بعد خاشقجي...هذا كابوس يقض مضاجع بن سلمان!

بعد خاشقجي...هذا كابوس يقض مضاجع بن سلمان!
الخميس ٠٨ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٧:٠٦ بتوقيت غرينتش

العالم - تقارير

من جديد يتوهم التحالف السعودي ـ الإماراتي إمكانية تحقيق اختراق عسكري نوعي واستراتيجي في محافظة الحديدة غربي اليمن، وذلك في سباق محموم مع الزمن قبل أن تتبلور احتمالات وقف إطلاق النار استجابة للطلب الأمريكي، وافتتاح محادثات سلام بين الأطراف المتصارعة يتردد أن السويد يمكن أن تحتضنها.

الجيش اليمني يحول الساحل الغربي إلى مقبرة للغزاة والمرتزقة

وقد كشف المغرد السعودي "مجتهد" عن إنهيار وإنكسار قوى العدوان السعودي في جبهات القتال باليمن ، أذ أوضح مجتهد أن كتيبة رقم ثلاثة في لواء العمالقة التابع لقوى العدوان السعودي إنهارت بأكملها بعد إحباط وحدات الجيش اليمني واللجان الشعبية محاولة تقدم رقم 3 على مثلث برمودا في الكيلو 16 من الساحل الغربي.

يذكر أن الكتيبة هذه تعد الثالثة التي تقوم بتصفيتها وحدات الجيش اليمني واللجان الشعبية خلال يومين وباتت جثث قوى العدوان السعودي تملأ ساحة المعركة.

معركة الحديدة وانكسار أوهام بن سلمان

الضغوطات الهائلة التي تخضع لها الرياض منذ انكشاف الوقائع الرهيبة لاغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي، داخل القنصلية السعودية في اسطنبول، أضعفت كثيراً موقف بن سلمان عراب عملية «عاصفة الحزم» في اليمن، وباتت تجبره على الانحناء أمام إلحاح واشنطن بصدد إيجاد حل سياسي.

كما أن العلاقة بين اغتيال خاشقجي والملف اليمني بدأت تنعكس على الموقف البريطاني الذي أخذ يتحول تدريجياً عن سياسة حكومة تيريزا ماي في مقاومة ضغوطات المعارضة وبعض أعضاء مجلس العموم الهادفة إلى وقف تصدير السلاح إلى السعودية.

والتصريحات الأخيرة لوزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت تصب في منحى توجيه اللوم إلى التحالف السعودي ـ الإماراتي بسبب الاقتصار على معالجة المشكلة اليمنية عن طريق الحلول العسكرية وحدها، وهذه «كانت لها عواقب كارثية على الناس» كما قال هنت.

كذلك تتولى بريطانيا إعداد قرار في مجلس الأمن الدولي يخصّ وقف إطلاق النار وبدء جولة جديدة من المفاوضات تحت إشراف المبعوث الأممي مارتن غريفث، وهذا ما كانت الحكومة البريطانية تتهرب منه طيلة سنوات الأزمة.

وكما هو معروف كانت القوات الإماراتية، المدعومة بغطاء جوي سعودي ومشاركة لوجستية أمريكية مباشرة، دشنت معركة الحديدة مطلع شهر حزيران /يونيو الماضي، بهدف إغلاق مدخل المدينة الشمالي الغربي الذي يؤدي إلى العاصمة صنعاء، والتحكم بمنافذ 70 في المئة من الموارد المختلفة، خاصة الغذائية والطبية. لكن المعركة تكشفت عن عناصر بالغة التعقيد ميدانياً، بسبب تبعثر الجبهات واتساع خطوط القتال وتعدد مراكز القرار العسكري بين الوحدات الإماراتية والسودانية وقوات كل من طارق صالح وهيثم قاسم طاهر ونبيل المشوشي.

