ردود فعل تونسية رافضة لمحاولات التطبيع مع الاحتلال

ردود فعل تونسية رافضة لمحاولات التطبيع مع الاحتلال
الأحد ٠٤ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٣:٤٠ بتوقيت غرينتش

رحّبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بقرار المحكمة الابتدائية في تونس لمنع دخول وفد إسرائيلي الى أراضيها للمشاركة في مؤتمر خاص بالأديان. يأتي ذلك في الوقت الذي نظّمت فيه احزاب وجمعيات تونسية وقفة احتجاجية أمام السفارة البريطانية بالعاصمة تونس في ذكرى وعد بلفور المشؤوم اعتبرت تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني واجبا وطنيا وعنوان سيادة.

العالم - تونس

أشادت حركة "حماس" الفلسطينية بقرار القضاء التونسي منع وفد إسرائيلي من حضور مؤتمر حول حوار الأديان، معبرة عن تقديرها للشعب التونسي ومؤسساته التي دفعت لاستصدار ذلك القرار.

وقال الناطق باسم "حماس"، سامي أبو زهري، في تغريدة عبر حسابه على تويتر، "ترحب حركة حماس بقرار المحكمة الابتدائية في تونس القاضي بمنع دخول وفد إسرائيلي للأراضي التونسية للمشاركة في مؤتمر خاص بالأديان، وتؤكد الحركة على تقديرها للشعب التونسي الأصيل ولكل المنظمات التونسية التي عملت من أجل استصدار هذا القرار".

وقضت الدائرة الاستعجالية بالمحكمة الابتدائية بتونس الجمعة بمنع دخول أو إيواء الوفد الإسرائيلي للمشاركة في الملتقى العالمي لحوار الأديان.

ورفعت القضية -ضد منظمة "الكشافة التونسية"- كلٌّ من "الهيئة الوطنية لدعم المقاومة العربية ومناهضة التطبيع والصهيونية"، و"الحزب الجمهوري"، و"حركة الشعب".

وطالبت تلك الهيئات بمنع المنظمة من استقبال أو إيواء أو مشاركة الممثلين لمنظمة المنتدى الدولي للكشافة اليهودية، وكل من يحمل الجنسية الإسرائيلية في الملتقى العالمي لحوار الأديان المزمع عقده بين الرابع والثامن من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، مع الإذن بالتنفيذ على المسودة.

وفي حكم مشابه، كانت المحكمة الابتدائية بالعاصمة تونس أصدرت في أبريل/نيسان الماضي حكما استعجاليا يمنع رئيس الجامعة التونسية للتايكوندو ورئيس لجنة تنظيم بطولة العالم للتايكوندو من توجيه دعوة أو إيواء لاعبي تايكوندو من حاملي الجنسية الإسرائيلية للمشاركة في بطولة عالمية حينها.

من جهته أوضح "الحزب الجمهوري" في بيان أنّه راسل رئيس الحكومة يوسف الشاهد لإبلاغه بتنظيم "الكشّافة التونسية" مع "منظمة الكشّاف المسلم" مؤتمرا عالميا حول حوار الأديان تحتضنه تونس من 4 إلى 8 نوفمبر الجاري وستشارك فيه" إسرائيل" بشخص واحد سيصل إلى تونس عبر باريس.

وقال الحزب الجمهوري إنه "بناء على ثوابت السياسة الخارجية لتونس ولمواقف شعبها الرافض لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين، وتبعاً لأحكام الدستور وروحه، فإننا نلفت نظركم لهذا التجاوز الخطير ونطلب منكم استناداً لما لكم من صلاحيات التفضل باتخاذ التدابير اللازمة والإجراءات الضرورية لمنع مشاركة الوفد الصهيوني بأي شكل من الأشكال في هذا المؤتمر".

في السياق ذاته نظّمت أحزاب تونسية عدة وجمعيات قومية مناصرة للقضية الفلسطينية وقفة احتجاجية أمام سفارة بريطانيا بالعاصمة تونس في ذكرى مرور مائة عام وعام واحد على وعد بلفور، إذ أيّد الانتداب البريطاني إحداث وطن قومي لليهود في فلسطين.

ورفع المحتجون شعارات مناهضة لبريطانيا كـ"بريطانيا استعمارية" و"وعد بلفور جريمة بريطانية في حق فلسطين والأمة العربية"، و"تجريم التطبيع مع العدو الصهيوني واجب وطني وعنوان سيادة".

وأكّد الأمين العام للحزب الجمهوري، عصام الشابي، أنّ المنتدى العالمي الذي ستحتضنه تونس "يأتي ببادرة من الكشافة التونسية وبالتعاون مع منظمة الكشاف المسلم، وستشارك فيه وفود عالمية من عدة دول إسلامية ومسيحية ويهودية وديانات أخرى وهدفها دعم ثقافة التسامح وهي مسائل مقبولة".

وأشار الشابي إلى "أنّهم فوجئوا خلال المؤتمر الصحافي المخصص للإعلان عن هذا المنتدى بوجود معطيات تفيد بقدوم وفد إسرائيلي محدود العدد قد يضم (مشاركاً واحداً) إلى المنتدى، وهو أمر مرفوض ومحاولة لاختراق الساحة التونسية".

وبين الأمين العام "أنهم كحزب وكتونسيين يرفضون التطبيع ومتمسكون بدعم القضية الفلسطينية وبتنفيذ بنود الدستور نصاً وروحاً، وبالتالي لا يمكن السماح باستقبال أي إسرائيلي في ظل ما يعانيه الفلسطينيون من اعتداءات ومن تقتيل واعتقالات طاولت النساء والأطفال والقادة"، مبينا أنّهم وجهوا رسالة إلى رئيس الحكومة، مذكرين بالنصوص الداعمة للقضية الفلسطينية وبرفض الشعب التونسي التطبيع مع الكيان الصهيوني.

من جانبه، بيّن الأمين العام لحركة الشعب، زهير المغزاوي، أنّهم علموا بمشاركة الوفد الإسرائيلي وأن المعطيات التي لديهم تؤكد هذا الأمر، مؤكداً أنها "محاولة للتطبيع ودورهم وواجبهم يحتم عليهم التصدي للتطبيع بجميع الوسائل القانونية المتاحة لديهم واللجوء للقضاء والبرلمان والنزول إلى الشارع للتعبير عن رفضهم".

وأضاف المغزاوي أنهم "ليسوا ضد اليهود والمسيحية أو أي دين سماوي، ولكن يجب التفريق بين الصهيونية كحركة استعمارية واليهودية كديانة"، مشيراً إلى أنّ "الصهيونية مرفوضة وهم ضد التطبيع".

من جهتها، نفت القيادة العامة لمنظمة الكشافة التونسية استضافتها إسرائيليين ضمن فعاليات الملتقى العالمي لسفراء الحوار بين الأديان الذي ينتظم من 4 إلى 8 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري بتونس.

وأكدت القيادة العامة للكشافة في بلاغ صادر عنها موقفها الثابت في دعم القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

ونفى القائد بالكشافة التونسية، ظافر التميمي، صحة الأخبار المتداولة عن مشاركة إسرائيلية في الندوة، مؤكداً أن الكشافة التونسية "منظمة وطنية معروفة ولا يمكن أن ترتكب أمراً كهذا".