أردوغان يقصقص أجنحة بن سلمان

أردوغان يقصقص أجنحة بن سلمان
السبت ٢٠ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٧:١٦ بتوقيت غرينتش

بينما يسعى حكام السعودية إلى غسل أيديهم من قتل الصحافي جمال خاشقجي، بإلقاء اللوم في قتله على "فرقة" من كبار ضباط المخابرات، تبدو تركيا في موقع من يملك مفاتيح مفصلية للرد، بالاستناد إلى تفاصيل التحقيق وما لديها من معطيات، في حين يبقى أمامها جانب من المناورة تحكمه لعبة السياسة والمصالح.

العالم - السعودية

تركيا: الكشف عن مصير جثة خاشقجي قريبا

ونقلت وكالة رويترز عن من قالت إنه مسؤول تركي كبير، قوله للوكالة، اليوم السبت، إن فريق التحقيق التركي "يعمل على فحص عينات من الحمض النووي لخاشقجي، دون الحاجة لطلب عينات من الرياض، كونها متوفرة بتركيا" .

وقال المسؤول الذي لم تكشف الوكالة عن اسمه أو موقعه، إن فريق التحقيق "ما زال يفحص سجلات مرور كل سيارة دخلت القنصلية وخرجت منها" ، إلى جانب التأكيد أن المحققين الأتراك "سيعرفون مصير جثة خاشقجي خلال فترة غير طويلة على الأرجح" .

حزب تركيا الحاكم يعلق على اعتراف الرياض 

وقد أعلن الحزب الحاكم في تركيا أن "أنقرة ستكشف كل ما جرى في ما يتعلق بمقتل خاشقجي، بعد دخوله قنصلية بلاده بإسطنبول".

وقال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية عمر جليك إن "كشف ملابسات الحادث دين في أعناقنا، وسنستخدم جميع الإمكانيات في هذا الصدد، وهذا ما تجسده إرادة الرئيس رجب طيب أردوغان"، مشددا على أنه "يجرى تحقيق تركي مستقل حاليا".

وأضاف جليك: "لا نتهم أي شخص مسبقا، ولكننا لا نرضى بأن يبقى أي شيء مخفيا".

وفي السياق ذاته، قالت نائب رئيس حزب "العدالة والتنمية" التركي لشؤون حقوق الإنسان ليلي شاهين أوسطة، إنه "من المحزن جدا قتل إنسان مثل جمال خاشقجي الذي كان صحفيا متميزا، يمكنه تقديم مساهمات أكثر من أجل المظلومين حول العالم وليس فقط السعودية".

وأضافت أوسطة خلال تصريحات صحفية في ولاية "قونية" وسط تركيا، أن "خاشقجي كان صحفيا معروفا من قبل الرأي العام العالمي، وكان هناك قلق كبير على حياته منذ اختفائه في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري"، مؤكدة أن "السلطات القضائية والأمنية التركية توصلت إلى بعض الأدلة حول قضية خاشقجي من خلال التحقيقات التي تجريها منذ أيام".

ورأت أوسطة أن "المسؤولين السعوديين اضطروا إلى إصدار الإعلان المذكور بعد انكشاف الأمر"، مشددة على أنه "اتضح كل شيء، وعما قريب سيتم الإعلان بالأدلة ، هذا حدث مؤسف لا ينبغي أن يقع مهما كانت هوية ودين وعرق الشخص". 

وذكرت أن "الفحوصات التي ستجري سواء في الطب الشرعي أو غيرها، ستكشف كل شيء".

 كيف سترد تركيا؟

توقّفت صحيفة "ذا غارديان"، في تقرير، اليوم السبت، عند الموقفين التركي والأميركي في قضية قتل خاشقجي، ورجّحت أن تسير واشنطن في النهاية، تحت راية رواية الرياض بشأن القضية، في حين أشارت إلى الموقف المفصلي المرتقب من قبل أنقرة.

وذكّرت بأنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قال إنّ "التفسير السعودي لوفاة خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول ذو مصداقية"، مستبعداً إمكانية فرض عقوبات على الرياض.

وقالت عن الموقف الأميركي الذي سيتجاوز القضية في النهاية إنّه "سيكون من المغري لحلفاء السعودية، والولايات المتحدة قبل أي أحد، أن يزيحوا جسد خاشقجي تحت السجادة، باعتبار أنّ المملكة هي شريك لا غنى عنه في مواجهة إيران، الخصم الرئيسي المختار لواشنطن في الشرق الأوسط".

