شاهد/تطورات مقتل خاشقجي.. هذا ما طلبته خطيبته في احدث مقابلة

الثلاثاء ٣٠ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٧:١٠ بتوقيت غرينتش

أثار مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي أحد منتقدي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي والحاكم الفعلي للمملكة، غضبا عالميا، وسلط الحادث الضوء بشدة على علاقة الغرب بالرياض بعد الشكوك التي دعمها تغير تفسيرات السعودية لرواية القتل داخل قنصلية المملكة في مدينة اسطنبول التركية.

العالم - السعودية

وبعد مرور قرابة شهر على مقتل خاشقجي، لا تزال السعودية في ورطة شديدة، وليس القتل وحده مصدر هذا المأزق، إنما إخفاء جثة الضحية وتغيّر الرواية الرسمية من الإنكار إلى الإقرار، ومن الشجار إلى الخنق، قبل الاعتراف بالتخطيط المسبق لارتكاب الجريمة.

هناك مسرحية بقضية خاشقجي

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن ثمة مسرحية تؤدى في قضية مقتل خاشقجي، مشيرا إلى أن الهدف من ذلك هو إنقاذ شخص ما.

وأضاف أردوغان للصحفيين في البرلمان أنه لا بد من حل جريمة خاشقجي، مشيرا إلى أنه لا داعي للمماطلة التي تهدف إلى إنقاذ شخص ما، من دون أن يسميه.

وأكد أردوغان أنه أبلغ نظراءه في روسيا وألمانيا وفرنسا بتفاصيل الجريمة التي لم يكونوا يعرفونها.

وأشار الرئيس التركي إلى أن النائب العام التركي عرفان فيدان طالب نظيره السعودي سعود المعجب في إسطنبول بالكشف عن المسؤول الذي أصدر الأوامر لعملية الاغتيال، وبمحاكمة المشتبه في ضلوعهم بالقضية الـ18 في تركيا.

كما طالب أردوغان المسؤولين السعوديين بالكشف عن هوية المتعاون المحلي الذي يقولون إنه ضالع في اختفاء جثة خاشقجي.

وكان الرئيس التركي كشف سابقا أن أنقرة لديها أدلة قوية على أن جريمة خاشقجي هي عملية مدبر لها وليست صدفة، وشدد أردوغان على أن "إلقاء التهمة على عناصر أمنية لا يقنعنا نحن ولا الرأي العام العالمي".

يجب محاسبة جميع المسؤولين عن الجريمة

وفي تصريح خاص لبي لبي سي تحدثت خديجة جنكيز خطيبة خاشقجي عن مقتله وقالت إنها تشعر بالحزن والأسى والصدمة.

وطالبت خديجة بمحاسبة كل من كان له دور في عملية قتل خطيبها.

ودعت خديجة الولايات المتحدة والمجتمع الدولي إلى دعم الحكومة التركية في التحقيقات التي تتعلق بما وصفته جريمة ذات بعد انساني.

النائب العام السعودي يعاين القنصلية

وتتزامن هذه التصريحات مع دخول النائب العام السعودي سعود بن عبد الله المعجب مع نظيره التركي عرفان فيدان مقر قنصلية السعودية في إسطنبول، في إطار التحقيق بمقتل خاشقجي.

وعقد الجانبان اجتماعا ثانيا استغرق قرابة الساعة في القصر العدلي قبل توجههما إلى القنصلية لمعاينتها.

وفي السياق، قال مصدر بمكتب المدعي العام التركي في إسطنبول للجزيرة إن المعجب سلّم الجانب التركي إفادات الأشخاص الـ 18 المعتقلين في المملكة على خلفية قضية اغتيال الصحفي والذين تطالب أنقرة بتسليمهم لها.

وكانت مصادر بالادعاء العام التركي قالت أمس إن الاجتماع بين النائب العام ونظيره السعودي لم يكن مرضيا، موضحة أن المعجب امتنع عن تقديم إفادات المتهمين خلافا لما كان ينتظره الجانب التركي.

ولكن النائب العام السعودي اعترف أمس -وفق وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو- بأن مقتل خاشقجي كان بنيّة مسبقة.

ودعا أوغلو السلطات السعودية إلى استكمال التحقيق في قضية مواطنها الذي قتل يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

منسق اغتيال خاشقجي

وقد سرّبت الأجهزة الأمنية التركية معلومات جديدة عن الشخص الذي يُعتقد أنه منسق عملية اغتيال الصحفي.

