قرحة المعدة ...أسبابها وعلاجها وطرق الوقاية منها + صور

قرحة المعدة ...أسبابها وعلاجها وطرق الوقاية منها + صور
الجمعة ١٩ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٦:٥٩ بتوقيت غرينتش

تعتبر قرحة المعدة من الأمراض الشائعة في الاونة الأخيرة، ويكثر انتشارها بين النساء على الرجال، في حين تكثر قرحة الاثني عشر بين الرجال على النساء، ومن المعروف أنها تصيب مختلف المراحل العمرية إلا أن أغلب المصابين بها هم من تزيد أعمارهم على الستين. قرحة المعدة او القرحة المعدية (Gastric ulcer) هي تقرح في الغشاء المخاطي للمعدة.

العالم - تقارير 

وتعرف قرحة المعدة على أنها تمزق مصاحب للعديد من الالتهابات والقروح في الغشاء المبطن والملتف حول المعدة الذي يقوم بحمايتها، وبذلك تصاب المعدة بالتليف، وتزداد إفرازات حامض الهيدروكلوريك فيها. يوجد عدة أنواع للإصابة بمرض قرحة المعدة؛ فهناك قرحة المعدة الحادة، وقرحة المعدة المزمنة، ويزداد التليف الذي يحدث للمنطقة التي أصيبت بالتقرحات والتمزقات في حالة قرحة المعدة المزمنة، ومن المعروف أن قرحة المعدة غير معدية وغير سرطانية، لكن الحال تختلف في قرحة الاثني عشر التي من الممكن أن تتحول إلى خلية سرطانية يتراوح حجمها بين 2مم و3سم.

أسباب الإصابة بقرحة المعدة

 هناك العديد من العوامل والمسببات التي تزيد من نسبة الإصابة بمرض قرحة المعدة منها:

الإصابة بالميكروب الحلزوني اللولبي: أو ما يعرف باسم إتش بلوري، يصيب الإنسان والحيوانات ذوات الدم الحار لأنه مجهز بوسائل دفاع تحميه من العصارة الحمضية للمعدة. يعيش تحت الطبقة المخاطية للمعدة ويفرز أحماضا قاعدية التركيب من شأنها أن تضعف جدار المعدة وتقاومها، فيسبب هذه الالتهابات الحميدة، ولا تلبث هذه الالتهابات أن تتحول إلى قرحة في المعدة إذا لم يتم علاجها فورا.

 حمل الشخص لصفات جدار المعدة الضعيف وتكون وراثية، فهذا العامل يزيد من نسبة إصابة الشخص بالقرحة نتيجة إصابة عدد من أفراد العائلة بهذا المرض، فينتقل جينيا من فرد لاخر.

تناول بعض المأكولات التي تحوي نسبة عالية من التوابل ذات الطعم الحار خاصة، تؤثر سلبا على جدار المعدة وتخترقه بسمومها، وتعمل على تقرح غشاء المعدة وتمزقه.

عدم الانتظام في تناول الوجبات الغذائية وتحديد أوقات مخصصة لها يؤدي إلى ارتفاع نسبة الإصابة بقرحة المعدة. إدمان تناول الكحول والخمر والتدخين المستمر بشتى أنواعه يزيد من عرضة الإصابة بالقرحة.

 العصبية الشديدة تعد عاملا أساسيا في الإصابة بمرض القرحة وخاصة قرحة الاثني عشر.

 زيادة إفراز المواد الحمضية تؤثر سلبا على المعدة وتساعد على إصابتها بالقرحة.

شرب المنبهات كالقهوة والشاي والمواد الغازية بكميات كبيرة.

 حدوث بعض الأمراض والمشاكل في المريء وعدم خروج الحمض من المعدة يسبب ارتفاع نسبة الحموضة التي تؤثر بدورها على المعدة فتعمل على ظهور التقرحات.

 تؤثر الأطعمة شديدة السخونة على قدرة التحمل لدى جدار المعدة وتصيبها بالتقرحات. تناول بعض الأدوية لفترة طويلة، مثل أدوية الروماتيزم والكورتيزون والأسبيرين.

متلازمة زولينجر – إليسون: وهو ورم يظهر في البنكرياس والاثني عشر يسبب نشاطا زائدا في إفراز هرمون الغاسترين، حيث يقوم هرمون الغاسترين على تحفيز هرمونات المعدة وتنشيطها أضعاف المعدل الطبيعي فترتفع حموضة المعدة.

 تعتبر قرحة المعدة والاثني عشر، إلى جانب الإسهال، من أشهر علامات هذه المتلازمة، وتكون طريقة كشف وعلاج متلازمة أليسون عن طريق إجراء تحليل بولي ليتم التأكد من نسبة هرمون الغاسترين، ثم يحدد مكان الإصابة لاستئصاله.

