فشل الإعلام السعودي.. وأبرز محطات قضية خاشقجي

فشل الإعلام السعودي.. وأبرز محطات قضية خاشقجي
الإثنين ٢٢ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٩:٠٩ بتوقيت غرينتش

"ببساطة لقد فشلنا"... هكذا علّق رواد التواصل الاجتماعي وشخصيات موالية للسعودية على الطريقة التي تناول بها إعلامهم في ملف اغتيال الصحفي المعارض جمال خاشقجي، الذي دخل قنصلية بلاده في الثاني من الشهر الجاري، ولم يخرج  بعد ذلك، قبل أن تنسج الرياض رواية مقتله زاعمة انه بسبب "شجار" وشكّك العالم بصحتها. وكان الإعلام السعودي والموالي له يصف الحديث عن مقتل خاشقجي داخل القنصلية بالمسرحية والمؤامرة ضد السعودية.

العالم - تقارير

الأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبد الله، المقرب من أصحاب القرار، كان من أول المعترفين حيث قال "أقولها بكل صدق وبكل صراحة وبكل أسف الإعلام الخليجي والعربي والعالمي المساند للموقف السعودي خسر في معركة اختفاء جمال خاشقجي"، مؤكدا أن إعلامهم "لم يكن بمستوى الحدث".

الممثل السعودي المعروف ناصر القصبي أحد أبرز مؤيدي النظام السعودي اعترف في تغريده له بوجود ارتباك في تدبير الأزمة، وارتكاب خطأ بعدم نشر بيان الاعتراف بما جرى لخاشقجي منذ البداية، قبل أن يصرح بأن ما وصفه بالحكمة السعودية تمثلت في الاعتراف بالخطأ وعدم المكابرة، حسب قوله.

وفي السياق أقر أمير سعودي من العائلة الحاكمة، بتفوق الإعلام الاقليمي وخاصة اعلام دول الجوار العربي على نظيره السعودي خلال أزمة اختفاء المعارض جمال خاشقجي. وغرد الأمير خالد بن عبد الله آل سعود، على حسابه عبر "تويتر": "نعم غلبناهم في تويتر، لكن الحق يجب أن يقال، وهو أن الإعلام التابع لقطر متفوق علينا بمراحل، فهم يعملون على امبراطوريتهم الإعلامية منذ عام 1996".

 الأمير خالد بن عبد الله آل سعود

وتابع: "لاحل سوى غربلة شاملة، أعيد و أكرر: إعلامنا متوفي دماغياً". وأثارت تغريدة الأمير السعودي جدلا واسعا، لا سيما أن الأخير نشط بتغريدات عديدة خلال أزمة خاشقجي، أثار سخط المغردين تجاه.

وأيد مغردون سعوديون كلام الأمير خالد، قائلين إن الإعلام الرسمي وشبه الرسمي "ضعيف جدا" مقارنة بتفوق الإعلام الاقليمي وخاصة اعلام دول الجوار العربي، وغيرها.

فيما عارض آخرون توقيت تغريدة الأمير، قائلين إنها تعطي روحا انهزامية في نفوس المواطنين، وترفع معنويات الطرف الآخر، ورد الأمير السعودي على تغريدات عارضت رأيه، بالقول إن "صوتنا شبه معدوم في الخارج".

وقالت صحيفة الرياض في وقت سابق، في تقرير تحت عنوان "تحديات المرحلة تستدعي إعادة صياغة السياسة الإعلامية برؤية إستراتيجية جديدة ولغة فاعلة"، إعلامنا الخارجي.. ضعيف."حينما نستعرض واقع إعلامنا الخارجي ووسائله وأدواته نجد أنه أقل ما يمكن أن يوصف به أنه ضعيف وخجول في مواجهة الحملات التي تتعرض لها المملكة، عطفاً على وضعه الحالي غير القادر على مواكبة الدور المتعاظم لبلادنا"، على حد تعبيرها.

