مؤتمر باليرمو.. ومدى امكانية تحقيق نتائج مرجوة للاطراف الليبية

مؤتمر باليرمو.. ومدى امكانية تحقيق نتائج مرجوة للاطراف الليبية
السبت ١٠ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٦:٣٥ بتوقيت غرينتش

تحتضن ايطاليا مؤتمرا دوليا حول ليبيا يوم الإثنين القادم في مدينة باليرمو، في محاولة جديدة لإطلاق عملية سياسية من المفترض أن تخرج هذا البلد من حالة الفوضى والفلتان الامني والسياسي. وينبغي على روما استضافة اللاعبين الإقليميين والدوليين ذوي الصلة بالأزمة الليبية، لان الواقع الجديد في ليبيا هو العقبة الرئيسة أمام نجاح المؤتمر.

العالم - تقارير

وسيشارك في المؤتمر ممثلون عن دول غربية بينها فرنسا وامريكا، كما سيحضره ممثلون عن دول عربية، وسيستمر ليومين.

ومن أهم الشخصيات الليبية التي ستشارك في المؤتمر، رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج، واللواء المتقاعد المشير خليفة حفتر، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح، ورئيس مجلس الشيوخ في طرابلس خالد المشري.

مؤتمر باليرمو وتعنت بعض الدول في فرض آراءها

وصرح عضو مجلس النواب الليبي، صالح افيحمة، في مدينة طبرق، شرقي البلاد، بأن البعثة الأممية تنتظر اتفاق مجلس النواب والدولة على أعادة هيكلة المجلس الرئاسي جديد، مشيراً إلى أن نتائج مؤتمر باليرمو المقبل لن تكون أكثر قيمة من نتائج اتفاق باريس إذ تعنت بعض الدول بفرض رأيها ومصالحها علي حساب عقلانية الحل.

وقال البرلماني الليبي إن "نتائج باليرمو بحسب اعتقادي لن تكون اكثر قيمة من نتائج باريس خصوصا إذا ما أستمر تعنت بعض الدول في فرض آراءها وتقديم مصالحها على حساب عقلانية الحل وإمكانية تطبيقه على أرض الواقع في ليبيا"، موكداً بأنه "إذا أراد المجتمعون في باليرمو أن يسلكوا اقصر الطرق نحو الحل فاعتقد أنه ليس عليهم سوى دعم المسار الحالي الذي تبناه المجلسين".

خطوة لتحقيق استقرار ليبيا وضمان أمن المتوسط

واعتبر رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي أن مؤتمر باليرمو المزمع عقده في بلاده الاثنين المقبل، سيمثل خطوة أساسية نحو تحقيق الاستقرار في ليبيا وأمن حوض البحر المتوسط برمته.

ومن جهته، أعرب رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج، عن أمله في أن يخرج المؤتمر بـ"رؤية مشتركة تجاه القضية الليبية"، مشددا على "ضرورة توحيد مواقف" باريس وروما.

باليرمو.. تكريس للعبودية

وكتب ميلاد عمر المزوغي،كاتب ليبي، في مقاله حول مؤتمر باليرمو ان التدخلات الدولية في الشأن المحلي لم تنقطع يوما وبالأخص دول الجوار دونما استثناء بما فيها الدول العربية تسعى كل منها الى تحقيق مصالحها في بلد تسيطر عليه ميليشيات تصرفاتها تفتقد الى ابسط المعايير الانسانية، فلا شيء يعلو فوق صوت الرصاص.

واضاف ان الايطاليين يعتبرون ليبيا شاطئهم الرابع، رغم ان بقائهم بها لم يتعدى الاربعة عقود إلا انهم تركوا شعبا يستخدم في معاملاته اليومية مصطلحات (لغوية) ايطالية اخذة في الترسخ عبر الاجيال، كما ان ايطاليا تعتبر احد اهم الشركاء الاقتصاديين من خلال الحضور الفعلي لشركاتها في مجالي النفط والغاز، لذلك جاءت تسمية الجنرال الايطالي باولو سييرا مكلفا بالشؤون الامنية ضمن البعثة الاممية في ليبيا، كما ان الحكومة الايطالية قامت بإنشاء مستشفى ميداني لعلاج جرحى البنيان المرصوص التابع لحكومة الوفاق.

