قضية خاشقجي.. كيف يُفسّر صمت ترامب الأخير وما هي خطته التالية؟

قضية خاشقجي.. كيف يُفسّر صمت ترامب الأخير وما هي خطته التالية؟
الإثنين ٢٩ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٢:٠٩ بتوقيت غرينتش

يترقب المراقبون في الولايات المتحدة ماذا سيقول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن جريمة مقتل جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بعدما قدمت له مديرة الاستخبارات الأمريكية “سي إي إية” جينا هاسبل الأربعاء الماضي تقريرا حول المعلومات الموجودة لدى الأتراك.

العالم - تقارير

تتواصل المطالبات التركية والدولية للسعودية بالكشف عن مكان جثة خاشقجي والجهة التي أمرت بتنفيذ الجريمة.

وكان قد كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء الماضي، أن أنقرة تمتلك “أدلة قوية” على أن جريمة خاشقجي هي “عملية مدبر لها وليست صدفة”، وشدد على أن إلقاء التهمة على عناصر أمنية، “لا يقنعنا نحن، ولا الرأي العام العالمي”.

المدعي العام السعودي يصل إسطنبول 

ووصل فجر اليوم الإثنين، إلى إسطنبول، المدعي العام السعودي سعود بن عبدالله بن مبارك المعجب، في إطار التحقيقات الجارية حول مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي. ومن المقرر أن يلتقي المعجب خلال الساعات القادمة من اليوم الإثنين مع المدعي العام التركي في إسطنبول عرفان فيدان، ويجريا تحقيقاً في مبنى القنصلية السعودية.

وأصدر النائب العام السعودي، أول الأسبوع الماضي، بيانًا أعلن فيه نتائج التحقيقات الأولية في قضية الكاتب الصحفي، جمال خاشقجي، والتي أظهرت قتله إثر "مشاجرة" داخل القنصلية السعودية في إسطنبول.

بريطانيا كانت تعلم سلفا بمخطط اغتيال خاشقجي

وكشفت مصادر استخباراتية بريطانية رفيعة المستوى، عن تلقي المخابرات العامة السعودية أوامر باختطاف الكاتب الصحفي جمال خاشقجي وإعادته إلى المملكة.

وأكدت المصادر، لصحيفة «Sunday Express» البريطانية، أن "الأوامر لم تصدر مباشرة عن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ولا دليل حتى الآن يثبت أو ينفي ما إذا كان على علم بها" حسب قول الصحيفة.

وقال المصدر: «لقد توافرت لدينا معلومات بأنه يتم الترتيب لشيء ما في الأسبوع الأول من سبتمبر الماضي، أي قبل ثلاثة أسابيع من وصول "خاشقجي" إلى القنصلية في 2 أكتوبر الجاري».

وأوضح، أن هذه التفاصيل شملت أوامر أولية للقبض على «خاشقجي» وإعادته إلى السعودية لاستجوابه، وهو ما عقب عليه بقوله: «نحن نعرف أن الأوامر جاءت من عضو في الدائرة الملكية ولكن ليس لدينا معلومات مباشرة بوجود أي علاقة بينها وولي العهد».

وأضاف أنه بالرغم من تحذير جهاز المخابرات السرية البريطاني لنظيره السعودي لإلغاء هذه المهمة، إلا أنها تجاهلت الأمر، مستطردًا: «في الأول من أكتوبر الجاري، علمنا بتحرك المجموعة التي تضمنت أعضاءً من المخابرات العامة إلى تركيا، وكان هدفها واضحًا بالنسبة لنا، لكن بالرغم من تحذيرنا من اتخاذ هذه الخطوة إلا أنها قوبلت بالتجاهل».