وقد غادر هذا الشخص إلى الرياض قبل أسابيع في ما يعتقد أنها زيارة ضمن ترتيبات عملية الاغتيال، ومن ثم عاد إلى إسطنبول لتنسيق تنفيذها.

وأوضحت التسريبات أن هذا الشخص هو أحمد المزيني المسؤول الأمني بالقنصلية الذي رصدته الأجهزة الأمنية التركية عبر كاميرات المراقبة وهو يجري عمليات استكشاف بمنطقة غابات بلغراد في إسطنبول قبيل مقتل خاشقجي، كما رُصدت مغادرته للسعودية مساء اليوم الذي اختفى فيه الصحفي.

وفي السياق ذاته، تكثف الجهات الأمنية التركية بحثها باتجاهات عدة للوصول إلى جثة القتيل. وتشير المعلومات المسربة إلى أن الأجهزة الأمنية أخذت عينة من موقد في بيت القنصل السعودي لوجود احتمالات عدة يجري التحقق منها لكيفية التخلص من الجثة.

أسباب خيبة أمل تركيا من زيارة النائب العام السعودي

لم تخف تركيا خيبة أملها من نتائج زيارة النائب العام السعودي دون تقديم أي جديد في قضية قتل خاشقجي. بدا ذلك جليا في الأجواء التي أحاطت بالزيارة وفي التصريحات الرسمية التركية وقراءات المراقبين لمشهد الزيارة.

فقد التقى المعجب بالمدعي العام لإسطنبول في اجتماع امتد لساعة وربع الساعة وصفته مصادر في مكتب المدعي العام بأنه "لم يكن مرضيا"، ولم يصل إلى النتائج التي كان يتوقعها الأتراك.

ولم يقدم المعجب أي معلومات عن مكان وجود جثة خاشقجي، ولم يحمل إفادات من مجريات التحقيق مع الموقوفين الــ18 على ذمة القضية في الرياض، كما لم يتعهد بتسليم أي منهم للسلطات التركية.

وفضلا عن ذلك، لم يحصل الأتراك على إجابة سعودية واضحة عن المسؤول الرئيسي عن جريمة قتل خاشقجي، ولا عن هوية "المتعهد المحلي" الذي زعمت الرياض أن القتلة قاموا بتسليمه الجثمان.

لا أدلة
ويعتقد مراقبون -من بينهم الكاتب والمحلل السياسي رسول سردار- أن أنقرة كانت تنظر للقضايا الأربع السابقة كعناوين تحكم من خلالها على نجاح أو إخفاق زيارة المعجب.

وقال سردار إن "المعجب لم يقدم شيئا للأتراك، بل زاد على ذلك بأنه طلب الأدلة من تركيا رغم أن الرياض أقرت بقتل خاشقجي، وبالتالي كان ينبغي عليها أن تقدم الأدلة لا أن تطلبها من تركيا".

وأكد سردار أن أنقرة تشعر بالضيق من نتائج زيارة المسؤول السعودي لأن الزيارة "كشفت أن الرياض غير صادقة في تعاونها مع الأتراك" في التحقيق بجريمة قتل خاشقجي التي شكلت انتهاكا صريحا للسيادة التركية.

وفيما عبرت العديد من وسائل الإعلام التركية عن انزعاجها من "الطبيعة الشكلية" للزيارة سعت أنقرة إلى التأكيد على سعيها للحصول على إجابات محددة من النائب العام السعودي.

فقد استبق المدعي العام التركي اللقاء وتبعه باجتماعين مع المدعيين العامين حسن يلماز وعصمت بوزكورت المسؤولين عن متابعة التحقيقات في قضية خاشقجي بقصر العدل في منطقة "تشايلايان" بإسطنبول.

وأعادت "الزيارة الشكلية" للمعجب مساعي التعاون التركي السعودي في قضية مقتل خاشقجي إلى المربع الأول، خاصة بعد خطاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 23 أكتوبر/تشرين الأول الجاري الذي وضع فيه الكرة بملعب الرياض.

كامل الحقيقة
وقال المحلل السياسي سعيد الحاج إن أردوغان أكد في ذلك الخطاب أن تركيا مصرة على كشف كامل الحقيقة المتعلقة بمقتل خاشقجي، وأنها تمتلك الكثير من الأدلة بشأن المسؤولين عن ذلك، لكنها تنتظر الرياض لتبادر وتتقدم بخطواتها في هذا الاتجاه.

