لا ردع ولا هدوء.. الا بأبجدية المقاومة الفلسطينية

لا ردع ولا هدوء.. الا بأبجدية المقاومة الفلسطينية
الثلاثاء ١٣ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٧:٣٢ بتوقيت غرينتش

كشف ردّ فصائل المقاومة مجدداً عن تصميمها على حماية شعبها وعزمها على منع العدو الصهيوني من فرض معادلات ميدانية، وأنها لن تقبل تقييد إرادتها بالمواجهة تحت عناوين المساعي للتهدئة أو حتى لكونها حريصة على تجنّب نشوب مواجهة مع العدو في هذه المرحلة.

العالم - تقارير

وبرؤية أبعد مدى، تتجاوز الرسائل الصاروخية للمقاومة أبعادها الميدانية وصولاً إلى مواجهة مخطط "التطبيع" و"صفقة القرن" التي تهدف إلى تصفية القضية، إذ أكد حجم الرد الصاروخي للمقاومة حرصها على أن يكون بالمستوى الذي يعمق قوة الردع الفلسطينية، ويرفع مستوى الإرباك في مؤسسة القرار لدى العدو حول المدى الذي يمكن أن تبلغه المقاومة في مواجهة أي تمادٍ إسرائيلي.

كذلك استطاعت المقاومة أن تفرض على العدو ساحة اشتباك يجب عليه التكيّف معها، عبر التزامه ضوابط محدَّدة، رغم الصواريخ التي تتساقط على مستوطنات "غلاف غزة"، وهكذا، تحوَّل العمق الإسرائيلي إلى أداة ردع إضافية تتصل بمستويات محددة من الاعتداءات. والمؤكد حتى الآن أن هذه الجولة التي بدأت بمحاولة تنفيذ مهمة حساسة، من قوة خاصة في الجيش الصهيوني، خلصت إلى فشل ذريع ومُكلف، تبعه تساقط مئات الصواريخ على المستوطنات بدلاً من تعزيز عناصر القدرة والمواجهة كما سعت إلى ذلك المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.

اذا نجحت المقاومة الفلسطينية مرة اخرى على تثبيت معادلتها لكيان الاحتلال.. معادلة القصف بالقصف، حيث أكد مصدر مصري مسؤول، أن الجهود المصرية للتوصل إلى تهدئة بين المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والاحتلال تكللت بالنجاح، مشيرا إلى أن التهدئة بدأت حيز التنفيذ بشكل فوري.

فيما قالت الغرفة المشتركة للمقاومة الفلسطينية: "إن جهود مصرية مقدرة أسفرت عن تثبيت وقف إطلاق النار بين المقاومة والعدو الإسرائيلي، وإن المقاومة ستلتزم بهذا الإعلان طالما التزم به العدو الإسرائيلي".

وقبيل ذلك أعلن إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أنه في حال توقف الاحتلال عن عدوانه يمكن العودة إلى تفاهمات وقف إطلاق النار.

وقال هنية، في تصريحٍ مقتضبٍ مساء اليوم الثلاثاء: "لقد دافعت المقاومة عن شعبها ونفسها أمام العدوان الإسرائيلي".

وأضاف: "شعبنا الفلسطيني كعادته احتضن المقاومة بكثير من الصبر والفخر"، مشددًا على في حال توقف الاحتلال عن عدوانه فيمكن العودة إلى تفاهمات وقف إطلاق النار.

بدوره قال المتحدث باسم لجان المقاومة الشعبية في فلسطين أبو مجاهد إن المقاومة الفلسطينية ستلتزم بوقف إطلاق النار ما التزم الاحتلال به، مضيفا أن الهدوء يقابله الهدوء.

وأكد أبو مجاهد أن المقاومة استجابت للجهود المصرية التي بذلت خلال الساعات الماضية، موضحا أن هذه الجهود أسفرت عن التوصل إلى اتفاق على أن يتم العودة إلى ما كان من وضع سابق.

أشار أبو مجاهد إلى أن "المقاومة الفلسطينية تراقب الوضع بالميدان، وإذا التزم الاحتلال سنلتزم" وحذر أبو مجاهد الاحتلال من عدم الالتزام بوقف إطلاق النار مؤكدا أن المقاومة سترد بشكل مباشر على أي جرم يرتكب بحق شعبنا الفلسطيني. وأضاف أبو مجاهد أن المقاومة قدرت كل الجهود الكبيرة التي بذلت خلال الساعات الماضية.

في الختام.. صحيح أن الصواريخ كانت تتساقط على "غلاف غزة" وأبعد قليلاً، لكن الرسائل التي كانت تحملها وصلت مباشرة إلى غرفة عمليات قيادة العدو، التي كان فيها نتنياهو، حيث أجرى مشاورات أمنية استمرت نحو ثلاث ساعات، في مبنى "الكرياه" في تل أبيب. ومع أن مصدراً سياسياً أكد أن المشاورات خلصت إلى اتخاذ قرارات عملانية، لكنه لم يكشف عن طبيعتها والمدى الذي يمكن أن تبلغه إسرائيل، والمؤكد أن مشهد النيران التي تلتهم منشآت إسرائيلية في المستوطنات واستهداف حافلة جنود، وطابع العقاب على مبادرة عملانية إسرائيلية، سوف تحفر عميقاً في الذاكرة الإسرائيلية، وتسهم في تعميق الإرباك لدى قادة العدو، وتُضيّق عليهم خياراتهم في مواجهة خيار الصمود والمقاومة في غزة وكل فلسطين.