الاحتكار.. سبب الازمة اللبنانية الحالية

الاحتكار.. سبب الازمة اللبنانية الحالية
الثلاثاء ١٣ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٦:٥٩ بتوقيت غرينتش

ما زال مخاض تشكيل الحكومة اللبنانية بسبب العقد الموجودة امام تمثيل كل القوى السياسية والطوائف التي حصلت على مقاعد نيابية خلال الانتخابات التشريعية في مايو الماضي، متعسّرا جدا، خاصة بعد اصرار رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري على احتكار حصة السنة لحزبه فقط. فهل من بصيص امل بالمستقبل لحل العقدة السنية تمهيدا لتأليف الحكومة الجديدة ام ان تعنت الحريري سيظل قائما؟

العالم- لبنان

زعم سعد الحريري ان حزب الله مسؤول عن تعطيل تشكيل الحكومة، مدعيا في الوقت نفسه انه فقط يعرف اين توجد مصلحة السنة في لبنان.

وقال الحريري في مؤتمر صحفي في العاصمة بيروت ان تشكيل الحكومة اصطدم بحاجز كبير معتبرا انه لن يقبل بخلق اعراف جديدة للحكم في لبنان مؤكدا ان اتفاق الطائف هو الدستور وعامل الاستقرار في لبنان.

واشار الى ان حزب الله يمثل جزءا من الشعب اللبناني ولا يقبل بفرض ما اسماه سياسة الامر الواقع، معتبرا في الوقت نفسه انه لا يملك اي حل لتشكيل الحكومة اللبنانية القادمة.

ووصف شرط تمثيل النواب السنة المتحالفين مع حزب الله في التشكيلة الحكومية، لتسهيل التأليف، بأنه “افتعال للمشاكل في البلد، وتعطيل واضح لتشكيل الحكومة”، حسب تعبيره.

ورفض الحريري هذا الشرط، معتبرا أن "تمثيل أحد النواب السُنّة المحسوبين لحزب الله في الحكومة المقبلة، غير وارد بالنسبة له، لأن معظم هؤلاء ينتمون لكتل نيابية حصلت على تمثيلها في الحكومة"، على حد قوله.

مساعي باسيل لحل  الازمة 

في المقابل، التقى وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ليلة الجمعة الماضية لبحث سبل حل الأزمة القائمة التي تعرقل تشكيل الحكومة الجديدة.

وتقول مصادر مقربة من باسيل انه يعتقد الحل المناسب لهذه الأزمة هي معادلة تسمى "ثلث الحل" حيث تقسم طرق الحل بين أطراف الأزمة الثلاث وهم سعد الحريري وحزب الله ونواب السنة الستة الذين اشتهروا بنواب السنة المستقلين وبناء على هذه الخطة فإن على ثلث حزب الله القبول بما سيقبله النواب الستة المستقلون وعلى ثلث الحريري ألا يرفض مطقاً تمثيل السنة المستقلين في الحكومة وهو امر يبدو مستحيلاً، فيما يبقى على ثلث الطرف الثالث ان يقبل النواب الستة بأن يتمثلوا بشخصية ليست منهم.

مساعي باسيل لحل الأزمة استمرت بلقاء مكونات سياسية أخرى منة السنة وكذلك لقاء الحريري الذي اعتبر توزير السنة من حصته "انتحاراً سياسيا" رغم كل محاولات وزير الخارجية بإقناعه ان يعترف بحق معارضيه الحصول على مقعد وزاري من حصته.

من جانب آخر حاول باسيل إقناع النواب السنة المستقلين بالتنازل عن مطالبهم ليتم تشكيل الحكومة الجديدة في أسرع وقت ولكن موقف النائب فيصل الكرامي أحد قيادات السنة المحسوبة على 8 آذار كان مرفوضا تماماً. 

اللقاء التضامني الوطني يدعو الحريري للتواضع 

لم يقف الامر عند هذا الحد حيث دعا رئيس اللقاء التضامني الوطني الشيخ مصطفى ملص سعد الحريري للتواضع في ملف توزير النواب السنة المستقلين وان ياخذ بعين الاعتبار النتائج الانتخابية للتمثيل.

واكد رئيس اللقاء التضامني الوطني المحامي الشيخ مصطفى ملص وقوفه الى جانب اللقاء السني المستقل في ما خص حقه بالتمثل في الحكومة المقبلة، وفي حصوله على مقعد وزاري يعكس التمثيل الحقيقي لنتائج الانتخابات.

ولفت الى أن "خطورة الوضع الاقتصادي والمعيشي تفرض تضافر الجهود واعلاء مبدأ الشراكة في سبيل وضع خطة انقاذ شاملة يكون عمادها الشراكة".

وعلى مايبدو انه ليس هناك انفراج قادم للبنان في المستقبل القريب بسبب تمسك الحريري بموقفه والمواطن هو الذي يجب ان يدفع الثمن.