وأوضح أن هناك ثلاثة ضوابط تحكم تعاطي أنقرة مع الرياض في هذا الملف، أولها أن أنقرة متأكدة من أن الجريمة قد تم التخطيط لها سلفا، وثانيها عدم رضاها عن الخطوات السعودية لمحاسبة المتورطين، وثالثها تمسكها بمتابعة القضية والتحقيق دون الإضرار بالعلاقات مع السعودية.

حاولت الرياض بزيارة المعجب هذه التقرب من أنقرة الذي حل في إسطنبول خالي الوفاض سوى من محاولات قال الكاتب بكر أوزدمير إنها تهدف لإخراج الرياض من "الورطة" التي وقعت فيها منذ أسابيع عدة.

وتساءل أوزدمير -في تعليق له على خبر نشره حساب فيسبوك الخاص بصحيفة "يني تشاغ"- عما يمكن أن تقدمه زيارة المعجب لتركيا ما دامت السعودية تزعم أنها تجري تحقيقا مستقلا بمقتل خاشقجي؟

ويرى أوزدمير أن السعوديين يحاولون إضاعة الوقت والتسويف لتشتيت أنظار الأتراك عن المسؤول الرئيسي عن القضية، ولإشغال أنقرة عن التفكير في تقديم الملف إلى نظامها القضائي لمتابعة المتورطين.

الأمم المتحدة تترقب نتائج التحقيقات

وكشف ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن الأخير يتطلع إلى معرفة نتائج التحقيقات في قضية مقتل خاشقجي.

وأضاف دوجاريك أن قلقا عميقا ينتاب غوتيريش إزاء حقيقة أن معظم عمليات قتل الصحفيين تمر دون معاقبة مرتكبيها.

وكان غوتيريش دعا قبل أيام إلى ضرورة وضع حد للإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين في العالم، وقال إن أكثر من ألف صحفي قتلوا أثناء قيامهم بعملهم خلال العقد الماضي، وإن 90% من عمليات القتل هذه لم تحل ولم تتم محاسبة أي شخص على ارتكابها.

من جانب آخر، قالت المديرة التنفيذية لمنظمة هيومن رايتس ووتش في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سارة ليا واتسون إنه من الضروري كشف حقيقة ما جرى لخاشقجي، ومحاسبة المسؤولين عن قتله.

وقالت واتسون في كلمة خلال حفل لتأبين الصحفي السعودي جمال خاشقجي في لندن إنه لا أحد يصدق الرواية السعودية بشأن ما حدث للصحفي السعودي.

أمير سعودي يتوقع انقلابا على الملك ونجله

وتحدث الأمير السعودي، "خالد بن فرحان آل سعود"، عن توقعاته بأن تنقلب الأسرة الحاكمة في السعودية على الملك "سلمان بن عبدالعزيز"، وولي عهده "محمد بن سلمان.

وشدد "بن فرحان"،  خلال حوار مع قناة "فرانس 24"، الإثنين، على أن "أبناء الأسرة الحاكمة أمام تحدٍّ وجودي، لذلك سيعملون على عزل الملك وابنه".

وتوقع أن "يكون الانقلاب من خلال عناصر القوة التي يمتلكها أبناء الأسرة الحاكمة، حيث يتحكمون في مقاليد الحكم الداخلية، لذا من الممكن أن يجتمعوا وينقلبوا على الملك وولي العهد".

وأضاف: "محمد بن سلمان لا يتحكم بالدولة العميقة، وهو صغير السن ولا يعلم عنها شيئا".

وأوضح أنها "عبارة عن أمراء لديهم علاقات جيدة جدا مع قادة الأجهزة الأمنية، ولديهم القدرة على إعلان انقلاب".

واستشهد بعزل الأسرة الحاكمة بالسعودية للملك "سعود"، رغم قوته في ذلك الوقت، ومبايعة الملك "فيصل بن عبدالعزيز" بدلا منه.

وكانت صحيفة التايمز البريطانية قالت إن ولي العهد السعودي، خلق أعداء أقوياء له داخل الأسرة الملكية ووسط النخبة المالية.

ونقلت الصحيفة عن مصدر غربي بالرياض أن الغضب في الأسرة الملكية سببه تركيز "بن سلمان" السلطات كافة في يده بعد أن كانت موزعة بين عدة جهات.

