تفاصيل جديدة عن طريقة التخلص من جثة خاشقجي.. ما دخل هاري بوتر بالقضية؟

تفاصيل جديدة عن طريقة التخلص من جثة خاشقجي.. ما دخل هاري بوتر بالقضية؟
السبت ٠٣ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٦:١٤ بتوقيت غرينتش

أثار مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي أحد منتقدي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي والحاكم الفعلي للمملكة، غضبا عالميا، وسلط الحادث الضوء بشدة على علاقة الغرب بالرياض بعد الشكوك التي دعمها تغير تفسيرات السعودية لرواية القتل داخل قنصلية المملكة في مدينة اسطنبول التركية.

العالم - السعودية

وبعد مرور شهر على مقتل خاشقجي، لا تزال السعودية في ورطة شديدة، وليس القتل وحده مصدر هذا المأزق، إنما إخفاء جثة الضحية وتغيّر الرواية الرسمية من الإنكار إلى الإقرار، ومن الشجار إلى الخنق، قبل الاعتراف بالتخطيط المسبق لارتكاب الجريمة.

الرياض تجسست على خاشقجي ببرنامج تجسس إسرائيلي

وقالت كاتبة صحفية أمريكية، إن خاشقجي، تعرض للتجسس من قبل بلاده خلال تواجده في واشنطن، عبر برنامج صنعته إسرائيل.

وأشارت الكاتبة كورتني سي رادسش إلى أن السعودية تجسست على خاشقجي، عبر برنامج "بيغاسوس" المصنع في إسرائيل، وتبيعه شركة أمريكية.

جاء ذلك خلال مشاركة كورتني، في فعالية أقيمت في الولايات المتحدة، تم خلالها الإعلان عن إطلاق جمعية تحمل اسم "العدالة من أجل خاشقجي".

وأوضحت، أن السعودية، دفعت الملايين لشركات برمجة أمريكية، للكشف عن المعارضين السعوديين، والتجسس عليهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وذكرت أن الرياض تعاقدت مع شركة "ماكينزي" (McKinsey) الأمريكية من أجل ممارسة الضغط على الصحفيين السعوديين المعارضين.

واتهمت الصحفية الأمريكية، قناة العربية التي تملكها السعودية، بأنه تم إنشاؤها بهدف ممارسة الضغط على المعارضين السعوديين وملاحقتهم.

أردوغان لن يترك القضية

انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السعودية مجدداً على خلفية مقتل خاشقجي، وصعد الضغط على المملكة بمناشدته حلف شمال الأطلسي (الناتو) ليكون وسيلة لضمان معاقبة مُرتكبي الجريمة.

وفي مقال رأيٍ نُشِر بصحيفة واشنطن بوست الأميركية امس الجمعة، كرَّر أردوغان تأكيده على أنَّ أمر قتل خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول صدر من أعلى المستويات بالحكومة السعودية لكن في الوقت ذاته، قال أردوغان إنَّه لا يعتقد أنَّ الملك سلمان كان هو مَن أَمَرَ بقتل خاشقجي. وبدا أنَّ في ذلك إشارة إلى أنَّه يُلقِي باللوم على ولي العهد محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة.

وكتب أردوغان في واشنطن بوست ، وهي الصحيفة ذاتها التي كانت تنشر مقالات خاشقجي: يجب ألَّا يجرؤ أحدٌ مجدداً على ارتكاب أفعالٍ كتلك على أرض دولةٍ حليفة بالناتو. جريمة قتل خاشقجي كانت انتهاكاً صريحاً وإساءة استعمال صارخةً لاتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية. وعدم معاقبة الجُناة قد يسجل سابقةً شديدة الخطورة.

ويبدو أنَّ بن سلمان ما زال يحتفظ بقبضةٍ قوية على السلطة في السعودية، على الرغم من التوافق الدولي المُتزايد بأنَّه كان وراء عملية القتل. ووفقاً لأشخاص على درايةٍ بالمداولات التي تجري داخل البيت الأبيض، قرَّرت إدارة ترمب الوقوف بجانبه.