وسرعان ما تلاشى الحلم السعودي ـ الإماراتي بانتصار خاطف في الحديدة، كان مؤملاً له أن يفتتح معركة صنعاء، ويعيد تنشيط الجبهات الأخرى في صرواح والبيضاء والجوف وصعدة وحجة وتعز وسواها. ومن المنتظر أن يتكسر الحلم الجديد على الصخور ذاتها التي جعلت «عاصفة الحزم» مجرد مغامرة عسكرية فاشلة نهضت على الصلف والغطرسة وكان طبيعياً أن تنقلب نتائجها على رؤوس صانعيها. وأما آثارها المأساوية فإنها تتفاقم أكثر فأكثر كل يوم، وتضرب الأرقام القياسية في معدلات الوفيات جراء المجاعة والأوبئة وسوء التغذية ونقص الأدوية والافتقار إلى الحد الأدنى من مقومات العيش الإنساني وانهيار البنى التحتية وتوقف المشافي وتعطيل الخدمات العامة.

وكان غيرت كابيلاير، المدير الإقليمي لمنظمة اليونسيف في الشرق الأوسط، قد اختصر الحال في هذه العبارة الرهيبة: «اليمن اليوم جحيم على الأرض، ليس بالنسبة إلى 50٪ أو 60٪ من الأطفال، بل هو جحيم على الأرض بالنسبة إلى كلّ طفل وطفلة في اليمن». ومع ذلك فإن عرابي الحرب العبثية يواصلون تغذية أوهام الانتصار، بالدم والحديد والنار.

بن سلمان يحاول استعادة "هيبته" من بوابة الحديدة

وانتقدت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، العملية العسكرية التي يشنّها تحالف السعودية والإمارات، على مدينة الحديدة غربي اليمن، معتبرة أنّ المملكة تسعى من خلال العملية لاستعادة هيبة قادتها، لا سيما بن سلمان.

وقالت الصحيفة، إنّ "التحالف، يظنّ، وفق حساباته، أنّه بعد فترة طويلة من الجمود، قد يكون في أفضل وضع له، منذ بدء الحرب في اليمن قبل أكثر من ثلاث سنوات"، مضيفة أنّ التحالف "يتأمل في تغيير الحقائق على الأرض، ويبدو أنّه أقنع نفسه بأنّ الحديدة ستمثّل فوزاً سهلاً نسبياً، إذا كان الأمر بعيداً عن إيلام المدنيين".

ورأت الصحيفة أنّ "الرياض وأبوظبي، قد تكونان على خط واحد تجاه الموقف من طهران، لكن الميدان المزدحم والمعقد على نحو متزايد في اليمن، بات ساحة لتعارض مصالحهما".

وذكّرت، بأنّ الجماعات اليمنية المدعومة من الإمارات كانت، قبل بضعة أشهر، تقاتل وتقتل القوات اليمنية المدعومة من السعودية، في مدينة عدن، بينما يتحرّك جنوب اليمن نحو الحكم الذاتي الكامل.

تواطؤ الغرب

وجدّدت "ذا غارديان"، انتقادها التواطؤ البريطاني في الحرب باليمن، منبّهة إلى أنّ العملية العسكرية للتحالف في الحديدة، "لن تؤدي سوى إلى تعميق أسوأ أزمة إنسانية في العالم".

وأشارت إلى أنّ 70 ٪ من واردات اليمن تمر عبر ميناء الحديدة غربي البلاد، معتبرة أنّ دعوة بريطانيا وفرنسا، للسعودية، عدم شنّ الهجوم على المدينة، هي بمثابة نفض غبار المسؤولية عن دورهما في الحرب.

وأضافت "ذا غارديان"، أنّ السعودية والإمارات، تنفذّان عمليتهما العسكرية في الحديدة، وتخوضان الحرب في اليمن، بأسلحة بريطانية وأميركية وفرنسية، وبالتدريب والمشورة العسكرية من الغرب.

وأشارت إلى أنّ ضباطاً بريطانيين وأميركيين كانوا متواجدين في غرفة قيادة الغارات الجوية للتحالف، مذكّرة أيضاً بما أوردته صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية، نهاية الأسبوع، حول تواجد قوات فرنسية خاصة على الأرض في اليمن، معتبرة أنّ السعودية والإمارات تنّفذان عمليتهما العسكرية "بغطاء دبلوماسي من الغرب".

