"الرمح الثلاثي 18".. أضخم مناورات الناتو منذ الحرب الباردة

الخميس ٢٥ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٦:٣٠ بتوقيت غرينتش

بدأت اليوم الخميس في النرويج، أضخم مناورات عسكرية للدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي "الناتو" منذ نهاية الحرب الباردة، الأمر الذي أغضب موسكو وهي ترى دائما هذه المناورات ضدها وتهدد مباشرتا أمن روسيا.

العالم- تقارير

ويشارك في المناورات التي تحمل اسم "الرمح الثلاثي 18" (ترايدنت جانكتشير 18) نحو 50 ألف جندي و10 آلاف مركبة و65 بارجة و250 طائرة من 31 بلدا، وتهدف لتدريب قوات الحلف الأطلسي على الدفاع عن دولة عضو تتعرض لاعتداء.

وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ "في السنوات الأخيرة تراجعت البيئة الأمنية في أوروبا بشكل كبير".

وأضاف "المناورات ترسل رسالة واضحة الى دولنا والى أي عدو محتمل. الناتو لا يسعى الى أي مواجهة لكننا متأهبين للدفاع عن كل حلفائنا ضد أي تهديد".

وفيما لم يتم تحديد "العدو المحتمل" رسميا في لسان قادة الناتو، فإن روسيا تتبادر إلى ذهن جميع المراقبين.

وتباهت روسيا التي تتشارك مع النرويج بحدود بطول 198 كيلومترا في الشمال الأقصى بقوتها مرارا في السنوات الأخيرة.

فقد ضم الجيش الروسي القرم وعزز قدراته العسكرية في منطقة القطب الشمالي وأجرى أكبر مناوراته العسكرية في الشرق الأقصى في أيلول/سبتمبر الماضي.

وفي أول رد فعل رسمي روسي، قالت السفارة الروسية في أوسلو إنها تعتبر أن مناورات  "الرمح الثلاثي 18" هي "ضد روسيا".

وأضافت "مثل هذا النشاط (...) يظل استفزازيا حتى لو حاولت تبريره على أنه ذو طبيعة دفاعية بحتة".

وبالإضافة إلى الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي البالغ عددها 29 دولة، ستنضم كل من السويد وفنلندا جارتا النرويج إلى التدريبات التي تستمر حتى 7 تشرين الثاني/نوفمبر.

وقد تمت دعوة اثنين من المراقبين العسكريين الروس واثنين من بيلاروسيا لمشاهدة المناورات.

ستولتنبرغ: المناورات ترسل رسالة واضحة إلى أي عدو محتمل

في مؤتمر صحافي الأربعاء حول إجراء مناورات "الرمح الثلاثي 18" قال الأمين العام لـ "الناتو" ينس ستولتنبرغ إنه "في السنوات الأخيرة تراجعت البيئة الأمنية في أوروبا بشكل كبير".

وأضاف أن "المناورات ترسل رسالة واضحة إلى دولنا وإلى أي عدو محتمل: أن حلف الأطلسي لا يسعى إلى أي مواجهة لكننا متأهبين للدفاع عن كل حلفائنا ضد أي تهديد".

ويقول قائد مقر العمليات المشتركة النرويجية رونه ياكوبسن، في مؤتمر صحافي جمعه بفوغو في الثامن من الشهر الجاري، إن القيادة السياسية في بلاده أعربت عن سعادتها عندما قرر "الناتو" قبل خمس سنوات إجراء المناورات في النروج.

ويوضح ياكوبسن أنه "بالإضافة إلى منافع وضع خطط دفاعنا الوطنية تحت الاختبار، فإننا سنقدم لحلفائنا في الناتو فرصة الحصول على خبرة مباشرة في الجناح الشمالي للحلف".

ويتابع الجنرال النرويجي أن "النروج بلد صغير وقدراتنا الدفاعية تعتمد بشكل كبير على القدرات الدفاعية الجمعية للناتو".

وأظهرت روسيا استياءها من تعزيز الغرب لوجوده العسكري في المنطقة. وكثفت الولايات المتحدة وبريطانيا، بمعزل عن المناورات، انتشارهما في هذا البلد الاسكندنافي من أجل تأقلم قواتهما مع البرد.

ويقول تقرير لـ "وول ستريت جورنال" الخميس إن إنفاق "الناتو" على قدراته اللوجستية وقدرته على الحشد العسكري ترتفع بشكل مطرد مع رفع القدرات العسكرية للدول الأعضاء منذ 2014.

وأنفقت دول الناتو في 2018 على البنية التحتية 8.66 مليارات دولار مقارنة بـ 6.35 مليارات في 2015.

ويقول الجنرال الأميركي المتقاعد بين هودجز إن من أهداف المناورات "أن يعرف الروس بأن الحلف لديه القدرة على صد أي هجوم قد يقومون به".

ويضيف أن القدرة على الحشد السريع لقوات الناتو يضمن للقادة السياسيين للدول الأعضاء وجود "خيار خيارات أخرى" حال حصول تهديد لأحد دوله.

بوتين يهدد باستهداف دول تستضيف صواريخ اميركية

من جهته، توعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل بدء المناورات للناتو، باستهداف الدول الأوروبية التي تستقبل صواريخ أميركية متوسطة المدى على أراضيها، في إطار خطة واشنطن نشر منظومات عسكرية في المنطقة.

وتأتي تهديدات بوتين بعد أيام من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن بلاده بصدد الانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية الموقعة مع موسكو تحت دريعة "انتهاك" الأخيرة لها.

ورفض الرئيس الروسي في تصريحات نقلتها أسوشييتد برس، مزاعم ترامب. وقال إن الولايات المتحدة هي التي انتهكت المعاهدة الموقعة عام 1987.

وأعرب عن أمله ببحث القضية مع نظيره الأميركي على هامش فعاليات بمناسبة مرور قرن على نهاية الحرب العالمية الأولى (1914-1918)، مقرر عقدها في 11 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل بباريس.

ووقع البلدان معاهدة القوى النووية في 1987 وتقضي بتعهدهما بعدم امتلاك أو تصنيع أو تجريب صواريخ يتراوح مداها بين 500 و5 آلاف و500 كلم.

وفي المقابل صعد ينس ستولتنبرغ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، لهجته ضد روسيا ، وقال إن اللوم يقع على روسيا في انتهاك معاهدة مهمة للحد من الأسلحة النووية تريد أميركا الانسحاب منها، وأضاف: لكنه لا يعتقد أن التهديد الروسي سيؤدي إلى عمليات جديدة لنشر صواريخ أميركية في أوروبا.

هذا واتهم ستولتنبرغ قبل أسابيع، استنادا إلى "معلومات استخباراتية" قدمتها واشنطن للحلف، روسيا بخرق معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى الموقعة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة عام 1987، بعد شروعها في نشر صواريخ مجنحة من نوع 9M729 "نوفاتور".

فيما قال النائب الأول لرئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي، أندريه كراسوف، إن كافة الاتهامات إلى روسيا بهذا الشأن "لا أساس لها من الصحة"، مضيفا: "يبدو أن الناتو يريد اتهام روسيا بكل الآثام".