براكين الغضب تلاحق "داعش" في السويداء السورية

براكين الغضب تلاحق
الإثنين ٢٩ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٩:٣٤ بتوقيت غرينتش

تهرب تنظيم "داعش" الارهابي عن تسليم مختطفات محافظة السويداء مع اطفالهن وقنص مسلحيه لاحد عناصر الجيش السوري؛ حدثان ساهما في انهيار وقف اطلاق النار الذي تم التوصل إليه مؤخرا في هذه المحافظة الواقعة شرقي سوريا.

العالم - سوريا - مقالات

وكانت الولايات المتحدة وروسيا قد توصلتا الى اتفاق لوقف اطلاق النار يقضي بموجبه الافراج عن النساء المختطفات من قبل "داعش" الارهابي في محافظة السويداء واطفالهن الذي كان يحتجزهم كرهائن، اتفاق لم يلتزم به التنظيم الارهابي، وخرقه من خلال محاولات تسلل واختراق وهجمات وفي النهاية استهدافه لجندي سوري من مسافة بعيدة ما أدى إلى مقتله بمنطقة تلول الصفا.

الجيش السوري لم يقف مكتوف الايدي ازاء الانتهاكات التي يقوم بها "داعش"، فقد نفذ الجيش عملية "براكين الصفا" في المنطقة لاشعال مواقع التنظيم الارهابي بنيران المدفعية والغارات الجوية وبمختلف صنوف الأسلحة.

اتفاق وقف اطلاق النار تم التوصل به مطلع الأسبوع الماضي برعاية روسيا، وبعد سيطرة الجيش السوري على منطقة "قبر الشيخ حسين" الاستراتيجية، ليقوم "داعش" بموجبه بتسليم مختطفات السويداء وأطفالهن، على دفعات.

وبعد تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق والتي تم بموجبها تحرير سيدتين وأربعة أطفال، تم تأجيل تنفيذ المرحلة الثانية والتي تتضمن تحرير 7 سيدات وثلاثة أطفال، عدة مرات بسبب مماطلة التنظيم، ومحاولته تغيير شروط الاتفاق.

تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق الذي كان مقررا الأسبوع الماضي، تم تأجيله أربع مرات من قبل "داعش"، الذي خرق وقف اطلاق النار خلال الأيام الماضية بشكل يومي من خلال محاولات التسلل والاختراق، والهجمات المتكررة التي شنها على مواقع الجيش السوري، والتي باءت جميعها بالفشل، حيث تمكنت وحدات الجيش من إحباط جميع هذه المحاولات، كما حالت المساعي الروسية دون سقوط وقف إطلاق النار، للاستمرار في الاتفاق الضروري لتحرير بقية الرهائن.

وكان تنظيم "داعش" الإرهابي قد شن بتاريخ 25 يوليو/تموز الماضي هجوما واسعا على مدينة السويداء وعلى القرى الشرقية للمحافظة، وقتل أكثر من 230 مدنيا وأصاب نحو 170 آخرين، كما تمكن من اختطاف عشرات النساء والأطفال، واقتادهم إلى عمق البادية الشرقية للسويداء.

العملية جوبهت برد من قبل الجيش السوري عندما شن هجوما واسعا لتحرير بادية السويداء بتاريخ 25 يوليو الماضي وتمكنت وحدات الجيش خلال تلك العملية العسكرية من تحرير نحو ثلاثة آلاف كيلومتر مربع وتطهيرها من تواجد مسلحي "داعش"، وحصار من تبقى منهم في تلول الصفا التي بات الجيب الداعشي فيها يلفظ أنفاسه الأخيرة.

وأسفرت عملية الجيش السوري العسكرية في المنطقة والهجوم الذي شنه من عدة محاور عن حصار مسلحي التنظيم الإرهابي في عمق الجروف الصخرية، وعن سيطرتها على جميع المسطحات المائية التي كان التنظيم يعتمد عليها، وآخرها المسطح المائي الأكبر في منطقة "قبر الشيخ حسين" الذي يبلغ طوله نحو 1000 متر، وعرضه أكثر من 400 متر، وبذلك لم يعد من خيار أمام المسلحين الارهابيين سوى الاستسلام أو القتال حتى الموت، ما أجبر مسلحي "داعش" على الانصياع لشروط الاتفاق الأخير وقيامهم بتسليم دفعة أولى من الرهائن، قبل انهيار هذا الاتفاق وعودة العمل العسكري كخيار وحيد لتحرير كامل المنطقة والقضاء على آخر إرهابي فيها.

