زيارة الامام الحسين..دليل آخر على تلاحم ايران والعراق

زيارة الامام الحسين..دليل آخر على تلاحم ايران والعراق
الخميس ٢٥ أكتوبر ٢٠١٨ - ١٠:٣٩ بتوقيت غرينتش

ایام تفصل عشاق آل البیت (سلام الله عليهم) فی کل بقاع الارض عن احیاء مراسم زیارة الاربعین الحسيني، الكل يود ان يثبت مدى حبه وارتباطه بهم عن طريق الحضور في هذه المراسم. 

العالم- تقارير

الجميل الذي نجده في هذه الايام هو ان جميع اتباع آل البيت (سلام الله عليهم) على سبيل المثال من ايران ولبنان والكويت والبحرين والسعودية والهند وباكستان وبالطبع العراق يشاركون في هذه المراسم وما هو اجمل، التلاحم الملحوظ بين ابناء الدولتين الشقيقتين ايران والعراق في مثل هذه الايام، حيث تغتبر زيارة الاربعين فرصة لترسيخ العلاقات الاخوية بين الشعبين فالكل له هدف واحد وطريق واحد هو زيارة الامام الحسين (عليه السلام).

وفي هذا السياق دعا الباحث والاستاذ الجامعي محمد السعدي "الجهات الرسمية وغير الرسمية العراقية، الى تقديم كل انواع التسهيلات للزائرين الايرانيين القادمين للمشاركة في مسيرة زيارة الاربعين، من اجل اطلاق رسالة قوية ومعبرة عن عالمية وشمولية الثورة الحسينية العظيمة، وعن التلاحم الكبير بين الشعبين العراقي والايراني، فضلا عن كون ذلك يعبر عن نوع من الامتنان حيال المواقف المشرفة للجمهورية الاسلامية الايرانية مع العراق، حينما تعرض للعدوان الداعشي التكفيري قبل 4 اعوام.

فيما تقول الناشطة في مجال الخدمة الحسينية زينة عبد الكريم، انه ينبغي الا تكون هناك اية حواجز تفرق بين الزوار الايرانيين واخوانهم العراقيين، واكثر من ذلك علينا ان نشعر الايرانيين القادمين لزيارة الامام الحسين (عليه السلام)، انهم في بلدهم وبين اهليهم.

وتضيف زينة: انه طيلة الاعوام الماضية، لم نلحظ ولم نسجل اية سلوكيات وممارسات سلبية من قبل الزوار الايرانيين، وانما على العكس تماما، وجدنا منهم التعاون والحرص على الالتزام بالتعليمات والضوابط التي تصدرها الجهات المعنية، واذا كانت هناك بعض السلوكيات الخاطئة والسلبية، فأنها في الواقع تمثل حالات فردية لايقاس عليها".

ومنذ عام 2003 حتى يومنا هذا واعداء اتباع اهل البيت (سلام الله عليهم) بشكل يتحينون الفرص للانقضاض على اللحمة التي تربط الشعب العراقي بالشعب الايراني وبجميع اتباع اهل البيت (سلام الله عليهم) في العالم، بعد ان بدت هذه اللحمة هي الحصن الحصين الذي حال ويحول، دون استفراد هؤلاء الاعداء بالشعب العراقي، والانتقام منه، بسبب تخليه عن الطغمة الصدامية المجرمة التي ناصبت اتباع اهل البيت (سلام الله عليهم) العداء ، ومارست ضدهم اساليب وحشية ، لا تقل وحشية عن ممارسات "داعش" الذي هاجم عام 2014  العراق ووصوله الى ابواب بغداد وكان بمثابة تهديد للنجف الاشرف وكربلاء المقدسة، ولم يوقف هذا الخطر الداهم الا المرجعية الدينية العليا المتمثلة بسماحة السيد السيستاني والفتوى التاريخية التي اصدرها والتي اسفرت عن ولادة الحشد الشعبي، وكذلك الدعم الايراني السريع للقوات المسلحة العراقية والحشد الشعبي.

وبالطبع لولا المدافعون عن العتبات المقدسة وتضحياتهم بانفسهم ماكان اليوم ينعم الزوار بالامان في القيام بالمراسم.

وهذا ما اكده سماحة قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى السيد علي خامنئي خلال استقباله لفيفا من عوائل الشهداء المدافعين عن العتبات المقدسة الذي اشار الى تشابه حركة المدافعين عن العتبات المقدسة خلال السنوات الماضية، مع حركة أولئك الذين ضحوا بأرواحهم من اجل انقاذ مرقد سيد الشهداء الامام الحسين (سلام الله عليه).

