السفير الايراني: نتوقع من العراق والاوروبيين الا يضحوا بمصالحهم المشتركة مع ايران

السفير الايراني: نتوقع من العراق والاوروبيين الا يضحوا بمصالحهم المشتركة مع ايران
الثلاثاء ١٣ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٧:١٧ بتوقيت غرينتش

أكد السفير الإيراني لدى العراق، إيرج مسجدي، بان ايران تتوقع من حكومة العراق وأية حكومة أخرى في العالم، بما فيهم الأوروبيون وغيرهم، أن لا يضحوا بمصالحهم ومصالحهم المشتركة مع الجمهورية الإسلامية في سبيل سياسات ومطالب أمريكا.

العالم- ايران

وفي مقابلة اجرته معه قناة "روداو" الكردية قال مسجدي حول علاقات ايران مع العراق ومنطقة كردستان العراق: انه ببسبب الجوار والحدود الطويلة التي تجمع إيران بالعراق، وكذلك بكردستان، وكذلك العلاقات الثقافية والسياسية والتاريخية، وكدولتين مسلمتين جارتين، من الطبيعي أن تكون العلاقات بيننا قوية وواسعة، وهذا يشمل المجالات الاقتصادية وكذلك المجالات الاجتماعية والسياسية والأمنية. شهدت هذه العلاقات بعد العام 2003 وسقوط صدام المزيد من النمو، وكان الأمر بنفس الصورة مع منطقة كردستان، والحمد لله العلاقات اليوم في مستوى جيد جداً.

واضاف: خلال هذه الدورة من اضطلاعي بمهام السفارة، تم والحمد لله ومما يدعونا إلى الارتياح، حسم مسألة "داعش" الذي كان يهدد العراق ومناطق كردستان، وتمت استعادة المناطق التي كان يحتلها. تم حل مشكلة "داعش" والخلاص منها. رغم أنني أعتقد بأنه لا تزال هناك خلايا صغيرة لداعش. النقطة الثانية هي أن علاقاتنا الاقتصادية تنامت، فمثلاً خلال سنتين شهدت صادرات الغاز الإيراني وصادرات الكهرباء الإيرانية والصادرات التجارية الإيرانية نمواً جيداً إلى حد ما. والحمد لله فإن علاقات إيران مع العراق ومع إقليم كردستان، تتقدم وتتحسن كل يوم.

وبشان الحكومة العراقية الجديدة برئاسة عادل عبدالمهدي قال: أنا أعتقد أن الدكتور عادل عبدالمهدي سيطور علاقاته مع إيران ومع الدول الأخرى، ومن جانبنا أعلنا عن استعدادنا لإنجاح الحكومة العراقية من جميع الوجوه، وقد أبلغنا الحكومة العراقية بأن أي نوع من التعاون والتنسيق أو المساعدة اللازمة بحكم الحاجة المتبادلة بين إيران والعراق، أي حاجتنا للعراق وحاجة العراق لجمهورية إيران الإسلامية، فإننا مستعدون للتعاون معهم وتعزيز مساعداتنا. نحن نتوقع ونرغب ونسعى لنجاح الحكومة الجديدة للسيد عادل عبدالمهدي ووزرائه بإذن الله.

وعن دور ايران في دعم الحكومة العراقية الجديدة قال: المساعدات متعددة الوجوه، فهي تضم المساعدة السياسية، وسيكون الجزء الهام منها عبارة عن التعاون والمساعدات الاقتصادية، وكما قدمنا العون في الحرب على داعش وساعدناهم وهُزم داعش والحمد لله، من الممكن أن تستمر المساعدات الدفاعية والأمنية، كما أن العلاقات الثقافية والاجتماعية بين البلدين واسعة جداً. أنظروا بأنفسكم، يتنقل أكثر من ستة أو سبعة ملايين من السكان بين البلدين سنوياً، سواء للزيارة أو لأغراض السياحة والطبابة، الإيرانيون يأتون إلى العراق والعراقيون يذهبون إلى إيران، وهذا ينطبق على منطقة كردستان أيضاً، لهذا فإن مستويات التعاون والعلاقات جادة وواسعة.

واضاف: من الناحية الأمنية، كانت مساعداتنا في مرحلة داعش مساعدات عسكرية، ومساعدات في مجال الأسلحة والدعم اللوجستي والتدريب، أي أننا كنا إلى جانب الجيش والحشد الشعبي والقوات المسلحة العراقية في كل الجوانب، حيث ساعدت جمهورية إيران الإسلامية هذه القوات على مواجهة "داعش"، ومن الطبيعي أن تستمر هذه المساعدات بعد داعش في الجوانب التقنية واللوجستية والتدريب وتقديم المشورة. وهذا مرتبط باحتياجات العراق، أي بكل ما يحتاجه العراقيون، مثلاً إلى اللوازم التقنية، أو الأسلحة، أو المساعدات المختلفة، حسب حاجة وطلب الحكومة العراقية، ونحن سنواصل تقديم مساعداتنا وقد عبرنا عن استعدادنا لذلك.

