اين وصلت الحوارات الفلسطينية المصرية حول المصالحه والتهدئة؟

اين وصلت الحوارات الفلسطينية المصرية حول المصالحه والتهدئة؟
الجمعة ٢٦ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٦:١١ بتوقيت غرينتش

انتهى اجتماع الفصائل مع الوفد الأمني المصري، في غزة بالتأكيد على استمرار الجهود في ملفات المصالحة والتهدئة، وتخفيف الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة.

العالم-تقارير

وعقد اللقاء بمكتب قائد حماس بغزة، يحيى السنوار وبحضوره ورئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، وشارك به الوفد المصري المكون من اللواء أحمد عبد الخالق مسؤول الملف الفلسطيني في المخابرات المصرية، والعميد همام أبو زيد، وممثلون عن الفصائل الفلسطينية؛ الجهاد الإسلامي والأحرار، والجبهتين الشعبية والديمقراطية، وحركة المقاومة الشعبية، والجبهة الشعبية- القيادة العامة، ولجان المقاومة الشعبية.

وحول تفاصيل الاجتماع الذي امتد 3 ساعات متواصلة، أكد الوفد المصري ضرورة إتمام المصالحة الفلسطينية، وتخفيف الوضع الإنساني عن قطاع غزة، وإنهاء حصاره.

وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، جميل مزهر، أن هناك حوارات جدية لطيّ صفحة الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، وجهود مصرية حقيقية لكسر الحصار "الإسرائيلي" المفروض على غزة.

واضاف انه "أكد الأشقاء في مصر حرصهم الشديد على تخفيف معاناة قطاع غزة، ووقوفهم إلى جانب شعبنا الفلسطيني وتقديم كل التسهيلات لتخفيف معاناته"، مضيفاً: "يوجد حرص مصري على تخفيف معاناة أبناء شعبنا في غزة، واستعدادهم لتقديم كل التسهيلات اللازمة التي من شأنها تخفيف المعاناة عن المواطنين، والوقوف إلى جانب شعبنا".

وأضاف :"اعتقد أننا سنكون خلال الأيام القادمة أمام إجراءات جدية وحقيقية على طريق طيّ صفحة الانقسام، وتخفيف معاناة شعبنا، وكسر الحصار الظالم المفروض عليه".

وأشار إلى أن الكل الفلسطيني متفق على ضرورة استمرار مسيرات العودة الكبرى، قائلاً: "المسيرات مستمرة بأشكالها الشعبية السلمية وسيلةً من أشكال النضال الوطني الفلسطيني غير خاضعة للمقايضة والمساومة بأي حال من الأحوال".

هذا وقال مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة في قطاع غزة م. لؤي القريوتي أنَّ جهوداً جدية يبذلها المصريون لإنجاز ملف المصالحة، وملف كسر الحصار، وملف تفعيل تفاهمات تثبيت إطلاق النار بين فصائل المقاومة في غزة والاحتلال الإسرائيلي عام 2014، موضحاً أن وفد المخابرات المصرية يتحرك بين ورام الله وغزة وتل أبيب لإنجاز ملف تثبيت وقف اطلاق النار.

وأوضح القريوتي أنَّ رؤية الوفد المصري توافقت بشكلٍ كبير مع رؤية الفصائل في غزة من المصالحة، والحصار، وتبيت وقف إطلاق النار، مشدداً على أنه -حتى اللحظة- لم يقدم أي "أفكار مكتوبة" أو نقاط محددة إلى فصائل المقاومة بغزة لتبدي وجهة نظرها بها، مشيراً إلى أن ما حصل خلال اجتماع الفصائل مع المخابرات المصرية اقرب إلى النقاشات وتبادل الآراء والأفكار.

وفيما يتعلق بمسيرات العودة، قال القريوتي: "وفد المخابرات المصري لم يطلب من فصائل المقاومة وقف المسيرات أو منع أي شكل من أشكال المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي"، غير أنه ذكر "أنَّ المصريين شددوا على أهمية تقليل الخسائر البشرية في صفوف المواطنين الفلسطينيين المشاركين في مسيرات العودة".