مع ذلك، أظهر أردوغان أنَّه لا نية لديه لتَرك القضية تخبو. وكان خاشقجي صديقاً للرئيس التركي وللعديد من مستشاريه المقربين، واعتبر أردوغان مقتله إهانةً شخصية له.

وكتب أردوغان: «يأمل البعض أن تمر هذه ‘المشكلة’ مع الوقت. لكنَّنا سنستمر بطرح هذه الأسئلة، وهي أسئلةٌ حاسمة بالنسبة للتحقيق الجنائي في تركيا، وكذلك بالنسبة لعائلة خاشقجي وأحبائه».

وأضاف: على أقل تقدير، يستحق خاشقجي دفناً لائقاً يتوافق مع التعاليم الإسلامية.

انتقد أردوغان كذلك بشدة القنصل العام السعودي، فضلاً عما وصفه بأنَّه غياب للتعاون من جانب المحقِّقين السعوديين.

وكتب أردوغان: «مع أنَّ الرياض احتجزت 18 مشتبهاً به، لكن من المثير للقلق بشدة أنَّه لم يُتَّخذ أي إجراء بحق القنصل العام السعودي، ذلك الذي كذب كذباً بواحاً أمام وسائل الإعلام وهرب من تركيا بعد ذلك بوقتٍ قصير».

وأضاف: «وبالمثل، فإنَّ رفض النائب العام السعودي -الذي زار نظيره في إسطنبول مؤخراً- التعاون مع التحقيق الجاري في تركيا ورفضه الإجابة حتى على أبسط الأسئلة هوَ أمرٌ محبطٌ جداً. وبدت دعوته المحققين التركيين للذهاب إلى السعودية لإجراء المزيد من المحادثات بشأن القضية كما لو كانت تكتيكاً يائساً ومقصوداً بغرض المماطلة».

وأشار أردوغان في مقاله إلى أنَّه ينوي الاستمرار في تصعيد الضغط.

وكتب: لو كانت هذه الجريمة الوحشية وقعت في الولايات المتحدة أو غيرها، كانت سلطات تلك الدولة ستصل إلى حقيقة ما حدث. ومحال أن نسلك أي طريقٍ آخر.

لماذا طلب المعجب بـ"إصرار" الحصول على هاتف خاشقجي؟

وقالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، نقلا عن مسؤول تركي، إن النائب العام السعودي سعود المعجب، خلال آخر اجتماع بنظيره التركي عرفان فيدان، طلب تسليمه هاتف خاشقجي.

وأوضح المصدر أن هدف المعجب من الحصول على هاتف خاشقجي، الذي تركه بحوزة خطيبته خديجة جنكيز قبل اغتياله بلحظات داخل القنصلية، كان "الوصول إلى سجل المكالمات الأخيرة التي أجراها قبل قتله".

وأضاف: "نشعر بالخشية من أن اطلاع السعوديين على سجل المكالمات الأخيرة لخاشقجي ربما يضع أصدقاء خاشقجي في دائرة الخطر".

وكانت صحيفة "حرييت" التركية وصفت طريقة طلب المعجب لهاتف خاشقجي والاطلاع على سجل مكالماته بأنه تم بـ"إصرار".

تفاصيل جديدة عن طريقة التخلص من جثة خاشقجي

ونشرت صحيفة صباح التركية تفاصيل جديدة عن طريقة إخفاء جثة خاشقجي على يد أعضاء فريق الاغتيال السعودي.

وذكرت الصحيفة أن ثلاثة من أعضاء الفريق أشرفوا على عملية التخلص من الجثة، حتى لا يتركوا أي أدلة على الجريمة بعد الانتهاء منها، وهم: ماهر المطرب، وصلاح الطبيقي، وذعار غالب الحربي.

وبيّنت المصادر الأمنية -التي وصفتها الصحيفة بالموثوقة- أن ماهر المطرب كان رئيسا لفريق الاغتيال، وأن هؤلاء الثلاثة هم فقط من ذهب إلى منزل القنصل السعودي يوم تنفيذ عملية الاغتيال، بعد ارتكاب الجريمة، حيث قام الفريق بتقطيع الجثة في القنصلية، ومن ثم قام هؤلاء الثلاثة بالتخلص منها بالكامل في منزل القنصل السعودي.

