ما علاقة هجوم بيتسبرغ الأمريكية بالانتخابات النصفية؟

ما علاقة هجوم بيتسبرغ الأمريكية بالانتخابات النصفية؟
الأحد ٢٨ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٢:٣٥ بتوقيت غرينتش

ارتفعت حصيلة الهجوم على معبد يهودي في بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا الأميركية إلى 11 قتيلا و6 مصابين قبل أيام من الانتخابات التشريعية النصفية المقررة اجراؤها في 6 تشرين الثاني/نوفمبر القادم والتي تتمتع بأهمية سياسية بالغة في الولايات المتحدة.

العالم- تقارير

عقوبة الإعدام...

وقال وزير العدل الأميركي جيف سيشنز إن وزارته ستوجه اتهاما بارتكاب جريمة كراهية واتهامات أخرى للمسلح الذي قتل 11 شخصا في معبد يهودي في بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا السبت.

وأضاف سيشنز -في بيان- أن الاتهامات التي ستوجه للمسلح قد تؤدي إلى عقوبة الإعدام، وتابع "الكراهية والعنف على أساس الدين لا يمكن أن يكون لهما مكان في مجتمعنا".

من جهته، أفاد كريس توغنري المتحدث باسم شرطة بيتسبرغ أن المشتبه فيه أصبح رهن الاحتجاز.

وكانت وسائل الإعلام قد أفادت بأن منفذ الهجوم رجل أبيض، اسمه روب باويرز  ويبلغ من العمر 48 عاما، وهو يميني متطرف وصرخ أثناء هجومه "الموت لكل اليهود".

أميركا في حداد

في سياق متصل، أدان الرئيس دونالد ترامب إطلاق النار في المعبد اليهودي، وأثنى على ضباط الشرطة الذين تعاملوا مع مطلق النار.

وكتب ترامب و هو من أكبر الداعمين للإحتلال الصهيوني،مغردا على تويتر "أميركا كلها تعيش حالة من الحداد ..هذا الهجوم الشرير المعادي للسامية هو اعتداء على الإنسانية".

ووعد ترامب بأنه يتابعأحداث الهجوم على المعبد.

وبحسب وسائل الاعلام ان المنفذ كان قد نشر عبر موقعه على وسائل التواصل الاجتماعي ان جمعية (هياس) تحب جلب الغزاة إلى امريكا وهي بذلك تقتل الشعب الامريكي، مضيفا انه لا يمكنه أن يجلس ويرى شعبه يذبح، بحسب تعبيره.

وتتزامن هذه العملية مع ارتفاع حوادث اطلاق النار في الولايات المتحدة في وقت يرفض فيه صناع القرار اقرار قانون للحد من بيع وحمل السلاح الفردي رغم المطالب الشعبية المتنامية.

بدوره قال رئيس وزراء كيان الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه مفجوع ويقف مع المجتمع اليهودي في بيتسبرج في مواجهة الوحشية المروعة المعادية للسامية، بحسب تعبيره.

الهجوم على المعبد والطرود المشبوهة

هذا وبجانب الهجوم على المعبد اليهودي، شهدت أميركا خلال الأيام الماضية إرسال طرود مشبوهه وملغومة الى عدد كبير من الشخصيات الأميركية المناهضة لترامب بما فيهم الممثلين والساسة كجو بايدن و هيلاري كلينتون، الأمران الذان يربطهما المراقبون بإنتخابات منتصف الولاية التشريعية الحاسمة بالنسبة الى ترامب والجمهوريين. وذلك بعد أن تم القبض في فلوريدا على المتّهم بإرسال هذه العبوات الناسفة وهو من أنصار الرئيس الجمهوري وذو سوابق عدلية كثيرة!

إنتخابات منتصف الولاية البالغة الأهمية

رغم أنه لن يكون اسم دونالد ترامب واردا في اي بطاقة تصويت، لكنه سيكون حاضرا في كل الاذهان خلال انتخابات الكونغرس بالغة الاهمية والتي ستحدد مسار النصف الثاني من ولايته الرئاسية.

وبعد أيام، يقصد الناخبون الاميركيون مكاتب الاقتراع للمرة الاولى منذ 6 تشرين الثاني/نوفمبر 2016 التاريخ الذي شهد فوز ترامب في انتخابات الرئاسة.

وتشمل هذه الانتخابات كل مقاعد مجلس النواب وثلث مقاعد مجلس الشيوخ وحكام 30 ولاية.

والتحدي كبير امام الجمهوريين الذين يسيطرون اليوم على الكونغرس. واذا كان من غير المرجح مبدئيا حدوث انقلاب في مجلس الشيوخ، فان الاستطلاعات تتوقع فوز الديموقراطيين في مجلس النواب.

وكان الديموقراطيون منيوا بعد عامين من تولي باراك اوباما الرئاسة، هزيمة مدوية دفعوا فيها خصوصا ثمن نقاشات حادة حول اصلاح النظام الصحي.

ومنذ عهد هاري ترومان فان المرة الوحيدة التي فاز فيها حزب الرئيس في ولاية اولى بمقاعد في مجلس النواب كانت في 2002 بعيد صدمة اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001.

ترامب.."في قلب النقاشات"

سيكون الرئيس هذه المرة اكثر من اي وقت مضى، في قلب النقاشات مع ما يثيره اسلوبه وشخصيته من انقسام في البلاد.

ويعتقد ساباتو مدير المركز السياسي لجامعة فرجينيا، "المواضيع الاهم في الانتخابات هي ترامب وترامب وترامب" مضيفا "ومع نحو 40 بالمئة من التاييد في الاستطلاعات، فهذا ليس نبأ سارا للجمهوريين".

وبصرف النظر عن المعارك التشريعية القادمة، يعي ترامب ان هزيمة انتخابية في الأيام المقبلة قد تضر بمستقبله السياسي.

والفضائح التي لا حصر لها والتي تحيط بالرئاسة تجعل ترامب اكثر عرضة لكثير من لجان التحقيق اذا باتت الاغلبية للديومقراطيين في مجلس النواب.

وقد اعد ترامب الذي سيكون عند الانتخابات الرئاسية في 3 تشرين الثاني/نوفمبر 2020  في سن 74 من الان شعاره "لنحفظ لاميركا عظمتها".

اما بالنسبة للديموقراطيين فستكون بداية معركة شرسة، لمعرفة مرشحهم او مرشحتهم في 2020.