قرار FATF الاخير.. فشل اميركا ونجاح ايران الدبلوماسي

قرار FATF الاخير.. فشل اميركا ونجاح ايران الدبلوماسي
السبت ٢٠ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٤:٥١ بتوقيت غرينتش

السياسة العدائية التي تنتهجها الولايات المتحدة في مجموعة العمل المالي الدولية "FATF"، ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية باءت بالفشل. وأقرت المجموعة بأن ايران حققت تقدما في سياق تطبيق "برنامج العمل" ومنحت طهران أربعة أشهر إضافية لاستكمال الإصلاحات. ويأتي ذلك في وقت أكدت فيه قمة منتدى "آسيا-أوروبا" دعمها للاتفاق النووي الايراني.

العالم - تقارير

فشلت محاولات الولايات المتحدة الاميركية لإعادة فرض اجراءات ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية خلال اجتماع مجموعة العمل المالي الدولية "فاتف".

وبذل الوفد الاميركي للاجتماع جهودا محمومة لاعادة تفعيل الاجراءات المضادة التي جرى تعليقها قبل اكثر من عامين.

وقد فشلت هذه المحاولات في ضوء رؤية الغالبية الساحقة من اعضاء المجموعة المخالفة للموقف الاميركي.

نبذه مختصرة عن مجوعة العمل المالي الدولية (فاتف)

مجموعة العمل المالي هي هيئة حكومية دولية تتولى مهمة دراسة التقنيات واتجاهات غسل الاموال وتمويل الارهاب وإعداد وتطوير السياسات المتعلقة بمكافحة غسل الاموال وتمويل الارهاب محليا ودوليا.

وركزت المجموعة، منذ تأسيسها بباريس سنة 1989، جهودها على اعتماد وتنفيذ تدابير ترمي الى مواجهة استغلال المجرمين للنظام المالي.

وتتابع المجموعة التقدم الذي أحرزته الدول الأعضاء في تنفيذ التدابير اللازمة وتعمل بشكل وثيق جدا مع ثمانية منظمات إقليمية على شاكلة مجموعة العمل المالي، وتدرس المجموعة أساليب غسل الأموال وتمويل الإرهاب والتدابير اللازمة لمكافحة هذه الظواهر، وتشجع اعتماد وتنفيذ التدابير المناسبة على الصعيد العالمي، وتتعاون مع الهيئات الدولية الأخرى المعنية في مجال مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.

مجموعة العمل المالي الدولية تمنح ايران مهلة 4 اشهر

وفي هذا السياق اقرت مجموعة العمل المالي الدولية 'FATF' بان الجمهورية الاسلامية الايرانية حققت تقدما في سياق تطبيق 'برنامج العمل' ومنحتها مهلة 4 اشهر لاستكمال الاصلاحات.

وافادت رويترز ان مجموعة العمل المالي الدولية (فاتف) قالت إن أمام إيران حتى فبراير شباط لتكمل إصلاحات تجعلها ملتزمة بالأعراف الدولية.

وكان اجتماع مجموعة العمل المالي الدولية 'فاتف' بشان مكافحة غسيل الاموال، قد انطلق في باريس بمشاركة اكثر من 800 مسؤول مندوب عن 204 دول ومنظمات دولية منها صندوق النقد الدولي ومنظمة الامم المتحدة والبنك العالمي.

وفي هذا الاجتماع تم البحث في 140 تقريرا حول القضايا المهمة بهدف الحفاظ على سلامة النظام المالي والمشاركة في الامن العالمي.

ايران ترحب بقرار FATF رغم تحفظها على بعض بنوده

ورحب المتحدث باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي بالقرار الصادر عن مجموعة العمل المالي الدولية في تمديد تعليق ايران من لائحة الدول المشمولة بالاجراءات المالية والمصرفية الصارمة المضادة، لكنه ابدى في الوقت ذاته تحفظه على بعض البنود الواردة فيه.

واعتبر قاسمي هذا القرار نجاحا لدبلوماسية الجمهورية الاسلامية الايرانية في مواجهة محاولات اميركا الواسعة لاعادة ايران الى لائحة FATF السوداء، مستغلة رئاستها الدورية للمجموعة وبدعم من الكيان الصهيوني والنظام السعودي.

واعرب المتحدث باسم الخارجية الايرانية عن سروره لان الغالبية من اعضاء مجموعة العمل المالي الدولية لم تتأثر بالايحاءات السياسية التي بثتها اميركا وعدد قليل من حلفائها، منتقدا في الوقت ذاته بعض بنود القرار الصادر والتي لا تقيّم اجراءات ايران كاملا.