وأضافت الصحيفة أن المطرب غادر منزل القنصل في الساعة 16:53 إلى الفندق، ومن ثم إلى المطار، وغادر إسطنبول في الساعة 18:20، بينما بقي الطبيقي والحربي في منزل القنصل حتى الساعة 19:30، وغادرا بعد ذلك إلى الفندق، ومنه إلى المطار، حيث أقلعت طائرتهما الخاصة الساعة 22:46.

وبحسب ما ذكرته الصحيفة، فقد قطعت الجثة ووضعت في خمس حقائب في القنصلية، ونقلت إلى منزل القنصل بسيارة دبلوماسية تابعة للقنصلية السعودية، حيث رصدتها كاميرات المراقبة أمام منزل القنصل الساعة 15:09.

ووصفت صحيفة صباح المطرب -الذي يحمل رتبة لواء- بأنه من أقرب الأشخاص إلى بن سلمان، حيث عمل عامين في السفارة السعودية في لندن، وتظهر إحدى الوثائق الرسمية البريطانية أن المطرب كان الكاتب الأول في السفارة السعودية في لندن عام 2007.

أما صلاح الطبيقي، الذي يعرّف نفسه في حسابه على تويتر باعتباره بروفيسور في الطب العدلي؛ فقد عرفته صحيفة الشرق الأوسط الصادرة من لندن في عدد لها عام 2014 بمقدّم في وزارة الداخلية السعودية.

أما الحربي فقد رُقّي العام الماضي في أكتوبر/تشرين الأول إلى رتبة لواء في الحرس الملكي، وذلك لأدائه المتميز في الدفاع عن قصر ولي العهد محمد بن سلمان، حيث وقع هجوم مسلح نتج عنه مقتل اثنين من الحرس الملكي، وإصابة آخر، في حين قتل المهاجم، على حد وصف صحيفة صباح.

حرس ابن سلمان نفذوا قتل خاشقجي

قال ناشر صحيفة واشنطن بوست فريدريك رايان، اليوم السبت، إن السعودية أرادت إسكات صوت خاشقجي للأبد؛ "لأنه أراد كشف الانتهاكات التي ترتكبها بلاده".

وأكد فريدريك رايان، الذي خصص كلمته لقضية خاشقجي لدى تسلم جائزة القيادة من المؤسسة الإعلامية الدولية للمرأة: "إن قتل جمال بهذه الوحشية جاء على يد أفراد يتبعون للحرس الخاص لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، رغم أن خاشقجي لم يفعل شيئا يستحق هذا المصير، فهو فقط كان يؤدي عمله الصحفي" .

وأضاف رايان (الجمهوري وأحد كبار المستشارين الجمهوريين في واشنطن) أن خاشقجي "قال الحقيقة بشأن خواء ما يسمى إصلاحات ولي العهد السعودي، وأن على واشنطن استخدام قانون ماغنتيسكي لعقاب وملاحقة قتلة خاشقجي"

وأكد على وجوب "أن تعلق الولايات المتحدة الأمريكية فورا صفقات السلاح مع المملكة العربية السعودية".

ورأى أن "الحقيقة التي سعى خاشقجي لفضحها لم تلائم قادة حاولوا تغطية انتهاكهم للسلطة"، مضيفا: "احتقار السعودية لقيمنا يجب أن يجعلنا نفكر بمصالحنا في الشرق الأوسط والعالم كله، إن طبيعة ردنا على مقتل خاشقجي توجه رسالة للطغاة السعوديين وآخرين في العالم" على حد تعبيره.

هارفارد ترفض استضافة تركي الفيصل بسبب خاشقجي

واعتذرت جامعة هارفارد الأمريكية عن عدم استضافة الرئيس السابق للاستخبارات السعودية "تركي الفيصل" للمشاركة في إحدى محاضراتها، على خلفية مقتل خاشقجي.

وقال موقع "ديلي بيست" الأمريكي إن "جامعة هارفارد أصبحت بذلك أحدث مؤسسة ترفض الارتباط مع أحد السعوديين البارزين بعد مقتل خاشقجي ".

