لاول مرة.. انتصار في الجولان يفرح الاهالي!

لاول مرة.. انتصار في الجولان يفرح الاهالي!
الأربعاء ٣١ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٦:٤٥ بتوقيت غرينتش

لاول مرة ومنذ احتلال الهضبة في عام (1967) يحتفل سكان الجولان السوري المحتل بالانتصار الذي حققوه على قوى الاحتلال الاسرائيلي من خلال افشالهم  للانتخابات البلدية التي كانت تسعى سلطات الاحتلال فرضها عليهم.

 العالم _ سوريا

ذكرت مصادر اسرائيلية أن نسبة المشاركة في الانتخابات المحلية تراوحت مابين صفر، وواحد ونصف بالمئة، وهذه هي الانتخابات المحلية الاولى التي  قررت من خلالها وزارة الداخلية الإسرائيلية اجرائها في القرى الأربع بهضبة الجولان، بقعاثا وعين قنيا ومسعدة ومجدل شمس، لكن المرشحين في بقعاثا ومسعدة انسحبوا من الانتخابات، بسبب تهديدات بمقاطعتهم ممن يعارضون إجراءها، مما أدى في نهاية المطاف إلى إلغاء الانتخابات في البلدتين.

وتأتي هذه النتيجة المخيبة لآمال الاسرائيليين بعد ان سجل أبناء الجولان السوري المحتل، اعتراضهم على الانتخابات المحلية والتى تريد سلطات الاحتلال الإسرائيلى فرضها عليهم من خلال الاعتصام  أمام المدرسة الثانوية فى بلدة مجدل شمس المحتلة  وكذلك القيام بالاضرابات العامة  والتظاهرات الشعبية.

حالة من الغليان الشعبى وصفت وسائل اعلام محلية ودولية الاوضاع السائدة التي يعيشها  الاهالي  أبناء الجولان السورى المحتل والذين احتشدوا منذ ساعات الصباح في البلدة لمنع إجراء الانتخابات المحلية الاسرائيلة.

وكان السوريون فى قرية بقعاثا المحتلة  قد اصدروا بيانا اكدوا من خلاله  وقوفهم ضد الإجراءات الصهيونية الرامية إلى تهويد الجولان السوري المحتل وطمس عروبته مؤكدين تمسكهم بانتمائهم لوطنهم الأم وبالهوية العربية السورية.

وعلى اثر الاحتجاجات العامة التي شهدتها الهضبة فقد وقعت في منطقة الجولان السورية  اشتباكات بين الدروز المحتجين وقوات الأمن الإسرائيلي.

واعتراضا على الممارسات الصهيونية في الجولان المحتل فقد وجهت وزارة الخارجية السورية رسالتين إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن.

وقالت وزارة الخارجية السورية فى بيان لها : إن ممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي ترمي إلى إضفاء الشرعية على مؤسسات غير شرعية أصلا وتمثل سلطة احتلال وهي محاولة تهدف إلى تمرير مشاريعها التهويدية الاستيطانية عنصرية الطابع كما تهدف إلى شرعنة وتكريس الاحتلال وتطبيق القانون الإسرائيلي على الجولان السوري المحتل.

كما جددت الخارجية السورية، تأكيدها أن الجولان العربى السورى المحتل جزء لا يتجزأ من الأراضي السورية وان الحكومة  هناك ستعمل على إعادته إلى الوطن الأم عاجلا أم آجلا بكل السبل والوسائل المتاحة، مؤكدة دعمها للمواطنين العرب السوريين فى مقاومتهم للاحتلال الإسرائيلى ولإجراء هذه الانتخابات غير الشرعية وفي رفضهم لقرار ضم الجولان العربي السوري.

وطالبت الخارجية السورية مجلس الأمن الدولي، بالتحرك العاجل لحفظ الأمن والسلم الدوليين من خلال إدانة الاعتداءات الإسرائيلية على المواطنين السوريين في الجولان المحتل وإلزام "إسرائيل" باحترام قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة ذات الصلة ووقف سياساتها الاستيطانية غير القانونية وإجراءاتها القمعية بحق أهالي الجولان.

وفي ظل الانكسارات والهزائم التي تلقتها سلطات الاحتلال الصهيوني ولاسيما فشلها في تركيع الشعب السوري في الجولان والمحاولات الصهيونية لطمس هويته الوطنية يجري الحديث عن مفاوضات سورية اسرائيلية بشأن الجولان السوري المحتل.    

وكشف مدير مكتب شؤون الجولان في رئاسة مجلس الوزراء السوري مدحت صالح، أن روسيا "تبذل حاليا جهودها" لإعادة إطلاق المفاوضات حول الجولان السوري المحتل وعودته لأصحابه.

ونقلت صحيفة "الوطن" السورية عن صالح قوله: "لا أعتقد أن يكون في المدى المنظور استئناف للمفاوضات مع العدو الإسرائيلي لاستعادة الجولان المحتل، لكن الأصدقاء الروس يعملون على هذا الأمر".

وأضاف: "يجب على روسيا كدولة عظمى أن تضغط على حكومة الاحتلال لإعادة الجولان المحتل كاملا إلى الوطن الأم سوريا، وهذا ما نتمناه من الأصدقاء الروس لكونهم دولة عظمى ولهم علاقات مع إسرائيل".

كما أشار المسؤول السوري إلى أن هذا الأمر "تم طرحه من قبل روسيا على المسؤولين  الصهاينة لكن إلى الآن لم يحدث أي اختراق معين، ولكن أعتقد أنه في المستقبل القريب ستسعى روسيا إلى حل هذا الأمر".

وشدد صالح على أن موقف سوريا "واضح بأنه لا انتقاص من حقها في استعادة الجولان المحتل كاملا حتى حدود الرابع من حزيران 1967 وفق ما نصت عليه القرارات الدولية".

وبالتزامن مع هذه الاحداث فقد اعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف، أن الشرطة العسكرية الروسية تقوم بدوريات على طول الخط الفاصل في هضبة الجولان.

وقال كوناشينكوف، في إحاطة إعلامية اليوم الأربعاء: " ان الشرطة العسكرية الروسية تساعد في ضمان أمن السكان والحفاظ على القانون والنظام، وتقوم بدوريات على خط الفصل في مرتفعات الجولان، ومن أجل الاستئناف الكامل لأنشطة بعثة الأمم المتحدة في الجولان، ويراقب الجنود الروس الوضع في ست نقاط مراقبة على طول الخط الفاصل".

وأشار المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية إلى أنه في منطقة مرتفعات الجولان، تتحسن الحياة السلمية، ويعود اللاجئون (إلى سوريا)، كما تم استئناف حركة المواصلات على الطرق الدولية.

وتابع كوناشينكوف: "منذ استئناف مهمتهم في مرتفعات الجولان، لم يسجل ممثلو الأمم المتحدة انتهاكا واحدا من شأنه أن يشكل عقبة أمام أنشطتهم، وارجع المسؤول الروسي سبب الاستقرار الذي تشهده المنطقة الى وجود الجنود الروس الذين يعملون على حفظ الامن فيها.