نجاح ايران الديبلوماسي تألق في اجتماع اسطنبول

نجاح ايران الديبلوماسي تألق في اجتماع اسطنبول
الثلاثاء ٣٠ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٧:١٧ بتوقيت غرينتش

شهدت العاصمة التركية اسطنبول اليوم الاجتماع الثلاثي السادس لوزراء خارجية ايران وتركيا واذربيجان الذي ناقش الوزراء فيه فرص تعزيز التعاون بين الدول الثلاث، وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية.

العالم- ايران

الاصرار على مواجهة الغطرسة الاميركية المتمثلة في فرض حظر احادي الجانب غير مشروع على ايران رغم التزامها بالاتفاق النووي وحرص الدول الثلاث على اقتصادهم من العجرفة الاميركية التي تسببت اخيرا في مشاكل اقتصادية لتركيا كان هو الموضوع الاساسي في اجتماع اسطنبول.

بالاضافة الى ذلك فان آلية الاجتماعات الثلاثية بين كل من تركيا وأذربيجان وإيران تساهم في تعزيز التعاون على أساس المصالح المشتركة، وتوفير الرخاء والأمن والاستقرار الإقليمي.
هذا وبحثت الدول الثلاث ايضا مواضيع اخرى كالترانزيت والطاقة والنقل والسياحة والتعاون المعرفي وقال  وزير الخارجية الايراني "نحن نأمل في استمرار هذا التعاون".


 

ظريف: المجتمع الدولي لن یخضع للحظر الاميركي

وعلى هامش الاجتماع قال وزير الخارجية الایراني محمد جواد ظريف ان المجتمع الدولي لن يخضع للحظر الاميركي وان دول الجوار والدول الاوروبية قاومت وبشكل جيد لحد الان اجراء واشنطن الاحادي. 

وقال يدل اجتماع اسطنبول على ان أهداف واشنطن الاقتصادیة وخاصة السیاسیة فیما یتعلق بفرض الحظر الأميركي على إیران، لن تتحقق.

واضاف ان الاميركان لم يحققوا ما كانوا يتوقعونه من حظرهم اللامشروع على ايران، واصفا قرار اميركا في فرض الحظر على ايران بانه يعارض القوانين والاعراف الدولية وقال 'للاسف ان هذا البلد المنتهك للقانون يريد معاقبة تلك الدول الملتزمة به'.

وقال ظريف ان تركيا واذربيجان اعلنتا دعمهما لموقف ايران امام الحظر واكدتا استمرار تعاونهما مع ايران.


اتحاد مواقف تركيا واذربيجان من الحظر الاميركي الاحادي على ايران

تصريحات ظريف ترجمت في البيان الختماعي لاجتماع اسطنبول حيث أدان وزراء خارجية تركيا وأذربيجان وايران في هذا البيان الحظر الأميركي الأحادي الجانب والذي ترك تأثيرات سلبية على التجارة والتنمية الاقتصادية بين الدول.

ووصف المجتمعون الاتفاق النووي بانه يعكس نجاحا دبلوماسيا ومفاوضات متعددة الجنسيات واعتبروا النجاح في تنفيذه الكامل يرتبط بالالتزام التام به من قبل جميع الاطراف.

ورغم اهمية بحث الاتفاق النووي الا انه لم يكن الموضوع الوحيد الذي تم بحثه، كما ذكرنا في السابق، حيث اكد كل من محمد جواد ظريف ومولود جاويش اوغلو ومحمد ياروف، في البيان الختامي ايضا على ضرورة تعزيز السلام والامن والاستقرار على الصعيدين الاقليمي والدولي. 

وأكدوا كذلك على التمسك بالقوانين الدولية لاسيما احترام ودعم حق السيادة ووحدة الاراضي وعدم انتهاك الحدود الدولية وايجاد حلول لجميع الخلافات وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الاخرى.

النزاع بين حكومتي ارمينيا واذربايجان ايضا تم مناقشته في اجتماع اسطنبول حيث وصف وزراء خارجية البلدان الثلاثة ضرورة ايجاد حل للنزاع حول منطقة ناغورنو - قرباغ بين حكومتي ارمينيا واذربيجان بانها تكتسب الاهمية بالنظر على الامور المذكورة.

وشدد البيان الختامي كذلك على الالتزام بتعهدات وزراء خارجية هذه الدول في البيانات السابقة لاجتماعات(أرومية ونخجوان وفان ورامسر وباكو) كما اكد على ارادة هذه الدول في تعزيز التعاون بين شعوب هذه الدول على أساس المشتركات التاريخية والثقافية والدينية.

ونوه المجتمعون الى ان الاجتماع الوزاري المقبل للبلدان الثلاثة في نسخته السابقة سيعقد في ايران.

لاول مرة اوروبا تتخذ موقفا مخالفا لاميركا بالنسبة للاتفاق النووي

عميد الديبلوماسية الايرانية كان جدول اعماله خلال هذا الاسبوع مزدحما فقبل اجتماع اليوم في اسطنبول قام بعقد لقاء مع شبكة "سي بي اس" الاخبارية حيث قال وزير الخارجية الايرانية "هذه هي المرة الاولى التي لايحاول الاوروبيون الوقوف ضد سياسات اميركا فحسب بل يفكرون ايضا في آليات للتعويض عما تلحقه العقوبات".

واضاف الوزير ظريف في حوار مع مراسل "سي بي اس" الاخبارية، نشرته امس الاثنين، ان الحظر الذي تفرضه اميركا على ايران قد تكون لها تداعيات اقتصادية لكنها لاتغير سياسات وان الولايات المتحدة باتت مدمنة على الحظر وتعتقد ان العقوبات هي الاكسير لكل المشاكل. 

واضاف "انهم في الحقيقة يلحقون الضرر بالشعب ونحن كحكومة ملتزمون بخفض تداعيات العقوبات الى ادنى حد ممكن". 

وحول مبادرة اوروبا لانتفاع ايران من خطة العمل المشترك الشاملة قال وزير الخارجية 'هذه هي المرة الاولى التي لايبدي فيها الاوروبيون وجهات نظرهم حول سياسة اميركا فحسب بل يحاولون ايضا الاستناد الية لايقاف العقوبات والتعويض عنها'. 

وتابع ظريف "نحن لم نخصص عامين ونصف العام من وقتنا للمباحثات من اجل التوصل الى هذا الاتفاق لننسحب بعدها منه بسهولة ونحن واثقون من انه ليس هناك اتفاق افضل منه ولايمكن ان يكون لاميركا اتفاق افضل من الاتفاق الموجود."

وحول العقوبات المقررة في الرابع من نوفمبر- تشرين الثاني القادم قال ظريف 'الجميع يعتقد ان الحظر سبق وترك تأثيره على الاقتصاد . نحن بعد هذا الحظر نرد على الاميركان وفقا لبرامجنا' دون ان يقدم اي ايضاحات. 

ورفض ما ورد عن احد اعضاء لجنة الامن القومي بشأن وجود وساطة عمانية حاليا للحوار مع اميركا قائلا "نحن لانرفض هذه الامكانية وقد تم ذلك في السابق ويمكن ان نقوم به مرة اخرى'".

كما هو واضح للعيان فان المجتمع العالمي يرفض الحظر الغير القانوني التي تواجهه ايران وهذا ما اكده الاتحاد الاوروبي و اليوم جارتي ايران، تركيا واذربيجان، ولهذا اعتبر المحللون ان نجاح ايران حيال الاتفاق النووي كان نجم اجتماع اسطنبول اليوم.