ونقلت الصحيفة عن الفيصل قوله -في مقابلة معها- إن كلية كينيدي التابعة لجامعة هارفارد استغنت عنه، وألغت ترتيبا سابقا لاستضافته هذا الأسبوع في الجامعة.

وأشار إلى أنه تلقى مذكرة تقول "قد لا يكون الوقت مناسبا للحضور وإلقاء محاضرة بسبب قضية خاشقجي".

واستغرب الفيصل -وهو سفير سعودي سابق لدى الولايات المتحدة- من تصرف الجامعة؛ قائلا إنه لا يستطيع فهم "كيف لشخص مثلي أن تكون له علاقة بما يحدث في المملكة، وأن يتعرض للغمز أو يوصم بالذنب من مؤسسة مثل هارفارد".

وأشار إلى أن الملك "سلمان بن عبدالعزيز" طلب منه الحديث إلى أقارب خاشقجي المقيمين في الولايات المتحدة، بمن فيهم زوجته السابقة وأولاده، على خليفة علاقته الشخصية به خلال عمل خاشقجي معه بسفارتي لندن والولايات المتحدة.

ونفى في الوقت ذاته أن يكون في مهمة رسمية لتغيير "الانطباعات أو إعادة تأهيل سمعة ولي العهد، الذي وُجهت إليه العديد من أصابع الاتهام من قبل سياسيين بالوقوف وراء عملية اغتيال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول.

ومنذ اندلاع أزمة مقتل خاشقجي بدأت الكثير من المؤسسات والشخصيات الغربية تنأى بنفسها عن السلطات والمؤسسات والشخصيات السعودية البارزة.

وفي وقت سابق، أعلنت مؤسسة "بيل وميليندا غيتس" الخيرية -التابعة للملياردير الأمريكي بيل غيتس- قطع علاقتها مع جمعية يرأسها بن سلمان، على خلفية مقتل خاشقجي.

وقالت المؤسسة في بيان "إن خطف وقتل خاشقجي أمر مزعج للغاية"، بحسب ما نقلته صحيفة "سياتل تايمز" الأمريكية مساء الجمعة.

وتابع البيان "نراقب الأحداث الجارية بقلق، ولا توجد لدينا خطط حاليا للتعاون في أي برامج قادمة مع مؤسسة مسك الخيرية (التي يرأسها محمد بن سلمان)، وأشارت إلى أن ما يتردد عن وقوف ولي العهد السعودي وراء مقتل خاشقجي جعل هذه الشراكة غير مقبولة.

ما دخل هاري بوتر بالتحقيق في مقتل خاشقجي؟

وقع أكثر من 100 شخصية دولية من الفنانين والمؤلفين والكتاب والنشطاء المعروفين علي خطاب مفتوح لمنظمة الأمم المتحدة لمطالبتها بإجراء تحقيق في مقتل خاشقجي.

وذكرت صحيفة غارديان البريطانية اليوم أن من بين أبرز الأسماء الموقعة على الخطاب الممثلة الأمريكية المعروفة ميريل ستريب وجي كيه رولنغز مؤلفة سلسلة روايات هاري بوتر التي انتجتها هوليوود في سلسلة أفلام ناجحة وكذلك الناشطة الحقوقية المعروفة جادي سميث.

ونقلت الصحيفة عن الخطاب الموجه للأمم المتحدة قوله إن عملية القتل العنيفة لصحفي سعودي بارز ومعلق سياسي على أرض أجنبية يعد انتهاكا خطيرا لحقوق الإنسان، وتصعيدا خطيرا نحو قمع المعارضين في السعودية ،التي قامت حكومتها خلال السنوات الأخيرة باعتقال وسجن العديد من الصحفيين والكتاب والمحامين المدافعين عن حقوق الإنسان في هجوم كاسح علي حرية التعبير والتجمع في البلاد.