ورجّحت "ذا غارديان" أن ينجح ترامب في تغيير الأجندة السياسية قبل الانتخابات النصفية للكونغرس، في الشهر المقبل، واضعاً العلاقة مع السعودية وولي العهد الأمير محمد بن سلمان في خانة "سليم"، متوقعة استمرار تعامل واشنطن مع النظام السعودي، لكن من مسافة أبعد، واحتفاظ ترامب بإطاره المتوهج الذي وصل لهيبه إلى الرياض، إلى يوم آخر.

غير أنّ الرد الرئيسي يكمن في تركيا، بحسب الصحيفة، مشيرة إلى أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تحدّث مع الملك سلمان بن عبد العزيز، مساء الجمعة، لسماع نتائج التحقيق السعودي.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ تركيا تواصل تحقيقاتها في القضية، وقد تجد جثة خاشقجي أو ما تبقى منها، وقد تكون قادرة على إثبات (ربما عبر تسجيلات صوتية) أنّ موته لم يكن مصادفة بل اغتيال مدبر.

القصة ستنتهي بلا عواقب دبلوماسية؟

ولفتت الصحيفة إلى أنّه سيكون من الصعب إثبات أنّ بن سلمان أمر بقتل خاشقجي. ومع أنّه تم القبض على جميع العناصر المتورطين بالسعودية، فإنّه من غير المحتمل، وفق الصحيفة، أن يتم منحهم جلسة علنية يتمكّنون خلالها من توضيح أنّهم كانوا ينفذون أوامر من القمة.

ورأت الصحيفة أنّ إطاحة بن سلمان، أو حتى إضعافه، تستدعي مطالب من داخل العائلة المالكة، وقطاع الاقتصاد ورجال الأعمال بالسعودية، وربما حتى المؤسسة الدينية، لافتة في هذا السياق إلى أنّ تعيين ولي العهد للإشراف على إصلاح وتحديث إدارة المخابرات السعودية، الذي أعلن عنه الجمعة، لا يشير حتى الآن إلى أنّه يجري إضعافه في الداخل.

هذا لا يعني، بحسب "ذا غارديان"، أنّ تنتهي القصة من دون عواقب دبلوماسية، مشيرة في هذا الإطار إلى ضغوط الكونغرس الأميركي على ترامب، وإمكانية توسعها للمطالبة بفرض عقوبات وتخفيف الدعم الأميركي للسعودية في حرب اليمن.

وتابع الصحيفة أنّ ترامب قد يجد نفسه ضعيفاً أيضاً، إذا تبين أنّ المخابرات الأميركية كانت تعلم بأنّ هناك تهديداً لحياة خاشقجي، ولم يتم إطلاعه عليه، أو إطلاع عائلته المكلومة الآن.

أردوغان يقصقص أجنحة بن سلمان

من جهتها، توقفت صحيفة "فايننشال تايمز"، في تقرير لها، اليوم السبت، عند الموقف التركي والرد المحتمل من جانب أنقرة، على رواية السعودية بشأن مقتل خاشقجي.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ أول رد من أنقرة، على التقارير التي أفادت بأنّ السعودية ستلقي باللوم في مقتل خاشقجي على نائب رئيس المخابرات، كان تحذير وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو بأنّه: "لدينا معلومات وأدلة في متناول اليد على ما حدث لخاشقجي... ومن المسؤول".

ويقول محللون، للصحيفة، إنّ الهدف النهائي للرئيس التركي ربما يكون إضعاف ولي العهد محمد بن سلمان "الحاكم الفعلي" للمملكة، مشيرين إلى أنّ أردوغان لم يشأ أن يتولّى وحيداً لوم الرياض، وحمل تركيا واقتصادها الهش هذا الموقف على عاتقها، بل سعى إلى إجبار ترامب، أكبر حليف غربي للمملكة، على الوقوف في صفه.

وفي هذا الإطار، قالت أصلي أيدينتاسباس، الزميلة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، "أعتقد أنّه (أردوغان) لم يكن يرغب في أن يواجه السعوديين بمفرده، بينما لم يكن متأكداً بعد مما قد يفعله الأميركيون".

وتابعت "غير أنّ الرئيس التركي، ومن خلال الجمع بين التسريبات وبين نبرة دبلوماسية حذرة، تمكّن من وضع نفسه في موقف قوي إلى حد ما".

الجواب عن سؤال "كيف سيستخدم أردوغان ما بيديه من أوراق؟" لا يزال غير واضح، وفق الصحيفة، مشيرة إلى أنّه يمكن للرئيس التركي أن يسعى للحصول على ميزات أو تنازلات من واشنطن والرياض، في مقابل خيار عدم نشر أدلة قاطعة، ولا سيما تسجيلات يزعم أنّها موجودة وتوثّق لحظات موت خاشقجي وتقطيع جثته.