وقال: حاولت ايطاليا بالتعاون مع الامم المتحدة ان تدعو اناسا ليس لهم ثقل اجتماعي او دور سياسي بارز كما فعل المنظمون لمؤتمر الصخيرات الذي لا زلنا نعاني تبعاته، ربما اسقطت بعض الاسماء لكنها اتت بأسماء اخرى نسب بعضها الى النظام السابق، منهم من انشق عن النظام باكرا، باع ما لديه من املاك والتحق بركب الثورة وعاد بعد سقوطه؟ ومنهم من شق عصا الطاعة وخرج على النظام الذي عمل به لثلاثة عقود ويعتبر احد دعائمه فساهم في جلب الاستعمار الى البلد بحجة حقوق الانسان؟ فهل تعززت حقوق الانسان في البلاد؟ سؤال الاجابة عنه برسم من ساهم في قتل وتشريد الشعب وتدمير البلد ووضعه تحت الوصاية الدولية، وآخرون فروا بما خف وزنه وغلا ثمنه؟ طمعا في الحياة متناسين ان الحياة وقفة عز، يتوسلون الى هؤلاء وأولئك (الحكام الجدد) علهم يتحصلون على بعض المناصب التي حرموا نعمتها على مدى سبع سنين، ألا يخجل هؤلاء بان يحضروا المؤتمر تحت مسمى (اتباع النظام السابق)! فعلا اذا لم تستحي افعل ماشئت.

ارتماء الحكام الجدد في أحضان المستعمرين

واشار الكاتب الى ان كثرة المؤتمرات الدولية تدل على مدى ارتماء الحكام الجدد في أحضان المستعمرين وتنفيذ اجنداتهم، التي تهدف بالضرورة الى استمرار الأوضاع الراهنة (دعم حكومة الوفاق) المتمثلة في انعدام الامن وتدهور الاقتصاد الى ادنى مستوياته بحيث اصبح غالبية الناس يعجزون عن توفير لقمة العيش، إضافة الى ارتفاع معدلات الجرائم. 

مطالب حراك شباب الجبل الاخضر

‏وأصدر حراك شباب الجبل الأخضر السبت بيانا طالبوا فيه القيادة العامة و مجلس النواب بالتمسك بمحاور أساسية في اجتماع باليرمو كرفع حظر التسليح عن الجيش الليبي و توحيد المؤسسات و على رأسها المؤسسة العسكرية بقيادة المشير خليفة حفتر.

كما نوه الشباب في البيان على أن وجود المحكمة العليا و مكتب النائب العام في منطقة تسيطر عليها جماعتا الإخوان و المقاتلة سيجعل من أحكام القضاء محل شك وقد يتم توظيفها لأغراض سياسية وحزبية مطاليبن بنقل هذه المؤسسات السيادية إلى مناطق تخضع لشرعية مجلس النواب ولو مؤقتا .

كما طالب الحراك في بيانه بضرورة المضي قدما في مساري المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية بالتوازي مع مساعي توحيد المؤسسات واختتم بيان الحراك بالتأكيد على أن المساس بأموال ليبيا المجمدة يعتبر مساسا بالأمن القومي الليبي.

 بوتين وماكرون وميركل لن يشاركوا في مؤتمر باليرمو

وأكدت صحيفة “لاستامبا” الإيطالية أن الرئيس الفرنسي “إمانويل ماكرون” والمستشارة الألمانية “أنجيلا ميركل” لن يكونا من ضمن الحاضرين في مؤتمر باليرمو المرتقب.

وأضافت “لاستامبا” أن  كلا من أميركا ودول الأطلسي يشاركون في المؤتمر، دون التطرق إلى أسماء الشخصيات التي ستكون ضمن الحضور.

يذكر أن الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”  لن يحضر مؤتمر باليرمو ويكتفي بتمثيل بلاده بوفد دبلوماسي.

خفايا مؤتمر باليرمو

وقال المجلس الأطلسي إنه ينبغي على إيطاليا ألا تتجاهل مكونات المشهد السياسي المتغير والمتباين في ليبيا، كما ينبغي عليها استضافة اللاعبين الإقليميين والدوليين ذوي الصلة بالأزمة الليبية، معتبرًا أن الواقع الجديد في ليبيا هو العقبة الرئيس أمام نجاح المؤتمر.

وجاء في تقرير الباحث أعده نيكولا بيدي رئيس معهد الدراسات الدولية، أنه يتحتم على إيطاليا كذلك ضمان حضور ممثلين رفيعي المستوى من روسيا والولايات المتحدة ومصر واللاعبين الرئيسيين في الاتحاد الأوروبي: إيطاليا وفرنسا، مشيرًا أن ذلك الجهد لن يكون سهلًا في ضوء طبيعة العلاقات الدولية الحالية، على الأخص الشك المتبادل بين الولايات المتحدة وروسيا، فضلًا عن التضارب الباطن في المصالح بين إيطاليا وفرنسا.

مشاركة حفتر في مؤتمر باليرمو

وأرجع التقرير مشاركة حفتر في المؤتمر إلى ثلاثة عوامل، الأول وهو إدراك موقف إيطاليا المتغير الذي أصبح أكثر تصالحًا مع نظرائها في برقة، وأقل استعدادًا لدعم من في السلطة في طرابلس بما في ذلك الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة في أوائل العام 2016.

وأضاف أن العامل الثاني يتمثل في إدراكه لدور باعتباره «فاعلا لا غنى عنه» في المشهد السياسي الليبي، وهو الدور الذي عززه أكثر وجهات النظر المتغيرة لإيطاليا وفرنسا، واللتين منحتاه نوعًا من الشرعية السياسية على الساحة الدولية.