واكد بانه على FATF الابتعاد عن الدوافع السياسية والاهتمام فقط بالتقارير التقنية واضاف، انه وفقا للتقارير التقنية التي قدمت الى هذه المجموعة لغاية الان فان غالبية الامور التقنية المطلوبة في برنامج العمل المتعلقة بايران قد نفذت بالكامل وسيتم تنفيذ البقية بعد المضي بالمراحل القانونية المتعلقة باللوائح الثلاث المتبقية؛ لذا فقد كان من المتوقع ان يولي اجتماع FATF الاهتمام بهذه الحقائق وان يتجنب استخدام بعض العبارات السلبية في قراره.

وادان قاسمي اصرار الوفد الاميركي في معارضة تمديد المهلة لايران، النابعة من سياسات البيت الابيض المتوهمة والمتطرفة واكد بان اساس تقييمات مجموعة العمل المالي الدولية منذ تاسيسها لغاية الان هو الاجراءات التقنية للحكومات ولا ينبغي ان تخضع قرارات هذه المجموعة لضغوط وابتزازات سياسية لدولة معينة اعتادت على البلطجة والتفرد على الصعيد الدولي.

واضاف، ان اميركا اثبتت بانها عضو غير موثوق به في المجتمع الدولي وهي بصدد هدم جميع مكتسبات التعددية من خلال اجراءاتها احادية الجانب. هذه القضية يجب ان تحظى على الدوام باهتمام اعضاء FATF في القرارات المستقبلية للمجموعة.

قمة منتدى 'آسيا-أوروبا' تؤكد دعمها للاتفاق النووي مع ايران

من جانبها اكدت قمة منتدى 'آسيا-أوروبا'، دعمها الجماعي لخطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) حول البرنامج النووي الإيراني، مشددة على أن إلغاء الحظر جزء لا يتجزأ من الخطة.

وجاء في البيان الصادر عن القمة: "جدد القادة، بالنسبة لإيران، إعلان دعمهم الجماعي للحوار الدبلوماسي وخطة العمل الشاملة المشتركة، التي وافق عليها مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة في قراره 2231، والتي تعمل وتحقق هدفها، وبالتحديد تأمين الطابع السلمي الخالص للبرنامج النووي الإيراني".

وأضاف البيان: "وحدد القادة بأنه بالتوازي مع تنفيذ إيران التزاماتها المتعلقة بالمجال النووي بشكل كامل وفعال، يعتبر إلغاء العقوبات، بما في ذلك العواقب الناتجة عنها، جزءا لا يتجزأ من خطة العمل الشاملة المشتركة. الحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران هو مسألة التزام بالاتفاقيات الدولية وتعزيز للأمن الدولي والسلام والاستقرار".

يذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كان قد أعلن، يوم 8 أيار/مايو، عن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق الشامل بشأن البرنامج النووي الإيراني، والذي تم التوصل إليه بين "السداسية الدولية" كرعاة دوليين (روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا) وإيران في عام 2015.

وأعلن ترامب استئناف العمل بكافة اجراءات الحظر التي تم تعليقها نتيجة التوصل إلى هذه الصفقة. فيما أصرت باقي أطراف الاتفاق على الاستمرار فيه.

من جانب آخر، رفض الاتحاد الأوروبي ودول أوروبية، في مقدمتها فرنسا وبريطانيا، الانسحاب من الاتفاق، فيما أعلنت إيران أنها ستلتزم بالاتفاق مقابل التزام الدول الأوروبية به وتقديم الضمانات لإيران. 

الجدير بالذكر أن قمة 'آسيا-أوروبا' تعقد مرة كل عامين، وهذا العام تجري فعالياتها تحت شعار "أوروبا وآسيا شريكان عالميان في حل المشاكل العالمية" تناقش الآفاق المستقبلية لتطوير هذا المنتدى والمسائل المتعلقة بتطوير التعاون العملي في المحاور ذات الأولوية. كذلك سيجري في القمة تبادل الآراء حول العديد من القضايا العالمية والإقليمية الملحة.