ولفتت "فايننشال تايمز" إلى أنّ هناك علامات على أنّ أردوغان لديه طموحات أكثر جرأة لتسخير الغضب الدولي تجاه السعودية، للمساعدة في هندسة تحولات في ديناميكيات القوة الإقليمية، التي من شأنها تخفيف الضغط على تركيا وحلفائها.

وذكّرت في هذا الإطار أنّ الرياض وأنقرة على طرفي نقيض بخصوص قضايا الشرق الأوسط، لا سيما الموقف من الربيع العربي، و"الإخوان المسلمين"، والانقلاب العسكري ضد الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي، والحصار ضد قطر.

ورأت الصحيفة أنّ تركيا قد تأمل أن يكون لقص جناحي محمد بن سلمان تأثيرات مفصلية. وبهذا الخصوص، قال بولنت أراس، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة "سابانسي" في إسطنبول، للصحيفة، إنّ "تركيا قد توظف قضية خاشقجي لتقديم المزيد من العناصر المعتدلة في القيادة السعودية، وفي المقام الأول تفعيل دور الملك سلمان".

وأضاف "وفي درجة ما، فإنّ أي تراجع للسعودية عن مسارها الحالي، سيكون مفيداً لتركيا. عدم الاستقرار الإقليمي وانعدام الأمن يضران بالمصالح التركية على نطاق أوسع".

محللون أتراك يقرأون علاقة أمريكا مع الرياض بعد مقتل خاشقجي

في حين تقوم السلطات التركية بعملية تحقيق مستمرة منذ اللحظة الأولى لحادثة الاختفاء، والتي كشفت التسريبات غير الرسمية عن اغتيال متعمد لخاشقجي داخل القنصلية السعودية، إلى جانب تقطيع جثته من قبل فريق "إعدام سعودي" مقرب من ولي العهد محمد بن سلمان؛ فقد قرأ محللون أتراك مستقبل العلاقات الأمريكية مع السعودية في ضوء قضية خاشقجي.

بدوره، قال الكاتب الصحفي التركي بشير دوستار إن "مقتل خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول، يتطلب نظرة فاحصة على العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية"، مؤكدا أن "العلاقات بين البلدين مكثفة وعميقة ومتعددة الأوجه".

وأضاف دوستار في مقال نشرته صحيفة "جمهورييت" التركية وترجمته "عربي21" أن "واشنطن بحاجة ماسة لرياض في منطقة الشرق الأوسط"، موضحا أنه "من أجل فهم أبعاد هذه العلاقة بشكل أفضل، فلا بد من إدراج حسابات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط".

والمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، بحسب دوستار هي كالآتي:

 - تعزيز أمن الاحتلال الإسرائيلي.
-
توسيع نفوذ الولايات المتحدة على الطاقة ومواردها.
-
رعاية أمريكا للرغبة الإسرائيلية في إنشاء دولة كردية، بهدف تقسيم أربعة بلدان في المنطقة (تركيا، إيران، العراق، سوريا).
-
منع التأثير المتزايد لإيران في المنطقة وحصارها.
-
تقييد النفوذ الروسي المتزايد في الشرق الأوسط.
-
منع تصاعد نفوذ الصين في المنطقة، بسبب قوتها الاقتصادية الهائلة.

وشدد الكاتب التركي على أن "المصالح السابقة، تؤكد أن واشنطن لن تستغني عن المملكة العربية السعودية مهما تطورت أزمة خاشقجي، نظرا لتأثير المملكة على الدول العربية في الخليج [الفارسي]، إلى جانب علاقتها الوثيقة مع إسرائيل"، مشيرا إلى أن "هناك تنافسا عربيا لتحسين العلاقة مع إسرائيل، وتحديدا بين السعودية ومصر".

واستدرك دوستار قائلا: "مع ذلك، هناك فجوة بين طموحات السعودية السياسية وقدرة الدولة"، مبينا أن "الدولة التي تعد أكبر منتجي النفط في العالم، تعاني من انخفاض أسعار النفط، ما تسبب في عجز الميزانية الحكومية، لذلك لجأ ولي العهد لرؤية 2030 لتنويع مصادر الدخل والحد من اعتماد المملكة على صادرات النفط".

وأشار دوستار إلى أن "السعودية تسعى لتطوير علاقاتها مع روسيا والصين دون إثارة الرعب الأمريكي"، مبينا أن "علاقة الرياض الوثيقة مع الولايات المتحدة وإسرائيل، تسببت بغضب من الدول الإسلامية تجاه النظام السعودي".

