تركيا تتوسع.. والاكراد يشعرون بالخذلان!

تركيا تتوسع.. والاكراد يشعرون بالخذلان!
الأربعاء ٣١ أكتوبر ٢٠١٨ - ١١:٣٢ بتوقيت غرينتش

بعد الاتفاقات التي اجرتها تركيا مع الولايات المتحدة وتخلي واشنطن عن دعمها لحلفائها المحليين من الاكراد أوعزت السلطات التركية للفصائل المسلحة في إدلب وريف حلب الغربي والشمالي بالاستعداد للتوجه إلى شرق الفرات في الشمال السوري لمواجهة القوات الكردية (قسد) التي تسيطر على المنطقة هناك.

العالم _ تقارير

هذا ماكشفت عنه صحيفة "الوطن" السورية والتي ذكرت ايضا ان تركيا صعدت من قصفها المدفعي ولأول مرة على قرى غرب مدينة عين العرب شمال شرق حلب الواقعة على الضفة الشرقية لنهر الفرات، في وقت أوعزت فيه للفصائل المسلحة المرتبطة بها بالاستعداد للتوجه إلى شرقي النهر لتطهير المنطقة بحسب زعمها من "وحدات حماية الشعب" الكردية المدعومة سابقا من الولايات المتحدة.

وقالت "وحدات الدفاع الذاتي"، الكردية في عين العرب، أن قرى أشمة وزور مغار وشارخلي، التي تسيطر عليها "حماية الشعب" غربي عين العرب تعرضت لقصف مدفعي عنيف من وحدات الجيش التركي المتمركزة على الضفة الثانية من الحدود، وأدت إلى مقتل مدني وعسكري ودمار كبير في المساكن.

ولفتت "الوطن" أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "نفض يديه من وعود واشنطن بتطبيق خريطة الطريق في منبج  وقرر خوض معركة شرق الفرات ضد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) التي تشكل وحدات حماية الشعب عمودها الفقري.

وتقول وحدات حماية الشعب أن "أردوغان يخطط لاجتياح عين العرب بالكامل، ليتخذها نقطة انطلاق نحو باقي مناطق شرق الفرات للسيطرة على المواقع المتاخمة لحدود بلاده في المرحلة الثانية ثم على باقي المناطق، غير آبه بوجود قواعد أمريكية فيها أو برفض "المجتمع الدولي" لمساعيه في الهيمنة على مناطق جديدة في سوريا على غرار ما قامت به ميليشيات "درع الفرات" و"غصن الزيتون" فيما مضى".

وكانت مصادر مقربة من اكبر الفصائل المسلحة التابعة لتركيا في إدلب وحلب وهي "الجبهة الوطنية للتحرير" قد اكدت" أنها تبلغت مع  "درع الفرات"، التي تسيطر بمؤازرة الجيش التركي على مناطق شمال وشمال شرق حلب، بضرورة الاستعداد العسكري لعبور نهر الفرات إلى ضفته الشرقية حيث ميليشيا "قسد" والوحدات الكردية لخوض معارك ترغمها على الانسحاب من المنطقة.

الاميركان اكدوا علمهم بماتخطط له تركيا وماتقوم به القوات الموالية لها وقال المتحدث باسم البنتاغون "شون روبرستون"، أن الولايات المتحدة على اتصال مع أنقرة وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) حول هجوم أنقرة المخطط على شمال شرقي سوريا. 

واعلن روبرستون "نحن على دراية بتصريحات تركيا عن هجوم مخطط له في شمال شرقي سوريا واتصلنا مع تركيا وقوات سوريا الديمقراطية لتهدئة الوضع".

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد اكد يوم الثلاثاء الماضي، أن بلاده عازمة على القضاء على المقاتلين الأكراد، شرقي نهر الفرات.

وقال إردوغان في كلمته أمام الكتلة البرلمانية لحزب "العدالة والتنمية" الحاكم، "استكملنا خططنا وتحضيراتنا للقضاء على التنظيم الإرهابي في شرق الفرات"، لافتا إلى أن "تركيا بدأت التدخل ضد جماعات إرهابية في سوريا خلال الأيام الأخيرة".

وحذر أردوغان من أية محاولة لتوتير الوضع في سوريا عقب اتفاق إدلب قائلا ، "لن نسمح لمن يريد إغراق إدلب أولا ومن ثم سوريا بالدماء والنيران مجددا".

يذكر أن تركيا تشن عمليات عسكرية منذ أشهر في مناطق من شمال سوريا بدعوى محاربة حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية، اللذين تتهمهما أنقرة بالإرهاب، في حين يتهم الأكراد تركيا بدعم التنظيمات الإرهابية.

في هذا الوقت تشعر قوات سوريا الديمقراطية انه تم خذلانها من قبل الولايات المتحدة حيث اصبحت فريسة الاعتداءات من جانب عناصر داعش مؤخرا دون ان تحصل على الدعم والمساندة من قبل القوات الاميركية وهي اليوم تجد نفسها ضحية لمساومات واتفاقات غير معلنة بين تركيا والولايات المتحدة.

من جانبها فإن الحكومة السورية ترى ان المخططات التركية الجديدة والتي تهدف الى السيطرة على مناطق شرق الفرات هي جزء من مخطط تركي معد مسبقا لغزو سوريا والسيطرة على مدنها وقراها وتغيير جغرافيتها بما ينسجم مع طموحاتها التوسعية.

فقد كشف المرصد السوري المعارض ان تركيا تعمل على ترسيخ وجودها الطويل في شمال سوريا وتأتي بمثل على ذلك مدينة اعزاز السورية التي بدأت تتحول شيئا فشيئا بما يشبه بلدة تركية بسبب الاجراءات التي اتخذتها السلطات التركية هناك وقالت انه "من الكتب المدرسية، مروراً بلافتات الطرقات، وصولاً إلى شركات الكهرباء والبريد والصيرفة، تغزو تركيا بلغتها ومؤسساتها المشهد في مدينة أعزاز الواقعة تحت سيطرة فصائل سورية معارضة مدعومة من أنقرة"

كما تداول ناشطون أنباء عن إصدار ما يسمى "المجلس المحلي للمعارضة" والتابع لتركيا بمدينة أعزاز تعميما، يلزم السكان باستخراج بطاقات شخصية جديدة برمز تركي وتوعد المتخلفين عن حيازتها بالعقوبة. 

سيد طاهر قزويني