سترو: الحظر على ایران هو الخطأ الاكثر جدیة لسياسة واشنطن

وحول الحظر الاميركي على ايران اشار وزیر الخارجبة البریطاني الاسبق جاك سترو، الى ان فرض الحظر احادي الجانب على ایران جعل امیركا في عزلة، معتبرا اجراءات الحظر الراهنة بانها لیست الاقسى بل الخطأ الاكثر جدیة للسیاسة الخارجیة الامیركیة.

وفی كلمته التي القاها الخمیس خلال ملتقى "آفاق وتنمیة العلاقات التجاریة بین ایران وبریطانیا" قال سترو، كانت هنالك مراحل تاریخیة اختارت فیها بریطانیا طریقا غیر طریق امیركا الا ان هذا (اختلاف بریطانیا وامیركا حول الاتفاق النووي) یعد اهمها.

ونوه الى دعم بلاده للاتفاق النووي مطمئنا من ان هذا الموقف سیستمر واضاف، رغم اننا نتعرض للضغط ولكن على امیركا القبول بهذا الموقف.

واشار الى تصریح وزیر الخارجیة الامیركي بان اجراءات الحظر هذه هي الاقسى من نوعها وقال، اعتقد ان اجراءات الحظر هذه هي الاكثر انتقامیة لانها تستهدف الشرائح الضعیفة والناس العادیین وتتضح المسالة اكثر حینما نلاحظ بانها لا تستثني السلع الانسانیة مثل الادویة والمعدات الطبیة وحتى الاغذیة، فعلى سبیل المثال لا یستطیع المریض في طهران او تبریز او شیراز من الحصول على الدواء اللازم بسبب اجراءت الحظر الثانویة.

واضاف، آمل بان تخجل امیركا من عملها هذا والاضرار بالناس العادیین.

واكد بان هنالك الیوم ارادة من جانب بقیة الاطراف في العالم لا تسمح بتطبیق الحظر وفق الرغبة الامیركیة واضاف، هذه المرة لا یوجد اجماع عالمي (ضد ایران) وحتى ان المجتمع العالمي یرید بان یظهر لامیركا بان مثل هذه الاجراءات الاحادیة تكلف امیركا ثمنا.

واكد اهمیة الادوات المالیة الاوروبیة واضاف، ان ما یحظى باهمیة اكبر هو امكانیة اقناع مسؤولي واشنطن بان ادارة الظهر للمعاهدات الدولیة التي كانت عنصر استقرار في العالم بعد الحرب العالمیة الثانیة یعد خطا كبیرا للامیركیین انفسهم مثلما هي كذلك لبقیة العالم.

واكد في الختام بان اجراءات الحظر الراهنة لیست اقسى العقوبات بل هي الخطا الاكثر جدیة للسیاسة الخارجیة الامیركیة.

كما تحدث عدد من المحللین والخبراء في الشؤون التجاریة عن احدث التطورات التجاریة بین ایران وبریطانیا في فترة ما بعد الاتفاق النووي.

ومن بين هؤلاء اشار اللورد نوردمن لامونت، الى ان الاجواء السائدة على العلاقات التجارية صعبة الى حد ما وقال، ان الحكومة البريطانية الى جانب حكومات الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي تبذل جهودا شاقة لايجاد مسارات خاصة للدعم المالي للتجارة مع ايران خاصة فيما يتعلق بتسديد اثمان الصادرات الايرانية.

واضاف رئيس غرفة التجارة البريطانية الايرانية، ان الاساليب المتخذة قد تم اطلاع الحكومة الايرانية بها ونأمل بالتمكن من مواصلة العلاقات التجارية بين الجانبين.

بعيدي نجاد: اوروبا تشجع تطوير العلاقات والتعاون التجاري مع ايران

من جانبه قال بعيدي نجاد السفير الايراني في لندن في هذ الملتقى: ان العلاقات التجارية بين ايران وبريطانيا كانت تقليدية على الدوام الا انها اضحت الان تحمل اهمية سياسية واستراتيجية خاصة.

واضاف، ان الاتحاد الاوروبي والدول الاوروبية الثلاث (المانيا وفرنسا وبريطانيا) تشجع في مستويات سياسية عالية تطوير العلاقات الاقتصادية والتعاون التجاري مع ايران وهنالك الان مندوب سياسي اوروبي عالي المستوى في طهران يبحث كيفية تحديد قناة اتصال مالية ومصرفية بين ايران واوروبا.

یذكر ان هذا الملتقى عقد في مقر اقامة السفیر الایراني في لندن بحضور مائة من الناشطین الاقتصادیین والمستثمرین والمهتمین بالتجارة مع ایران.