بالفيديو: حظر التجنيس إحياء العنصرية في امريكا

الأربعاء ٣١ أكتوبر ٢٠١٨ - ٠٦:٤٩ بتوقيت غرينتش

في عام 2015 حينما كان دونالد ترامب مرشح للرئاسة الأمريكية شارك في مناظرة تلفزيونية مع منافسه حاكم فلوريدا السابق جيب بوش وعزز فيها من مطالب سابقة لمشرعين أمريكيين محافظين بوقف منح الجنسية الأمريكية للأطفال الذين يولدون في أمريكا.

العالم - تقارير

يأتي ذلك بعد أن أظهر آخر استطلاع للرأي أجرته رويترز/أبسوس أن ترامب يتقدم على منافسيه لنيل ترشيح الحزب الجمهوري لرئاسة الولايات المتحدة بعد أن زاد الفارق بينه وبين أقرب منافسيه آنذاك. 

ففي مناظرة تليفزيونية التي أجرتها محطة فوكس نيوز أعلن ترامب موقفه قبالة اعطاء الجنسية لمهاجري امريكا قائلا: "إن منح الجنسية  التلقائي هو سبب قدوم كثير من النساء إلى الولايات المتحدة بصورة غير شرعية للولادة، وإنه يريد إلغاء التعديل الرابع عشر من الدستور الأميركي، الذي ينص على: "كل الأشخاص الذين ولدوا أو المتجنسين في الولايات المتحدة هم مواطنون".

بينما بدأ الناخبون من خلال منافستهم لخوض انتخابات الرئاسة في 2016، فدعا كل من المرشحين الجمهوريين الـ17 إلى اتخاذ تدابير قوية لمنع الناس من الدخول إلى البلاد بطريقة غير مشروعة، وخاصة من المكسيك، ولكن لا يؤيد كل منهم إلغاء منح الجنسية التلقائي للأشخاص الذين يولدون في الولايات المتحدة ذاك الوقت.

لقد أشارت استطلاعات الرأي العام آنذاك أن كلا من حاكم فلوريدا السابق جيب بوش، والسيناتور الأمريكي ماركو روبيو -وهما من أقوى المرشحين الجمهوريين للرئاسة عام 2015- لا يوافقان رأي ترامب، في حين أيده المرشحون الجمهوريون الآخرون!!!.

هذا وأن اعتبر جيب بوش أن الأشخاص الذين ولدوا في الولايات المتحدة لديهم ما يسميه "الحق المحمي دستوريا" ليصبحوا مواطنين أمريكيين.

 لكن السيناتور روبيو دعم التدابير الرامية إلى منع النساء من الدخول إلى الولايات المتحدة بصورة غير شرعية لولادة أطفال حتى يصبح أطفالهن مواطنين أمريكيين تلقائيا، ومع ذلك قال إنه لا يؤيد إلغاء التعديل الرابع عشر.

وأما مركز دراسات الهجرة الذي يسعى للحد من الهجرة إلى الولايات المتحدة يقول:إن 30 من 194 دولة في العالم تعطي الجنسية للأشخاص الذين يولدون فيها، وإن الولايات المتحدة وكندا هما البلدان المتقدمان الوحيدان اللذان تفعلان ذلك. ويضيف المركز أن بعض النساء الأجنبيات يدخلن الولايات المتحدة في ما يسمى "سياحة الولادة"، وأنه يتم ولادة 36000 طفل سنويا يصبحون تلقائيا مواطنين أمريكيين.

في حين ،كان قد قدر مركز بيو في عام 2010، أن 8% من إجمالي 4.3 مليون طفل ولدوا في الولايات المتحدة عام 2008 كانوا من أمهات دخلوا البلاد بطريقة غير مشروعة، الا ان قانون منح الجنسية التلقائي لأولئك الذين ولدوا في الولايات المتحدة كان جزء من قوانين البلاد منذ أعلنت المستعمرات استقلالها عن إنجلترا في أواخر عام 1700،واستندت قوانين البلد الجديد إلى القانون الإنجليزي العام.

ولكن في عام 1857 قضت المحكمة العليا في الولايات المتحدة أن أطفال العبيد ليسوا مواطنين أمريكيين، وتم تعديل الدستور بعد الحرب الأهلية في 1860 بعد أن هزمت الولايات الشمالية المناهضة للعبودية ولايات الجنوب المؤيدة للعبودية في الحرب، لينص على أن جميع الأمريكيين السود والعبيد المحررين مواطني الولايات المتحدة.