وعن اختيار برهم صالح لرئاسة الجمهورية العراقية قال: أرى أن اختياره يمكن أن يساعد العراق، في مجال تقدم العراق ولحل المشاكل بين بغداد والإقليم، وكذلك في العلاقات بين إيران والعراق. لهذا فإن دور رئيس الجمهورية السيد الدكتور برهم صالح ودور الدكتور عادل عبدالمهدي وبرلمان العراق، يمكن أن تكون أدواراً هامة ومؤثرة في بناء هذا البلد. هذا ما أتصوره وآمل أن يكون كذلك، فالدكتور برهم هو على أية حال من الاتحاد الوطني ومن أصدقاء الجمهورية الإسلامية، وخلال فترة رئاسته سيعزز علاقاته مع الجمهورية الإسلامية وسيكون على اتصال مع إقليم كردستان، وسيحل العلاقات والمشاكل الداخلية للعراق.

وحول توقعات ايران من الحكومة العراقية قال: توقعاتنا من العراق هي أن يراعي مصالح شعب العراق والمصالح المشتركة للبلدين، فالحصار أو الحظر الأمريكي ضد إيران ليست بالأمر الجديد، وفي المرحلة السابقة على وجه الخصوص كانت العقوبات مفروضة من جانب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وكان الأوروبيون وغيرهم يدعمونها. لكن المسألة اليوم ليست بتلك الصورة، فالأمريكيون وحدهم الذين خرجوا من الاتفاقية ومضوا باتجاه فرض الحظر والضغط والتهديد، وهذه الأمور ليست ملزمة لأي طرف.

وتابع: نحن ننتظر من حكومة العراق ومن أية حكومة أخرى في العالم، بما فيهم الأوروبيون وغيرهم، أن لا يضحوا بمصالحهم ومصالحهم المشتركة مع الجمهورية الإسلامية في سبيل سياسات ومطالب أمريكا. لأن العلاقات التي تربطهم بأمريكا أمر مختلف بحد ذاته... لكن هذه العلاقات لا ينبغي أن تؤثر باتجاه إضعاف علاقات إيران والعراق.

وفيما اذا كانت العقوبات ستؤثر على مشاريع إيران في العراق وسوريا، قال مسجدي: يبدو أن الأمريكيين يريدون أن يقوموا بانتهاكات، الأمريكيون لا يريدون أن تنمو العلاقات الاقتصادية الإيرانية مع دول المنطقة، والعراق وغيره من هذه الدول. إنهم يضغطون على تلك الدول لتقييد علاقاتها مع إيران، ويتسببون في تعقيدات، هذا هو عمل الأمريكيين، لكن الذي يهم حسب ما أرى هو أن يراعي شعب إيران وشعب العراق، وحكومة إيران وحكومة العراق، مصالحهم.

وعن العلاقة مع اقليم كردستان العراق قال: علاقاتنا الحالية مع منطقة كردستان علاقات جيدة للغاية، حتى العلاقات السياسية، والجمهورية الإسلامية لديها ممثليتان حالياً في كردستان، أعني قنصليتي السليمانية وأربيل. علاقاتنا السياسية أيضاً جيدة جداً، وبخصوص علاقاتنا الاقتصادية، ينبغي أن أقول إنه في المنافذ الحدودية بين إيران وكردستان، أي: باشماخ، برويزخان، تمرجين، وحاجي عمران، هناك علاقة اقتصادية قوية بين إيران والعراق. لذا فإن الشعب الكردي وحكومة المنطقة هما محل تقدير وحب الجمهورية الإسلامية بنسبة مئة في المئة، وإن شاء الله سنعمل على مختلف المستويات من أجل تلك العلاقات، وبعونه تعالى سنعمل في سبيل العلاقات الاقتصادية والسياسية، والعلاقات العلمية والجامعية والثقافية وسنعززها.

واضاف مسجدي: كان لدينا اتفاق لتبادل النفط مع العراق ومازال هناك اتفاق، لكن فيما يتعلق بطريقة تنفيذ هذا الاتفاق، وتعزيزه، وهل سيكون عن طريق الصهاريج أو بطريق آخر مثلاً، وهناك احتمال أن يحول مستقبلاً إلى أنبوب لنقل النفط أو طريقة أخرى للتعاون. هذا مرتبط بمصالح البلدين، ومن الطبيعي أن تكون بيننا هكذا علاقات. من الطبيعي أيضاً أن لا يستسيغ الأمريكيون ذلك ويرفضوه، لذا سيسعون لقطع الطريق على هذا التعاون، لكنني أعتقد أنهم لن ينجحوا، لماذا؟ لأن مصالح البلدين، إيران والعراق، تدعو إلى أن تكون هذه العلاقات قائمة على جميع الأصعدة، ومنها الموضوع الذي أشرتم إليه.

