التواجد الامريكي شرق الفرات وتأكيد سوريا على استعادتها

التواجد الامريكي شرق الفرات وتأكيد سوريا على استعادتها
الأحد ١١ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠١:٠٠ بتوقيت غرينتش

تشهد الاوضاع في شمال شرق سوريا خاصة شرق الفرات، تطورات غير مسبوقة، بدءا من مجازر التحالف الامريكي ضد المدنيين وتعمّده قصف الاحياء السكنية في دير الزور، مرورا بقرار أنقرة بضرب الوحدات الكردية المنضوية في قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، وصولا الى تأكيد دمشق على استعادة شرق الفرات. إذاً كيف سيعبر الجيش السوري شرق الفرات بوجود الأمريكي؟ وما هو مصير القوات الامريكية بهذه المنطقة؟

العالم-تقارير

تشهد الأوضاع في شمال شرق سوريا تطورات لم تكن في حسبان قوات سوريا الديمقراطية والفصائل الكردية الأخرى، التي باتت محاصرة بتنظيم داعش الإرهابي الذي تقدم على حسابها في اليومين الماضيين في ريف دير الزور الشرقي، وتركيا التي أعلن رئيسها رجب طيب أردوغان أن الجيش التركي سيقضي على المنظمات الإرهابية شرق الفرات قاصدا الوحدات الكردية المتواجدة في شمال سوريا والمدعومة من قبل واشنطن، ومن جهة ثالثة الجيش السوري الذي أعلنت الحكومة السورية أنه سيتوجه لاستعادة شرق الفرات بعد تحرير محافظة إدلب.

وكان تنظيم “داعش” الإرهابي، حقق الأحد، تقدماً في شرق ديرالزور، و اعتقل العشرات من أبناء المنطقة في حين اندلعت اشتباكات في عدة مناطق أدت لمقتل عناصر من قوات سوريا الديمقراطية “قسد”. وقالت مصادر إعلامية أن داعش حقق تقدماً ملحوظاً على أطراف بلدة “البحرة” الواقعة شرقي ديرالزور، من جهة البادية الشامية، وذلك بعد معارك مع (الوحدات الكردية) في المنطقة وأضافت أن الاشتباكات اندلعت أيضا بين “داعش” ومقاتلي “قسد” على أطراف بلدة “هجين” شرقي ديرالزور، وذلك عقب تسلل مجموعة من عناصر “داعش” إلى مواقع “قسد”.

وفي السياق نفسه، قال المرصد المعارض نقلاً عن مصادر أن الاشتباكات التي اندلعت في البحرة قرب هجين بين “داعش” و “قسد” ذات الغالبية الكردية و المدعومة من الولايات المتحدة أدت إلى مقتل 12 مسلحا وإصابة 20 آخرين من “قسد”. وأشارت المصادر إلى أن “داعش” استغل أحوال الطقس السيئة وغزارة هطول الأمطار وتشكل الضباب في المنطقة، لتنفيذ هجوم أسفر عن تقدمه في أطراف منطقة البحرة وتراجع الخطوط الدفاعية الأولى لـ”قوات سوريا الديمقراطية”، بسبب عدم جاهزيتها لمثل هذا النوع من الهجوم المباغت.

من جهة أخرى جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تاكيده على أن بلاه عازمة على القضاء على المقاتلين الأكراد، شرقي نهر الفرات.

وقتل 4 مسحلين أكراد في قصف نفذته المدفعية التركية على قريتي كور علي وسليم، في عين العرب الحدودية مع تركيا، يوم الأربعاء الماضي.

إلا أن مصادر كردية ذكرت أن الولايات المتحدة لن تسمح لتركيا بدخول شمال شرق سوريا وستدافع عن الأكراد، وذكرت مصادر كردية (موقع منبج الحدث) أن القيادة الوسطى الامريكية “سانتكوم ” أعلنت وعلى لسان الكولونيل “شن راين” بأن القوات الامريكية مستعدة لمنع اي هجمات جديدة في المنطقة ومستعدة لمواجه “تهديدات لاعبين خبثاء ” في المنطقة في إشارة إلى التحركات التركية الاخيرة على الحدود مع سوريا.

