناك أسبابا تدعو لعدم المخاطرة بالعلاقات مع المملكة الغنية بالنفط، لا سيما وأنها أكبر مستورد للسلاح الأميركي وتدعم الحملة الأميركية ضد إيران.

تقول سارة مارغون مديرة مكتب هيومن رايتس ووتش في واشنطن إن "جميع الإدارات الأميركية، وبصراحة، جميع الحكومات تعاني من الحاجة إلى الموازنة بين الأمور وتقرير متى تركز على الأمن القومي ومتى تركز على حقوق الإنسان، ومتى تجمع بين الاثنين وتستخدم نفوذها لمعالجة إحداها على حساب الأخرى".

وتضيف أنه في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، ظهرت حقوق الإنسان على الأقل في خطاب الإدارة واعتُبرت قضايا مثل الموافقة على مبيعات الأسلحة نقاط ضغط للتأثير على الحكومات.

وتتابع "لكن ترامب ووزراءه تخلوا تماماً عن الحاجة للتظاهر وأوضحوا صراحة أن المصلحة الرئيسية هي السيادة الأميركية والمشاغل الأميركية الاقتصادية والأمنية على المدى القصير".

يقول روب بيرشينسكي الذي عمل في مجال حقوق الإنسان في إدارة أوباما وهو الآن نائب الرئيس الأول للسياسات في منظمة "هيومن رايتس فيرست" (حقوق الإنسان أولاً)، إن رسالة ترامب مقلقة أكثر لأنه احتفى بقادة لديهم سجلات سوداء في معاملتهم لمواطنيهم

ويضيف أنه "من السعي إلى تجفيف تمويل المساعدات الخارجية التي تهدف إلى تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان، إلى الاحتفاء علانية بالدكتاتوريين وتسمية الصحافيين أعداء الدولة، أوضح ترامب أنه ليس للولايات المتحدة في اعتقاده مصلحة في أن يُنظر إليها باعتبارها قوة تعمل من أجل الخير في العالم".

ومن بين المجالات القليلة التي دعمت فيها الإدارة بقوة حقوق الإنسان، مسألة الحرية الدينية وهي قضية عزيزة على نائب الرئيس مايك بنس والمسيحيين المحافظين الذين لديهم وزن سياسي بالنسبة لترامب.

فرض ترامب عقوبات على تركيا بسبب احتجازها القس الأميركي أندرو برانسون الذي استُقبل بحفاوة في البيت الأبيض بعد الإفراج عنه الأسبوع الماضي. لكن الولايات المتحدة قلما تتطرق إلى الحرية الدينية في السعودية التي تتشدد في تطبيق الشريعة وتحظر ممارسة شعائر الأديان الأخرى في العلن.

ولا يمثل تقليص التركيز على حقوق الإنسان نقلة عفوية. فبعد قليل من تولي ترامب إدارة البيت الأبيض، كتب مدير تخطيط السياسات في وزارة الخارجية آنذاك براين هوك في مذكرة تم تسريبها أن الحروب في العراق وأفغانستان وصعود الصين والربيع العربي المضطرب قللت من الآمال في إحداث تغيير.

وجاء في المذكرة التي كتبها هوك إلى وزير الخارجية حينها ريكس تيلرسون أنه "في حالة حلفاء الولايات المتحدة مثل مصر والسعودية والفيليبين، فإن لدى الإدارة كل المبررات في التوكيد على علاقات جيدة معها لمجموعة متنوعة من الأسباب الهامة بما في ذلك مكافحة الإرهاب وفي إقامة مفاضلات صعبة صدقاً في ما يتعلق بحقوق الإنسان".

وتابع "ليس الأمر كما لو أنه سيطرأ تحسن على ممارسات حقوق الإنسان إذا استولى متطرفون مناهضون للولايات المتحدة على السلطة في تلك البلدان.  علاوة على ذلك، فإن هذا سيسدد ضربة قاسية لمصالحنا الحيوية".

المصدر: وكالات