وذكرت غارديان أن الخطاب موجه إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس وطالبه الموقعون بإطلاق تحقيق مستقل فيما حدث مع خاشقجي منذ اختفائه عقب دخوله قنصلية بلاده يوم الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وأكد الخطاب أن قتل صحفي داخل قنصلية تابعة لبلاده في الخارج، ليس سوى عمل من أعمال إرهاب الدولة المتعمد للتنكيل بالصحفيين والمعارضين والناقدين المنفيين خارج بلدانهم في شتي أنحاء العالم.

ومن بين الأسماء الموقعة على الخطاب: الصحفي الأمريكي الشهير بوب وودورد، والصحفيين باتريك ستيوارت، وإيان ماكيوان، روكسان غاي، مارغريت آتوود، والفنانين آليك بولدوين، مولي رينغولد ، كولم تويبين وجيفري يوجينيديس. وقامت بإعداد الخطاب وتمريره للتوقيع مؤسسة (بن أمريكا) وهي مؤسسة أمريكية غير هادفة للربح تستهدف الدفاع عن حرية التعبير في أمريكا والعالم.

طيلة شهر.. هذه تفسيرات الرياض المتضاربة لمقتل خاشقجي

منذ اختفاء خاشقجي، ما انفكت السلطات في المملكة تقدم تفسيرات متضاربة لما حدث بالضبط.

ففي غضون ساعات من اختفائه في 2 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، رفضت السلطات السعودية ما قالته خطيبة خاشقجي، التركية خديجة جنكيز، بأن الرجل لم يخرج من مبنى القنصلية.

وبعدها بثلاثة أيام، صدر عن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أول تصريح سعودي رسمي بشأن القضية، في مقابلة مع وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية، مؤكدا فيها مغادرة خاشقجي القنصلية "بعد دقائق من دخوله".

وتابع: "حسب ما علمت فإنه دخل وخرج في بضع دقائق أو ساعة، لست متأكدا، ونحن نحقق بهذا الشأن من خلال وزارة الخارجية لنرى بالضبط ما حدث".

كما شدد على استعداد بلاده السماح للمحققين الأتراك بدخول مبنى القنصلية، في إطار التحقيق باختفاء الراحل.

وبعد يوم من المقابلة، وفي محاولة للتأكيد على صدقية ما قاله ابن سلمان، دعت القنصلية مراسل وكالة "رويترز" إلى دخول المبنى.

لم تظهر عدسة الوكالة أي شيء خارجا عن المألوف، أثناء التجول مع القنصل، محمد العتيبي.

وعلى مدار أسبوعين لاحقين، واصلت الرياض إنكار أي مسؤولية عن تعرض خاشقجي لأي أذى، إلى أن نشرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، في 20 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، قرارات صادرة عن ملك البلاد، الملك سلمان بن عبد العزيز.

شملت تلك القرارات إقالة عدد من كبار المسؤولين، بمن فيهم نائب رئيس المخابرات أحمد عسيري، ومستشار الديوان الملكي سعود القحطاني، فضلا عن توقيف 18 سعوديًا على ذمة القضية.

وفي اليوم نفسه، وبعد مكالمة بين الملك سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أقرت السعودية بأن خاشقجي قُتل بالفعل داخل قنصليتها في إسطنبول.

ووفقا للرواية الجديدة، فقد حدثت الوفاة بعد "مشاجرة" بين خاشقجي ومسؤولين سعوديين.

لكن سرعان ما تناست المملكة رواية "المشاجرة" بعد إعلانها على لسان المدعي العام سعود المعجب، في 25 تشرين الأول/أكتوبر الماضي؛ تلقي معلومات من تركيا تشير أن المسؤولين عن قتل الرجل كانوا قد خططوا للجريمة سلفا، في تصديق غير مباشر على الرواية التركية.

وبالتزامن، أفادت "مصادر سعودية رسمية" لوسائل إعلامية، بأن جثة الفقيد سُلّمت إلى "متعاون محلي"، للتخلص منها.

إلا أن المعجب الذي زار إسطنبول، الاثنين الماضي، بهدف التعاون مع التحقيقات؛ غادر بعد يومين دون الإجابة عن أسئلة، وصفها الرئيس التركي بـ"البسيطة"، وذلك في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" أمس الجمعة، من قبيل "أين الجثة؟"، و"من هو المتعاون المحلي؟".