لماذا هزمت "قسد" في شرق الفرات؟

الأحد ٢٨ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٧:٤١ بتوقيت غرينتش

عاشت ما يسمى "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) احلك ساعات لها حيث استهدفتها المدفعية التركية في منطقة عين العرب بشمال سوريا، فيما خاضت مواجهات عنيفة مع تنظيم "داعش" الارهابي في بلدة هجين اسفرت عن وقوع 68 قتيلا في صفوفها وسط تغيب تام لقوات التحالف الامريكي.

العالم - تقارير

الرئيس التركي رجب طيب اردوغان كان قد حذر "قوات سوريا الديمقراطية" وداعمها الاساسي الولايات المتحدة يوم الـ 26 من اكتوبر خلال اجتماعه مع قادة (حزب العدالة و التنمية) حيث قال إنه "تحذير أخير" لمن يعرضون حدود بلاده للخطر وإن أنقرة عازمة على التركيز على المقاتلين الأكراد السوريين شرقي نهر الفرات.

وهذه لا تعد المرة الأولى التي يحذر فيها أردوغان من وضع المناطق السورية المتاخمة للحدود التركية وضرورة تطهيرها من أي مجموعات تعتبرها أنقرة إرهابية "داعشية-كردية"، لافتا إلى خضوع هذه المنطقة  في الاصل للسيادة الأمريكية. فقد قال سابقا خلال كلمته يوم الجمعة 7 أيلول/ سبتمبر الماضي، إن "إرسال الولايات المتحدة الأسلحة إلى وحدات حماية الشعب في سوريا يظهر مدى توطيد هذا التنظيم لقوته".

ليكن كلام الرئيس التركي بمثابة اعطاء اشارة البدء لقواته بالتحرك، حيث قصف الجيش التركي بنيران المدفعية مواقع للقوات الكردية في منطقة عين العرب على الضفة الشرقية لنهر الفرات في شمال سوريا.

وبحسب وكالة "الأناضول" التركية فان القصف المدفعي استهدف نقاط إطلاق النار التابعة لعناصر من "وحدات حماية الشعب" التابعة لـ"قوات سوريا الديمقراطية" الكردية بالقرب من قرية زور مغار بريف حلب الشرقي

و كانت القوات التركية قد نفذت في وقت سابق من العام الجاري هجوما ضد قوات حماية الشعب الكردية في منطقة عفرين السورية ومعلنه اكثر من مرة إنها ستستهدف قوات حماية الشعب الكردية إلى الشرق من نهر الفرات.

الهجمة الداعشية تربك صفوف "قسد"

لكن لم يقتصر استهداف قوات قسد على الجانب التركي فقط بل امتد الى تنظيم داعش الارهابي حيث ذكرت وسائل إعلام محلية أن تنظيم "داعش" الارهابي تمكن من استعادة السيطرة من قوات "قسد" على كامل بلدتي السوسة والباغوز، آخر معقلين له في دير الزور، وسط تغيّب تام لتحالف واشنطن عن المعارك.

وان الهجمات قد اسفرت عن قتل 68 واصابة 100 عنصراً من "قوات سوريا الديموقراطية" خلال الهجمات  الواسعة التي شنهاتنظيم "داعش" منذ مساء الجمعة وحتى فجر السبت وفق حصيلة اصدرها ما يسمى بـ "المرصد السوري لحقوق الإنسان" المعارض.

واكد الناشطون ان حالة الاستياء منشرة بين أوساط مسلحي "قسد" من صمت "التحالف الدولي" وعدم صده الهجمات رغم تزويده بالاحداثيات ليصبح دور التحالف بعد هذه الهجمات اكثر غموضا فهو لم يدافع عن  حليفته بل تركها فريسة لـ"داعش" فحين انه يقوم باستهداف المدنيين في البوكمال وغيرها من المناطق السورية كما قال عدة مسؤولون سوريون "التحالف الدولي" يحارب كل شئ غير الارهاب!

لكن لايزال السؤال الذي يطرح نفسه هو هل فضت الولايات المتحدة تحالفها مع قسد ام انها انصاعت لتهديدات تركيا؟ هذا ما ستكشفه الايام.. لكن الاكيد انه مهما كان قرار هؤلاء فالحكومة السورية وحليفتها روسيا قد اكدتا اكثر من مرة انهما لن تسمحا بتشكيل شبة دولة شرق الفرات كما انه لن تبقى اي منطقة او شبر من الاراضي السورية تحت سيطرة الجماعات الارهابية، لذلك ستكون الهزيمة هي النتيجة الحتمية لكل من يحاول تمرير مشروع مخالف للمشروع الوطني السوري.