وفي نهاية عام  1800، قضت المحكمة العليا بأن جميع الأطفِال الذين ولدوا في الولايات المتحدة يصبحون مواطنين أمريكيين ومع ذلك، فإن أبناء الدبلوماسيين والجيوش الغازية وأولئك الذين ولدوا على متن السفن العامة الأجنبية لا يحصلون على الجنسية تلقائيا.

وقد حاول المشرعون المحافظون الأمريكيون إنهاء منح الجنسية تلقائيا، لكن دعواتهم  لم تلق الكثير من الدعم.

فإن تغيير الدستور الأميركي يعتبر أمرا صعبا حيث  يجب أن يؤيد أي تغيير ما لا يقل عن ثلثي أعضاء مجلسي النواب و الشيوخ، وإذا حدث ذلك  يتم إرسال التغيير المقترح للولايات حيث يجب أن يؤيده ما لا يقل عن 38 من المجالس التشريعية للولايات الخمسين قبل أن يصبح جزءا من الدستور.

 تكرار ماسبق بعد رئاسة ترامب ...إصدار أمر تنفيذي يلغي حق منح الجنسية لغير امريكيين!

حيث عبّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب،عن نيته إلغاء حق منح الجنسية للأطفال المولودين في الولايات المتحدة لأبوين غير أمريكيين.

وقال "ترامب" إنه: لطالما اعتقد أن اتخاذ مثل هذا القرار يتطلب تعديلاً دستورياً، لكنه اكتشف أنه من الممكن للرئيس أن يصدر أمراً تنفيذياً بهذا الشأن".

وأضاف: "لطالما قيل لي إنني أحتاج تعديلاً دستورياً لهذا، لكن خمّن ماذا!، لا أحتاج لذلك"، لافتاً إلى أنه عرض الأمر بالفعل على مستشاريه.

وتابع: "نحن البلد الوحيد في العالم الذي يأتي إليه شخص وينجب طفلاً، ويصبح الطفل مواطناً أمريكياً لمدة 85 عاماً، بكل المزايا التي تأتي مع الجنسية"، إنه أمر سخيف ويجب أن ينتهي".

ولم يكشف "ترامب" عن خطته، إلا أنه قال إنها "قيد التنفيذ وسوف تحدث".

يُذكر أن التعديل الرابع عشر من الدستور الأمريكي ينص على اعتبار "جميع الأشخاص المولودين في الولايات المتحدة أو الحاملين لجنسيتها والخاضعين لسلطانها، من مواطني الولايات المتحدة ومواطني الولاية التي يقيمون فيها".

ومن المتوقع أن يثير هذا القرار الكثير من الجدل، وأن يواجه تعقيدات قضائية في المحاكم، كما حدث مع محاولة "ترامب" السابقة منع مواطني 8 دول من دخول الولايات المتحدة.

وفي المقابل، يرى سياسيون محافظون أن التعديل الرابع عشر معني بالأطفال المولودين لأبوين يحظيان بإقامة دائمة في الولايات المتحدة، وليس أبناء المهاجرين غير الشرعيين على سبيل المثال، أو الذين يزورون الولايات المتحدة لفترة قصيرة.

ولكن هناك رفض رئيس مجلس النواب الأمريكي، بول ريان، عزم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حظر منح الجنسية الأمريكية بالولادة.

وأكد في تصريحات له لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أنه من غير الممكن حظر منح الجنسية الأمريكية لمن يولد في أمريكا بأمر تنفيذي، بعد أن قال الرئيس دونالد ترامب إنه يفكر في اتخاذ هذه الخطوة.

بما أن ريان،هو العضو الجمهوري البارز في الكونغرس، فأكد في مقابلة مع محطة إذاعية على ان منح الجنسية الأمريكية لا يمكن حظره بشكل نهائي وبأمر تنفيذي،فإ ن معظم الأشخاص الذين ولدوا في الولايات المتحدة يحق لهم قانونا الحصول على الجنسية الأمريكية، وذلك وفقا لدستور الولايات المتحدة وقرارات المحاكم الأمريكية".

وقال ترامب في مقابلة  له: "نحن البلد الوحيد في العالم الذي يأتي إليه الشخص ، يولد لديه طفل، والطفل هو في الواقع مواطن أمريكي مع كل المزايا"،فإن "هذا الأمر مضحك، ويجب أن ينتهي. الأمر في طور التنفيذ، وحظر منح الجنسية بالولادة سيحدث عن طريق إصدار مرسوم".

هذا وبعد أن الأنباء  كان قد أردفت في آب الماضي، بأن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تخطط لتشديد شروط الحصول على الجنسية الأمريكية والحصول على بطاقات خضراء للمهاجرين الشرعيين الذين كانوا يستفيدون من برامج الرعاية الاجتماعية!!.