وقال اذا لم يكن هناك اناس يقدمون التضحيات، لما عمت محبة وعظمة الامام ابي عبدالله الحسين (عليه السلام) بهذا الشكل في العالم، حيث يشارك في مسيرة الاربعين افراد من مختلف دول العالم بما فيها الدول الاوروبية واميركا، وان الذي وضع اللبنة الاولى والرئيسة لهذه الحركة هم في الحقيقة الذين ضحوا بأرواحهم من اجل زيارة مرقد الامام الحسين عليه السلام.

واكد قائد الثورة الاسلامية، ان الشهداء المدافعين عن العتبات المقدسة قدموا التضحيات كذلك، ولولا هذه البطولات والتضحيات لما كانت هناك مسيرة الاربعين، فالعدو اقترب من مدينة كربلاء المقدسة وأخذ يطلق عليها قذائف الهاون، كما انه اقترب من مدينة الكاظمية ومرقد السيدة زينب (سلام الله عليها) قرب دمشق، وفي الحقيقة حاصر تلك المناطق، لذلك هب هؤلاء الشبان للدفاع عن العتبات المقدسة ودفع هذا البلاء عن الاسلام والمسلمين.

وبقلب مطمئن ملهوف لهذا اللقاء المعنوي فان اقبال الشعب الايراني على زيارة الامام الحسين (سلام الله عليه) في ازدياد مضطرد وهذا ما اكده وزير الثقافة والارشاد الاسلامي "سيد عباس صالحي" ان عظمة وروعه المشاركة المليونية في ملحمة زيارة اربعينية الامام الحسين (عليه السلام) يجب ابرازها على الصعيد الدولي.

واشار صالحي اليوم الخميس، الى تسجيل مليون و 700 ايراني في الموقع الالكتروني لمنظمة الحج والزيارة للذهاب الى العراق والمشاركة في مراسم زيارة اربعينية الامام الحسين (عليه السلام) قائلا: "ان المشاركة في زيارة الاربعين في حالة ازدياد عاما بعد عام وهذا يبين عظمة وجلال تلك المراسم مؤكدا على وجوب تبيان ابعاد هذه الملحمة لجميع العالم".

 

كما وصف وزير الداخلية الايراني عبدالرضا رحماني فضلي اليوم الخميس الاوضاع الامنية في العراق بانها جيدة، مشيدا بتعاون الحكومة العراقية في التنسيق لزيارة الاربعينية.

ويذكر انه بحسب تقديرات المصادر المختلفة من الجانبين الايراني والعراقي، من المتوقع ان يتجاوز عدد الزوار الايرانيين للعراق لاداء زيارة الاربعينية هذا العام، مليوني زائر، رغم الظروف والاوضاع الاقتصادية الصعبة التي تواجهها الجمهورية الاسلامية الايرانية بفعل العقوبات الاميركية الظالمة ضدها، علما ان الحكومة العراقية بادرت الي تخفيض البدل النقدي لاصدار تأشير الدخول للايرانيين، حتى يتاح لاكبر عدد منهم التشرف بزيارة الامام الحسين (عليه السلام).

في المقابل يلاقي الزوار الايرانيون ترحيبا كبيرا من قبل اخوانهم في العراق، ما يعكس بالفعل، العلاقة الطبيعية بين الجانبين وفي هذا السياق قال الاعلامي احمد عبد الرحمن في حديثه مع وكالة (ارنا)، ان ابداء اقصى درجات الاهتمام والترحيب بالزوار الايرانيين، يعكس من جانب طبيعة كرم وضيافة الشعب العراقي، ومن جانب اخر يعكس مستوى العلاقة الطيبة بين العراقيين والايرانيين.

ويؤكد عبد الرحمن، ان ايران، حكومة وشعبا، تعتبر الاقرب للعراق والعراقيين، لاسيما بعد سقوط نظام حزب البعث ورئيسه الطاغية المقبور صدام، اذ لم يبادر اي بلد عربي او اجنبي الي دعم العراق ومساندته والوقوف الي جانبه في كل المجالات مثلما فعلت ايران.

الطريق الحسيني هو طريق نجاة البشرية مما تعانيه من تحديات و مشكلات فهنئيا لمن سار  على هذا الدرب.

علا قاسمي