وتصور تنظيم "داعش" الارهابي ان الانتصارات التي حققها على قوات سوريا الديمقراطية "قسد" والمناطق التي استولى عليها نتيجة تلك المعارك ستساعده على اختراق بقية المناطق والتحرش بالجيش السوري.

لكنه جوبه بنيران شديدة صبت عليه براكين الغضب وليعود من هناك يلملم جراحه وليبقي على حياة افراده القلائل المتبقين في تلك المعركة المهمة والاستراتيجية ولتعود الاشتباكات إلى سابق عهدها بعد إخفاق وقف إطلاق النار، تمهيداً لإطلاق باقي مختطفي السويداء.

وكانت مصادر إعلامية معارضة، قد ذكرت أن تنظيم "داعش" تمكن من استعادة السيطرة على كامل بلدتي السوسة والباغوز، آخر معقلين له في دير الزور، وسط تغيّب تام لتحالف واشنطن عن المعارك، وقالت المصادر إن "داعش" استعاد جميع المناطق التي تقدمت فيها قوات "قسد" الأسبوع الماضي في جيب هجين شرقي دير الزور بعد سبعة أسابيع على بدئها عملية عسكرية ضده بدعم امريكي.

ويقول مراقبون لمعارك دير الزور ان "داعش" استفاد من سوء الاحوال الجوية في تلك المناطق من اجل شن هجماته على قوات سوريا الديمقراطية واوضحوا ان "داعشيات" شاركن في الهجمات التي اسفرت عن مقتل 68 عنصرا من قوات سوريا الديمقراطية بينهم قيادي، وإصابة نحو 100 آخرين.

بدورها، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية بطء تقدمها على حساب تنظيم "داعش" في هجين، بسبب كثرة الألغام والخنادق، فضلا عن خبرات مسلحي التنظيم الأجانب.

ولفتت "قسد"، إلى أن التنظيم الإرهابي يستغل الظروف المناخية وخاصة العواصف الرملية في هجماته والتى تتيح له التهرب من ملاحقات طيران الاستطلاع.

كما تمكن "داعش" من خلال هذه الهجمات من الوصول إلى الحدود السورية العراقية مجدّداً، بعد انقطاع صلته المباشرة بالحدود، ما أدى إلى وقوع اشتباكات عنيفة بين قوات الحشد الشعبي العراقي، والتنظيم الارهابي قرب الحدود العراقية السورية من جهة بلدة الباغوز.

وفي العراق اُصدرت الاوامر لقوات الجيش والحشد الشعبي بتكثيف التعزيزات العسكرية على الحدود السورية العراقية لمواجهة اي تقدم محتمل من جانب افراد "داعش" على الاراضي العراقية.

وفي نفس الاتجاه قال رئيس مجلس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، أن ساحة الإرهاب مع سوريا مشتركة بالنسبة للعدو وعلى العراق تأمين حدوده بشكل كامل.

وقال مكتب عبد المهدي، في بيان ان: "رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة زار مقر قيادة العمليات المشتركة، وعقد اجتماعا بالقيادات الأمنية والعسكرية استمع من خلاله إلى عرض مفصل عن الخطط الأمنية في الداخل العراقي إضافة إلى الأوضاع الأمنية وتأمين الحدود العراقية - السورية".

يذكر ان الجيش السوري لم يسمح لـ"داعش" بان يحقق المزيد من التقدم في مناطق المواجهات وقال مصدر عسكري في غرفة عمليات ريف حمص الشرقي إن الطيران الحربي السوري واصل غاراته على أهداف متحركة لتنظيم "داعش" في عمق المنطقة الواقعة على مقربة من الحدود الإدارية المشتركة مع ريف محافظة دير الزور وعلى اتجاه سد عويرض ومحيط المحطة الثانية في البادية الشرقية لمدينة تدمر، وأوقع إصابات مباشرة في صفوف التنظيم وكبده خسائر جديدة بالأرواح والعتاد.

*قناة العالم + وكالات