بل وصل الأمر برئيس تحرير صحيفة عكاظ جميل الذيابي لاتهام من يروجون لمقتل خاشقجي بالتورط في قتله قائلا في تغريدة "يروجون لمقتل الإعلامي السعودي جمال خاشقجي ويغردون بكل ثقة في وقت واحد بتغريدات شبه متطابقة، ومثل تلك الحقيقة الدامغة لا يتحدث بها إلا جناة والغون في الجريمة"، حسب زعمه.

ولم تقتصر مزاعم واتهامات الإعلام السعودي والموالي له للقنوات التي تناولت حدث اغتيال المعارض السعودي جمال خاشقجي، بل طال أيضا كبريات وسائل الإعلام العالمية، وبينها رويترز وواشنطن بوست، إذ اتهمت بـ"السقوط الأخلاقي"، وبالانخراط في ما وصفت بـ"حملة ممنهجة ضد السعودية".

كما لم تسلم خطيبة خاشقجي من سهام النقد التي وصلت لدرجة السخرية من شكلها ولباسها، ووصفت بأنها "المرأة اللغز" من قبل المغرد سعيد الحمد الموالي للنظام البحريني، واتهمت من قبل البعض بأن لها ارتباطات مع قطر، وأنها على علاقة قرابة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

ومنذ بداية قضية خاشقجي وُجهت انتقادات لاذعة للإعلام السعودي والموالي له، حيث اكتفى بترديد ما ينشر عبر وكالة الأنباء الرسمية، والتي بدأت بتخبط التصريحات بداية بالقنصل السعودي محمد العتيبي في اسطنبول الذي اصدر بيانا في 4 أكتوبر/تشرين الأول أن يقول فيه إن خاشقجي اختفى بعد خروجه منها قبل أن تغير رواياتها لاحقا كل مرة بحسب التطورات الحاصلة بينما ركزت تغطية الإعلام السعودي والموالي له على كيل الاتهامات للاعلام الخليجي والعربي والعالمي المعارض للموقف السعودي والذي اتّهم بترويج الأكاذيب في قضية خاشقجي.

ولطالما وصفت وسائل الإعلام تلك، حديث الإعلام العالمي عن مقتل خاشقجي داخل سفارة السعودية بإسطنبول بـ"المسرحية" التي تهدف للإساءة للسعودية، بل نقل موقع العربية.نت عن القائم بأعمال السفارة السعودية في لبنان قوله إن "مسرحية خاشقجي مؤامرة ومكيدة استخباراتية دبرت بإحكام بغرض النيل من سمعة السعودية والإساءة إليها"، على حد وصفها.

لكن مع الاعتراف الرسمي السعودي بمقتل خاشقجي داخل مقر القنصلية إثر "شجار"، ضاق الخناق على الإعلام السعودي والموالين له، ووجدوا أنفسهم مجبرين على نشر أخبار ومواد كانت تصفها قبيل أيام قليلة بـ"المسرحية".

وزير خارجية البحرين: الهدف هو السعودية وليس البحث عن أي حقيقة!

وقال خالد بن أحمد، عبر حسابه على تويتر، إن "الهدف هو المملكة العربية السعودية وليس البحث عن أي حقيقة. ارموا أقنعتكم فنحن معها بأرواحنا". وأضاف: "عداء الجزيرة للمملكة العربية السعودية وتجنيها وكذبها المستمر يعكس سياسة قطرية لا يمكن التصالح معها".

وفي مقابلة اجرتها قناة MBC  المملوكة للنظام السعودي مع خالد بن أحمد وصف وزير الخارجية البحريني الهجوم على المملكة إعلاميًا بسبب حادثة اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي بـ"تسونامي"، مشيرًا إلى أن هناك دروسًا حدثت لا بد من الاستفادة منها، وذلك في أثناء حديثه عبر برنامج "بالمختصر" على قناة mbc مع ياسر العمرو، وتابع: لاحظنا مغرضين كثيرين أساءوا للمملكة في هجمة منظمة، لم تبدأ من حادث بسيط ثم تطورت، ونفسر أنهم عملوا كل شيء، وهذه هي السياسة السعودية المعروفة، وأشبه ذلك بالهجمة على البحرين عام 2013، ونحن نقف مع المملكة ونعرف من هي المملكة وسياستها ونهجها منذ تأسيسها.