وفي سياق متصل ... أميركا تستعد لمواجهة أكبر أزمة إنسانية على الحدود مع المكسيك!!

وقد أعلن جنرال أميركي رفيع،أن البنتاغون سوف ينشر 5 آلاف جندي على الحدود مع المكسيك لتعزيز الأمن هناك، في محاولة لمنع قافلة مهاجرين من أميركا الوسطى من العبور بطريقة غير شرعية إلى أراضي الولايات المتحدة.

وتمثل هذه الخطوة تعبئة عسكرية كبيرة على طول الحدود؛ حيث يتواجد حالياً 2,000 جندي من أفراد الحرس الوطني لمؤازرة حرس الحدود.

وقال رئيس القيادة الشمالية في الجيش الأميركي الجنرال تيرانس أوشوغنيسي  للصحافيين: «بحلول نهاية الأسبوع سننشر أكثر من 5200 جندي على الحدود الجنوبية الغربية». وصرح بأن هذه القوة ستركّز على «تشديد الحماية» على المعابر الحدودية والمناطق المحيطة بها، بالإضافة إلى ما تقوم به وحدات الهندسة من بناء سياجات مؤقتة.

وسيرسل البنتاغون أيضاً شرطة عسكرية وثلاث مروحيات تحمل أجهزة استشعار متطورة وأجهزة رؤية ليلية. وبالرغم من أن الجنود لا يقومون بمهمات مباشرة لفرض القانون ويتركز عملهم على الدعم، فإنه سيتم نشرهم بكامل أسلحتهم، وفق مسؤولين.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن قرابة 7000 شخص انضموا إلى قافلة المهاجرين منذ أن انطلقت من سان بيدرو سولا في هندوراس في 13 أكتوبر/تشرين الأول.

وتحدث ترامب مراراً في الأسابيع الأخيرة عن الحاجة إلى إرسال المزيد من الجنود إلى الحدود لتعزيز الأمن، وحوّل قافلة المهاجرين إلى قضية سياسية مع اقتراب الانتخابات النصفية التي يخشى أن تشهد استعادة الديمقراطيين لبعض من قوتهم.

ووصف مفوض الجمارك وحماية الحدود الأميركية كيفن مكالينان الوضع على طول الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك بأنه «أزمة أمنية وإنسانية»، وقال إن حرس الحدود خلال الأسابيع الثلاثة الماضية كانوا يعتقلون نحو 1900 متسلل يومياً وهم يحاولون العبور بشكل غير قانوني.

وأضاف: «أكثر من نصف هؤلاء يتألفون من عائلات وأطفال غير مصحوبين، يسلّمون مصيرهم لمهربي بشر قساة ويدفعون 7 آلاف دولار عن كل شخص من أجل الرحلة».

ويشير هذا الانتشار الكبير للجنود إلى زيادة حادة تفوق التقديرات الأولية الأسبوع الماضي عندما أعلن مسؤولون أميركيون أن 800 جندي سيتجهون جنوباً. وهذا يعني أنه في غضون أيام سيكون للجيش الأميركي على الحدود الجنوبية ثلاثة أضعاف عدد قواته التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

وكتب ترامب على حسابه في تويتر، الإثنين، مخاطباً المهاجرين في القافلة: «أرجوكم عودوا، لن يسمح لكم بدخول الولايات المتحدة إلا من خلال العملية القانونية. هذا غزو لبلادنا والجيش بانتظاركم».

كانت  وكالة «فرانس برس» قالت في 21 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، إن آلاف المهاجرين من دول أميركا الوسطى دخلوا مؤخراً الأراضي المكسيكية في طريقهم إلى حدود الولايات المتحدة.

وقالت الوكالة إن القافلة المكونة من آلاف المهاجرين من هندوراس استأنفت مسيرتها نحو الحدود الأميركية من مدينة سيوداد هيدالغو جنوب المكسيك والتي وصلتها بعد عبور الحدود بين المكسيك وغواتيمالا.

وسمحت السلطات المكسيكية، لعشرات النساء والأطفال المهاجرين بدخول أراضيها، وتم نقلهم إلى مراكز إيواء في مدينة تاباشولا على بعد 40 كلم من سيوداد هيدالغو.

وكان دونالد ترامب قد هدد، الخميس الماضي، بإغلاق الحدود مع المكسيك ونشر الجيش، إذا عجزت سلطات هذه البلاد عن وقف تقدم المهاجرين إلى حدود الولايات المتحدة.