 وهناك طرق أخرى لمعالجة هذه المتلازمة وذلك عن طريق استخدام عقار السوماتوستاتين مرة شهريا مصاحبة مع أدوية خفض الحموضة المعدية، أو اللجوء إلى العلاج الكيماوي في حال تحول قرحة الاثني عشر إلى أورام سرطانية.

أعراض الإصابة بمرض قرحة المعدة

 قد يشعر المريض بالعديد من التغيرات الصحية عند إصابته بالقرحة والتي تعيق حياته اليومية، ومن أشهرها:

 الام شديدة في الجزء العلوي من البطن، أي في رأس المعدة.

 زيادة عالية في نسبة حموضة المعدة.

ضعف شديد في مقاومة غشاء المعدة لحامض الهيدروكلوريك، فهذا الحامض يسبب الحموضة العالية وارتجاع الطعام نحو المريء ويسبب الاما عديدة لا يمكن تحملها. الشعور الدائم بالغثيان.

 يحدث في حالات قرحة المعدة الشديدة الإصابة بنزيف حاد في الجهاز الهضمي، وهذا النزيف يخرج عن طريق التقيؤ أو مع البراز، ولهذا يكون مريض القرحة عرضة للإصابة بمرض فقر الدم (الأنيميا).

من الأعراض الخطيرة المصاحبة لقرحة المعدة

حدوث ثقب في جدار المعدة مما يسبب تسرب الطعام، وهذا له تأثيرات خطيرة جدا على صاحبها، ويجب عليه اللجوء إلى العمليات الجراحية لخياطة هذا الثقب. حدوث انسداد في الأمعاء.

 الإحساس بتآكل المعدة والذي قد يستمر بين 30 دقيقة إلى عدة ساعات، وهو شعور ناجم عن سوء هضم الطعام أو الجوع الشديد، ويتمركز الألم في رأس المعدة أو تحت عظمة الثدي، ويحس به المريض بعد الطعام مباشرة أو أثناء النوم، وبسببها يحرم من النوم الطبيعي المتواصل.

 عدم القدرة على تناول الطعام وفقدان الشهية، وبالتالي فقدان واضح للوزن. أما في حالات قرحة الاثني عشر فإن الوزن الزائد يكون أحد الأعراض المصاحبة؛ لأن المريض يلجأ للطعام تخفيفا للألم.

 في الحالات المتقدمة قد يعاني المصاب من ألم حاد في المنطقة العلوية للمعدة، وبراز داكن اللون بسبب النزيف الناتج عن التقرحات، وتقيؤ للدم.

علاج القرحة

 يستند علاج القرحة على عدة خطوات يحتاج المريض أن يقوم بها، وهي:[٦] التخلص من الميكروب الحلزوني اللولبي، إن وجد، باستخدام العلاج الثلاثي.

الاعتماد على العقاقير المضادة للحموضة للتخلص من ألم الشعور بتاكل المعدة. الاعتماد على نظام غذائي صحي خال من البروتينات التي تعمل على زيادة إفراز عصارات المعدة، ولذلك، على الرغم من فائدة هذه البروتينات للجسم، إلا أنه يفضل تجنبها للوقاية من تأزم القرحة، خاصة الألبان ومنتجاتها، والاعتماد على الطعام المسلوق كالبطاطس والجزر وغيرها مما قد يفضله المريض.

تجنب الطعام الساخن والمليء بالتوابل، والأطعمة التي تنتج الغازات في الجسم، مثل الكرنب والبصل والملفوف، فجميعها يعمل على زيادة ألم القرحة وتهيجها.

الاعتماد على وجبات صغيرة ومتقاربة، فمن المتعارف عليه وجوب تناول خمس وجبات صغيرة يوميا موزعة على مدار اليوم. الراحة، وتجنب القيام بمجهود عضلي قد يضغط على المعدة، كما أن تجنب التوتر والقلق يساعد على التخفيف من الالام التي تصيب المريض. الإكثار من شرب الماء.

 تجنب العادات السيئة مثل التدخين وشرب الكحوليات، والتقليل من شرب الكافيين كالشاي والقهوة.

أطعمة تعالج القرحة

هناك العديد من المواد الغذائية التي تساعد على التخلص من قرحة المعدة، والاتي بعضا منها وأكثرها شهرة:

 زهرة الأذريون: زهرة تشبه إلى حد كبير زهرة البابونج إلا أنها برتقالية اللون، تحتوي على تركيبات مضادة للبكتيريا ومطهرة للجروح والالتهابات ومنشطة للجهاز المناعي في الجسم.

 يتم استخدام هذه الزهرة بإضافة ملعقتين مجففتين منها إلى كوب ماء مغلي وتغطيته حتى يتمازج مع الماء، ثم يشرب مغليها مرتين يوميا. البابونج: والذي يعتبر مضادا للالتهابات وأسباب المغص المختلفة وانقباضات المعدة.