وأشار القريوتي إلى أنَّ وفد المخابرات المصرية أبلغهم أن ما يجري من جهود مصرية لتبيت وقف إطلاق النار، وتخفيف الحصار، وجهود دفع المصالحة يسير بعلم السلطة التي لم تعارض الرؤية المصرية بشأن غزة.

وذكر أنَّ الوفد الأمني المصري اطلع الفصائل على جهودهم في محاصرة التوتر الأمني بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي، والجهود التي بذلت لمنع العدوان الإسرائيلي، مشيراً إلى أنَّ المصريين أبلغوهم أنهم اوصلوا رسالة واضحة لإسرائيل أن قطاع غزة بحاجة إلى رفع الحصار وتوفير الاحتياجات الأساسية من ماء وكهرباء وانسيابية في حركة المعابر.

في السياق، أشار القريوتي أن الوفد المصري وعد بتقديم تسهيلات عديدة لأهالي قطاع غزة من بينها سهول الحركة على معبر رفح من خلال إصلاح شبكات المعبر التي تحول دون سفر المواطنين بأريحية وتتسبب بتأخرهم في الصالة المصرية، لافتاً إلى أنهم وعدوا أن يتم حل أزمة معبر رفح خلال الأسبوعين المقبلين، حتى يتمكن المسافر من السفر في وقت لا يتعدى الـسبعة دقائق.

وبينما اشارت مصادر عربية عن التوصل إلى اتفاق وشيك لتثبيت التهدئة بين حركة حماس والاحتلال بعدما تمكن الوفد المصري من جسرة الهوة بين الطرفين، إلى جانب جسر الهوة بين حركتي فتح وحماس لإتمام المصالحة بحسب هذه المصادر أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين محمد الهندي:"لا نتحدث عن اتفاق تهدئة بل وضع ميداني محدد، فإذا رفع الحصار عن غزة، فهناك وسائل على الميدان تستقر بشكل وآخر، لفترة معينة، لكن النضال والجهاد مستمر حتى تحقيق أهداف شعبنا ليست في غزة وحدها بل حتى التحرير الكامل.

واضاف أن هدف مسيرات العودة وأساسها هو كسر الحصار عن قطاع غزة بالكامل، مشيراً إلى أن المسيرات لم تحقق أهدافها بعد، ومايجري حالياً هو وعود فقط لكن لم يرَ الشعب الفلسطيني منها على الأرض شيئاً.

وطالب عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد بتقييم هذه المسيرة، وتقييم ما وصفه بالوهم الكبير الذي أخذ المنطقة والشعب باتجاه الهرولة والتطبيع مع "إسرائيل" على حساب الحقوق الشرعية لشعبنا الفلسطيني وأرضه.

وقال الهندي:"من يتوهم أن الشراكة مع العدو هي التي تجلب له الاستقرار والحقوق هو واهم، ورأينا المسار الذي بدأ في أوسلو وقبله، ووصل لنهايات مأساوية على الشعب الفلسطيني وأصحاب الخيار، لكن الشعب الفلسطيني الذي ينهض في مسيرات العودة هو الذي يقرر مستقبل هذه المنطقة والشعب والقضية، هذا درس الفداء والمقاومة، أما هؤلاء أسرى السلام المدنس فغارقون في الفشل والأوهام والصراعات".

وعن الوضع الداخلي الفلسطيني، اكد الهندي : "نحن دائماً نتوحد في المقاومة والجهاد ولا نتوحد في خندق المساومات وهذا ما فرقنا"

وتابع:"الأساس في العلاقة الداخلية هي الحوار، حتى نصل إما لساسة واضحة مشتركة تمثل الحد الأدنى من السياسة المتفق عليها أو نصل لمرجعية وطنية فلسطينية نحتكم إليها إذا اختلفنا".