مع عودة هذا "الضلع" للسعودية ترقبوا اياما حبلى بالاحداث!

مع عودة هذا
الأربعاء ٣١ أكتوبر ٢٠١٨ - ١١:٢٧ بتوقيت غرينتش

بضمانات متينة ومحكمة اميركية لا يقبل التراجع عنها، ربما ستكون الايام المقبلة حبلى بتطورات واحداث مفاجئة بعد عودة "الضلع" الى الساحة الملكية السعودية. فما الغرض من زيارته في هذا الوقت بالذات ومن اين جاء ومن اعطاه الضمانة لعودته سالما الى بلاده؟.

العالم- السعودية

يبدو ان مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي له تداعيات على تغيير سلوك النظام السعودي داخليا واقليميا، فبينما اصيب المعارضون السعوديون بالرعب من ان يلاقوا نفس مصير خاشقجي، وهو الذي كان مقربا من العائلة الحاكمة وله مكانة في الصحف العالمية، فاذا تفاجئ العالم بعودة الامير احمد بن عبد العزيز الشقيق الاصغر للملك سلمان ملك السعودية إلى البلاد امس الثلاثاء بعد غياب طويل في لندن، ويعد ذلك ضربة قوية لولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

ونقل موقع "ميدل إيست آي" البريطاني عن مصدر خاص مقرب من الأمير أحمد قوله إن "الأمير أحمد وغيره من أمراء العائلة المالكة باتوا مدركين أن محمد بن سلمان أصبح سامّا"، حسب تعبيره.

وأضاف المصدر أن "الأمير أحمد يريد لعب دور في إجراء التغييرات داخل مؤسسة الحكم في العائلة المالكة، وقد يكون هذا الدور رئيسيا في أي ترتيب جديد أو للمساعدة في اختيار بديل لمحمد بن سلمان"، مشيرا الى ان عودة الأمير أحمد إلى الرياض تأتي "بعد مناقشات مع مسؤولين أمريكيين وبريطانيين تعهدوا له بأنه لن يتعرض للأذى وقدموا له ضمانات بحمايته، وشجعوه على لعب دور  في الحكم".

ولفت الموقع إلى أن الأمير أحمد كان "عقد لقاءات مع أفراد من العائلة المالكة مقيمين في المملكة المتحدة وخارجها، حيث شجعه بعضهم ممن لديه ذات المخاوف على انتزاع السلطة من محمد بن سلمان".

وفي هذا السياق قال المغرد السعودي الشهير "مجتهد" ان أحمد بن عبد العزيز وصل الرياض قبيل فجر اليوم الثلاثاء و ان ولي العهد محمد بن سلمان كان في استقباله لكن دون كاميرات ولا بروتوكول.

وهناك ثلاثة "من كبار الأمراء في العائلة المالكة يخشون من كشف هويتهم خوفا من المساس بهم يدعمون تحرك الأمير أحمد"، مضيفا أنهم "شغلوا مناصب عليا في الجيش وقوات الأمن"، بحسب تعبير الموقع البريطاني.

وتقول مصادر اعلامية ان رجوع الأمير سيضاعف الضغوط على محمد بن سلمان، الذي بات حديث العالم أجمع بعد مقتل الصحافي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في تركيا يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

وحتى قبل واقعة خاشقجي، كان معروفا لدى الجميع أن الأمير أحمد معارض لسياسات ابن أخيه، حيث رفض عام 2017 -عندما كان أحدَ أعضاء مجلس البيعة- تعيين ابن سلمان وليا للعهد، ولم يقدم له البيعة.

وفي هذا السياق قال الأمير خالد بن فرحان -الذي يعيش في ألمانيا- ان بإمكان كلٍّ من الأميرين أحمد ومقرن بن عبد العزيز ترميم سمعة السعودية التي دمرها ابن سلمان، مؤكدا وجود غضب عارم داخل الأسرة من سياسات ولي العهد.

وقال الأمير خالد إن معارضي ابن سلمان من داخل الأسرة الحاكمة سيؤيدون الخطوات التي يمكن للأميرين أحمد ومقرن أن يقوما بها.

تغيير السياسة السعودية نحو ايران وقطر 

من الواضح ان السعودية تعيش حالة غير مسبوقة من الضعف، وباتت تبحث عن مخارج لحل الأزمة التي وضعت نفسها فيه ومن هنا بدا آل سعود بمحاولة اصلاح العلاقات التي حطموها مع جارهم القطري، حيث خرج علينا المغرد السعودي الشهير بتغريدة قال فيها ان "ابن سلمان مستميت على استرحام قطر والفوز بعفو من تميم حتى يتوسط له عند تركيا"، موضحا "أرسل الجبير فسمحوا له بالهبوط واستقبله موظف صغير وقيل له ليس عندنا لك إلا قهوة الضيف ومع السلامة".

وأضاف "مجتهد": ثم أرسل خالد بن فيصل الذي طلب وهو في الطائرة أن لايحصل تصوير فرُفض طلبه فعاد ولم ينزل من الطائرة.

وفي النفس الوقت ادعى موقع "الخليج أون لاين" ان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير اتصل هاتفيا بمسؤولين ايرانيين رغم ان المسؤولين الايرانيين لم يؤيدوا هذه الادعاءات ولكن من الواضح ان تغيير سياسة النظام السعودي تجاه دول المنطقة يبدو حتميا لانقاذ نفسه من تداعيات ورطة خاشقجي. 

ويعتقد الخبراء ان تصديق هذا السفر والاتصال صعب الا انه ليس مستبعدا في المستقبل القريب، بشرط استمرار الضغوط على السعودية التي تعاني من عزلة دولية جراء تورطها في مقتل خاشقجي.

ويؤكد الخبراء ايضا اذا كانت السعودية تهدف من التقارب الى قطر لفت انتباه ايران للتعاطف معها في صفقة ترامب، فمصيرها الفشل منذ البداية.. وذلك بالرغم من أن إيران ترحب دائما بالتواصل الجيد مع دول الجوار والمنطقة.

ولم يقتصر تداعيات مقتل خاشقجي على السياسات الخارجية للسعودية بل اثر  ايضا على سلوك آل سعود داخليا حيث قال حساب “معتقلي الرأي” المعني بشؤون المعتقلين السياسيين بالمملكة، إنه تأكد لديه تأجيل المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض، الثلاثاء، محاكمة الداعية سلمان العودة ليوم 10 ديسمبر المقبل لأسباب قالت إنها “مهلة لإتمام بعض الأمور”.

وأوضح حساب “معتقلي الرأي” أن  تأجيل موعد محاكمة “العودة” إلى أكثر من شهر، يدل على ارتباك شديد لدى السلطات وخاصة بعد حادثة اغتيال خاشقجي.


تغيير سلوك النظام السعودي ليس بأمر غريب، فهو لا يراعي الاخلاق او الحد الادنى في الاعراف الدبلوماسية وغطرسته بما يمتلكه من مال مع عدم الكياسة السياسية جعلته اسيرا لخطاياه الاقليمية والدولية واذا استجابت بعض الاطراف للتغيير السعودي لن يكون بدون مقابل خاصة انها تعرف ان هذا التغيير وقتي وسوف يعود "ربما لعادته القديمة" بمجرد زوال الضغوط. وفي المقابل يستعد الغرب لتهيئة الاجواء في الداخل السعودي حتى يستمر التعاون معه ومن هنا يطرح هذا السؤوال نفسه هل سيكون الامير العائد حصان طروادة للسياسات الاميركية في المنطقة وخاصة السعودية؟الاجابة يكشف عنها قادم الايام.