وذكّرت الصحيفة بأنّ المملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأميركية، أعاقتا، يوم الجمعة الماضي، دعوة من السويد لإصدار بيان من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف إطلاق النار في اليمن.

وفي هذا الإطار، أوردت الصحيفة قول وزير التنمية الدولية البريطاني السابق أندرو ميتشل، إنّ "بريطانيا، بصفتها تتولّى ملف اليمن في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، تتخذ مقاربة مؤيدة للسعودية بشكل صريح"، معتبراً أنّ هذا الموقف تمليه مبيعات الأسلحة والمصالح الأمنية.

وختمت الصحيفة بالقول، إنّ "المعاناة تستمر، وتزعزع هذه المنطقة غير المستقرة يتصاعد، بينما تتكاثر السخرية والغضب تجاه الغرب وحديثه عن حقوق الإنسان والقانون الدولي"، مضيفة "إذا التواطؤ بدا يوماً محل إنكار، فإنّ أحداث الأيام الأخيرة في الحديدة قد عرّته".

قطع خط الامداد البري عن قوى العدوان

هذا وافادت قناة المنار ان أهم إنجاز في معارك الأمس (الاربعاء) هو قطع خط الإمداد البري عن قوات العدوان السعودي المهاجمة للحديدة، وذلك بسيطرة الجيش واللجان على منطقة ( متينة) في مديرية (التُحَيتا) وتأمينها بالكامل.

واوضحت نقلاً عن مصادر ميدانية يمنية ان هذا الامر سبب الكثير من الإضطراب والإرباك في صفوف قوات العدوان المهاجمة، لأن إمدادها لن يكون كافيا ويقتصر على التموينات الغذائية وبعض أنواع الذخائر والأسلحة .

غزوة الحديدة تقطع الإمدادات عن مزتزقة العدوان

وقد أكد قائد أنصار الله عبد الملك بدر الدين الحوثي نجاح قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية أمس في نقل المعركة إلى غرب المحافظة وجنوبها.

ودخلت العمليات المتجددة للقوات الموالية لـ«التحالف» في محيط مدينة الحديدة أسبوعها الثاني، من دون أن يتمكّن مُنفِّذوها من قلب المعادلة الميدانية على جبهة الساحل الغربي، والتي لا تزال إلى الآن لمصلحة الجيش اليمني واللجان الشعبية. تطورات اليوم السادس من المواجهات جاءت، أيضاً، في غير مصلحة الميليشيات المدعومة إماراتياً وسعودياً، بعدما تمكّنت القوات المشتركة من قطع طرق إمداد تلك الميليشيات من جنوب الحديدة. نتيجة شدّد قائد أنصار الله على ضرورة المضيّ في تعزيزها، مؤكداً أن «الاستسلام لا يكون ولن يكون»، ومُحمِّلاً الولايات المتحدة المسؤولية عن التصعيد الأخير.

وتمكّن الجيش واللجان، أمس، من سد خطوط إمداد القوات الموالية لـ«التحالف» من جهة مديريتي التحيتا والدريهمي (جنوب مدينة الحديدة) في عملية أُطلق عليها «تقطيع الأوصال»، وفقاً لما أفادت به «الأخبار» مصادر عسكرية من أنصار الله، لافتة إلى أنه بعد انقطاع تلك الخطوط لم يتبقّ أمام المهاجِمين من ممرّ لإجلاء قتلاهم وجرحاهم سوى البحر.

وبذلك، تكون القوات المشتركة قد استطاعت، مجدداً، نقل المعركة إلى غرب المحافظة وجنوبها بهدف تخفيف الضغط عن محيط المدينة. وهو ما ظهرت مؤشراته سريعاً مع تراجع حدّة المواجهات بحلول ساعات المساء، وتسجيل نداءات لمقاتلي الميليشيات بالانسحاب من مختلف مناطق الاشتباكات، بحسب ما تحدثت به المصادر نفسها.

