عام على الريتز كارلتون.. واهميتها بعد اغتيال خاشقجي

عام على الريتز كارلتون.. واهميتها بعد اغتيال خاشقجي
الأحد ٠٤ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٦:٠٤ بتوقيت غرينتش

تزامناً مع مرور عام على الحملة التي شنّها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أوضحت الشبكة الأمريكية أن اعتقالات "الريتز كارلتون" اكتست أهمية أكبر بعد سنة؛ نتيجة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي الذي قتلته السعودية الشهر الماضي في قنصليتها بإسطنبول التركية.

 العالمتقارير

في أكتوبر 2017، شن محمد بن سلمان حملة اعتقالات واسعة ضد أمراء من العائلة الحاكمة، ومسؤولين ووزراء حاليين وسابقين، ضمن ما زعم أنها "حملة ضد الفساد".

وعلى مدار أشهر الحملة، أطلقت السلطات السعودية عن عدد منهم بعد تسويات مالية استطاع بن سلمان خلالها جمع مبلغ 106 مليارات دولار، حسب ما أعلنت الرياض.

هذا وكشفت شبكة "أن بي سي" الأمريكية، عن تفاصيل جديدة حدثت مع معتقلي فندق "الريتز كارلتون" بالسعودية وقالت الشبكة إن الأمراء ورجال الأعمال والمسؤولين والوزراء السابقين والحاليين الذين اعتقلوا قبل سنة في الفندق الواقع بالعاصمة السعودية الرياض، تعرضوا للتعذيب والابتزاز.

المعتقلون منعوا من النوم والأمير تركي توفي تحت التعذيب

واستناداً إلى مصادر أمريكية لم تحددها، أشارت إلى أن المعتقلين منعوا من النوم، وضُربوا أثناء استجوابهم ورؤوسهم مغطاة، وقد خضع 17 منهم للعلاج.

ولفتت إلى أن معتقلاً واحداً هو الجنرال علي القحطاني الذي كان من أكبر مساعدي الأمير تركي بن عبد الله توفي تحت التعذيب في ديسمبر الماضي، في حين لم تقدّم السلطات السعودية حتى الآن تفسيراً لهذه الوفاة.

وأوضحت الشبكة الأمريكية أن اعتقالات "الريتز كارلتون" اكتست أهمية أكبر بعد سنة؛ نتيجة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي الذي قتلته السعودية الشهر الماضي في قنصليتها بإسطنبول التركية.

وقال مسؤول أمريكي سابق للشبكة: إن "تغريدات الرئيس دونالد ترامب التي بدا فيها داعماً للاعتقالات في الريتز كارلتون، تطرح أسئلة عمَّا إذا كانت واشنطن قد ضيعت فرصة لتوضح لولي العهد أن عليه أن يخفف من إجراءاته السلطوية".

عملية توطيد للحكم بالقوة

وقال مسؤول أميركي كبير سابق، كان بمنصبه في ذلك الوقت: "كانت هذه عملية انقلاب وعملية توطيد للحكم بالقوة".

وبعد مرور عام على سجن الأمراء، اكتسب الحدث أهمية أكبر في أعقاب وفاة الكاتب السعودي جمال خاشقجي، الذي قُتل بعد دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول بالثاني من أكتوبر/تشرين الأول 2018. ويُشتبه في أن ولي العهد السعودي هو مَن أمر بقتل خاشقجي، ما جعل المملكة تعيش أزمة دولية، قد تكون الأقسى، بعد أن عرَّضت مكانتها الدولية للخطر.

ثمرة الريتز كارلتون في قضية خاشقجي!

وترى شبكة NBC الأميركية أنه وفي حال نجا ولي العهد السعودي من تداعيات مقتل جمال خاشقجي، فإن ذلك يعد ثمرة لحملته في الريتز كارلتون، عندما سحق منافسيه وخصومه المحتملين، مثل أبناء الملك عبد الله والمسؤولين المرتبطين به.

ولكن، وعلى الرغم من انتهاء هذه الحملة، فإن ذلك لا يعني نسيان ما حدث، فقد خلقت الحملة استياءً عميقاً في العائلة المالكة السعودية، وتوقع العديد من الخبراء والمسؤولين السابقين أن ولي العهد قد يواجه مزيداً من المقاومة من خصومه الداخليين.

 وما يعزز هذا الاحتمال أن تبعات ما حدث لا تزال مستمرة، فقد أكد مسؤولون سابقون أن بعض المحتجزين لا يزالون تحت الإقامة الجبرية في منازلهم، مطالَبين بارتداء أساور مراقبة بالكاحل أو ممنوعين من السفر للخارج.

