مع الحدث: العدوان على الحديدة، وفرصة الرياض وأبوظبي الاخيرة- الجزء الاول

الأربعاء ١٤ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٧:٢٣ بتوقيت غرينتش

هل العدوان على الحديدة هو فرصة السعودية والامارات اخيراً؟ ماذا عن دور واشنطن في دفعهما للحسم قبل فرض وقف النار؟ ما تفسير كلام تحالف العدوان بان هدف العمليات الحالية الوصول للتفاوض؟ أيهما يسبق الاخر في معركة تغيير موازن القوى في الحديدة ومينائها؟

واكد الصحفي اللبناني والمتابع للشأن اليمني عبد الحسين شبيب، ان معركة الحديدة  عملياً هي متواصلة منذ العام الماضي، وهذه الجولة الرابعة للمحاولة السعودية الاماراتية الميدانية لاحراز تقدم في المحافظة الاستراتيجية المترامية الاطراف والتي تجاور سبع محافظات يمنية بين الجنوب والشمال.

وقال شبيب في حوار مع قناة العالم عبر برنامج "مع الحدث": ان معركة الحديدة بالنسبة لليمنيين هي موجة من العدوان العنيف الذي يحاول ان يحدث اختراقاً في جدار الصمود الاسطوري الذي يقوده اليمنيون منذ حوالي اربع سنوات، احبطوا في هذه الفترة المخططات الرئيسية للحرب التي كانت تهدف الى القضاء على حركة انصار الله واعادة امساك بالقرار السياسي وصياغة السلطة باليمن بحسب ما تقتضيه المصالح السعودية والاماراتية.

واوضح، ان العدوان السعودي الاماراتي خفضا سقف حربهما من القضاء على انصار الله واعادة بناء السلطة بحسب الاجندة السعودية والمشروع الاميركي، الى تحسين شروط التفاوض.

وبين شبيب، ان الولايات المتحدة الاميركية منحت حلفائها الفرصة الاخيرة لكي يحسنوا من وضعهم الميداني من اجل الاعداد لجولة تفاوضية جدية ينبقث عنها مسار سياسي وسلطة جديدة تترجم الوقائع الميدانية.

واكد الصحفي اللبناني والمتابع للشأن اليمني، ان ما حدث الان هو ان الجيش اليمني واللجان الشعبية انتقلت من مرحلة الدفاع الى الهجوم، تمكنت في عشرة ايام فقط من قطع جميع خطوط الامداد في المحاور التي وقعت فيها اختراقات لقوى العدوان، وتم عزل القوات التي توغلت في بعض المناطق الصحراوية في محاولة التفافية حول مدينة الحديدة عن طريق منطقة الكيلو16 للوصول الى ميناء الحديدة.

وقال شبيب: ان الوضع الميداني بحسب التوصيف للمتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى السريع، ان قوات العدوان معزولة وخطوط امدادها مقطوعة وغير قادرة حتى على اخلاء جرحاها الا بالمروحيات.

من جانبه، اكد الخبير بالشؤون الدولية محمد حيدر، ان قوى العدوان السعودي والاماراتي ليسوا بالفرسان كما ظنوا، لذا اتوا بالاميركيين لكي يساعدوهم على ركوب الفرس للاعتداء على اليمن.

وقال حيدر: ان الولايات المتحدة الاميركية اعطت الفرصة لقوى العدوان السعودي الاماراتي لاحتلال مدينة الحديدة ومينائها خلال شهر، لكن العالم لم يعد يثق بهذه المسألة، بعد الهزائم والخسائر الفادحة التي تكبدتها على يد الجيش اليمني واللجان الشعبية.

واوضح حيدر، ان مدة الشهر لها مردود نفعي للولايات المتحدة الاميركية بـ6 مليار دولار، فيما تكلف الحرب على اليمن، السعودية لوحدها حسب  احصاءات المؤسسات العالمية والبحثية في اميركا، ما بين 220 الى 230 دولار يومياً.

ولفت الخبير بالشؤون الدولية، الى ان 6 مليار دولار كلفة معركة الحديدة لوحدها، اضافة الى 72 مليار دولار سنوياً، قياساً الى السنوات الماضية، هي احد اهم العوامل التي باتت  تقض مضجع السعودية.

واكد حيدر، ان المسألة الانسانية لم تكن الحافز الاساسي للاميركيين للدعوة الى معركة الحديدة، مشدداً على ان الدعوة الى هذه الحرب كانت اساساً بتحريض وتخطيط من الاميركيين خلال مدة شهر، ويطالبون السعودية والامارات ان تحققا شيئاً في الميدان، علهم يحسنوا من شروط التفاوض بوقف اطلاق النار.

بدوره، اكد الخبير العسكري اليمني العميد عابد محمد الثور، ان الخيارات العسكرية للجيش اليمني واللجان الشعبية دقيقة جداً وتتطور وفق معطيات الميدان والمعركة واهمها الوقت والزمان والقدرة القتالية، مشيراً الى ان تصريحات العدوان حول تفاؤله بالاستيلاء على ميناء الحديدة ليس كما يظن خلال احتلاله لميناء المخا وعدن.

وقال العميد محمد الثور: ان العمق الدفاعي للقوات اليمنية قادر على الاحتفاظ بالتوازن، رغم ان قوى العدوان توغلت فعلاً في منطقة المخا والخوخة والساحل من باب المندب، معتبراً ان تواجد القوات اليمنية على الشريط الساحلي ما بين المخا والحديدة هي من اجل تقطيع مسارات قوى العدوان وخطوط امدادها.

واوضح العميد محمد الثور، ان سقوط 3 آلاف قتيل لقوات العدوان الواقعة الان تحت الحصار بعد قطع خطوط امدادهم من اربعة مسارات، تؤكد ان الخيارات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية هي الاقوى.

واضاف الخبير العسكري اليمني، ان القوات اليمنية المشتركة قادرة على بناء دفاعاتها وفقاً للموقف القتالي وتصعيد العدو، مؤكداً ان الاتزان الدفاعي اليمني قوي جداً وبامكانه التعامل مع قوى العدوان بحرفية وبتخطيط عسكري عالي.

وشدد العميد محمد الثور على ان القوات اليمنية لم تسمح للعدو بالتوغل الى خطوط دفاعاته، لذا لجأت قوى العدوان الى استخدام الطائرات بكثافة عالية، مشيراً الى ان ارقام الخسائر الفادحة التي تكبدتها قوى العدوان خلال 11 يوماً فقط منذ بداية شهر نوفمبر وصلت الى اكثر من 876 قتيلاً و1150 جريحا، علامة على قوة الدفاعات اليمنية التي ابادت فرق هجومية بالكامل عندما حاولت التسلل الى الحديدة ومينائها.

 

ضيوف الحلقة:

الصحفي اللبناني والمتابع للشأن اليمني عبد الحسين شبيب

الخبير العسكري اليمني العميد عابد الثور

الخبير بالشؤون الدولية د. محمد حيدر

يمكنكم متابعة الحلقة ملخص عبر الرابط التالي:

https://www.alalam.ir/news/3894176