ميدانياً شن طيران العدوان سلسلة من الغارات المكثفة والقصف التمهيدي العنيف من البوارج والمدفعية الثقيلة، كتمهيد لعملية تقدم برية واسعة قوامها أكثر من 20000 مسلح تابع لقوات طارق عفاش، واللافت في هذه الحملة العسكرية غياب ما تسمى بقوات العمالقة المكونة من مسلحين مرتزقين. وتعزو مصادر يمنية محلية غياب ما تسمى “ألوية العمالقة” عن الحملة الأخيرة على الحديدة إلى الخسائر الكبيرة التي مُني بها هذا الفصيل في العمليات السابقة على المنطقة نفسها، ومقتل أهم قادته على يد مقاتلي الجيش واللجان الشعبية اليمنية.

على المستوى الرسمي اعتبر رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبد السلام أن دعوة أمريكا لوقف العدوان على اليمن نوع من المزايدة وإيذانا بدخول مرحلة جديدة من التصعيد، حيث أشار إلى أن الوفد الوطني لم تصله أي دعوة لجولة مفاوضات جديدة، مؤكداً أن المواقف الأمريكية سبقها تحضير كبير على المستوى العسكري للتصعيد في الساحل الغربي وهو ما تُرجم ميدانياً خلال الساعات الماضية، حيث تجاوزت الغارات على الحديدة ومنطقة كيلو16 في مديرية الحالي أكثر من 130 غارة إضافة للقصف المدفعي والبحري العنيف. ودعا عبدالسلام الشعب اليمني للوثوق بعزيمة جيشه ولجانه، واصفاً المرحلة الحالية بمرحلة حصد ثمار الصمود في مواجهة دول العدوان.

أمام ما تقدم، يتضح زيف ونفاق الإدارة الأمريكية، ليتلخص المشهد بإعطاء ها كلاً من السعودية والإمارات مهلة شهر للسيطرة على الحديدة، وإلا فسيكون الموقف صعباً أمام البلدين في حال تقرر حصول مفاوضات، وتبقى التصريحات الأمريكية محاولة باهتة للتهرب من الأزمة الإنسانية الكارثية التي يشهدها اليمن والتي لم يعد المجتمع الدولي قادراً عن السكوت عنها.

اليمن يعاني الجوع.. والسعودية تقصف مطاحن البحر الأحمر!

مطاحن البحر الأحمر تعني رغيف الخبز للمواطنين اليمنيين، هذا ما قاله نائب وزير الخارجية اليمني حسين العزي بعدما تعرضت مطاحن البحر الأحمر بمحافظة الحديدة للقصف من قبل قوى العدوان السعودي. فماذا يعني استهداف هذه المطاحن في بلد يعاني نصف ابنائه من الجوع؟ وما هي مسؤولية المجتمع الدولي الذي التزم الصمت تجاه هذا العدوان الذي يستهدف الشعب اليمني؟

وأفادت مصادر محلية في محافظة الحديدة عن تعرض مطاحن البحر الأحمر شرق المدينة للقصف من قبل قوى العدوان بعشرات الغارات الجوية، مؤكدین تدميرها بالكامل.

وتعد مطاحن البحر الأحمر المطاحن الوحيدة العاملة في اليمن التي تغذي الملايين، واستهدافها يُعتبر عقوبة جماعية تستهدف المواطنين اليمنيين جميعهم بالتجويع.

تحذير أممي مسبق

كانت الأمم المتحدة قد أعربت عن قلقها الشديد حيال مطاحن وصوامع محافظة الحديدة اليمنية، الشهر الماضي، وحذرت من أن تدميرها ستكون له آثار بشرية فادحة. حيث قالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن ليزا غراندي في بيان: “مطاحن وصوامع الحديدة تطعم الملايين.. نشعر بقلق بالغ حيال مطاحن البحر الأحمر التي تحوي حاليا 45 ألف طن متري من الغذاء وهو ما يكفي لإطعام 3.5 مليون نسمة لمدة شهر.. إذا دمرت المطاحن أو تعطل عملها ستكون التكلفة البشرية فادحة”.