ومن جهة أخرى وفي الطرف المقابل رد نشطاء بحرينيوين على وزير الخارجية البحريني على موقع التواصل الاجتماعي تويتر بعد الاعتراف الرسمي السعودي بـ"مقتل" خاشقجي داخل مقر قنصلية بلاده مطالبينه بالاعتذار للشعب الكريم بعد المغالطات التي ضلل بها المتابعين. "واخيرا تم الاعتراف بالجريمة الكبرى اعتقد على معاليكم الإعتذار للشعب بعد الكلام الذي قلته في مقابلتك مع قناة MBC حول عدم ثبوت مقتل #جمال_خاشقجي وما قلته حول الدعم المطلق وتبرأتك لمملكة المناشير #السعودية"


وكانت الرياض تصر في وقت سابق على أنه غادر القنصلية حيا ودون أن يتعرض لأذى.

وفي ما يلي أبرز محطات قضية خاشقجي:

2 أكتوبر/تشرين الأول

دخل خاشقجي قنصلية بلاده في اسطنبول للحصول على وثيقة رسمية للزواج من التركية خديجة جنكيز. ومرت ساعات وخطيبته تنتظر خارج القنصلية دون أن يخرج فاتصلت بصديقه ياسين أقطاي، مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، وأبلغته بالوضع.

وكان خاشقجي قد طلب منها الاتصال بأقطاي في حال شعرت تعرضه لمكروه.

3 أكتوبر/تشرين الأول

أعلنت السلطات التركية أن المعلومات التي لديها تفيد أن الصحفي السعودي مازال في قنصلية بلاده.

4 أكتوبر/تشرين الأول

القنصلية السعودية في إسطنبول تصدر بيانا تقول فيه إن خاشقجي اختفى بعد خروجه منها.

5 أكتوبر/تشرين الأول

ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يقول في تصريحات لوكالة بلومبرغ إن خاشقجي غادر القنصلية السعودية في إسطنبول بعد دخوله بـ "دقائق أو ساعة".

6 أكتوبر/تشرين الأول

نسبت وكالة رويترز للأنباء لمصادر أمنية تركية القول إن تقييمها الأولي للقضية يشير إلى أن خاشقجي قتل داخل قنصلية بلاده.

7 أكتوبر/تشرين الأول

نسبت تقارير صحفية لمصادر أمنية تركية القول إن جثة خاشقجي قطعت على الأرجح ووضعت في صناديق لنقلها خارج القنصلية السعودية.

8 أكتوبر/تشرين الأول

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعرب عن قلقه من اختفاء خاشقجي.

9 أكتوبر/تشرين الأول

نشرت صحيفة واشنطن بوست صورة لخاشقجي وهو يدخل القنصلية والسلطات السعودية توافق على السماح للمحققين الأتراك بتفتيش القنصلية.

10 أكتوبر/تشرين الأول

نشرت وسائل الإعلام التركية صور 15 سعوديا يعتقد أن لهم صلة باختفاء خاشقجي.

11 أكتوبر/تشرين أول

صحيفة واشنطن بوست تقول إن الحكومة التركية أبلغت مسؤولين أمريكيين أن لديها تسجيلات تثبت قتل خاشقجي وتقطيع جثته في القنصلية السعودية في اسطنبول.

12 أكتوبر/تشرين الأول

وزير الداخلية السعودي عبد العزيز بن سعود ينفي الاتهامات الموجهة لبلاده بقتل خاشقجي.

13 أكتوبر/تشرين الأول

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتوعد السعودية بعقاب شديد لو ثبت تورطها في قتل خاشقجي.

14 أكتوبر/تشرين الأول

رفضت السعودية "التهديدات" السياسية والاقتصادية، الموجهة لها بسبب اختفاء خاشقجي، حسبما صرح مصدر سعودي لوكالة الأنباء السعودية الرسمية. وقال المصدر إن السعودية "إذا تلقت أي إجراء فسوف ترد عليه بإجراء أكبر".

