واشنطن تضغط على كافة الأطراف حول الصحراء الغربية

واشنطن تضغط على كافة الأطراف حول الصحراء الغربية
الإثنين ٢٩ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٥:٤٧ بتوقيت غرينتش

تتعرض قضية الصحراء الغربية، لتجاوزات خارجية لا تحصى، خاصة على المستوى القانوني والدبلوماسي، في إطار موازين القوى العالمية، وليس تبعا لما هو واضح في تاريخ هذا النزاع الإقليمي. وعبرت وسائل إعلام مغربية مقربة من السلطات عن انزعاجها للموقف الأمريكي بخصوص عدم تمديد بعثة المينورسو لسنة كاملة كما تريده فرنسا، الحليف الرئيسي للرباط.

العالم- المغرب

وحسب ما علم لدى مصادر مقربة من الملف، تم تأجيل التصويت على اللائحة القاضية بتمديد عهدة المينورسو والذي كان مرتقبا اليوم الإثنين، إلى يوم الأربعاء القادم.

و كان من المتوقع أن يجتمع الأعضاء الـ15 لمجلس الأمن للقيام بأول تشاور حول  مشروع اللائحة الذي قدمته الولايات المتحدة الأمريكية والذي تقترح تمديد عهدة المينرسو بمدة ستة (6) أشهر، عوض سنة طالب بها الأمين العام لمنظمة الأمم  المتحدة، أونطونيو غوتيريش.

وحتى الآن، لم تتم مناقشة نص مشروع اللائحة سوى على مستوى مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية تضم الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والمملكة المتحدة وإسبانيا وكذا فرنسا، بحسب ما أوضحته نفس المصادر.

مقترح واشنطن حول البعثة

الولايات المتحدة الأمريكية، الصائغة للوائح حول الصحراء الغربية، اقترحت تجديدا بمدة ستة أشهر إلى غاية أبريل 2019، بهدف الحفاظ على الديناميكية الجديدة التي أعطاها المبعوث هورس كوهلر وأيضا لإبقاء الضغط على أطراف النزاع  للرجوع إلى طاولة المفاوضات.

كما حسمت واشنطن موقفها إزاء هذه المسألة إذ تعتبر أن التجديد بمدة ستة أشهر هي الوسيلة الوحيدة لبعث مسار السلام ووضع حد للأمر الواقع بالصحراء الغربية، أما فرنسا فقالت أنها موافقة على تمديد العهدة بمدة سنة واحدة، وفي غضون ذلك، ستشكل مدة بعثة المينرسو، محور اجتماع مجلس الأمن المخصص للصحراء الغربية.

ضغط واشنطن على كافة الأطراف

وفي السياق ذاته، عبرت وسائل إعلام مغربية مقربة من السلطات عن انزعاجها من الموقف الأمريكي بخصوص عدم تمديد بعثة المينورسو لسنة كاملة كما تريده فرنسا، الحليف الرئيسي للرباط، واعتبرته "تشبث من الجانب الأمريكي ومن ورائه جناح المستشار جون بولتون بفرض رؤيته الخاصة للملف"، محذرة من "ضغوط" تقودها إدارة الرئيس ترامب ضد المغرب.

صحيفة "الأيام" المغربية انتقدت في مقالة لها، ما وصفته بالضغوط التي تمارسها الادارة الأميركية على الرباط من طرف "التيار المعادي للمغرب" بقيادة مستشار الأمن القومي جون بولتون، معتبرا أن هذه الضغوط ستتواصل خلال ولاية دونالد ترامب على الرغم من الزيارة التي قام بها وزير الخارجية والتعاون المغربي ناصر بوريطة إلى البيت الأبيض.

وحسب مصادر دبلوماسية مغربية، فان الموقف الأمريكي من محتوى نص القرار الجديد، كان وراء هذا التعديل القاضي بتمديد مهمة المينورسو في الصحراء لستة أشهر فقط، الذي يصر عليه البيت الأبيض فيما يعارض دعوة الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس بالتمديد لسنة كاملة.

ويدعو مشروع اللائحة الأمين العام إلى اطلاع مجلس الأمن بانتظام حول تقدم المفاوضات كلما رأى ذلك مناسبا طالبا منه تقديم تقرير حول الوضع في الصحراء الغربية قبل انقضاء عهدة البعثة الأممية.

كما جدد مشروع اللائحة دعمه التام للرئيس كوهلر، معربا عن ارتياحه كون طرفي النزاع، جبهة البوليساريو والمغرب، والدول المجاورة وملاحظان الجزائر وموريتانيا قد وافقوا على دعوة كوهلر للمشاركة في محادثات جنيف في شهر ديسمبر المقبل.