الأمم المتحدة التي حذرت الشهر الماضي من مغبة استهداف المطاحن المركزية في الحديدة، لم يصدر عنها حتى الآن أي بيان حول استهداف المطاحن التي تنتج ما يُعادل 2000 طن يومياً من الدقيق الأبيض؛ وتستوعب عشرات الآلاف من الأطنان من القمح والدقيق، وتعد واحدة من أكبر المخازن المركزية في اليمن، وركناً أساسياً من أركان الأمن الغذائي في اليمن.

تدمير المطاحن المركزية يعد انتهاكا صارخا لكل القوانين الانسانية

المتحدث باسم قوات الإنقاذ العميد يحيى سريع، أكد أن «طيران التحالف استهداف مطاحن البحر الأحمر بعشرات الغارات الجوية»، مشيراً إلى أن "تدمير المطاحن المركزية بالكامل من قبل طيران العدوان يعد انتهاكاً صارخاً لكل القوانين الإنسانية، وتحد صريح للإرادة الدولية ولكافة الاتفاقيات والقوانين الدولية، التي تجرم استهداف الأعيان المدنية بأي شكل من الأشكال".

من جانبها، دانت وزارة الصناعة والتجارة في حكومة الإنقاذ بشدة استهداف التحالف لـ"صوامع الغلال" بالحديدة والتي يخزن فيها عشرات الآلاف من الأطنان من القمح والدقيق للمساعدات الإنسانية.

وأشارت الوزارة في بيان، إلى أن "هذا الاستهداف يأتي في إطار الحرب الاقتصادية الممنهجة لتجويع الشعب اليمني وتدمير منشآته الحيوية والخدمية والاقتصادية"، مستنكرة الصمت الدولي إزاء هذه الجريمة النكراء التي استهدفت قوت المواطنين، ضمن سلسلة من الجرائم التي يرتكبها العدوان إثر التصعيد العسكري على المحافظة وما خلفه من ضحايا.

الوزارة دعت الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والمجتمعية إلى تحمل مسؤوليتها والعمل على محاكمة المسؤولين عن هذه الجرائم أمام المحاكم الدولية، وتحييد المنشآت الاقتصادية من الاستهداف والقصف.

ولتغطية الجريمة، ادعت القوات الموالية للإمارات سيطرتها على مطاحن البحر الأحمر، إلا أن مصدراً في مكتب الصناعة والتجارة في الحديدة نفى صحة تلك الادعاءات، مؤكداً أن كافة المصانع القريبة من المطاحن لا تزال عاملة ولم تتوقف عن الإنتاج برغم اقتراب المواجهات منها.

واتهم المصدر وسائل إعلام التحالف بالتحريض على مطاحن البحر الأحمر وترويج احتوائها على أسلحة ومسلحين من قوات الجيش واللجان الشعبية منذ سبتمبر الماضي، لافتاً إلى أن القصف المتعمد للمطاحن أدى إلى أضرار فادحة، أصابت مرافق المطاحن وآلياتها المتنوعة والحديثة والتي دخلت الخدمة مطلع العام 2016 .

استهداف المطاحن يؤدي الى تفاقم الوضع المعيشي 

الاستهداف المفاجئ لـمطاحن البحر الأحمر، جاء بعد شهرين من تعرضها للاستهداف من قبل طيران التحالف، ما قد يدفع بتفاقم الأوضاع الإنسانية في مختلف المحافظات الواقعة تحت سيطرة حكومة الإنقاذ، في ظل تدهور الأوضاع المعيشية للمواطن اليمني، وهو ما قد يضاعف أزمة الغذاء ويوسع نطاق حجم الاحتياجات العاجلة المنقدة للحياة.

الادارة الاميركية تتخذ سياسة تجويع الشعب اليمني

تزداد وحشية قوى تحالف العدوان السعودي على الشعب اليمني يوما بعد يوم.. فكلما فشلت وسيلة من وسائلهم العدوانية استخدموا وسيلة أشد فتكا وإيلاما في حق المواطنين البسطاء؛ لم يكفهم قتل الأطفال والنساء والآمنين، لم يكفهم تدمير المنازل على رؤوس ساكنيها، لم يكفهم تدمير البنية التحتية، لم يكفهم الحصار المفروض على الشعب اليمني منذ أكثر من ثلاثة أعوام ونصف.. كل هذا لم يكفهم.. تزداد حدة حقدهم على الشعب اليمني المقاوم إلى درجة رفع حدة الحصار الاقتصادي وصناعة سياسة جديدة لتجويع الشعب اليمني لم يستخدمها أي نظام مجرم من قبل.. هنا تتفنن قيادة تحالف العدوان في وسائلهم الإجرامية التي تهدف إلى قتل وتوجيع أكثر من 25 مليون نسمة.