 يستخدم البابونج كما الأذريون، مع إمكانية إضافة العسل إليه، ويشرب فاترا أو باردا لأهمية تجنب المشروبات الساخنة.

 الزنجبيل: يحتوي على أحد عشر مركبا قادرا على مكافحة البكتيريا والجراثيم، ويشرب منقوعه يوميا للتخلص من كل ما في المعدة من بكتيريا، كما أنه من الممكن إضافة العسل إليه للتخفيف من حدة طعمه.

الكركم: دونا عن التوابل الأخرى، فإن الكركم يعمل على علاج القرحة، وهو دواء تقليدي استخدمته شعوب الدول الفقيرة ماديا والغنية بإنتاج التوابل علاجا لأمراض المعدة المختلفة.

 قشور الرمان الجافة: وجد أن استخدام قشور الرمان الجافة ومزجها مع العسل يعطي نتائج إيجابية في التخلص من قرحة المعدة، والجدير بالذكر هنا أن استخدام القشور وحدها دون العسل لا تؤدي الى النتيجة المطلوبة، كما أنه من المهم التوقف عن تناولها بعد الشفاء من القرحة.

وتؤخذ ملعقة من العسل الممزوجة بمطحون قشر الرمان ثلاث مرات يوميا قبل الوجبة بنصف أو ربع ساعة. الخروب: تحمص حبوب الخروب كما القهوة وتطحن، ثم تضاف إلى كأس من الماء المغلي، ويصفى ويشرب فاترا بمعدل كأس واحد يوميا مدة أسبوع، ثم يتوقف المريض عن تناوله في الأسبوع الثاني ليعاود استعماله بنفس الطريقة في الأسبوع الثالث، وهكذا حتى يشفى تماما.

 العرقسوس: من أهم الأعشاب التي تعالج عسر الهضم وقرحة المعدة لاحتوائه على حمض الجلاسيرازين المعروف باسم الكورتيزون الطبيعي؛ يعمل هذا الحمض على تسريع عملية الشفاء من أي مرض دون الأعراض الجانبية التي تسببها حبوب الكورتيزون الطبية. يتم أخذ العرقسوس، كالبابونج والأذريون، بإضافة ملعقة من مطحون الحبوب إلى كأس من الماء المغلي، وتعتبر ثلاثة أكواب يوميا كافية لعلاج القرحة.

 الموز: يساعد على تليين القناة الهضمية بسبب خاصية الطراوة فيه، ويمكن لمريض القرحة أن يتناول إصبعا من الموز مع كأس من الحليب منزوع الدسم قبل الوجبة بنصف ساعة، مع ضرورة تناول الحليب باردا.

الأناناس: يفيد الأناناس في زيادة الشهية وتحسين عملية الهضم، وطرد غازات الجسم، والتقليل من الحموضة، كما أنه يحتوي على الألياف التي تفيد عند الإصابة بقرحة الاثني عشر والإمساك.

 الوقاية من القرحة

فالوقاية خير من العلاج،ولتجنب الإصابة بالقرحة يمكننا القيام بكل مما يأتي:

 الجلوس بطريقة صحيحة: فتناول الطعام في وضعية الوقوف أو الجلوس بطريقة غير صحيحة يشجع الأحماض المعدية على التدفق لأعلى المعدة والصعود الى المريء، لذلك ينصح بتجنب تناول الطعام أمام التلفاز خاصة؛ لأن الإنسان يكون في أقصى حالات استرخائه عندها.

عدم النوم مباشرة بعد تناول الطعام، واعتماد الأطعمة الخفيفة قليلة الدسم في الوجبة المسائية، فيحافظ الفرد على وزنه مثاليا، ويتجنب الارتداد المريئي للأحماض المعدية.

تجنب مسببات القرحة، كالأطعمة الدسمة والمتبلة والحارة، والعادات السيئة كالتدخين وشرب الكحوليات وإدمان الكافيين. كما ينصح الأطباء بمضغ الطعام جيدا لتخفيف العبء على المعدة ومساعدة الجسم على امتصاص أكبر قدر من العناصر الغذائية الموجودة في الطعام للاستفادة منها.

 إن للراحة النفسية وعدم التفكير الشديد والابتعاد عن القلق والأرق والتوتر دورا هاما في تجنب الإصابة بمرض قرحة المعدة.

ولمنع انتشار البكتيريا التي قد تسبب قرحة في المعدة، اغسل يديك بالماء والصابون بشكل منتظم، وأيضا تأكد من تنظيف جميع طعامك بشكل صحيح وطهيه جيدا حسب الحاجة. لمنع القرح الناجم عن مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، توقف عن استخدام هذه الأدوية (إن أمكن) أو الحد من استخدامها، وإذا كنت بحاجة إلى تناول مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، فتأكد من اتباع الجرعة الموصى بها ودائما تناول هذه الأدوية مع الأطعمة والسوائل الكافية.

F.N