اكتشاف يغير ملامح الصحراء الأكثر جفافا في العالم!

اكتشاف يغير ملامح الصحراء الأكثر جفافا في العالم!
الثلاثاء ١٣ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٤:٠٣ بتوقيت غرينتش

اكتشف الباحثون بقايا موقع تجمع بشري قديم في صحراء أتاكاما، وهي واحدة من أكثر الأماكن جفافا في العالم.

العالم - منوعات 

ويحتفظ المجمع الحجري بعلامات عدة تتعلق بالطقوس التي كانت تمارس هناك منذ آلاف السنين، بما في ذلك رأس نسر مطلية بالذهب وعجلات طحن تستخدم لتحضير الأصباغ والمهلوسات، بالإضافة إلى أكثر من 20 قبرا للرضع.

وكان يعتقد بأن هذا الموقع في صحراء تشيلي الشهيرة، الذي احتوى على التحف المصنوعة من الذهب والمواد المستوردة من منطقة في الأمازون والمحيط الهادئ، إلى جانب موقع آخر مجاور، قد تم تشييدهما قبل حوالي 5 آلاف عام.

لكن دراسة حديثة تقول بأن الهياكل الحجرية العمودية توحي بأن الاكتشاف الجديد هو مجمع احتفالي بني من قبل مجموعة صغيرة من البشر، ربما كانوا صيادين، عثروا في المنطقة على ما يكفي من الطعام والماء للبقاء في هذه الصحراء الجافة، وربما تجمعوا لبناء الموقع من أجل أغراض دينية وممارسة تقاليد احتفالية معقدة على مر السنين.

وتقول الدراسة الجديدة التي نشرت في دورية "Antiquity"، إن الموقع الذي يطلق عليه اسم "Tulan-52"، قد ازدهر في الصحراء التي تنتشر فيها مسطحات الملح، حوالي 1110-900 قبل الميلاد حتى 550-360 قبل الميلاد.

ولا يبعد موقع "Tulan-52" عن موقع آخر كان موجودا في المنطقة منذ ما يقارب ألفي سنة يطلق عليه اسم "Tulan-54"، والذي كشفت الدراسة الجديدة عن أوجه التشابه بينهما.

وأوضح الباحثون أن: "Tulan-52 يمتلك كل الخصائص المميزة لمركز احتفالي متكامل تماما في منطقة سالار دي أتاكاما".

وتابع الباحثون: "تشمل هذه العناصر نوعا كبيرا ومميزا من الهندسة المعمارية التي تتطلب إنفاقا ضخما للطاقة لتصميمها وإنشائها وصيانتها، إلى جانب أدلة مهمة حول إعداد الطعام واستهلاكه، وإنتاج الحلي الشخصية، والودائع ذات القيمة الباهظة".

ويحتوي المجمع الحجري على العديد من الغرف، التي عثر فيها على 10 مواقد مع حفر، و28 مدفنا للرضع، وقد عثر في اثنين من المدافن على قطع ذهبية كبيرة ورأس نسر خشبي مطلي بالذهب مع عينين خضراوين من المالاكيت، وهو معدن مكون من كربونات النحاس المائية، بالإضافة إلى لوحة ذهبية.

وتوحي نتائج دراسة موقع "Tulan-52"، أنه ربما كان "نموذجا أوليا للمراكز الاحتفالية"، وربما يقدم أدلة حول الطبيعة المختلفة للصحراء عمّا هي عليه الآن.