الملك سلمان يقيد ابنه، فهل انتهى حلم "السلمانية"؟

الملك سلمان يقيد ابنه، فهل انتهى حلم
الأحد ٢٨ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٤:٥٩ بتوقيت غرينتش

اضطر الملك سلمان للعودة إلى إدارة شؤون السعودية بـ"التحكم اليدوي"، لكي يتمكن من تسوية النزاعات الداخلية الحادة وانقلاب الحرس الوطني ضد ولي عهده.

العالم - السعودية

ونشرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية تقريرا تحليليا حول عمليات التطهير الجارية في صفوف الحرس الوطني السعودي، وتداعياتها الداخلية.

وقال التقرير، الذي كتبه رافيل مصطفين، ونشرت "روسيا اليوم" مقتطفات منه، إن "الملك سلمان، الذي عهد بالعديد من شؤون الدولة لابنه ولي العهد الأمير محمد، اضطر للعودة إلى إدارة شؤون السعودية بـ"التحكم اليدوي"، لكي يتمكن من تسوية النزاعات الحادة التي تهدد وحدة البلاد".

ومن "بين المشاكل"، بحسب التقرير، ما يتعلق بـ"غضب القبائل، التي تشكل العمود الفقري للحرس الوطني، وتعدّ الدعامة الرئيسة للنظام في السعودية".

وقال التقرير إن "ولي العهد حرم شيوخ قبائل مطير وعتيبة وعنزة وغيرها من امتيازاتهم المعتادة، واعتقل بعضهم، ما اضطرهم لرفع شكوى للملك، الذي وعد بتسوية الأمور بنفسه".

وأضاف: "وقد فعل الملك ذلك، وتم إخماد الاضطرابات التي اجتاحت وسط البلاد الذي تقطنه القبائل المغبونة، وتم تقيد ولي العهد الذي اختفى عن الأنظار، بيد أن موقع Intelligence Online يشير إلى أن شيوخ العشائر يعتقدون أن ولي العهد ينتظر فرصة مواتية كي ينتقم منهم".

ويشير كاتب التقرير إلى أن أساس الحرس الوطني كان يسمى في السابق "الحرس الأبيض" أو "البدو"، ولعب دورا مهما في تتويج ابن سعود ملكا على السعودية.

ويضيف: "ومنذ ذلك الحين، تقوم هذه التشكيلات على حماية أبناء العائلة الحامكة والمسؤولين الكبار في السعودية، وكذلك المؤسسات الحكومية والأمن والنظام، بخاصة في موسم الحج".

ويشير إلى أن "تشكيلات "الحرس الوطني" منذ 1954 لم تعد تابعة لوزارة الدفاع، وفي عام 2013 أنشأ الملك عبد الله وزارة خاصة لشؤون الحرس الوطني، برئاسة ابنه متعب".

ويقول التقرير إن "المشاكل بدأت مع استلام الملك سلمان ونجله السلطة في البلاد، حيث وجدا أن الأمير متعب منافس قوي على العرش، وشخصية سياسية قادرة على توحيد جزء من النخبة السعودية غير الراضية عن تغيير نظام التوريث وسياسة الأمير محمد التي يدعمها الملك.. وهذا يعني أن الحرس الوطني بقي الجهة الوحيدة التي تشكل تهديدا لولي العهد، الذي لم يبق أمامه سوى خطوتين اثنتين لاعتلاء العرش".