ما هي آليات ايران لإفشال مخططات امريكا لضرب اقتصادها؟

ما هي آليات ايران لإفشال مخططات امريكا لضرب اقتصادها؟
الإثنين ٢٩ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٤:٢١ بتوقيت غرينتش

فيما تستعد الادارة الامريكية لتنفيذ المرحلة الثانية من اجراءات الحظر المفروض على ايران، والتي تستهدف علی وجه الخصوص قطاع النفط بدخولها حيز التنفيذ اعتبارا من اليوم الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر القادم، يشدد المسؤولون الإيرانيون على تبني آليات وخطط فاعلة لإفشال المشروع الامريكي وإبطال مفعول "الحرب الاقتصادية" التي تقودها واشنطن على الشعب الايراني.

العالم- تقارير

سيبدأ سريان ثاني مجموعة من العقوبات الامريكية التي تستهدف ايران في الرابع من الشهر القادم. من هنا تأتي تصريحات المسؤولين الإيرانيين عن تبني آليات وسبل كفيلة لإفشال العقوبات الجديدة وإبطال مفعولها. وفي هذ السياق أكد الرئيس الايراني حسن روحاني انه من الممکن التغلب على المشاكل الاقتصادية خلال امد ليس ببعيد بفضل التمسك بالوحدة والتكاتف والصمود الشعبي.

ونوه الرئيس الايراني في كلمته يوم السبت، الى ان المخطط الامريكي يتمثل بفرض مشاكل اقتصادية على الشعب الايراني وانهاكه بها وفي النهاية الرضوخ لاميركا وكذلك الايحاء باليأس حيال مستقبل البلاد والشؤون المعيشية والاسرة والابناء.

واكد على ضرورة تعزيز التكاتف وهو ما يؤدي في النهاية الى اذلال اميركا، موضحا: لاشك ان الحكومة تقف في الخط الامامي بالجبهة الا انه لايمكن تحقيق الانتصار في هذه المواجهة التاريخية المهمة دون دعم من المجلس والسلطة القضائية والقوات المسلحة وفوق ذلك كله توجيهات وارشادات قائد الثورة.

ولفت الرئيس الإيراني، الى أنه حتى أوروبا تقف بجانب طهران في مواجهة إعادة فرض الحظر الامريكي، وتابع "لا يحدث في كثير من الأحيان أن تتخذ الولايات المتحدة قرارا ويتخلى حلفاؤها التقليديون عنها. قبل عام لم يكن أحد يصدق أن تقف أوروبا مع إيران وضد أمريكا".

واضاف الرئيس روحاني، ان احتياطي السلع الاساسية لم يكن بهذا الحجم الكبير في الاعوام الماضية وأن احتياطات إيران من العملة الصعبة لا تزال مرتفعة بشكل غير مسبوق، على الرغم من الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة عليها عبر الحظر الاقتصادي.

من جانبه قال النائب الاول لرئيس الجمهورية إسحاق جهانغيري، يوم الاحد، إنّ الولايات المتحدة عاجزة عن إيقاف تصدير النفط الايراني نظرا الى الخطة التي وضعتها الحكومة الايرانية والآليات التي وضعتها لإدارة شؤون البلاد مؤكدا على عدم وجود بديل للنفط الايراني. 

وأضاف جهانغيري انّ ايران التي كانت تصدر  2.5 مليون برميل يوميا من النفط خلال الأشهر الماضية، شهد مستوى تصديرها الآن إنخفاضاً لم يتجاوز آلاف البراميل.

وشدّد جهانغيري على أنّ التصدير النفطي الايراني لن يقلّ عن مليون برميل يومياً، لافتاً الى الكذبة التي روّج لها ساسة الولايات المتحدة على مستوى الرأي العام الامريكي والعالمي والتي أكّدوا فيها استبدال النفط الايراني بالنفط السعودي لمنع إرتفاع سعر البرميل.

وأعرب جهانغيري عن إعتقاده بأنّ ايران قادرة على أن تلبّي احتياجاتها من عوائد تصدير النفط عبر إكتفائها بتصدير مليون برميل يوميا.