أما السبب الثالث لحضور حفتر لمؤتمر باليرمو فيتمثل في تنامي الضغط الدولي للتوصل لحل للأزمة الليبية، إذ أعرب أقرب حلفاء لحفتر مثل روسيا عن دعمهم له «لكنهم لا ينوون دعم التكلفة السياسية لأزمة غير محتملة ربما تكون أسوأ من الوضع الحالي المعقد بالفعل؛ ولهذا السبب ربما يكون يبحث عن حلفاء جدد».

استخدام القوة لضمان تنفيذ أي اتفاق

وقال عادل كرموس، عضو المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، إن مؤتمر بالريمو يمكن أن تنتج عنه خطوة إيجابية إذا اتخذ المجتمع الدولي إجراءات مغايرة وجديدة.

وأضاف كرموس أن المجلس الأعلى للدولة متمسك بالثوابت التي أكد عليها في مؤتمر باريس السابق، والتي تنص على أن الاتفاق السياسي هو أساس أي توافق جديد، وأن تكون المؤسسة العسكرية تحت مظلة السلطة المدنية،

وتابع، أن الأزمة تتعلق بتنفيذ البنود التي يتم التوافق عليها في أي لقاء أو مؤتمر، خاصة أنه لا يوجد آلية من المجتمع الدولي حتى الآن لإلزام الأطراف بتنفيذ ما يتم التوافق عليه، وأنه يجب على الأطراف الراعية للاتفاق والمجتمع الدولي وضع شروط تتعلق بفرض عقوبات على من يتراجع، أو التلويح باستخدام القوة ضد الجماعات أو أي طرف لم يلتزم بما وقع عليه، وهو الأمر الذي قد يدفع الجميع إلى تنفيذ ما اتفق عليه دون تراجع، كما حدث في مرات سابقة وتراجع البرلمان عن اتفاق باريس.

مؤتمر باليرمو فرصة لمساعدة الليبين

 ورأى المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا غسان سلامة أن مؤتمر باليرمو الذي تستضيفه الحكومة الإيطالية حول ليبيا، “فرصة للدول الأعضاء لتقديم الدعم الملموس في تدريب قوات أمنية”، مشيراً إلى أن “هذا الدعم من أجل مساعدة الليبيين لطي صفحة الاعتماد على مجموعات مسلحة لتوفير الحماية لهم”.

وقال سلامة، خلال أحاطته أمام مجلس الأمن الدولي، إن “المؤتمر الذي سيعقد قريباً حول ليبيا بضيافة الحكومة الإيطالية في مدينة باليرمو يشكل فرصة للدول الأعضاء لتقديم الدعم الملموس المتجسد في تدريب القوات الأمنية تدريباً مهنياً”، قائلاً: “وأود هنا أن أشكر الدول الأعضاء التي عرضت المساعدة بالفعل إذ يتعين علينا مساعدة الليبيين لطي صفحة الاعتماد على المجموعات المسلحة لتوفير الحماية لهم”.

مؤتمر باليرمو لن يحقق نتائج جيدة في ليبيا

وقال سفير بريطانيا السابق إلى ليبيا بيتر ميليت، ”بتحليل بسيط لآفاق مؤتمر باليرمو فإنه لن يحقق نتائج جيدة في ليبيا يمكن أن تفضي للسلام”.

وأكمل ميليت، خلال تغريدة له على تويتر: ”إن العملية التي تقودها الأمم المتحدة لا تزال هي أقرب شيء يجب على ليبيا أن تقدمه إلى الأمام”.

مؤتمر "باليرمو" صراع بين إيطاليا وفرنسا

وقال المحلل السياسى الليبى عز الدين عقيل، إن العالم ممزق بشكل كبير، فلا يمكن أن يكون التصور الأحادى له قيمة فى ظل هذه الأزمات الكبيرة والخانقة بالمنطقة، موضحاً أن مؤتمر "باليرمو" هو عبارة عن غاية واستراتيجية إيطالية خاصة لا علاقة له بحل الأزمة الليبية أو بدول الجوار، لافتًا إلى أن إيطاليا رأت أن فى إطار صراعها مع فرنسا التى تتمتع بحق الفيتو بمجلس الأمن ولها صلاحيات كبيرة فى ليبيا، إلى أن تعود من جديد إلى مربع أصدقاء ليبيا وتعقد هذا المؤتمر.

وأضاف "عقيل"، خلال مداخلة هاتفية بقناة "الغد" الأخبارية، ببرنامج "وراء الحدث"،الذى تقدمه الإعلامية هبة الغمراوي، أن فرنسا ستعمل على إفشال مؤتمر "باليرمو"، كما أفشلت لها إيطاليا مؤتمر باريس، مشيراً إلى أن وتيرة الخلاف سترتفع خلال الجلسة الأولى للمؤتمر نظراً للاختلاف والتباعد الكبير بين الأطراف المتحاورة.