المركزي الفلسطيني ينعقد في ظل الانقسام والتطبيع وضغط ترامب

المركزي الفلسطيني ينعقد في ظل الانقسام والتطبيع وضغط ترامب
الإثنين ٢٩ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٣:٢٣ بتوقيت غرينتش

انعقاد المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، ثاني أعلى هيئة تشريعية فلسطينية يأتي في ظل التطورات الجديدة التي تشير إلى احتمال إبداء السلطة الفلسطينية مرونة ازاء ما يسمى "صفقة القرن" الأميركية المثيرة للجدل والتي يدفع الرئيس دونالد ترامب لتمريرها قبل نهاية ولايته الرئاسية.

العالم - تقارير

يواصل المجلس المركزي الفلسطيني، اليوم الإثنين، أعمال دورته الثلاثين “الخان الأحمر والدفاع عن الثوابت الوطنية” لليوم الثاني على التوالي بمقر الرئاسة في مدينة رام الله. وشهدت الجلسة الصباحية، نقاشا حول القدس والاستيطان، وما تتعرض له الأرض الفلسطينية من هجمة استيطانية شرسة.

وقدم صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تقرير اللجنة التنفيذية حول ما نفذ من قرارات المجلسين الوطني والمركزي، وما لم ينفذ منها، وما هو المطلوب للتنفيذ الدقيق لهذه القرارات وفق المصلحة الوطنية.

قضية الخان الأحمر وقرار الاحتلال بهدمها

من جانبه، قدم الوزير وليد عساف رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان تقريرا عن قضية الخان الأحمر والمخاطر المترتبة على هدمه وترحيل سكانه.

وأكد أن قضية الخان الأحمر أصبحت قضية وطنية تجسد نموذجا للتلاحم الشعبي والرسمي في الدفاع عن الأرض الفلسطينية في مواجهة الاحتلال ومشاريعه الاستيطانية.

وقال “رغم قرار الحكومة الإسرائيلية تأجيل هدم قرية الخان الأحمر، إلا أن خطر الهدم ما زال قائما، ما يتطلب توحيد الجهود الشعبية والرسمية والدولية لحمايتها”.

بدوره، أوضح عيد خميس أبو داهوك رئيس مجلس قروي الخان الأحمر المخاطر المحدقة بقرية الخان الأحمر، وأهميتها بالنسبة للفلسطينيين، وهدف إسرائيل من هدمها وتشريد سكانها.

وبدأ المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، امس اجتماعاته في مقر الرئاسة برام الله ومن المقرر ان يستمر لمدة يومين، وعلى جدول أعماله مناقشة العلاقة مع الإدارة الأمريكية و"إسرائيل" والمصالحة الفلسطينية وسط انقسامات حادّة تخيم على المشهد الفلسطيني العام في ظل تطورات جديدة تشير إلى احتمال إبداء السلطة الفلسطينية مرونة إزاء "صفقة القرن".

عباس: اذا مر وعد بلفور فلن تمر صفقة ترامب

وخلال كلمة القاها في المجلس المركزي، شدد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على أن القدس التي احتلت عام 1967 هي عاصمة فلسطين وأنها ليست للبيع رافضا الدولة ذات الحدود المؤقتة بقوله: "اذا مر وعد بلفور فلن تمر صفقة العصر". وجدد عباس دعوته للجميع للترفع عن الجراح للسير نحو الدولة والقدس.

 وقال عباس بأن الشعب الفلسطيني قادر على الصمود ومواصلة دربه نحو الحرية والاستقلال وليس من السهل كسر ارادته مؤكدا أن لا قوة على الأرض ستزحزحهم عن هدفهم. 

وتحدث عباس عن أن عدد اللاجئين الفلسطينيين قد وصل الى 6 ملايين ولكن (ترامب) يقول بكل وقاحة أن عددهم 40 ألفا فقط ،منددا في الوقت نفسه بالاستيطان وواصفا اياه بالغير شرعي من الحجر الأول وحتى الأخير ، وأنه لن يولد بين الفلسطينيين من يتنازل عن الحقوق الشرعية.

فصائل فلسطينية تقاطع المجلس المركزي

ويعقد المجلس المركزي اجتماعاته في ظل مقاطعة الجبهتين الديمقراطية والشعبية لتحرير فلسطين وحركتي حماس والجهاد الإسلامي.

وقالت حركة حماس في بيان إنها "تؤكد على عدم شرعية جلسة المجلس المركزي الانفصالي وترفض كل ما يصدر عنه من قرارات ضارة بالشعب لفلسطيني".

وبدوره، قال الحراك الوطني الديمقراطي (يضم منظمات شعبية وشخصيات وطنية فلسطينية)، الأحد، إن عقد المجلس المركزي لمنظمة التحرير، دون توافق، يشكل "خطرا وخللا في الحالة الفلسطينية".

ودعا لإعادة الاعتبار لدور ومكانة منظمة التحرير الفلسطينية وإعادة النظر في وظائف السلطة الفلسطينية وإنجاز المصالحة الفلسطينية لتعزيز قدرة الشعب الفلسطيني على مواجهة "صفقة القرن".

وقال "يأتي اجتماع المجلس المركزي والانقسام الداخلي مستمر وتتواصل سياسة فرض العقوبات على قطاع غزة والتهديد بعقوبات جديدة من شأنها تعميق حالة الانقسام الذي قد يتطور إلى حالة انفصال بين الضفة الغربية وقطاع غزة".

هل تعتبر سلطنة عمان وسيطا جديدا للتسوية؟

ويأتي انعقاد المجلس المركزي بينما استقبل عباس بمقر الرئاسة في مدينة رام الله بالضفة الغربية، مبعوث سلطان عُمان سالم بن حبيب العميري.

ويرى مراقبون ان سلطنة عمان دخلت على الخطّ كوسيط جديد لإحياء مفاوضات التسوية المجمدة بين الكيان الاسرائيلي والفلسطينيين على وقع الضغط الأميركي لتمرير "صفقة القرن" بعد الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو الى مسقط.

وتلغي صفقة ترامب حقوق الفلسطينيين بما فيها حق عودة اللاجئين الفلسطينيين وقضية القدس المحتلة عاصمة للدولة الفلسطينية.

وفي وقت تتسارع فيه الأنظمة العربية لتطبيع علاقاتها مع المحتل الاسرائيلي لأرض فلسطين، لم يوقف الاحتلال اعتداءاته الوحشية وقتل الاطفال الفلسطينيين والنساء والشيوخ العزل، حيث ارتكب الاحتلال جريمة جديدة ادت الى استشهاد ثلاثة اطفال فلسطينيين في قصف جوي ومدفعي قرب السياج الفاصل شرق مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.