 وقال أحد ضباط المخابرات الأميركية السابقين، لشبكة «إن بي سي نيوز» إن محمد بن سلمان، الذي كان يدرك تمام الإدراك أن الملك السعودي فيصل قد قُتل على يد ابن أخ غير شقيق في عام 1975، هو الآن يكرس الانتباه إلى أمنه الشخصي.

مقتل خاشقجي فرصة للثأر

ومع الأزمة التي تعيشها الرياض بسبب مقتل خاشقجي، قد يجد الأمراء المعتقلون فرصة للثأر، واستغلال ضعف الأمير محمد دولياً، خاصة مع عودة الأمير أحمد بن عبد العزيز، شقيق الملك سلمان، إلى الرياض فجأة، والحديث عن بدئه اجتماعات بالعائلة المالكة، لمناقشة مستقبل المملكة السياسي.

وعلى الرغم من أن تفاصيل ما حدث، بالضبط، للمحتجزين في سجن الأمراء ظل محاطاً بالسرية، كما أن مصير مَن رفض التسوية لا يزال غير واضح، فإن مسؤولاً استخباراتياً أميركياً ومسؤولَين سابقَين كبيرَين في الحكومة الأميركية، أكدوا للشبكة الأميركية أن المحتجزين تعرضوا للإكراه والإيذاء والتعذيب.

أيد ترمب حملة القمع

ويذكر انه في ذلك الوقت، أيد الرئيس دونالد ترمب حملة القمع، في تغريدة له قال فيها: «لديّ ثقة كبيرة بالملك سلمان وولي عهد المملكة العربية السعودية، إنهما يعرفان بالضبط ما يفعلانه. بعض من يعامَلون بقسوة كانوا قد (حلبوا) بلدهم سنوات!».

وجاءت تغريدة ترمب في السادس من نوفمبر/تشرين الثاني 2018 ، بعد يومين من بدء حملة القمع. في اليوم التالي، قالت وزارة الخارجية إنها تود أن ترى مقاضاة الفساد «بطريقة عادلة وشفافة».

 ومواقف ترمب هذه، أثارت تساؤلات عما إذا كانت واشنطن قد أضاعت فرصة، لتوضيح أن ولي العهد السعودي قد جاوز الحدود، وأنه بحاجة إلى التخفيف من إجراءاته القمعية، وإلا فإنه يخاطر بالدعم الأميركي المقدم له، بحسب مسؤول أميركي سابق رفيع المستوى له خبرة في المنطقة.

رجل أعمال كندي قابل الوليد بن طلال أثناء سجنه

وفي صباح يوم 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، أي قبل عام بالتمام والكمال، استُدعي الأمير الوليد بن طلال إلى البلاط الملكي، ليتفاجأ بأنها ليست زيارة أميرية، كما هو معتاد، بل كانت حملة شاملة أطلقها ولي العهد السعودي، استهدفت أقوى الشخصيات في السعودية وأكثرها ثراءً.

الوليد بن طلال، الذي كان من بين المعتقلين البالغ عددهم نحو 400 معتقل، هو رجل أعمال بارز له استثمارات في سيتي جروب وآبل، وتقدَّر قيمتها بأكثر من 17 مليار دولار.

ومع مرور عام على الواقعة، تحدَّث أحد الأشخاص الذين شهدوا ضد الوليد بن طلال أثناء احتجازه بالريتز كارلتون، بحسب شبكة NBC الأميركية.

وقال آلان بيندر، وهو رجل أعمال كندي له علاقات بالعائلة المالكة السعودية، إنه شهد ضد الأمير الوليد عندما نقل إلى الرياض، وتم ذلك عبر الفيديو، حيث لم تسمح السلطات بلقائهما وجهاً لوجه.

يذكر أن  بيندر كان وكيلاً لزوجة سابقة للوليد بن طلال، وكان يطالبه بأن يدفع لها تعويضاً مالياً، بعد أن زعمت أنها تتعرض للمعاملة السيئة من قبل الملياردير.

 وبعد وصول بيندر للرياض، قال إنه شاهد الوليد عبر الفيديو، وكان في غرفة تشبه زنزانة في سجن، وليس في جناح فندقي.

ووصف رجل الأعمال الكندي الحالة التي بدا فيها الوليد بن طلال، وقال إنه ظهر في وضع صعب، ومرهق، وغير حليق، كما كان مألوفاً.

وقال بيندر: «بدا وكأنه لم يَنم».

وقال رجل الأعمال الكندي إن أحد كبار مستشاري ولي العهد، وهو سعود القحطاني «تفاخر لي بأنهم صَفعوا وعَلقوا بعض المحتجزين رأساً على عقب».

يذكر أن سعود القطحاني تمت إقالته من منصبه إلى جانب مسؤولين كبار آخرين، بعد جريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول، حيث تشير أصابع الاتهام إلى أن أوامر القتل صدرت من أعلى المستويات في الرياض، في إشارة لولي العهد السعودي.