وأضاف المصدر: "أصبح بن سلمان ينفرد بكل القرارات حتى أخطرها، بعد أن كان هناك حرص على الإجماع في صناعة القرار".

اغتيال خاشقجي

وعن اغتيال خاشقجي، اتهم "خالد بن فرحان" بن سلمان بالمسؤولية عن مقتله، من خلال "إصداره أوامر بذلك، واتصاله به قبل قتله، ومطالبة فريق الاغتيال بتقطيعه"، كما قال.

وبين أن "نظام الحكم الآن في السعودية يتسم بالمركزية الشديدة، والملك سلمان يمر بحالة مرضيّة شديدة، لذلك فإن ولي العهد هو المسؤول عن الحكم في المملكة، وهو أصدر أمر قتل خاشقجي".

كما أوضح أن "ولي العهد لم يقبل انتقاد خاشقجي له رغم اتسامه بالهدوء والعقلانية"، مرجعاً أحد أسباب قتله إلى "وجود معلومات لديه بأنه يكتب مذكّراته، ويوثّق الأيام التي عمل فيها مع رئيس الاستخبارات السعودية، تركي الفيصل، ويكشف بعض الأسرار".

هل ينسحب نادال ودجوكوفيتش من بطولة للتنس بالسعودية؟

ويدرس نجما كرة المضرب العالمية الإسباني رافائيل نادال والصربي نوفاك دجوكوفيتش خياراتهما بشأن المشاركة من عدَمها في بطولات رياضية ستقام ديسمبر المقبل في مدينة جدة السعودية، على خلفية مقتل خاشقجي.

وتمارس منظمة العفو الدولية ضغوطا على يوفنتوس وميلانو الإيطاليين من أجل الامتناع عن خوض مباريات بطولة السوبر كوبا الإيطالي المقرر تنظيمها في الرياض شهر يناير/كانون الثاني المقبل.

وبدا الانزعاج واضحا على نجمي التنس الأول والثاني عالميا ،عندما سئلا على هامش دورة ماستر ميل master 1000 في باريس عن مصير مشاركتهما في دورة استعراضية للتنس ستقام في جدة  نهاية ديسمبر/كانون الأول ، وهي دورة تقام عادة خلال فترة عطل نهاية السنة من قبل دول تعرض جوائز مالية كبرى ولا يتردد اللاعبون الكبار عادة في المشاركة فيها.

فخلال السنوات الماضية خاض نادال وفيديرير مباريات ترويجية لبطولة الدوحة وهي بطولة متوسطة وغير ربحية تسمح لمنظميها القطريين بالحصول على لقطات إعلانية جميلة.

وقد تم توقيع العقدين بين هيئة الرياضة السعودية وكل من نادال وجوكوفيتش قبل حادثة مقتل خاشقجي وتبلغ قيمة عقد كل منهما مليون دولار، وكانت الأمور تسير بشكل طبيعي بعد وقت قصير من قتل خاشقجي ، بنشر كلا اللاعبين تغريدات ترويجية لبطولة جدة إلا أن هناك معلومات عن تحرك في الكواليس من قبل وكلاء اللاعبين لفسخ العقود؛ وهو أمر معقد.

وصرح رافائيل نادال للصحافيين بأن الموضوع معقد، وبأن “ما حدث يعتبر كارثة مروعة؛ هناك صحافي تم قتله داخل قنصلية بلاده بطريقة بشعة لذا نحن نقيم الوضع حاليا ونأمل أن تتضح الأمور أكثر بشكل سريع”.

بينما تفادى زميله دجوكوفيتش الإفصاح عما ينوي القيام به قائلا “للأسف نوجد كلانا في هذا الموقف وقد التزمنا منذ سنة بالمشاركة في هذه البطولة”. وأوضح نوفاك أنه “يدرك جيدا ما يجري في السعودية، ولكنه لا يريد قول أكثر من ذلك”.

ويعرف عن جوكوفيتش حرصه على الوفاء بجميع التزاماته المهنية لكنه صرح بأنه ينتظر “المزيد من المعلومات حول ما حصل كي يكون قادرا على اتخاذ قرار عقلاني بالمشاركة من عدمها”.

وفي سياق متصل تصغط منظمة العفو الدولية على ناديي يوفنتوس وميلان الإيطاليين لدفعهما نحو مقاطعة بطولة السوبر كوب الإيطالي التي أعلنت هيئة الرياضة السعودية شهر يونيو الماضي إقامتها في الرياض في يناير المقبل.