وفي حديث له عن الدوريات الامريكية المشتركة مع حلفائها في قوات سوريا الديمقراطية قال راين إن القوات الأمريكية بدأت منذ أيام تسيير دوريات على طول الحدود الشمالية الشرقية السورية لـ”مواجهة تهديدات لاعبين خبثاء” في المنطقة، في إشارة إلى التحركات التركية وشن هجمات على مناطق السيطرة الكردية.

وأضاف راين في تصريحات لقناة “الحرة” أن الدوريات الأمريكية تتم بالتعاون مع الحلفاء في قوات سوريا الديموقراطية (قسد).

ولكن في الوقت ذاته، صرحت الحكومة السورية بأن شرق الفرات هو هدف للجيش السوري بعد استعادة إدلب فهل يتمكن الجيش السوري من عبور شرق الفرات بالرغم من الوجود الأمريكي؟؟

والجواب: لاحظنا كيف تقدم الجيش السوري منذ شهر باتجاه إدلب بالرغم من وجود نقاط للجيش التركي الذي يعتبر من أقوى جيوش المنطقة مما اضطر بأنقرة لتوقيع اتفاق مع موسكو بوجوب انسحاب المسلحين من إدلب وتسليمها للجيش السوري.

وبالتالي فإن من يقرر استعادة إدلب بالرغم من وجود قوات للجيش التركي، ويتقدم.. يستطيع أن يتقدم باتجاه شرق الفرات. وبالرغم من وجود عوامل دولية تتعلق بالتفاهمات الروسية الأمريكية، إلا أن روسيا أعلنت على لسان الرئيس الروسي أن وحدة وسيادة الاراضي السورية كاملة هي خط أحمر، وهنا ما يدفع للقول بأنه من المؤكد أن الجيش السوري سيعبر النهر ويستعيد شرق الفرات.

ويرى المراقبون ان التواجد العسكري الامريكي في منطقة شرق الفرات الحدودية مع العراق، يرمي الى تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية، وهي السيطرة على مصادر النفط والغاز خاصةً أن "قسد" المدعومة من قبل واشنطن تسيطر على معظم آبار الغاز والنفط في شرق سوريا، تقليص النفوذ الإيرانيّ حسب زعم واشنطن، والضغط على دمشق لتطبيق القرار 2254 الذي يدعو لتشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات برعاية أممية.

أبرز الحقول النفطية في شرق سوريا

وتحتوي شرق سوريا وشرق الفرات على حقول نفطية مهمة، وقع بعضها خلال الأحداث الجارية في سوريا تحت سيطرة تنظيم "داعش" الارهابي وقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن.

تحتوي محافظة دير الزورا على أكبر الحقول النفطية في سوريا، ومنها "حقل العمر" الذي يقع على بعد 15 كيلومترا شرقي بلدة البصيرة بريف دير الزور، وهو الحقل الذي أعلنت قوات سوريا الديمقراطية يوم 22 أكتوبر/تشرين الأول 2017 سيطرتها عليه.

وهناك أيضا "حقل التنك"، وهو من أكبر الحقول في سوريا بعد "حقل العمر"، ويقع في بادية الشعيطات بريف دير الزور الشرقي.

وبالإضافة إلى حقلي العمر والتنك، هناك أيضا في ريف دير الزور حقل الورد، والتيم، والجفرة، وكونيكو، ومحطة الـ"تي تو "(T2)، وهي محطة تقع على خط النفط العراقي السوري.

وجميع تلك الحقول كانت تقع تحت سيطرة اعش، ثم بدأ يتساقط بعضها في يد قوات سوريا الديمقراطية التي قاتلت داعش بدعم من ضربات جوية وقوات خاصة من التحالف الامريكي الذي تستمر مجازره في حق المدنيين السوريين وقتل اكثر من 26 سوريا في احدث جرائمه في بلدة "هجين" بريف ديرالزور.

