ما مدى جدية التصريحات التركية الاخيرة حول سوريا؟

ما مدى جدية التصريحات التركية الاخيرة حول سوريا؟
الثلاثاء ٠٦ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٧:٠٧ بتوقيت غرينتش

اثارت الدوريات العسكرية المشتركة بين القوات الامريكية والقوات الكردية قرب الحدود التركية السورية غضب أنقرة التي تشعر بالقلق والانزعاج من هذا التحالف الأمريكي الكردي حيث تقول تركيا إن وحدات حماية الشعب الكردية التي تنضوي تحت لواء "تحالف قوات سوريا الديمقراطية" ما هي إلا امتداد لجماعة إرهابية محظورة على أراضيها.

العالم- سوريا

قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، روب مانينغ، أمس الاثنين، في المؤتمر الصحفي اليومي: "القوات الأمريكية، بدأت يوم الجمعة الماضي بتسيير دوريات تأمينية بطول الحدود الشمالية الشرقية لسوريا، وذلك مع شركائنا في قوات سوريا الديمقراطية (قسد)".

في المقابل، رأى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء، أن تسيير الولايات المتحدة الأمريكية هذه الدوريات على الحدود السورية مع بلاده "أمر غير مقبول"، محذرا من التداعيات السلبية الخطيرة لتلك الدوريات على الحدود.

وأشار الرئيس التركي للصحافيين بعد لقائه مع كتلة حزب العدالة والتنمية الحاكم في أنقرة إلى أنه سيبحث هذا الأمر مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب خلال اجتماع دولي سيعقد بالعاصمة الفرنسية باريس في 10 و11 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.

وأضاف: "أعتقد بأن السيد ترامب سيوقف هذه العملية عند حديثنا".

وفي معرض رده على سؤال حول وجود عملية لتركيا شرقي نهر الفرات بسوريا من عدمه، قال أردوغان: "يمكننا القدوم في ليلة على حين غرة".

تاتي هذه التطورات بينما قامت الولايات المتحدة وتركيا بدوريات مشتركة أخرى في شمال سوريا الخميس الماضي بهدف تفادي حدوث اشتباك بين تركيا وحلفاء واشنطن الأكراد.

لكن أنقرة مضت قدما في حملة جديدة على مقربة تستهدف القوات الكردية التي تدربها واشنطن وتسلحها.

وفي الأسبوع الماضي قصفت القوات التركية مواقع في شمال سوريا تقع تحت سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية".

قصف تركي لريف القامشلي شرقي سوريا:

كما ان الجيش التركي قصف اليوم الثلاثاء قرية تل جيهان بريف القامشلي شرقي سوريا، بحسب روسيا اليوم.

وقالت وكالة أنباء "هاوار" الكردية إن الجيش التركي قصف قرية تل جيهان التابعة لناحية تربه سبية في القامشلي بقذائف الهاون مرة أخرى واستهدفوا منازل المدنيين بالإضافة إلى سيارة مدنية كانت تسير على طريق القرية وتعرضت لأضرار مادية فقط.

امريكا تعترف بوجود مصاعب في تطبيق الاتفاق حول منبج

ويبدو ان امريكا في موقف حرج فهي تحاول الحفظ على علاقتها مع تركيا التي هدأت اخيرا بعد الافراج عن القس الامريكي ورفع العقوبات المتبادلة بين البلدين وفي نفس الوقت تريد حماية "قسد" حليفتها في المنطقة وفي هذا السياق اكد تقرير لوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" أن الدوريات المسيرة للجيشين التركي والأمريكي، في إطار خارطة الطريق المتعلقة بمنطقة منبج السورية، عملت على خفض التوتر في المنطقة.

جاء ذلك في تقرير هيئة التفتيش في البنتاغون، حول عملية ما يسمى بـ"التحالف الدولي ضد تنظيم داعش"، للفترة الممتدة بين شهري يوليو وسبتمبر الماضيين.

وأقر التقرير بوجود مصاعب أمام تطبيق خارطة طريق منبج، التي تم الاتفاق عليها بين أنقرة وواشنطن في يونيو الماضي.

وكشف أن هدف خارطة طريق منبج، يتمثل في إيجاد حل لمخاوف تركيا المتعلقة بوجود تنظيم "ي ب ك" في منبج، موضحا أن تركيا تعتبر "ي بي كا" تنظيما إرهابيا بسبب علاقته بمنظمة "بي كا كا" الإرهابية.

وأضاف التقرير أنه “لم تستكمل خارطة الطريق حتى الآن، ولكن يبدو أنه تم تطوير العلاقات الثنائية مع تركيا، وفي نفس الوقت تحقيق هدف الاستمرار بالعمل مع "ي بي كا" القوة المقاتلة الرئيسية ضمن قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من قبل الولايات المتحدة".

ويقول الخبراء ان تسارع التصريحات التركية خلال الفترة الماضية التي تؤكد قرب شن عمل عسكري نحو المواقع التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية في شرق الفرات، يثير تساؤلات حول مدى جدية تلك التصريحات وهل هناك عمل عسكري على الابواب وما هي السيناريوهات المطروحة، أم أنها مجرد تصريحات إعلامية هدفها الضغط على "الوحدات الكردية" وجس نبض الأطراف الفاعلة في سوريا؟