من جهتها، قالت الكاتبة والمحللة التركية بريل ديدي أوغلو إنه "من المعروف أن السعودية هي إحدى الدول المفضلة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب"، مستدركة بقولها: "من المعروف أيضا أن كونك محبوبا من قبل ترامب أو من قبل الولايات المتحدة بشكل عام، ليس دائما أمرا جيدا".

وأضافت أوغلو في مقال أن "واشنطن لا تعتبر شريكا متساوٍ، بل تجعلك دائما تشعر بالدونية"، مشيرة إلى أن "ترامب قال في اجتماع حاشد إن الملك السعودي لن يدوم في السلطة لمدة أسبوعين دون الدعم العسكري من الولايات المتحدة".

وأكدت أوغلو أن "هذه الملاحظة غير الدبلوماسية تعني أنه إذا لم تدفع السعودية، فلن تحظى بالحماية الأمريكية بعد الآن"، منوهة إلى أن "الرياض تحاول إثبات مدى تصميمها على القضاء على المعارضين أينما كانوا، لكن هذه المواجهة قد تكون لها نتائج قضائية، ما يضع حكام البلاد في موقف حساس"، بحسب تقديرها.

ورأت أن "السعوديين لا يهتمون بعواقب كهذه في الوقت الحالي، لكن قد يتعرضون للإجراءات القانونية الدولية في يوم من الأيام، لذا فعليهم التصرف بشكل أفضل"، مستشهدة "بحادثة اختفاء جمال خاشقجي بعد دخوله القنصلية السعودية، والتي أكدت أن سلطات الرياض لا تتردد في تعقب مواطنيها الذين يعيشون في الخارج، دون الالتفات إلى العواقب الدولية لهذه الحماسة".

كاتب تركي: واقعة خاشقجي أنهت طريق ابن سلمان 

وأكد كاتب تركي السبت، أن العاصفة بدأت تهب باتجاه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ونظيره الإماراتي محمد بن زايد، بعد واقعة اختفاء خاشقجي.

وقال الكاتب إبراهيم قراغول في مقال نشرته صحيفة "يني شفق" التركية إن "المسؤوليْن السعودي والإماراتي، استسلما في واقعة خاشقجي، ويبدو أن الطريق بالنسبة لهما انتهى"، لافتا إلى أنهما "خططا لقتل معارض في قلب إسطنبول بطريقة وحشية من أجل النيل من تركيا والتقليل من مكانتها والانتقام منها والحيلولة دون أن تكون أراضيها ملاذا آمنا للمعارضين العرب والمسلمين".

وأكد قراغول أنهما "فشلا في ذلك وفضحا على الملأ، بل لم يتمكنا حتى من ستر هجمتيهما، كما فشلا في تنفيذ مخططات أسيادهما من رجال الاستخبارات الإسرائيلية بحذافيرها"، منوها إلى أنهما "سخرا عشرات الأشخاص والطائرات والسيارات من أجل شخص واحد".

واستكمل قائلا: "نصبا الفخ لخاشقجي داخل قنصليتهم، لكن كل شيء كشف وفشلا في التستر على جريمتهما، ولم يكفهما أكثر رجالهما ثقة، وتكتيكات الاستخبارات الإسرائيلية وخبرة المخابرات المصرية في مجال الجرائم"، على حد قوله.

وذكر الكاتب التركي أن "الزعيمين سقطا وهما منفذا مشاريع تدمير المنطقة، ولا شك أن مصائبهما في الماضي ستكشف كذلك عقب واقعة خاشقجي، ليكشف النقاب عن أعمال الشر التي أقدما عليها ضد تركيا في المنطقة"، متوقعا أن "هذه الملفات لن تتركهما طيلة حياتهما، وستلتصق بهما الجرائم والاغتيالات والعمليات السرية وحركات الأموال".

ورأى قراغول أن "تركيا حصلت على ورقة رائعة ونجحت حتى اليوم في المحافظة على صمتها ورزانتها، وحصلت أيضا على ورقة مهمة للغاية من أجل الانتقام لملف جرائم زعيمي الخليج  [الفارسي] المعادي لها ولقائدها أردوغان"، موضحا أن "أنقرة حصلت على معلومات مؤثرة للغاية لمواجهة الشر والعداوة".

