مستشار أردوغان: رواية السعودية أعدت على عجل ولا تفسر كيف قتل خاشقجي

مستشار أردوغان: رواية السعودية أعدت على عجل ولا تفسر كيف قتل خاشقجي
الإثنين ٢٢ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٦:٣٥ بتوقيت غرينتش

رفض ياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تأكيد رواية السعودية حول مقتل الصحفي السعودي المعارض، جمال خاشقجي، معتبرا أن هذا التفسير "يستهزئ" بالرأي العام العالمي.

العالم أوروبا

وقال أقطاي، الذي يعتبر صديقا مقربا من الصحفي السعودي القتيل، في مقال نشره بعموده في صحيفة "يني شفق" التركية، اليوم الاثنين: "لا يسع المرء سوى التساؤل كيف يمكن أن تنشب مشاجرة بالأيدي بين 15 شابا مقاتلا... وبين خاشقجي البالغ من العمر 60 عاما وهو بمفرده وأعزل".

وقال أيضا إن الرواية السعودية "لا تفسر أيا من جوانب الواقعة وفقا لكل المعلومات التي تم التوصل إليها بل على العكس تقود لمزيد من الأسئلة".

وتابع: "الحديث عن مشاجرة بالأيدي فيما يتعلق بمقتل خاشقجي سيناريو تم إعداده على عجل لأنه بات واضحا أن كل تفاصيل الواقعة ستتكشف قريبا".

وأضاف مستشار أردوغان: "السؤال الثاني هو لماذا انتظروا كل هذه المدة؟ فالأكاذيب التي قيلت حول خاشقجي حتى اللحظة وصلت إلى أبعاد يمكن من خلالها تشكيل ملف جريمة منفصل".

كما أعرب المسؤول التركي عن شكوكه من صراحة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الذي قال بعد 4 أيام من اختفاء خاشقجي إنه غادر مقر القنصلية ولا دور للسعودية في الحادث.

وتابع أقطاي في هذا السياق: "وبينما كان ولي العهد السعودي يدلي بهذا التصريح كان الفريق المكون من 15 شخصا الذين كلفوا بقتل خاشقجي بوحشية داخل قنصلية اسطنبول قد أكمل مهمته وعاد إلى مزاولة مهام عمله".

واختفى خاشقجي، الصحفي السعودي المعروف بمقالاته وتصريحاته التي انتقد فيها سياسات بلاده في مجالات عدة، يوم 2 أكتوبر الجاري إثر دخوله مقر قنصلية المملكة في اسطنبول التركية لإنهاء التعامل مع وثائق خاصة بحالته العائلية.

وأعلنت السعودية رسميا فجر السبت الماضي أن التحقيقات الأولية في قضية اختفاء خاشقجي أظهرت "وفاته" نتيجة "اشتباك بالأيدي" نجم عن شجار مع أشخاص قابلوه في القنصلية، وذكر أنه تم توقيف 18 شخصا حتى الآن في إطار التحريات وهم جميعا من الجنسية السعودية، دون الكشف عن مكان وجود جثمان الصحفي، واعترفت سلطات المملكة بأن الصحفي قتل على يد فريق أمني سعودي وسل إلى المدينة في 2 أكتوبر وضم 15 فردا، مشددة على أنهم والواقفين وراء عملية هذه المجموعة "تجاوزوا صلاحياتهم" وثم حاولوا "التغطية على الخطأ الجسيم الذي ارتكبوه".

وقدمت السلطات التركية والسعودية في البداية روايات متضاربة بشأن مكان وجود خاشقجي، الذي لم يره أحد منذ دخوله القنصلية السعودية في اسطنبول، حيث قالت أنقرة، التي تنفذ تحقيق رسميا في القضية منذ 2 أكتوبر، إن الصحفي لم يخرج من المبنى بينما أصرت الرياض على أنه غادره بعد وقت وجيز من إنهاء العمل المتعلق بحالته العائلية.

وسبق أن ذكرت مصادر مسؤولة عدة بشكل غير رسمي أن فريقا أمنيا سعوديا وصل إلى اسطنبول يوم اختفاء خاشقجي يقف وراء مقتله وفي محاولة لإخفاء آثار الجريمة قام عناصر الفريق بلف جثة الصحفي في سجادة وإخراجه من داخل مبنى القنصلية ليتم بعد ذلك تسليمه لـ"متعاون محلي" كلف بالتخلص من الجثمان.