التجويع وضرب الاقتصاد، أحد أساليب العدوان السعودي

منذ بداية العدوان السعودي الاماراتي على اليمن استخدمت الرياض وابو ظبي عدداً من الاساليب غير العسكرية لاخضاع اليمنيين واجبارهم على الاستسلام، غير ان الحرب الاقتصادية والتجويع الممنهج لملايين اليمنيين دخل في الاونة الاخيرة مرحلة جديدة، حيث تفاقمت الازمة الاقتصادية بسبب الحصار وانهارت العملة اليمنية بشكل غير مسبوق اثر قيام دول العدوان بسحب العملة الصعبة من اليمن وطباعة ملايين الريالات اليمنية بدون غطاء اقتصادي.

الحرب الاقتصادية ادت ايضاً الى تفاقم الاوضاع الانسانية حيث تزايدت حالات الوفاة بسبب سوء التغذية واصبح ملايين اليمنيين في حالة فقر وجوع مطبق.

وقد نشر ناشطون يمنيون مقاطع فيديو لعدد من النازحين من مدينة الحديدة وهم يسكنون المقابر في مدينة عدن وقالوا ان الامارات والسعودية لم تقدما حتى المأوى لهؤلاء المشردين الذين تقطعت بهم السبل بسبب الحصار والقصف السعودي.

فأين هي عملية الانقاذ التي تحدثت عنها الرياض؟ ولماذا تنتهج سياسة التجويع وضرب الاقتصاد؟ وما هي مسؤولية الرياض ايضاً امام هذا الوضع الانساني الواقع في اليمن اليوم بسبب عدوانها وحربها؟

يؤكد الخبير الاقتصادي اليمني رشيد الحداد، ان هناك تهاون كبير جداً من قبل المجتمع الدولي ازاء الكارثة الانسانية التي يواجهها الشعب اليمني خاصة وهو على اعتاب العام الرابع من العدوان السعودي الاماراتي والحصار المطبق.

ويقول الحداد: “ان العدوان ينتقم من الشعب اليمني لانه رفض الوصاية السعودية، رغم ان اليمنيين لم يعادوا دول الجوار، وانما طلبوا فقط بحقهم في سيادة بلادهم والحفاظ على استقلالهم.”

ويوضح، ان سعر صرف الريال اليمني اصبح اداة حرب لدى العدوان السعودي الاماراتي الى جانب دعم اميركي، مستشهداً بتصريحات السفير الاميركي السابق ماثيو تولر الذي اكد بشكل علني للوفد الوطني في اواخر شهر اب اغسطس مطلع عام 2016، بان بلاده تعمل على ايصال الريال اليمني حتى يصبح لا يسوى الحبر الذي يبعث به.
واعتبر ان هذه السياسة هي حرب ممنهجة تستهدف كل ابناء اليمن، لافتاً الى ان العدوان السعودي الاماراتي قد دمر الاقتصاد اليمني والبنية التحتية بشكل كامل في المحافظات الواقعة تحت سيطرة الجيش اليمني واللجان الشعبية على مدى الثلاث سنوات والنصف الماضية.

من جانبه، اكد الاعلامي اليمني اسماعيل المحاقري، ان العدوان منذ شن حربه على اليمن انتهج سياسة التجويع واتخذ من الاقتصاد ورقة للي ذراع الشعب اليمني وتركيعه لتمرير مشاريع وفرض اجنداته.

وقال المحاقري: ان العدوان على اليمني بالتوازي مع انعدام خياراته العسكرية لجأ الى تصعيد الحرب الاقتصادية، اضافة الى ما يدمره طيرانه من منشآت حيوية واقتصادية وكل مقومات الحياة.