ولفت إلى أن "تركيا تدير حملة إعلامية جادة للغاية، وتتصرف حكومتها بمنتهى الحذر والذكاء، بعدما رأت إلى أين ستؤول الأمور، وكيف ستجبر هذه الواقعة كلا من ابن سلمان وابن زايد على الاستسلام"، مرجحا أن "يمارس البيت الأبيض ووسائل الإعلام الأمريكية، ضغوطا شديدة على هذين الزعيمين، وربما يكونان قد وصلا إلى نهاية الحلم، لتبدأ المناقشات حول ملفات جرائمهما والادعاءات والأدلة وطرق المحاكمة الدولية".

صحفيون أتراك يطالبون بـ “العدالة” لخاشقجي

وقد طالبت “جمعية بيت الإعلاميين العرب” في تركيا بتحقيق العدالة في قضية خاشقجي، في مؤتمر صحفي عقده رئيس الجمعية توران قشلاقجي اليوم السبت، أمام القنصلية السعودية بإسطنبول، تلا فيه بيانا عقب إقرار الرياض بمقتل خاشقجي إثر “شجار” داخل القنصلية.

وقال قشلاقجي في البيان “صديقي الصحفي والمفكر، عضو جمعية بيت الإعلاميين العرب جمال خاشقجي، قتل هنا من قبل قتلة أيديهم ملطخة بالدماء، بطريقة وحشية من أسوأ ما شهده تاريخ البشرية”.

ولفت إلى أنه “منذ 18 يوما تصدرت أخبار خاشقجي نشرات الأخبار العالمية”، معربا عن شكره لكل من تعاطى مع القضية من رجال دولة، ورجال الأعمال، وسياسيين”.

فيما وجه “الشكر الأكبر” إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي “أدار هذه الفترة بشكل جيد وإخلاص وبدبلوماسية رفيعة”.

ودعا “قشلاقجي” العالم إلى مهمة جديدة وصفها بأنها “مهمة العدالة من أجل جمال خاشقجي، بأن ينال القتلة عقابهم”.

وشدد على أن مطلبهم “لا يشمل 18 متورطا (التي أعلنت السعودية توقيفهم)، بل يجب معاقبة من أعطى الأوامر لهم”.

وأكد بهذا الصدد، “من أجل هذا نناشد الملك سلمان ملك السعودية، والعقلاء من آل سعود وكبارهم، بأنه يتوجب إعادة النظر حول ما أعلن بأن جمال خاشقجي توفي ولم يقتل، إذ لم تقنع هذه الرواية أحدا”.

وطالب قشلاقجي بتوفير الأمن لعائلة جمال خاشقجي، كما طالب بـ “وقف الأخبار المغرضة الكاذبة التي نشرت بحقنا في الإعلام السعودي، وملاحقة الفاعلين”.

وزاد: “نطالب بعدالة حقيقية كاشفة عن حادثة خاشقجي، ونحن كمسلمين ليس لدينا أدنى شك بأن العاهل السعودي الملك سلمان يمتلك القدرة الكافية لتنفيذ ما سبق، ونناشد الحكماء في آل سعود بدعمه في هذا السبيل”.

وأوضح أن “بيت الإعلاميين العرب” يرى في تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي اعتبر فيها الإعلان السعودي “خطوة جيدة وله مصداقية” بأنه “يريد حماية لوبي الأسلحة والتحدث باسمهم”.

واعتبر أن تصريحات ترامب “تهين الشعب الأمريكي، فيما التصريحات التي صدرت من أعضاء الكونغرس الأمريكي بمجلسيه خلال هذه الفترة تبعث على الأمل”.

آخر ظهور لخاشقجي قبل توجهه لقنصلية بلاده بإسطنبول

ونشرت صحيفة تركية السبت، صورا حصرية حصلت عليها لآخر ظهور لخاشقجي قبل توجهه إلى قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول.

وقالت صحيفة "حرييت" التركية إن "الصور تظهر خاشقجي قبل ذهابه إلى قنصلية الرياض بإسطنبول"، موضحة أن "خاشقجي اشترى منزلا في إحدى مناطق المدينة قبل سبعة أيام من مقتله".

أول تغريدة لخطيبة خاشقجي بعد تأكيد مقتله!

غردت التركية خديجة جنكيز خطيبة خاشقجي على صفحتها في موقع “تويتر” بعد إعلان السعودية رسميا مقتل مواطنها داخل مقر قنصليتها في إسطنبول.

وقالت خديجة اليوم السبت: “إن القلب ليحزن، وإن العين لتدمع، وإنا على فراقك يا حبيبي جمال لمحزونون”.

وأضافت في تغريدة أخرى: “رحمك الله يا حبيبي جمال وجعل مثواك الفردوس الأعلى مع سيد الشهداء حمزة”.