وكشف أحد الأصدقاء المقربين لـ«خاشقجي»، يعمل أكاديميًا بالشرق الأوسط، أن الراحل كان على وشك الحصول على أدلة موثقة تثبت أن المحاربين استخدموا الأسلحة الكيميائية في حربهم على اليمن، مؤكدًا أنه التقاه قبل أسبوع من وفاته وشعر بقلقه وسعادته في ذات الوقت.

وتابع: «عندما سألته عن سبب قلقه، لم يكن يرغب في الإجابة، لكنه أخبرني في النهاية أنه يبحث عن دليل على استخدام السعودية أسلحة كيميائية في اليمن، وتمنى أن يحصل على أدلة موثقة».

مستشار اوباما يفجر مفاجأة جديدة

في نفس السياق، قال مستشار الرئيس الاميركي السابق باراك أوباما "بن رودز" إن ترامب مسؤول عن مقتل خاشقجي، مضيفا: "لا أستطيع أن أصدق أن هذا القتل المخطط بدقة سيتم دون علم وكالات الاستخبارات الأمريكية.

لماذا التزم ترامب الصمت منذ الأربعاء ؟

ويترقب المراقبون ماذا سيقول ترامب عن جريمة مقتل جمال خاشقجي بعدما قدمت له مديرة الاستخبارات الأمريكية “سي إي إية” جينا هاسبل الأربعاء الماضي تقريرا حول المعلومات الموجودة لدى الأتراك، وجعلت الرئيس التركي طيب رجب أردوغان يقول “غدا لناظره قريب”.

وكان الرئيس ترامب قد تعهد باتخاذ إجراءات بعد توصله بتقرير مديرة الاستخبارات التي اجتمعت بالأتراك، ويلتزم الصمت حتى الآن بعد الاجتماع، وهذا الصمت يجعل وسائل الإعلام الأمريكية تميل نحو فرضية وجود أدلة ما تشير الى تورط الأمير وولي العهد محمد بن سلمان في الجريمة.

وهناك نوع من اليقين لدى المتتبعين في واشنطن بأن جينا هاسبل قد حصلت على معطيات حساسة حول تورط القيادة السعودية في الجريمة، في إشارة الى ولي العهد، وقد تكون الأدلة متعلقة بتسجيلات صوتية لمكالمات بين زعيم الكوماندوز وديوان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

ومن باب المنطق، لو كانت رواية الأتراك التي حملتها معها مديرة الاستخبارات تقف عند اتهام الجنرال أحمد العسيري والوزير في الديوان الملكي القحطاني لخرج ترامب مهللا في الصحافة وفي تغريداته في “تويتر” ببراءة بن سلمان واستمرار التطبيل للصفقات العسكرية والتجارية.

لكن الأمور لا تشير الى ذلك، حسب المراقبين، وكل موقف سيتخذه ترامب سيجعل المؤسسات الاستخباراتية ضده وربما ستسرب معلومات للصحافة، ولا يمكن للرئيس ترامب مراوغة تقرير الاستخبارات لأنه سيعمل على تبخيس هذه المؤسسة وسيجبرها إلى مواجهته وستجعل منه خارقا للقانون وقد يقود هذا الى محاكمته، وهو الذي يعاني مسبقا مع مكتب التحقيقات “إف بي آي” بسبب فرضية تورط روسيا في الانتخابات الرئاسية التي قادته إلى البيت الأبيض.

وكانت المؤسسات الأمريكية من استخبارات وجيش وإعلام هي التي وقفت في وجه ترامب بعدما قام بالتقليل من مسؤولية ولي عهد السعودية في الجريمة على حساب الحقيقة والحق في مقتل الصحفي خاشقجي.

ومما يدل على وجود ربما أدلة تدين ولي العهد هو تأكيد وزير الدفاع جيمس ماتيس خلال لقاء وزير الخارجية السعودي عادل الجبير على الشفافية في التحقيق، وهو ما يؤكد رفض واشنطن الرواية السعودية التي تحمّل المسؤولية لكل من الجنرال العسيري والوزير في الديوان الملكي القحطاني.