في رسالة للجزائريين...

بوتفليقة "يحصي" إنجازاته بدون الكشف عن مستقبله السياسي

 بوتفليقة
الخميس ٠١ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٤:٢٤ بتوقيت غرينتش

اثنى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على "الإنجازات" العديدة التي حققها خلال ولاياته الرئاسية الأربع طيلة نحو 20 عاما، في رسالة وجهها للشعب الجزائري مساء الأربعاء بمناسبة الذكرى 64 لاندلاع الثورة الجزائرية. لكنه لم يرفع النقاب عن مصيره السياسي وهل سيترشح أم لا لولاية خامسة قبل أقل من خمسة أشهر على الانتخابات الرئاسية.

العالم - الجزائر

قدم عبد العزيز بوتفليقة (81 عاما) حصيلة ولاياته الرئاسية الأربع في رسالة وجهها للشعب الجزائري مساء الأربعاء، نقلتها وسائل الإعلام الرسمية، بمناسبة الذكرى الـ64 لاندلاع الثورة الجزائرية في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر 1954، مؤكدا أنها كانت "حافلة بالإنجازات".

وتحدث الرئيس الجزائري بشكل خاص عن مشروع المصالحة الوطنية الذي قام بتمريره عبر استفتاء شعبي في 2005، منهيا بذلك سنوات من العنف والقتل بين الجزائريين. فيما سمح المشروع أيضا بـ"تحقيق السلم واسترجاع الأمن عبر كامل ربوع الجزائر، وهما شرطان لأي تنمية أو بناء" حسب رأيه.

وأضاف بوتفليقة، الذي تنتهي ولايته الرئاسية في أبريل/نيسان 2019، "إن الجزائر وإذ كانت قد حققت تقدما يحق الاعتزاز به في مجال التنمية بمختلف أشكالها، إلا أنه يتعين علينا بذل المزيد من الجهود للتكفل بجميع الحاجات الاجتماعية الـمتبقية لشعبنا والتعجيل بالإصلاحات الاقتصادية وتنويع مكونات الإنتاج الوطني لكي نتحرر أكثر فأكثر من التبعية للـمحروقات وتقلبات سعرها في الأسواق العالمية".

كما مدح بوتفليقة مؤسسات الدولة التي تعمل وفق القوانين و"الشرعية المكتملة" و"بالاحتكام دوريا إلى صناديق الاقتراع"، إضافة إلى الإصلاحات الأخرى التي  قطاعات حساسة كـ"إصلاح جهاز العدالة والتشريع لدولة الحق والقانون" وتعزيز حقوق الـمواطنين وحقوق الـمرأة، بصفة خاصة، ومكونات الهوية الوطنية ولا سيما منها اللغة الأمازيغية الـمشتركة بين جميع الجزائريين والجزائريات".

في المجال العسكري، أثنى بوتفليقة على التقدم الذي حققه الجيش الجزائري وعلى قدراته العسكرية التي جعلته "جيشا محترفا بأتم معنى الكلمة ودرعا قويا يحمي أمن البلاد والعباد".

بوتفليقة لم يتطرق إلى الفضائح التي تهز النظام الجزائري وتأتي رسالة بوتفليقة في ظرف حساس تعرفه الجزائر، مس قطاعات عدة أهمها الجيش، الذي شهد حركة تغييرات وإقالات واعتقالات إذ تم تنحية مسؤولين عسكريين كبار كصالح باي قائد الناحية العسكرية الثانية في وهران والقائد شنتوف قائد الناحية العسكرية الأولى بالبليدة.

بالإضافة إلى فضائح هزت النظام الجزائري لتورط مسؤولين كبار فيها كفضيحة "الكوكايين" التي تم اكتشافها في ميناء وهران غرب البلاد.

من جهة أخرى، لم يكشف بوتفليقة عن مصيره السياسي وهل سيرشح نفسه لولاية خامسة كما يطالبه حزبا جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي اللذان دعياه الأسبوع الماضي إلى "التضحية من خلال الترشح لعهدة خامسة".

وقبل ستة أشهر من الانتخابات الرئاسية في الجزائر، أحزاب معارضة كثيرة وأصوات في المجتمع المدني بدأت ترتفع لتطالب بوتفليقة بعدم الترشح لولاية جديدة وذلك بسبب وضعه الصحي المتدهور حيث يقبع على كرسي متحرك ويجد صعوبة كبيرة في الكلام منذ إصابته بجلطة دماغية عام 2013 من جهة، وباسم مبدأ التناوب على السلطة من جهة أخرى.

ويرأس بوتفليقة الجزائر منذ 1999، أي منذ 19 عاما وهي أطول مدة قضاها رئيس في المنصب منذ استقلال البلاد عام 1962. فهل هذه الرسالة تشكل خطاب وداع للشعب الجزائري أم بالعكس تمهد لإعلانه المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة؟

تصنيف :