واوضح، ان مرتزقة العدوان عمدت الى نقل البنك المركزي الى مدينة عدن، وقامت بطباعة المزيد من الاوراق المالية دون اي غطاء اقتصادي.

وفند الاعلامي اليمني، مزاعم السعودية بانها أنفقت حوالي 13 مليار على اليمن على شكل مساعدات خلال اعوام العدوان، وقال المحاقري: ان واقع الحال يكشف حقيقة تلاعب السعودية بالورقة الانسانية حيث تحاول بهكذا ادعاءات على تبييض صفحتها حتى تظهر بمظهر لائق امام المنظمات الانسانية، واكد ان السعودية ربما لو دفعت هذا المبلغ للشعب اليمني لتجاوز فقره ومحنته على مدى عقود من الزمن.

واوضح: انما السعودية دفعت مئات المليارات للاميركان لشراء الاسلحة من اجل قتل اليمنيين وتجويعهم.

كل 10 دقائق يموت طفل بسبب نقص الغذاء

وكشفت منظمة اليونيسف، في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أرقاما وإحصائيات مروعة عن الظروف التي يعيشها الأطفال في اليمن، خلال الحرب المستمرة منذ سنوات.

وقال خيرت كابالاري، مدير اليونيسف الإقليمي في الشرق الأوسط لشمال أفريقيا في مؤتمر صحفي، إن 1.8 مليون طفل في اليمن يعاني من سوء التغذية الحاد، منهم 400.000 طفل يعانون من سوء تغذية مهدد للحياة.

كما ذكر أن نصف أطفال اليمن دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية المزمن، بالإضافة إلى 1.1  مليون امرأة حامل ومرضعة.

ولفت كابالاري إلى أن 50% من الأطفال دون سن الخامسة الذين يعانون من سوء التغذية المزمن، جميعهم لن ينموا أو يطوروا قدراتهم الذهنية الكاملة.

وتابع المدير الإقليمي: “بالتالي يجب ألا نتفاجأ بأن اليوم، هنالك طفل يموت كل 10 دقائق من أمراض ممكن الوقاية منها بسهولة”.

كما تحدث كابالاري عن مياه الشرب، مشيرا إلى أن الأطفال تعاني من الإسهال المزمن لأن مياه الشرب لم تعد متوفرة للعائلات، والسبب أن اليمن بلد تعاني من شح المياه

حيث يجب أن تضخ من الآبار والحفر التي عمقها1.5 متر وبالتالي تحتاج لمضخات كبيرة، هذه المضخات تحتاج إلى وقود، ولسوء الحظ ترتفع أسعار الوقود ولهذا أصبحت أسعار مياه الشرب باهظة الثمن وغير متوفرة لأعداد كبيرة من العائلات.

وأكد أنه “مازال 30 ألف طفل دون الخامسة يموتون كل عام من أمراض ممكن أن نمنعها إذا ما قمنا بالقضاء على سوء التغذية”.

سياسة التجويع للتركيع والانبطاح اتخذتها الأنظمة والقيادات المستبدة ضد الشعوب المختلفة ، فالمصالح تتقدم على الأعراف، والقوانين، فليس هناك مبدأ يُحترم، ولا قانون يُعظّم، او عدم امتلاك الحجة والبرهان فتعلوا بهما، و اتخذت من سياسة المال وكنزه في يدها القوة التي تملك الرقاب، وتذل بها الكبار. شتان بين الدليل والحجة والبرهان الذي يجمع العقلاء والحكماء.

لكن يظل الشعب اليمني شعبا مقاوما ومقاتلا حتى الانتصار على قوى تحالف العدوان الأمريكي السعودي ورفع الوصاية الدولية واستعادة السيادة الوطنية بما يكفل للشعب اليمني حريته واستقلاله في مختلف مجالات الحياة. شهر من الصمود سيكون كفيلاً بكسر إرادة الغزاة، وأمام ما نرى من صمود وتضحية وتصميم على النصر، حريٌ بنا عنونت معركة الساحل الغربي المستمرة، بأنها معركة “نكون، أو لا نكون.”