ونوه الى ان بلدان الجوار ترتبط بعلاقات طيبة مع ايران في هذه المرحلة وقد اكدوا التزامها بالاتفاق لهذا السبب تمارس اميركا الضغوط على الشركات الاجنبية وتهديدها بالحظر في حال اقامة علاقات معها.                                                           

وفي محاولة أخری لتنشيط الاقتصاد الإيراني أعلن محافظ البنك المركزي الايراني عبد الناصر همتي بان خط التبادل المالي مع اوروبا سيفتتح قريبا وذلک بهدف معالجة المشاكل ذات الصلة بالمدفوعات المالية.

کما صرح المتحدث باسم رابطة مصدري المشتقات النفطية في ايران حميد حسيني انه سيتم عرض النفط الخام في البورصة كآلية للالتفاف على الحظر والحيلولة دون ايقاف التصدير.

وتابع ان شراء شحنات بحجم 35 الف برميل لا يعد عملا صعباً وينبغي للحكومة الاعلان عن شروط سهلة نسبيا لحضور القطاع الخاص في الداخل والخارج وهو ما يشكل انطلاقة جيدة للغاية وينبغي التفاؤل بشأنها.

ونوه الى استعداد القطاع الخاص لشراء النفط من البورصة، موضحا ان بعض الشركات الخاصة مستعدة وقد وجدت زبائن للنفط حيث ان البعض يتفاوض مع شركة النفط الايرانية منذ 3 او 4 اشهر للدخول في هذا المجال.

وشهدت بورصة الطاقة الایرانیة، الاحد عملیة بیع الشحنة  الاولی من النفط الخام الایراني بقیمة 78 دولارا و85 سنتا.

وبدأت عملیة بیع هذا المنتج الاستراتیجی من خلال عرض ملیون برمیل (یومیا) فی بورصة الطاقة للجمهوریة الاسلامیة الایرانیة، لتنتهي الي بیع 8 شحنات تزن كل منها 35 الف طن وحاز 4 زبائن فقط علی كافة المتطلبات للمنافسة علی شراء الشحنات النفطیة فی البورصة المحلیة. 

وبحسب بیان صادر عن بورصة الطاقة الایرانیة، ینبغی علی الراغبین فی شراء الخام الایراني تسدید 10 بالمئة من قیمة البضاعة نقدا.

كما اكدت الجهات القائمة علي مشروع بیع الخام فی البورصة (الوطنیة) للطاقة، ان الهدف من تنفیذ هذا المشروع یكمن فی زیادة اسالیب صادرات النفط وتعزیز دورالقطاع فی هذا المجال.

وعلی الصعيد الدولي قال مستشار الرئيس الأمريکي السابق باراک اوباما ان المبادرة الأمريکية لتصفير صادرات ايران من النفط ستمنی بالفشل. وصرح کالين کال أن مخططات الإدارة الأمريکية الرامية الی تصفير صادرات ايران النفطية لن یکتب لها النجاح.

وفي موقف يکشف عن تغير النبرة الأمريکية أفادت المصادر بأن حکومة ترامب هي الأخری تتحدث في الأیام الأخيرة عن عدم إمکانية تصفير صادرات ایران النفطية. ولهذا قال مسؤول في الإدارة الامريكية إن واشنطن تدرس منح إعفاء من العقوبات للدول التي ستقلص وارداتها من النفط الإيراني، وذلك قبل أيام من دخول الحزمة الثانية من العقوبات الأمريكية على النفط الإيراني موضع التنفيذ. 

وأخيرا وليس آخرا يجدر الاشارة الی رغبة بعض الدول في شراء النفط الايراني منها مثلا الهند. فقد اعلن مسؤول قسم التعاون الدولي في وزارة النفط والغاز الهندية ان الشركات الحكومية في بلاده عقدت صفقات مع ايران لشراء النفط في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل رغم الحظر الامريكي. 

واضاف ان المسؤولين الهنود يتفاوضون مع اميركا حاليا لاصدار ترخيص للاعفاء من حظر النفط الايراني.

فهل بإمکان الادارة الأمريکية أن تنجح في مخططاتها لضرب اقتصاد ايران؟ والجواب أنه من المستحيل أن يتحقق هذا في عصر القرية الکونية وعصر التواصل والاتصال.

د.نظري