من يردع "إسرائيل" عن حربها القادمة؟!

من يردع
السبت ٢٠ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٨:٠١ بتوقيت غرينتش

على حافة الهاوية، هكذا تبدو الأوضاع في قطاع غزة مع تهديدات "إسرائيلية" تتصاعد حتى تخيم أجواء الحرب، وسرعان ما تنزوي على وقع إرادة الصمود ورسائل القوة التي توجهها المقاومة، والحراك الشعبي السلمي المتواصل، فأي مواجهة أو حرب رابعة لن تكون سهلة على أحد.

العالم - فلسطين

فبعد ساعات من اجتماع الكابينت الإسرائيلي الذي انتهى بلا نتائج معلنة وغموض يحمل رسائل عدة لا سيما بما سبق من علو صوت التهديدات الإسرائيلية، جاءت رسالة القوة من كتائب القسام، والتي كان مفادها "إياكم أن تخطئوا التقدير"، عبر فيديو قصير ظهر فيه مقاتلون من الوحدة الصاروخية القسامية، وهم يجهزون صواريخ كبيرة للإطلاق.

كما رفضت حركة حماس والهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار التهديدات الإسرائيلية بشأن استمرار الحراك الشعبي السلمي، ودعت للمشاركة الواسعة غدا في فعاليات الجمعة الـ30 "معا غزة تنتفض.. الضفة تلتحم".

الحراك الشعبي السلمي، الذي أرق "إسرائيل" كثيرًا، وجعلها حائرة، تحاول عسكرته وإفشاله بشن عدوان جديد، وما يدل على ذلك تصريحات كثيرة تصدر عن مسؤولين إسرائيليين بالقول إنهم لن يقبلوا باستمرار المسيرات جوار السياج الفاصل.

وما يشير لحجم التحدي والإصرار الذي يبديه الفلسطينيون في غزة، هو تواصل فعاليات "الإرباك الليلي" والمظاهرات بالقرب من السياج الفاصل شرق القطاع، وفي عرض البحر أيضًا، إضافة لتواصل إرسال البالونات الحارقة.

وأمس الأربعاء، سقط صاروخ من قطاع غزة في مدينة بئر السبع المحتلة، أسفر عن دمار واسع في منزل، لتبدأ الطائرات الإسرائيلية بقصف مكثف على أهداف بالقطاع؛ ما أسفر عن استشهاد شاب وإصابة آخرين.

هذا الصاروخ وبعيدا عن الجهة التي أطلقته، فإنه وبحسب خبراء ومحللين يشير إلى تفاقم حالة الغضب في غزة تجاه الحصار، ويُذكّر أن ما تملكه المقاومة مختلف عن سابقه، ولن يجعل أي مواجهة قادمة سهلة.

بدورها حذّرت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة من المحاولات "غير المسؤولة التي تحاول حرف البوصلة، وتخريب الجهد المصري للتوصل، والتي كان آخرها إطلاق الصواريخ الليلة الماضية".

وقال بيان المقاومة: "حين تقوم (المقاومة) بذلك لا تختبئ خلف أي ستار، بل تعلن ذلك بوضوح في إطار مسئوليتها الوطنية، وستبقى بندقيتنا الدرع الحامي لشعبنا، وسيبقى سلاحنا مشرعاً في وجه عدونا".

وعبّر مراقبون في تقرير أن البيان يأتي من منطلق قوة وجهوزية للتصدي لأي عدوان، وهو يحترم جهود الوسطاء الساعين لإبرام تهدئة في القطاع.

ويأتي هذا مع تردٍّ كبير للأوضاع الحياتية في قطاع غزة، وتفاصيل الحياة التي باتت قاسية حد القهر، وألوان المعاناة التي أصبحت ظاهرة جلية في كل مناحي الحياة، فكل شيء بغزة يتألم، مع دخول الحصار الإسرائيلي على غزة عامه الـ12، وما تخللها من حروب ثلاث فشلت في تحقيق أهدافها إلا من قتل المدنيين وتدمير منازل الآمنين، إضافة لعقوبات السلطة الشديدة.

كل هذا والشعوب العربية والمسلمة تغرق في مآسيها وآلامها؛ كاليمن وسوريا والعراق وباقي الدول، ما أثر سلبا على ترتيب أولويات الشعوب، وانشغالهم في قضاياهم الداخلية، فمن يردع "إسرائيل" عن حربها المقبلة؟!