التحالف يتعمّد قصف المدنيين بذريعة محاربة داعش

وتبرر الولايات المتحدة وجودها غير الشرعي في سوريا بدعوى قيادتها للتحالف الدولي ضد داعش منذ صيف عام 2014 دون أي دعوة أو موافقة من قبل الحكومة السورية الشرعية، حيث يقوم الجيش الأمريكي وحلفاؤه بانتهاك سيادة الدولة وارتكاب مجازر متكررة بحق المدنيين الأبرياء في دير الزور.

والمجزرة الجديدة للتحالف جاءت بعد أربعة أيام فقط على قصفه منطقة السوق الجديد في بلدة هجين بقنابل مصنعة من الفوسفور الأبيض المحرم دولياً، ما إدى الى وقوع إصابات بين المدنيين واشتعال العديد من المحلات التجارية والمنازل.

وفي الوقت الذي أكدت فيه مصادر أهلية لوكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" القصف الذي قام به طيران "التحالف الدولي" في بلدة هجين، ذكرت مصادر أهلية أيضا للوكالة السورية مقتل 3 أطفال نتيجة عدوان طيران التحالف على بلدة الشعفة في ريف دير الزور الشرقي.

طالبت وزارة الخارجية والمغتربين السورية مجلس الأمن الدولي بإنشاء آلية دولية مستقلة للتحقيق في هذه المجازر والانتهاكات.

ووجهت الوزارة رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن بشأن الجريمة التي ارتكبتها طائرات التحالف مساء الجمعة شرق دير الزور، مشيرةً إلى أن هذه الجريمة تعري مجدداً مزاعم الولايات المتحدة الزائفة عن مكافحة الإرهاب وتؤكد أن هدفها هو قتل أكبر عدد ممكن من السوريين وإلحاق مزيد من الدمار بالبنية التحتية.

وأكدت وزارة الخارجية والمغتربين أن الجريمة التي ارتكبها تحالف واشنطن غير الشرعي في قرية هجين بريف دير الزور وغيرها من الجرائم دليل جديد على مدى استهتار دول هذا التحالف بحياة الأبرياء وأحكام القانون الدولي مجددة مطالبتها بإجراء تحقيق دولي في هذه الجرائم.

وجاء في الرسالتين: أقدم التحالف الدولي غير الشرعي الذي تقوده الولايات المتحدة الامريكية على ارتكاب جريمة نكراء جديدة طالت عشرات المدنيين السوريين مساء أمس الواقع في 9 تشرين الثاني 2018 حيث استهدفت طائرات ذلك “التحالف” بشكل متعمد الاحياء السكنية في بلدة هجين الواقعة شرق مدينة دير الزور بنحو 110 كم ما اسفر عن استشهاد 26 مدنيا معظمهم من النساء والأطفال كانوا موجودين في المنازل القريبة من مسجد خالد بن الوليد في المدينة بالإضافة إلى جرح العشرات من المدنيين الأبرياء الآخرين بينما أكدت مصادر أن عدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب الغارات المتواصلة وصعوبة انتشال الجرحى من تحت الأنقاض علاوة على الحالات الحرجة للعديد منهم.

وأشارت مصادر لـ"سانا" إلى أن التحالف يتعمّد قصف منازل المدنيين في البلدة تحت ذريعة استهداف إرهابيي داعش، مشيرة إلى أن عدوان التحالف المستمر تسبب بتشريد وتهجير مئات المدنيين الذين أصبحوا بلا مأوى نتيجة تدمير منازلهم.

وكان مسؤول أمريكي قال في 3 نيسان/ أبريل الماضي إن الرئيس دونالد ترامب وافق على بقاء قواته في سوريا "لمدة أطول" لم يحددها، ولكنه يريد سحبها في وقت قريب نسبياً، كما أنه أخبر السعودية أنها قد تضطر لدفع الأموال لبقاء قواته في سوريا.

وادانت موسكو مراراً عمليات التحالف الامريكي في سوريا والتي تسفر عن سقوط ضحايا مدنيين، مؤكدة أن وجود القوات الأمريكية على الأراضي السورية غير شرعي.