الحكومة اللبنانية وعقدة التمثيل السني.. متى يأتي الحل؟

الحكومة اللبنانية وعقدة التمثيل السني.. متى يأتي الحل؟
الثلاثاء ١٣ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠١:١٤ بتوقيت غرينتش

لا يزال المشهد السياسي اللبناني متوتراً في ظل غياب الحكومة الجديدة التي من شأنها تمثيل كل القوى السياسية والطوائف التي حصلت على مقاعد نيابية بأصوات الشعب خلال الانتخابات التي جرت في لبنان في السادس من مايو/أيار 2018. فالسؤال الذي يفرض نفسه هو لماذا هذا التأخير في تأليف الحكومة وأين هي المشكلة ومتى ستحل؟.

العالم _ تقرير

في أولى خطوات لحل عقدة "سنة 8 آذار"، التقي وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ليلة الجمعة الماضية لبحث سبل حل الأزمة القائمة التي تعرقل تشكيل الحكومة الجديدة.

باسيل الذي كلف من قبل الرئيس الجمهورية ميشال عون، بحل هذا الملف الذي حوّل مصطلح العقدة "السنية – الشيعية" الى "العقدة الوطنية"، حاول إيجاد خرق في موقف الطرفين للوصول الى حل شامل يرضاهما لكن إصرار حزب الله ومعه حلفائه من 8 آذار على موقفهم بضرورة توزير السنة المستقلين والرفض القاطع الذي لا يزال رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري لم يتراجع عنه ويبدو انه "لن يتراجع"، منع باسيل من التقدم في سبيل طي صفحة هذا الخلاف، الا وانه تمكن من فرض "التهدئة" بين الجانبين لمنع تدهور الأوضاع.

باسيل قدم خطة لحل هذه الأزمة تحت مسمى "ثلث الحل" حيث تقسم طرق الحل بين أطراف الأزمة الثلاث وهم سعد الحريري وحزب الله ونواب السنة الستة الذين اشتهروا بنواب السنة المستقلين.

وحسب خطة باسيل فإن على الأطراف الثلاث ان يتخذ موقفا لحل هذه العقدة حيث ينبغي على ثلث حزب الله القبول بما سيقبله النواب الستة كما عبر عنه حزب الله عبر لسان السيد نصرالله في يوم الشهيد وعلى ثلث الحريري ألا يرفض مطقاً تمثيل السنة المستقلين في الحكومة وهو امر يبدو مستحيلاً، فيما يبقى على ثلث الطرف الثالث ان يقبل النواب الستة بأن يتمثلوا بشخصية ليست منهم.

واشارت مصادر مقربة من باسيل بأنه مقتنع تماماً بان لا يوجد حل لهذه الأزمة الا وفق هذه المعادلة.

مساعي باسيل لحل الأزمة استمرت بلقاء مكونات سياسية أخرى منة السنة وكذلك لقاء الحريري الذي اعتبر توزير السنة من حصته "انتحاراً سياسيا" رغم كل محاولات وزير الخارجية بإقناعه ان يعترف بحق معارضيه الحصول على مقعد وزاري من حصته.

من جانب آخر حاول باسيل إقناع النواب السنة المستقلين بالتنازل عن مطالبهم ليتم تشكيل الحكومة الجديدة في أسرع وقت ولكن موقف النائب فيصل الكرامي أحد قيادات السنة المحسوبة على 8 آذار كان مرفوضا تماماً. 

وهذا الرفض أكده النواب السنة الستة الذين اقترح عليهم باسيل تسمية شخص مقبول لديهم والا يستفزّوا الحريري، الا انهم اكدوا بأنهم لن يقبلوا بهذه الخطة ولن يقبلوا بان يكونوا من حصة رئيس الجمهورية بل يريدون مقعداً مستقلاً من أي أطراف سياسية.

والمؤكد ان السياسة في لبنان معروفة بحصر تمثيل الطوائف في أحزاب محددة وكل حزب يريد ان ينحصر تمثيل طائفته في حزبه لكن اليوم تغير الوضع تماماً فهناك مكونات من طوائف مختلفة حصلت على أصوات الشعب وعلى رئيس الوزراء المكلف ان يعترف بمعارضيه ولايرضى بإلغائهم.

ولا شك بأن إلغاء النواب السنة المستقلين او أي مكون شعبي آخر لن يفتح أي عقدة من الحكومة الجديدة بل سيجعل العقدة تتكبر يوما بعد يوم. حسم تشكيل الحكومة الجديدة اليوم في ملعب الحريري بعد التزام حزب الله بـ"ثلث" الخاص به ومع إصرار نواب السنة المستقلين على حقهم المشروع في التمثيل الحكومي.. لننظر في الأيام القادمة هل سينجح باسيل في إقناع الحريري بالتنازل عن موقفه الصارم او العقدة "الوطنية" قد تنسف كل شيء تم إنجازه في ظروف صعبة وقاسية؟!