مستقبل ادلب.. في ظل اتفاق سوتشي وتحركات مشبوهة!

مستقبل ادلب.. في ظل اتفاق سوتشي وتحركات مشبوهة!
الثلاثاء ٣٠ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٤:٢٨ بتوقيت غرينتش

في الوقت الذي أعربت فيه السلطات الروسية عن ارتياحها بتنفيذ اتفاق سوتشي بنجاح وأشادت بالجهود الترکية لخروج الفصائل المسلحة وسحب أسلحتها الثقيلة من مدينة ادلب السورية، كشفت تقارير عن تحركات مشبوهة للجماعات الارهابية في إدلب، وبحوزتها مواد سامة.

العالم- تقارير

افادت وكالة "سانا" السورية أن فصيل "جيش العزة" الارهابي الذي ينشط في ريف حماة الشمالي سلم مؤخرا كميات من المواد السامة إلى جماعات إرهابية أخرى داخل منطقة إدلب، وتم نقل أسطوانتين من غاز الكلور وغاز السارين من منطقة اللطامنة إلى منطقة قلعة المضيق شمال غربي حماة، وتم تسليمهما إلى تنظيمات إرهابية أخرى مبايعة لـ"داعش" ضمن المنطقة المنزوعة السلاح في إدلب.

کما أعلن نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فلاديمير سافرونكوف قبل ایام، أنه تم رصد تحركات لمسلحي "جبهة النصرة" ونشطاء "الخوذ البيضاء" في أحياء إدلب وبحوزتهم مواد سامة.

وقال سافرونكوف خلال جلسة مجلس الأمن الدولي: "في الوقت الذي تنتهك فيه التشكيلات العصابية المتمركزة هناك (في إدلب) الاتفاق وتقصف المناطق السكنية، وردت من جديد تقارير عن تحركات مشبوهة لمسلحي "النصرة" و"الخوذ البيضاء" وبحوزتهم مواد سامة".

وعبر سافرونكوف عن ارتياحه في الوقت نفسه بتنفيذ اتفاق ادلب بنجاح وأشاد بالجهود الترکية لخروج الفصائل المسلحة وسحب أسلحتهم الثقيلة من ادلب، وفق ما اتفقت عليه روسيا وترکيا في قمة "سوتشي" الروسية. 

وكانت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زخاروفا حذرت من وصول أعداد كبيرة من ذوي "الخوذات البيضاء" إلى مدينة إدلب، من ضمنهم متخصصون بالكيمياء، وذلك بهدف فبركة أخبار عن أن القوات السورية تقوم بقصف إدلب بالأسلحة الكيميائية.

وفي وقت سابق، ذكرت قناة "الميادين" التلفزيونية أن المسلحين، مع أعضاء "الخوذ البيضاء"، نقلوا مواد سامة من مدينة جسر الشغور إلى حي خربة عامود في محافظة إدلب.

وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن الوضع في إدلب شهد توتراً، مع بدء الجيش السوري منذ منتصف شهر يوليو/ تموز الماضي، بإرسال تعزيزات وحشود عسكرية إلى جبهات محافظة إدلب تحضيرا لإطلاق معركة تحريرها من سيطرة المجموعات الإرهابية المسلحة، التي تضم في صفوفها عشرات الآلاف من المسلحين الأجانب.

اتفاق سوتشي لا يعني تجنيب إدلب خيار الحرب، فقد تجد الأطراف نفسها مضطرة إلى خوض غمار المواجهة لتطبيق بنود الاتفاق، خصوصاً إذا وصلت إلى طريق مسدود مع المجموعات المسلحة داخل إدلب.

ويبدو أن هذا علی وشك الوقوع؛ فقد رفض تنظيم داعش الارهابي وجبهة النصرة إلقاء السِّلاح، والالتزام بالاتِّفاق الروسيّ التركيّ بإقامة منطقة عازِلة، وتسليم المُعدّات الثَّقيلة، حتی انهم ابدوا تهورا وجراءة فائقة عندما شنوا هجوما علی منطقة شرق الفرات التي تخضع لاحتلال اميركا، مع ان هذا الهجوم من دون شك إنما تم بضوء أخضر اميرکي بهدف أن تمهد الإدارة الأمريکية، الارضية لاستعادة تنظيم داعش الارهابي نشاطه السابق، وتحصل هي بالمقابل على الذريعة لاستمرار تواجدها غير الشرعي في هذه المنطقة حتى بعد عودة الاستقرار لسوريا.                     

فهل هذا يعني إبقاء الوضع على حاله في مدينة ادلب التي تضم أربعة ملايين مواطِن، وأكثر من مئة ألف مسلَّح؟ أم أنّ الفقرة في البيان الخِتاميّ لاتفاق سوتشي (التأکيد على وِحدة الأراضي السوريّة، وحتميّة القضاء على كافّة التَّنظيمات والجماعات الإرهابيّة) تعني ضوءا أخضر لتصفيتها؟ ومن سيقوم بهذه المهمة ومتى؟