امريكا تترك "سوريا الديمقراطية" فريسة لداعش.. ما هي دلالاته؟

امريكا تترك
الإثنين ٢٩ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٦:١٥ بتوقيت غرينتش

رغم وجود القوات الاميركية في سوريا والتي يصل قوامها الى 2000 ورغم زعم الحكومة الاميركية بان انتشار قواتها في هذا البلد يأتي لمكافحة "داعش"، فقد عاد هذا التنظيم الارهابي الى الواجهة في شمال شرق سوريا، حيث شن هجوما على ما يسمى قوات سوريا الديمقراطية "قسد" المتحالفة مع واشنطن واستعاد السيطرة على عدة حقول نفطية فضلا عن مدينة باغوز.

العالم - تقرير

وتزامنا مع ذلك شنت تركيا هجوما عنيفا على مواقع الاكراد في هذه المنطقة وكل هذه العمليات العسكرية جرت في ظل الصمت الاميركي المريب.

وافاد ما يسمى المرصد السوري لحقوق الانسان، ومقره لندن، بأن تنظيم داعش الارهابي تمكن من طرد قوات سوريا الديموقراطية (قسد) من آخر معاقلها في محافظة دير الزور شرقي سوريا.

وقال مدير المرصد رامى عبد الرحمن أن داعش استعاد خلال هجمات مضادة واسعة منذ الجمعة الماضية وحتى فجر امس الأحد، كافة المناطق التي تقدمت فيها قوات سوريا الديموقراطية فى جيب "هجين" بعد سبعة أسابيع على بدئها عملية عسكرية ضده.

وكان داعش قد شن هجمات فى دير الزور فجر السبت الماضي، أسفرت عن مقتل 68 عنصرا من قوات سوريا الديمقراطية بينهم قيادي، وإصابة نحو 100 آخر.

العمليات التي شنها تنظيم "داعش" في شمال شرق سوريا- المنطقة التي تخضع لسيطرة اميركا- تشير الى ان اميركا مهدت الارضية لاستعادة تنظيم "داعش" الارهابي نشاطه السابق من خلال غض الطرف عن ما يجري في هذه المنطقة من جهة، وحصلت على الذريعة لاستمرار تواجدها غير الشرعي في هذه المنطقة حتى بعد عودة الاستقرار الى هذا البلد، من جهة اخرى.

واكد ناشطون ان حالة الاستياء منشرة بين أوساط قوات "قسد" من صمت التحالف الاميركي وعدم صده لهجمات "داعش" ليفضح دور التحالف بعد هذه الهجمات في دعم الجماعات الارهابية فهو لم يدافع عن حليفته بل تركها فريسة لـ"داعش" في حين انه يقوم باستهداف المدنيين في البوكمال وغيرها من المناطق السورية كما قال مسؤولون سوريون ان التحالف الاميركي يحارب كل شئ غير الارهاب.

ورغم ان اميركا ومنذ سنوات تلعب بورقة تحت عنوان "قسد" واطلقت الكثير من الوعود الا انها حقيقة لا ترغب بان تكون قوات سوريا الديمقراطية الامر الناهي في تلك المنطقة، فهي من خلال تأجيج النزاع بين "داعش" واكراد سوريا، تسعى الى الحفاظ على وجود "داعش" بذريعة مكافحة الارهاب.

ويرى مراقبون ان استهداف اكراد سوريا من قبل تركيا في هذه الايام بالضبط وفي ظل الصمت الاميركي يكشف عن وجود اتفاقات ثنائية تم التوصل اليها بين الجانبين اثناء ابرام صفقة اطلاق سراح القس الجاسوس الاميركي (برانسون) وكذلك الاتفاقات التي تمت خلف الكواليس بعد فضيحة قتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" في قنصلية بلاده باسطنبول.

على الصعيد ذاته  أعلن الحشد الشعبي، حالة التأهب على الحدود العراقية السورية، وذلك عقب سقوط مواقع لقوات "سوريا الديموقراطية" في يد تنظيم "داعش" الإرهابي.

وذكر الموقع الرسمي لقوات الحشد الشعبي" أن مديرية العمليات المركزية في هيئة الحشد الشعبي أعلنت حالة التأهب على الحدود العراقية السورية عقب سقوط مواقع تابعة لـ"قوات سوريا الديمقراطية" بيد تنظيم داعش الإرهابي.

وقالت المديرية، في بيان لها ، إن "كافة قطعات الحشد الشعبي على الحدود العراقية السورية أعلنت حالة التأهب عقب التطورات الاخيرة التي شهدتها المنطقة وسقوط مواقع تابعة لقوات سوريا الديمقراطية بيد داعش".

وأضاف البيان، أنه "تم تعزيز قطعاتنا الموجودة هناك تحسبا لأي طارئ ومواجهة أي تحرك للعدو الداعشي، خصوصا أنه يستغل سوء الأحوال الجوية للتسلل أو مهاجمة القطعات".

كما أكد البيان أن "الوضع حاليا تحت السيطرة وأن قوات الحشد الشعبي في محور غرب الأنبار تؤدي مهامها على أكمل وجه".

كما عقد امراء ألوية و مديرو مديريات الحشد الشعبي، اجتماعا طارئا لوضع خطط أمنية لمواجهة اي طارئ على الحدود مع سوريا.

وقال مدير العمليات المركزية للحشد الشعبي عبد محمد الخيكاني، "نظرا للظروف الاخيرة التي حدثت على الشريط الحدودي من جهة سوريا وسقوط بعض النقاط السورية بيد "داعش" وتحركات العدو عقد اجتماعا طارئا تداوليا واستشاريا بين قادة الحشد وامراء الالوية والمديريات، والنتائج جيدة جدا والروح المعنوية مرتفعة وعلى اتم الاستعداد لاي طارئ".

واضاف "تم وضع خطط امنية لمواجهة اي طارئ على الحدود مع سوريا"، مضيفا ان "الشريط السوري العراقي كان غير مؤمن وعندما تم تامين جزء منه كانت هناك جيوب ولكن العمليات النوعية قضت عليها بشكل كامل ".

واشار الى ان "الاعلام المضاد يضخم اعداد العدو وقدرتهم في حين هم عناصر هاربة من المواجهة في غرب سوريا"، متهما امريكا بـ"السعي لفتح الحدود للدواعش وتحاول الضغط بهذا الاتجاه".

والاحداث الاخيرة في شمال شرق سوريا وعلى الحدود العراقية السورية تثبت أن واشنطن تستخدم تنظيم "داعش" والجماعات الإرهابية الأخرى كأداة في كلا البلدين ومناطق أخرى لضمان مصالحها في العراق وسوريا.

هذا ما قاله الكاتب والمحلل الأمريكي ستيفن ليندمان في مقالة له نشرها مركز الأبحاث الكندى "جلوبال سيرش" على نسخته الإلكترونية والذي استشهد فيها بعواطف نعمة البرلمانية العراقية السابقة التي اتهمت القوات الأميركية بمساعدة التنظيم الإرهابي. من خلال عمليات إنزال جوي للأسلحة والذخائر والطعام والإمدادات الأخرى خلال الفترة التي كان التنظيم يحتل خلالها مناطق واسعة من العراق.