15 أكتوبر/تشرين الأول

ترامب يقول إن "قتلة مارقين" ربما وراء مقتل خاشقجي.

16 أكتوبر/تشرين الأول

التقى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في الرياض بولي العهد السعودي محمد بن سلمان حيث التقطت لهما الصور وهما يبتسمان ويتصافحان ويتبادلان حديثا وديا. وقال بومبيو عقب محادثاته في الرياض: "إن القيادة السعودية تنفي بشدة أي علم لها بما جرى في القنصلية السعودية باسطنبول".

17 أكتوبر/تشرين الأول

ترامب يعلق على الاتهامات الموجهة للقيادة السعودية في قضية خاشقجي قائلا "مرة أخرى نجد أنفسنا أمام موقف أنت مذنب حتى تثبت براءتك" وذلك في إشارة لاتهامات الاعتداء الجنسي التي تعرض لها القاضي الجديد في المحكمة العليا في الولايات المتحدة بريت كافانو.

18 18 أكتوبر/تشرين الأول

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" آخر مقال لخاشقجي والذي جاء تحت عنوان: "أمس ما يحتاجه العالم العربي هو حرية التعبير" وباللغتين العربية والانجليزية.

19 أكتوبر/تشرين الأول

نفى وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أن تكون سلطات بلاده سلمت أي تسجيلات بشأن القضية لأي طرف آخر، بمن فيهم وزير الخارجية الأمريكي.

20 أكتوبر/تشرين الأول

قال النائب العام السعودي إن التحقيقات الأولية أظهرت "وفاة" خاشقجي في القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول، حسبما نقلت وسائل إعلام رسمية عنه.

ونقلت قناة الإخبارية السعودية عن النائب العام قوله إن "المناقشات التي تمت بين المواطن جمال خاشقجي وبين الأشخاص الذين قابلوه أثناء تواجده في قنصلية المملكة في إسطنبول أدت إلى حدوث شجار واشتباك بالأيدي مما أدى إلى وفاته".

وتزامنا مع إعلان النائب العام، أصدر الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز أوامر ملكية بإعفاء أحمد عسيري نائب رئيس المخابرات السعودية من منصبه واربعة آخرين من المسؤولين السعوديين.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الإعلان السعودي بشأن "وفاة" جمال خاشقجي "خطوة جيدة وكبيرة ذات مصداقية".

وأشار ترامب إلى أن "القيادة السعودية كانت صادقة معنا فيما يتعلق بهذه القضية".

وأكد ترامب أن "أطرافا ثالثة شاركت في التحقيقات السعودية، وأن التفسير السعودي موثوق به".

21 أكتوبر/تشرين الأول

ترامب يقول إنه "غير راض" عن الرواية السعودية التي تفسر مقتل خاشقجي. وتحدّث الرئيس الأميركي عن "أكاذيب" في رواية الرياض عن ملابسات مقتل خاشقجي داخل قنصليتها في اسطنبول، وذلك غداة تأكيده أنّ ما كشفته السعودية عن ظروف مقتل الصحفي المعارض "جدير بالثقة".

وأعلن الرئيس التركي رجب طيّب إردوغان أنّ أنقرة ستكشف خلال أيام "الحقيقة الكاملة" بشأن مقتل خاشقجي. 

ومساء الأحد أعلنت الرئاسة التركيّة أنّ إردوغان وترامب اتّفقا خلال مكالمة هاتفية على "وجوب توضيح قضيّة خاشقجي بكلّ جوانبها".

من ناحيته أكّد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أنّ الرياض "تجهل مكان وجود جثة" خاشقجي الذي "قتل داخل القنصلية"، واصفا مقتله بأنه "خطأ جسيم".

في برلين، قالت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل إنّ بلادها لن تصدّر أسلحة إلى السعودية في الوقت الحالي.

22 أكتوبر/تشرين الأول

ذكر تلفزيون (إن.تي.في) التركي الاثنين أن خمسة موظفين أتراك في القنصلية السعودية باسطنبول يدلون بشهاداتهم في تحقيق بشأن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.