"مشروع سري" لولي عهد ابو ظبي لشرعنة فساد ناد اوروبي

الإثنين ١٢ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠١:٢٤ بتوقيت غرينتش

العالم - الامارات

كشفت دورية "دير شبيغل" الألمانية أن ولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد" مول مشروعا باسم "قوس النصر" لصالح نادي مانشستر ستي الإنجليزي، المملوك لأخيه "منصور بن زايد"، بهدف التحايل على لوائح "النزاهة المالية" الخاصة بمنافسات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.

ووثق تحقيق استقصائي لما أكدت الدورية الألمانية أنه واقعة فساد كبرى، استخدام مالكي النادي الإنجليزي الإماراتيين لشركة "حقوق تسويقية" كواجهة لتقليل نفقات إدارة النادي "على الورق" وإظهاره بمظهر المؤسسة التي تحقق أرباحا طائلة على غير الحقيقة، لتمرير شراء لاعبين بقيمة 300 مليون يورو.

وتعود القصة إلى استلام "منصور بن زايد" للنادي وهو في حالة سيئة، ليبدأ تطبيق استراتيجية ضخ ما يكفي من الأموال كي يستطيع النادي فرض إرادته على المنافسة، لكن المشكلة الوحيدة كانت في لوائح النزاهة المالية للاتحاد الأوروبي لكرة القدم التي تمنع الأندية من إنفاق أموال تتجاوز أرباحها.

حملت هذه اللائحة توقيع نجم فرنسا التاريخي، ورئيس الاتحاد الأوروبي السابق "ميشيل بلاتيني"، ولذا جاء اختيار "بن زايد" لاسم "قوس النصر" باعتباره رمزا لهزيمة الإنجليز للفرنسيين في معركتي كريسي وأجنكور، وفقا لما رواه كبير المستشارين القانونيين للنادي "سايمون كليف".

شركة فوردهام

وفي تفاصيل المشروع، كشف التحقيق أنَّ حقوق التسويق للاعبي مانشستر سيتي تم تحويلها لشركة خارجية (فوردهام)، بدلا من دفع قيمة هذه الحقوق لهم من قبل إدارة النادي كما جرت العادة، وبذلك لم يعد النادي مضطرا لدفع رسوم التسويق، وإنما دفعها المشترون الجُدد، فنتج عن ذلك تخفيض في نفقات النادي.

بل إنَّ بيع حقوق التسويق ولد عائدات إضافية للنادي قدمتها إدارته لمحققي الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بقيمة 30 مليون يورو.

ولم تكن فوردهام سوى واجهة لدائرة مغلقة يصل امتدادها إلى مجموعة أبوظبي المتحدة، المملوكة بدورها لذات المالك الإماراتي "منصور بن زايد".

وبعد فحص غرفة التحقيق التابعة للاتحاد الأوروبي لبيانات مانشستر سيتي في العام الأول من تطبيق لوائح النزاهة المالية، اكتشفت أنَّ النادي انتهك هذه اللوائح، لكن إدارة النادي ردت ردودا غاضبة وهددت بمقاضاة الاتحاد والمراجعين وكل من انخرط في هذا التحقيق.

وفي النهاية نجحت تهديدات النادي في الوصول إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي حقق الهدف الأساسي للنادي، وهو تجنب أي شيء من شأنه الإضرار بميزانية النادي الجديد والحفاظ على قدراته التمويلية المنافسة.

قوة ناعمة

وفي هذا الإطار، نقلت الدورية الألمانية عن الأستاذ في قسم سياسات الشرق الأوسط بجامعة دورهام "كريستوفر ديفيدسون" قوله إنَّ مانشستر سيتي بات يمثل استراتيجية القوة الناعمة للأسرة الحاكمة في أبوظبي التي "ترى في كرة القدم الإنجليزية وسيلة للتسويق وتحسين علاقاتها مع الغرب".

وأكد "ديفيدسون" أن المسؤولين في نادي مانشستر سيتي تابعون على الورق لـ "منصور بن زايد"، لكنهم في الحقيقة رجال ولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد".

 ولفت التحقيق الانتباه إلى أن الإمارات تحولت تحت حكم "بن زايد" إلى دولة بوليسية وحشية في الداخل، وأصبحت من مرتكبي جرائم الحرب في الخارج.

وأشار التحقيق إلى أن أسلوب الدولة البوليسية انعكس على أسلوب إدارة مانشستر سيتي، وضرب مثلا على ذلك باستقدامها "بيب جوارديولا" الذي يعد أفضل مدرب في العالم.

عقد "جوارديولا"

وذكرت الدورية الألمانية أن العقد الذي وقعه "جوارديولا" مع النادي، مؤرخ بتاريخ 10 أكتوبر/تشرين الأول 2015، أي بعد شهرين فقط من بداية موسمه الجديد مع فريق "بايرن ميونيخ" الألماني.

ولم تعلن إدارة نادي مانشستر سيتي الإماراتية أو "جوارديولا" عن هذا العقد،  لكن أحد صحفيي "صنداي ميرور" كتب، بعد عدة أسابيع، أنَّ مدير الكرة في مانشستر سيتي التقى المدرب الإسباني في برشلونة، وتوقع أنَّ ثمة صفقة على وشك الإبرام بين الطرفين.

وإزاء ذلك، تحرك المتحدث باسم مانشستر سيتي "سايمون هيجي" للتواصل المكثف مع وسائل الإعلام الإنجليزية نافيا الخبر وحاثا إياها على تجاهله، إلى أن نجح في ذلك بالفعل.

وهكذا نجحت إدارة مانشستر سيتي في الاحتيال على لوائح الاتحاد الأوروبي للنزاهة المالية والتحكم في سردية الإعلام الإنجليزي حول تعاقد مانشستر سيتي مع "جوارديولا" عبر استراتيجية مالكي النادي العرب، الذين ينظر إليهم بعين الريبة بالمملكة المتحدة وأوروبا، بحسب التحقيق.