وبشان مشروع لأنبوب لنقل النفط بين العراق وإيران، وخاصة لنقل نفط كركوك قال مسجدي: هذا المشروع يجري البحث فيه، وهو الآن في مراحله الأولية وواحد من المواضيع التي تحظى بالاهتمام بيننا وبين العراق.

وعن حجم التبادل التجاري الحالي بين العراق وإيران، وخاصة بعد داعش اوضح قائلا: ان حجم التبادل بيننا كان في العام الماضي 6.5 مليار دولار، وسيزيد هذا في العام الحالي. أتوقع أن يصل بحلول نهاية العام إلى نحو 8.5 مليار دولار، أقصد التبادل التجاري.

واضاف: يوجد إلى جانب هذا مبيعات الكهرباء ومبيعات الغاز الطبيعي، يرد الغاز الإيراني حالياً من منطقتين، من خرمشهر إلى البصرة، ومن نفطشهر إلى بغداد، ويوفر الطاقة اللازمة لإنتاج الكهرباء. هذا موضوع غاية في الأهمية، آمل أن يتم ربط خط نقل الغاز الإيراني بكردستان أيضاً، ويجب أن نتفاوض مع الأصدقاء في الإقليم وفي الحكومة المركزية لكي تستفيد مناطق شمال العراق ومنطقة كردستان أيضاً من الغاز الإيراني إلى جانب مناطق جنوب ووسط العراق.

كما توجد أيضاً المجالات التقنية والهندسية، فالشركات الإيرانية لديها الكثير من المشاريع، في منطقة كردستان وفي مختلف مناطق وسط وجنوب العراق، وهكذا فإن مستوى التبادل في قطاعات الغاز والكهرباء والتجارة معاً يقارب عشرة مليارات في السنة، وفي مجال الخدمات التقنية والهندسية، تبلغ قيمة عقود ومشاريع شركاتنا حالياً نحو عشرة مليارات دولار، وهذه المشاريع تضم إنشاء محطات ومصافي وصولاً إلى الملاعب الرياضية...

وحول دعم ايران للعراق وكردستان العراق في حربه ضد "داعش" قال: كان ذلك يعتمد على حاجة المناطق، أقصد ما الذي تحتاجه منطقة وما هو قوام القوة الاستشارية التي تحتاجها، أو اللوازم اللوجستية والسلاح والإسناد، وقد كانت هذه الأمور مرتبطة بظروف القتال، ولا شك أننا مسرورون لأن مناطق كردستان تحررت بسرعة من قبضة داعش، لكن حرب داعش في محافظة نينوى، محافظة الأنبار، وصلاح الدين وصولاً إلى الحدود السورية امتدت لفترة طويلة. لهذا من الطبيعي أن يكون حجم المساعدة في ذلك الاتجاه، وبسبب الجاهزية الكبيرة لداعش فيها، كان لا بد أن تكون المساعدات أكبر. بينما في منطقة كردستان، وبفضل المساعدات وشجاعة البيشمركة الأعزاء والمقاتلين ومساعدات إيران وحكومة منطقة  كردستان، تم استرداد المناطق من داعش بسرعة كبيرة جداً. صحيح أن المعركة كانت شرسة للغاية وقدم أخوتنا في منطقة كرستان الكثير من الشهداء، لكنه طبيعي أن يكون حجم المساعدة للإقليم أصغر مقارنة بالمساعدة لحكومة المركز، لأن مساحة وفترة المعركة هنا ومدتها طالت كثيراً.

واكد ان الجمهورية الإسلامية لا تقدم على أي عمل في العلن ولا في السر، من شأنه أن يؤدي إلى إضعاف إقليم كردستان. لماذا لا تقدم عليه؟ لأن كل تلك العلاقات السياسية، الاقتصادية، التجارية، الحركة وممثليات الجمهورية الإسلامية والزيارات المختلفة هي في سبيل تعزيز العلاقات.

وبشان كيف ترى إيران قضية كركوك في العراق وكيف ترى أنها ستحل في إطار العراق؟  قال مسجدي: نحن نرى أن هذه مسألة مرتبطة بالحكومة والدستور العراقي وحكومة المنقطة، نحن لا نتدخل فيها، وإذا اتفقت الحكومة المركزية مع حكومة الإقليم على أي شيء أو مصلحة أو طريقة، فسنحترم ذلك الاتفاق وندعمه.