خاشقجي يفضح بن سلمان مرتين و يحرجه الف مرة

خاشقجي يفضح بن سلمان مرتين و يحرجه الف مرة
الإثنين ١٢ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٧:٠٨ بتوقيت غرينتش

وقعت السلطات السعودية في موقف محرج جدا بعدا ان ارسلت تركيا التسجيلات الصوتية بشأن خاشقجي لزعماء عدد من الدول الغربية التي اعترف البعض منهم بصحة التسجيلات والبعض الاخر الذي طالب بمحاسبه مرتكبي هذه الجريمة الشنيعة.

العالم - تقارير

الفضيحة الاولى مصداقية السعودية كلام في الهواء..

كان قول الرئيس التركي يوم الاحد بانه سوف يرسل التسجيلات الصوتية بمثابة اعلان بداية خاتمة مسلسل التحقيق في اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي حيث تبع هذا الارسال اعتراف من جانب كندا على لسان رئيس وزراءها جاستن ترودو الاثنين بإن مخابرات بلاده استمعت إلى تسجيلات من السلطات التركية بشأن حادثة مقتل خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول. معلنا ان بلاده تعمل مع "حلفاء بشأن الخطوات المقبلة حيال السعودية".

فكان هذا الاعتراف وقول المتحدث باسم الحكومة الألمانية ستيفن سيبرت إن بلاده حصلت على معلومات من الاستخبارات التركية بشأن مقتل الصحفي جمال خاشقجي طعنة في مصدقية السلطات السعودية و الفرنسية ايضا التي اتهمت تركيا بعدم حصولها على تسجيلات و ان اردوغان يمارس لعبة سياسية.

فكان رد هذه الدول الغربية الكبرى ورد رئيس دائرة الاتصال في رئاسة الجمهورية التركية فخر الدين ألتون عن الاتهامات التي وجهها لودريان للرئيس التركي رجب طيب أردوغان برفضها.تاكيده انه لولا مساعي تركيا الحازمة لتمت التغطية على حادثة مقتل جمال خاشقجي منذ زمن. اكبر فضيحة للجانب السعودي الذي يحاول من خلال حلفاءه على التعتيم على الحقائق من جانب ويحاول هو من جانب اخر باعترافته الناقصة.

الفضيحة الثانية معادلة "التطبيع" لضمان كرسي العرش..

لم تكتف السعودية بالانكار والمماطلة لانقاذ رقبة ولي عهدها محمد بن سلمان من هذه الجريمة بل تحالفت مع عدو الاسلام والانسانية الاول الكيان الصهيوني. فكشفت صحيفة الواشنطن بوست ان الحكومة الإسرائيلية التزمت الصمت طوال الشهر الأول من اختفاء خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، ثم قام نتنياهو بالاتصال بالبيت الأبيض ليتوسط لصالح محمد بن سلمان،

فبالنسبة لنتنياهو، تهدد أزمة خاشقجي بتقويض استراتيجية إقليمية تم وضعها بعناية فائقة تعتمد على شخص ولي العهد السعودي وعلى شخص الرئيس ترامب. وهي إبرام حلف بحكم الأمر الواقع بين الكيان الصهيوني وتشكيل ما يسمة بـ "ناتو عربي" بمشاركة الولايات المتحدة للاعتماد على قوتها. وكفائدة جانبية، ويقوم محمد بن سلمان بدعم خطة ترامب في الشرق الأوسط، والتي، ولئن لم يكشف النقاب عن تفاصيلها بعد، إلا أنها فيما يبدو تهدف إلى إكراه الفلسطينيين على قبول شروط الكيان الصهيوني.

فكشفت هذه الجريمة عن مدى عمق العلاقات ومدي التطبيع الذي وصل الى حد ان الذي يدافع فيه كيان يكره الاسلام و المسلمين عن حاكم دولة من المفترض انها تعتبر نفسها اسلامية!.

هل تبلد الاحساس من كثرة الاحراج؟

قد يعتقد البعض ان السلطات السعودية اصابها تبلد الاحساس فالمسيرات الشعبية منها وقفات امام السفارة السعودية في اسطنبول مستمرة للمطالبة بالتحقيق العادل في قضية اغتيال خاشقجي ووقف الحرب على اليمن.لكن هل اهتز النظام السعودي من المواقف الشعبية قد يعتقد البعض انه لا يكترث لبعض افراد او حتى لشعب باكمله.

لكن هل سيهتز من مواقف حكام الدول الغربية التي هي تموله فقد قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، خلال مكالمة هاتفية مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، إنّ بلاده ستحاسب جميع المتورطين في مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي. موضحا أنّ بومبيو "شدد على أن الولايات المتحدة ستحاسب جميع المتورطين في مقتل جمال خاشقجي وأنه على السعودية فعل الشئ نفسه".

كما أعلن متحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، الاثنين، أن المملكة المتحدة، ستمارس ضغوطا أكثر على السعودية، في قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي. وقال إن وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت، سيضغط على القادة السعوديين لـ"فعل المزيد في سبيل تحقيق العدالة والمحاسبة في مقتل خاشقجي".مشدد على أنه من غير المقبول أن تظل ملابسات مقتل خاشقجي غامضة حتى الآن.

واذا عددنا المواقف المحرجه لابن سلمان لن ننتهي لكن على سبيل المثال لا الحصر كانت عزلة بن سلمان في المؤتمر الاقتصادي "دافوس الصحراء" بالرياض و رفض كبريات الشركات الدولية ورؤساء الدول عن المشاركة فيه اعتراف ضمني بمسؤلية السعودية وحكامها عن اغتيال خاشقجي .

وتطول صفحات المواقف المحرجة التي تعرض لها بن سلمان بعد اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي لكن كان تاثير هذه الفضائح و هذه المواقف اكبر بكثير مما سيتوقعه فبحسب صحيفة "فايننشال تايمز" إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يواجه محاولات للحد من سلطته. وأن قرارات الأمير الغر، من اختطاف رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، وحرب اليمن، وقتل خاشقجي، جعلته في نظر الكثير من الحلفاء الغربيين يمثل خطرا عاليا.